السجن المحلي تولال 2 بمكناس في 2013/08/25
المعتقل السياسي : حسن كوكو
المعتقل السياسي : منير أبت خافو
تقرير : السجن المحلي تولال2 : وقائع صادمة،
قهر وحرمان السجناء.
يشكل الوضع المزري الذي يعيشه السجناء عبر مختلف سجون
بلادنا صورة حقيقية على زيف كل الشعارات التي طالما رفعها النظام القائم من
قبيل"الانتقال الديمقراطي" ،"طي صفحة الماضي"، "النهوض
بحقوق الإنسان...
حيث أن واقع السجون وما يعانيه المعتقلون من
انعدام لأبسط شروط الحياة الكريمة
،
يضرب عرض الحائط كل محاولات النظام القائم لرسم صورة بعيدة كل البعد عن الوقائع والحقائق الصادمة
التي يعيشها المعتقلون بشكل يومي،وذلك عبر إنشاء ما يسمى ب"المجلس الوطني لحقوق الإنسان" والذي كلف بانجاز تقارير عن
وضعية حقوق الإنسان، خاصة داخل السجون، والذي أنجز مؤخرا تقريرا حول واقع السجون،
حيث حاول من خلاله تقويم الوجه البشع للنظام القائم.
ومنذ سنة 2008 تمت إعادة هيكلة إدارة السجون ليتم إنشاء
"المندوبية العامة لإدارة السجون و إعادة الإدماج"، حيث تم الشروع في
تطبيق سياسة جديدة/قديمة، في حق
السجناء، سياسة القمع الممنهج وتفويت كل الصلاحيات للجلادين لارتكاب مجازر في حق
المعتقلين، عبر وضع كل السلطات في يد رؤساء المعاقل، التي تخول لهم تطبيق عقوبات
"تأديبية" دون أية مسائلة، وهذا ما يطرح تساؤل عريض هل بالفعل يتم إعادة
إدماج السجناء أم إعادة تدجينهم .
وفي هذا التقرير سنحاول رسم صورة
عن واقع سجن تولال2 بمكناس، بالرغم من شح المعطيات الكافية، بسبب ما نعانيه من حصار وصعوبة التحرك داخل
السجن:
يعتبر "السجن المحلي
تولال2بمكناس " من بين أحدث السجون التي تم بناؤها مؤخرا، حيث تم بنائه سنة 2008 ،من طرف شركة أجنبية، بميزانية ضخمة تقدر بملايين
الدراهم على مساحة
تتجاوز 20 هكتار وبتقنيات جد متطورة.
يتوفر سجن تولال2بمكناس على : أحياء جماعية، أحياء فردية، وحي
النساء :
الأحياء الجماعية:
يتوفر السجن على8 أحياء جماعية مرقمة من1إلى 8، وكل حي جماعي يتوفر على 32 غرفة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار طولا ومترين
ونصف عرضا، وكل غرفة تحتوي على حوالي 10 سجناء، يعيشون في شروط غير إنسانية. ويحتوي كل جناح على أربع زنازين انفرادية ""cacho
مخصصة "للعقوبات التأديبية"، أي بمجموع 32 زنزانة
انفرادية بالأحياء الجماعية حيث لا تتعدى
مساحتها 1.5 متر مربع مع انعدام تام لتهوية. كما يحتوي كل جناح على حمام واحد تبلغ مساحته حوالي 6 أمتار طولا و 3 أمتار
عرضا، يستحم فيه السجناء بشكل جماعي، مما يجعلهم عرضة للإصابة ببعض الأمراض
المعدية المنتشرة بين السجناء.
الأحياء الانفرادية:
يتوفر السجن على 3 أحياء انفرادية
مرقمة من 1 إلى 3، وهي مخصصة للسجناء "الأكثر خطورة" ،ويتوفر كل حي على
32 غرفة لا تتعدى مساحتها2 متر طولا ومتر
ونصف عرضا، وتحتوي كل غرفة على شخصين، كما يحتوي كل جناح على4 زنازين انفرادية أي ما مجموع 12 زنزانة انفرادية بالأحياء الانفرادية.
حي النساء:
لا نتوفر على أية معطيات بخصوصه حتى
حدود اللحظة
المطبخ:
يتوفر السجن على مطبخين لا تتوفر فيهم أدنى شروط السلامة الصحية.
المصحة:
يتوفر السجن على مصحة واحدة
صغيرة، تنعدم فيها أبسط الخدمات الطبية مما يفرض على السجناء تسديد مبالغ مالية
مهمة تبلغ 500 درهم على الأقل قصد تصريح الطبيب لهم لتلقي العلاجات خارج السجن .
·
بالنسبة للتغذية
يتم تقديم ثلاث وجبات في
اليوم )الفطور،
الغذاء، العشاء (،وفي كل وجبة يتم تقديم كمية غير
كافية لسد حاجيات السجناء، خاصة
و أنه يمنع إدخال بعض المواد
الغذائية كالمعلبات من خارج السجن، كما تنعدم ابسط شروط السلامة الغذائية و الصحية. حيث يتم إعداد الوجبات في ظروف
غير صحية، مع انعدام تام للمراقبة الطبية وكذلك لمراقبة الجودة، مما يسبب للسجناء
مضاعفات صحية خطيرة و انتشار أمراض كالحساسية و بعض الأمراض الجلدية…وبالرغم من
أنه تم التصريح بان الميزانية المخصصة لكل سجين بلغت 15 درهم في اليوم، إلا أن الواقع لا
يعكس ذلك رغم هزالتها، إذ يعاني السجناء من سوء التغذية، وقلتها، إضافة إلى منع
إدخال بعض المواد
الغذائية من خارج السجن )
المعلبات، المشروبات الغازية، الحليب و مشتقاته، العصير، و كل المواد المصنعة(…،وفي المقابل يتم رفع أسعار المواد الغذائية التي تباع داخل السجن بنسب
قياسية، مما يحول السجن من
مؤسسة "لإعادة الإدماج " إلى مؤسسة لمراكمة الأرباح على حساب المعتقلين
وعائلاتهم.
·
بالنسبة للزيارة: معاناة العائلات، و ترهيب السجناء!!!
تعتبر الزيارة العائلية، ذلك
اليوم السعيد الذي ينتظره كل سجين قصد التواصل مع محيطه الخارجي، انطلاقا من
عائلته. فهناك عائلات تقطع مئات الكيلومترات، من أجل زيارة فلذات أكبادها، و بعد
طول السفر و المعاناة، تصطدم بواقع آخر، حيث تعاني مئات العائلات من ويلات
الانتظار لما يقارب 3 ساعات في طابور طويل أمام باب السجن، تحت أشعة الشمس الحارقة
صيفا، و تحت المطر و البرد القارس شتاءا ، مع انتشار الزبونية و المحسوبية
للمرور في الصفوف الأولى. كما أنه تم تخصيص قاعتين فقط
للزيارة، و تبلغ مساحة كل واحة منها حوالي 8 أمتار طولا و 4 أمتار عرضا، كما أنها
تحتوي على حاجز إسمنتي يتجاوز ارتفاعه المتر و عرضه حوالي متر و نصف، يفصل بين
السجناء و عائلاتهم، مما يحول دون تواصل مباشر و مريح مع العائلات، و هذا ما يفقد
الزيارة مضمونها الإنساني، بالإضافة إلى ضيق المدة الزمنية المخصصة للزيارة، إذ لا
تتعدى 15 دقيقة، وهذا ما يستغلونه
"موظفو السجن" من أجل ابتزاز
العائلات و طلب مبالغ مالية قد تصل في بعض الأحيان إلى 500 درهم قصد تمديد
فترة الزيارة.
كما يتعرض السجناء للمضايقات أثناء ولوج أو مغادرة
قاعة الزيارة، حيث يتم تفتيشهم بطرق مهينة و لا إنسانية تصل إلى حد تجريدهم من
ملابسهم الداخلية، بل تصل الأمور في بعض الأحيان إلى اعتداءات جسدية و نفسية دون
أي مبرر و أمام أعين عائلاتهم.
·
بالنسبة للتغطية الصحية: حرمان و إهمال تام
للسجناء!!!
يشكل التطبيب، و المراقبة
الطبية للسجناء من بين أهم الحقوق الأساسية
للسجناء، حيث أنه من حق كل سجين تلقي العلاجات الضرورية و كذلك إجراء عمليات
جراحية، إذا اقتضى الأمر ذلك. لكن ما نعاينه من داخل السجن لا يعكس ذلك، إذ يعاني
السجناء من إهمال تام و ممنهج، خصوصا و أن مصحة السجن جد صغيرة و غير
مجهزة لتقديم الخدمات الطبية، حيث يتواجد فيها طبيب واحد مقابل أكثر من 3000 سجين،
و هذا ما يؤدي إلى انتشار أمراض معدية في صفوف السجناء، و تم تسجيل حالات وفيات
متكررة في الشهرين الأخيرين.
·
وقائع صادمة: الزبونية و المحسوبية و التجارة
المربحة!!!
بالإضافة إلى كل ما أشرنا إليه،
يعرف السجن حقائق صادمة، و ظهور نوع من التجارة المربحة، أطرافها كل من
"المسؤولين" و "السجناء الميسورين"، حيث يتم تسديد مبالغ
خيالية تصل إلى 50000 درهم، قصد الحصول على أماكن تتوفر فيها شروط خاصة، و تم
تخصيص " الجناح 1 بالحي الجماعي" لذلك. إذ يتواجد فه حاليا كل من استطاع
دفع 50000 درهم، ككبار مروجي المخدرات، و أصحاب الاختلاسات...إلى درجة أصبح يطلق
عليه من طرف السجناء ب"حي المرفحين".
·
سجن تولال 2 بمكناس: غوانتناموا المغرب، إجراءات
قمعية رهيبة!!!
يعرف السجن إجراءات قمعية مشددة
تزرع الرعب في نفوس السجناء، حيث تنهج إدارة السجن سياسة قمعية اتجاههم ، من خلال
تنظيم حملات تفتيش منظمة و ممنهجة لغرفهم دون أي مبرر، مرفوقة باعتداءات جسدية،
كما تم تزود جميع أنحاء السجن بكاميرات متطورة للمراقبة، من أجل رصد جميع تحركاتهم
، بالإضافة إلى قلة المدة الزمنية المخصصة للفسحة، لا تتجاوز 20 دقيقة.
و كل هذه الإجراءات المشددة،
تسبب للسجناء نوع من الإحساس باليأس و فقدان الأمل في المستقبل، مما أدى إلى إصابة
العديد منهم بأمراض نفسية و هستيرية خطيرة، و تم تسجيل محاولات انتحار عديدة، و
تسجيل حالة انتحار لسجين يبلغ من العمر 43 عام بالحي الانفرادي رقم 2. بالإضافة
إلى خوض السجناء لعدة خطوات نضالية ( إضرابات عن الطعام) من أجل تحسين الشروط داخل
السجن أو التنقيل إلى سجون أقرب لعائلاتهم...
وبالرغم من محاولة النظام
التغطية على جرائمه في حق السجناء بتوظيفه لأبواقه المأجورة...يبقى إخراج هذه
الحقائق للرأي العام و الكشف عن وقائع و حقائق السجون و ما يعيشه السجناء من غياب
لأبسط الشروط الإنسانية بمعطيات مادية ملموسة، مهمة نضالية على كل مناضل (معتقل
سياسي)، أن يقوم بها، لأن السجن ليس مكان للراحة و الاستجمام، فمعركة المعتقلين
السياسيين هي جزء لا يتجزأ من معركة الشعب المغربي، و علينا أن نخدمها بكل صدق و
إخلاص.
لا سلام
لا استسلام....المعركة إلى الأمام
الحرية
لكافة المعتقلين السياسيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق