الجمعة، 17 يناير 2014

في 17 يناير 2014 ـ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب / النهج الديمقراطي القاعدي ـ بيان إلى الرأي العام الوطني و الدولي

في 17 يناير 2014
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب                        النهج الديمقراطي القاعدي

بيان إلى الرأي العام الوطني و الدولي

أقل من ثلاث سنوات كانت كافية لتكشف حقيقة الدستور الممنوح  الذي قالوا عنه "دستورا جديدا" و"دستورا للحريات وحقوق الإنسان"، كانت كافية لتكشف صورية حكومة الكراكيز بقيادة القوى الظلامية ... فترة قصيرة كانت كافية لتسقط شعارات كبرى حاولوا أن يجعلوها عنوانا لمرحلة سياسية بأكملها "الملك الثائر"، "المبادرات الملكية الميمونة "و"مغرب الانفتاح والديمقراطية والحداثة"... وانهارت مشاريع رجعية مفلسة بسرعة البرق، أمام عناد الواقع، وتبخرت الميزانيات الخيالية التي رصدت لها وحطت بأرصدة الحيتان الكبيرة ببنوك سويسرا. وأمام عمق أزمة النظام، فهو لم يستطع أن يدبر بكل ذلك ولو مرحلة قصيرة، لتدوي عاليا لغة القمع والتنكيل وتزايدت فيالق الموت والمخبرين لتلتقط وتخنق أنفاس كل الأصوات الحرة والرافضة، بأشكال وأساليب لا تقل وحشية وهمجية عما أسموه "بسنوات الجمر والرصاص".

فالنظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، يواصل بكل حمية وحماسة، تفانيه وإخلاصه في التنفيذ التام لقرارات وإملاءات مراكز التمويل العالمية (صندوق النقد الدولي، البنك العالمي...)، بضرب ما تبقى من مجانية القطاعات والخدمات الاجتماعية عبر استكمال مخطط الخوصصة، والذي كان من بين نتائجه المنطقية، بأن جففت كل الموارد، ولم يبق أمام دولة الكومبرادور والمعمرين الجدد، سوى الرفع من الضرائب المباشرة وغير المباشرة وإقحام فئات جديدة من الجماهير المسحوقة ضمن الوعاء الضريبي، وإعفاء أصحاب رؤوس الأموال، وذلك بشكل كاريكاتوري وهزلي، إضافة إلى تعميق سياسة تحرير الأسعار وتجميد الأجور. فتدنت القدرة الشرائية للجماهير الشعبية، وأغلق العديد من المعامل وشرد الآلاف من الطبقة العاملة، ونفس الشيء بالنسبة للفلاحين الفقراء الذين نهبت أراضيهم وتم تفويتها بأثمان رمزية إلى حاشية القصر وقروش الرأسمال الكبير، كما تم تشريد آلاف الأسر التي تقطن بأحزمة الفقر تحث ذريعة "محاربة دور الصفيح " ليفتح الباب على مصراعيه أمام لوبيات العقار الاستثمارية، وتم إغلاق الوظيفة العمومية... مما ساهم في تزايد جيوش العاطلين واتساع دائرة الفقر والتهميش، وتفشي الفساد بكل أشكاله والجريمة وكل المرضيات الاجتماعية، وانتعاش الفكر الظلامي و الرجعي بشكل عام( التطورات الأخيرة لقضية ما يعرف "بأبو النعيم"... ).
ولحساسية قطاع التعليم، وبوصفه جزءا من الكل، تتركز فيه مجمل إشكالات الواقع السالف الذكر، ويصعد فيه الصراع السياسي إلى الواجهة، نتيجة صمود ومقاومة الحركة الطلابية. فقد انتهى الميثاق الطبقي للتربية والتكوين إلى الفشل الذريع، وإلى نفس المصير انتهت نسخته المشوهة " المخطط الاستعجالي"، بل وأكثر من ذلك وبفضل النهج الديمقراطي القاعدي، ومع فرز لجنة المعتقل وبروز حركة 20 فبراير، أخذ نضال الحركة الطلابية على أرضية برنامجها، البرنامج المرحلي، أبعادا سياسية، نضالية وعملية تجاه نضالات الجماهير الشعبية، تجسيدا لمضمونها التحرري كرافد من روافد حركة التحرر الوطني، فقد ساهمت في تأطير العديد من معارك الجماهير الشعبية، وانتفاضاتها (انتفاضتي تازة و20 فبراير المجيدتين كمثال) وقدمت في خضم ذلك تضحيات كبرى : الشهيد محمد الفيزازي الذي سنخلد ذكراه السنوية الأولى بعد أيام معدودة، وعشرات المعتقلين السياسيين وزعت عليهم عقود من السجون، وعشرات من الجرحى والمعطوبين... هذا المسار كان حاسما في تشكل العديد من الإفرازات النضالية التي تعرفها الساحة السياسية المغربية، مما جعل النظام، و لتوفر دروس تاريخية غنية في هذا المنحى، يلتقط الإشارات جيدا، ليدشن مرحلة متقدمة من هجومه الكاسح و الصريح على الحركة الطلابية واستهداف الحق المقدس لأبناء الشعب في التعليم، و كان الضوء الأخضر لذلك خطاب الكومبرادور ل 20 غشت 2013، فعاش الموسم الجامعي الحالي منذ بدايته على وقع استهداف الأحياء و المطاعم الجامعية ( ظهر المهراز، سايس، القنيطرة، ...) و حرمان آلاف الطلبة من حقهم في التسجيل، و التلويح في الأفق للإجهاز على المنح بصيغ ملتوية، و تنزيل جهاز الأواكس بأشكال عدة، و التدخلات القمعية و عسكرة المواقع الجامعية و تجييش البلطجية و تنظيمها، و كذلك القوى الظلامية لاستهداف نضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (القنيطرة، مكناس، مراكش، سطات، الجديدة، الدار البيضاء، فاس، ...).
إن مع تزايد النهب الجشع، و الاستغلال البشع لخيرات و مقدرات بلادنا من طرف الامبرياليين و الصهاينة و عملائهم المحليين، محميين بالقمع و الإرهاب البوليسيين، و بدروعهم العسكرية الفتاكة، و مؤسساتهم الرجعية و أحزابهم العميلة، و سجونهم النتنة، ... تتزايد الهوة القائمة بين قمة و قاعدة الهرم الاجتماعي، و معه يستفحل تردي الواقع الاقتصادي و الاجتماعي لشعبنا و تتعمق معاناته، مما يجعل الوضع مهيأ للانفجار في أية لحظة، و كل مؤشراته متوفرة، و ما تعرفه مدينة الرباط، عاصمة "الاستقرار السياسي" بالنسبة للنظام، من معارك يومية ضارية يوازيها قمع دموي، إلا مثال بسيط من بين عشرات الأمثلة اليومية ببلادنا، رغم كل ما يطرحونه من مسكنات لفرض الهدنة، و منها مناورات القوى الإصلاحية التي تمتطي المعارك و تسقفها و تستغلها كورقة ضغط خلال حواراتها و اتفاقاتها المبطنة بالتآمر و شراء الذمم و المتاجرة في عرق و معاناة الجماهير الشعبية.
إن كل ما سبق ذكره يزكي الطموح التاريخي للشعب المغربي و الذي حملته الحركة الماركسية اللينينية المغربية خلال مرحلة سبعينيات القرن الماضي، و بعدها النهج الديمقراطي القاعدي كامتداد لها لما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، و كل المناضلين الثوريين و المبدئيين الذين يلقى على عاتقهم، التقدم الجاد و المسؤول نحو بناء بديل حقيقي قادر على حسم الصراع لمصلحة شعبنا و إنقاذه من براثين القمع و التجويع و التجهيل ... و يجيب عن الطموحات و التطلعات المشروعة لأبنائه و بناته و حقهم في العيش الكريم و في مجتمع الحرية و المساواة و العدالة الاجتماعية. و النهج الديمقراطي القاعدي بأيدولوجيته الماركسية اللينينية و تصوره السياسي العام، تصور الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية و ببرنامجه، البرنامج المرحلي، برنامج الحركة الطلابية، كان و لازال و سيظل فاعلا أساسيا و مساهما حقيقيا في سبيل إحقاق هذا الطموح التاريخي، و لم و لن يتوانى في تقديم كل التضحيات لأجل ذلك، و لذلك كان و لازال و سيظل نبراسا للثورة و الصمود، و مدرسة للتربية على المبادئ و المواقف الثورية، و ذلك أيضا جعله و يجعله عرضة لكل أشكال الاستهداف و القمع و الاعتقال و الاضطهاد، و محاولات الاختراق التحريفية و البوليسية و حملات التشويش و التشويه المغرضة للنيل من مناضليه الأوفياء كمقدمة لإقبار هذا الخط الجذري المكافح.

و في الأخير نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:

ـ دعوتنا كافة المواقع الجامعية إلى تصعيد الفعل النضالي.
ـ دعوتنا الجماهير الشعبية بمناضلاتها ومناضليها إلى الانتفاض على الأوضاع المأزومة.
ـ تضامننا المبدئي و اللامشروط مع كافة الشعوب التواقة إلى التحرر و الانعتاق.
ـ إدانتنا للجرائم المرتكبة في حق أبناء و بنات شعبنا المكافح (فاطمة الزهراء أزهريو كمثال).
ـ إدانتنا كافة المؤامرات و الدسائس التي تحاك في حق النهج الديمقراطي القاعدي.
ـ دعوتنا الجماهير الطلابية إلى التشبث بمعاركها النضالية و المزيد من الانخراط في الأشكال النضالية لأوطم.
ـ مطالبتنا بإطلاق السراح الفوري لكافة المعتقلين السياسيين.
ـ استمرارنا على نهج شهدائنا الأبرار.

عاشت نضالات الجماهير الشعبية
عاشت نضالات الحركة الطلابية
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

عاش النهج الديمقراطي القاعدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق