الخميس، 6 فبراير 2014

25-01-2014 المعتقل السياسي عبد الرحيم التاويل رقم الاعتقال 4397 سجن "العواد" بالقنيطرة ـــ تقرير شهادة معتقل سياسي في زمن"العهد الجديد" (الجزء الاول)

25-01-2014
المعتقل السياسي عبد الرحيم التاويل                                                       
 رقم  الاعتقال 4397
سجن "العواد" بالقنيطرة

تقرير شهادة معتقل سياسي
في زمن"العهد الجديد" (الجزء الاول)

... تم حسم مصير المعركة النضالية الأوطامية بجامعة ابن طفيل بشكل عام و بشكل خاص معركة كلية الآداب على أرضية الملف المطلبي الذي لطالما رفعته الجماهير الطلابية و ناضلت في سبيل تحقيقه. حسم كل شيء جماهيريا على أساس مقاطعة الامتحانات النهائية للدورة الخريفية, بالإضافة إلى كون هذه الخطوة جاءت كتطور طبيعي للمعركة فكان إقدام جحافل القمع على فرض حصار على الحرم الجامعي(مجمل الكليات, الحي الجامعي, المطعم الجامعي,...) و بمختلف أنواع القمع (السرية و العلنية) بل و حتى حضر التجوال على الطلبة بالمناطق المتاخمة للحي الجامعي الساكنية منذ اليوم الاول للامتحانات؛ كل ذلك كان مآله يصب في اتجاه مقاطعة الامتحانات؛ رغم كل الأصوات التي أبانت عن انبطاحيتها و عن تملصها من تحمل المسؤولية و التي انسجمت مع ذاتها لا أقل و لا أكثر..

بمجرد التحاقنا بالجامعة اتضح أن التطويق هو سيد الموقف حيث أن كلية الآداب خاصة حوصرت بالكامل إلا من الباب الرئيسي الذي ظل تحت مراقبة شديدة في نفس الوقت الذي كان الطلبة يدخلون الكلية إلى جانب بعض مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وبعد شروعنا في التوضيح مع الجماهير الطلابية فيما يخص إمكانية المقاطعة كخيار في واقع المماطلة و اللامسؤولية فيما يتعلق بمطالب أبناء الشعب المشروعة، و أيضا كإجابة على واقع العسكرة و تكثيف الحضر على أوطم العتيدة، و بالضبط في إحدى القاعات التحق  عميد الكلية وبعض من زبانيته مهددا بتدخل القمع والاعتقال غير ان الطلبة عبروا عن موقف المقاطعة وعن الاصرار في ممارسة حقهم الكوني في التعبير الشيء الذي جعل عشرات رجال القمع ذوي الرتب الدخول لقلب تلك القاعة ليتم اعتقالي وانا بين الطلاب القى كلمتي تحت وابل من الضرب والرفس, سب وشتم واهانات صفدت  يداي رغم المقاومة,,, تم اقتيادي في اتجاه المخفر معصوب العينين ومكبل اليدين ليبدا مسلسل آخر من التعذيب بإحدى غرف "سنطرال" أصابوني في ركبتي اليسرى واجلسوني على  ركبتي باللكمات ومختلف اصناف الاهانات الحاطة بالكرامة الانسانية دام ذلك ساعات قبل ان يأخدوني الى أحد المكاتب لأجد عشرات الطلبة والرفاق,وعز لي الى جانب ثلاثة مناضلين آخرين تم اقتيادنا نحو "الجيور" بعد ان سلبونا كل حاجياتنا.
      تم وضعي بزنزانة فردية في الليلة الاولى الى ان الحقوني بالآخرين بما فيهم معتقلي الحق العام وكالعادة وفي عز البرد تكرموا علينا بأسمال بالية مليئة بأنواع العفن والأوساخ بل اكثر من ذالك امتنعوا عن السماح لنا بأخذ ما ارسل لنا من أغطية واكل وسجائر عندها جسدنا اضرابا عن الطعام ونحن بالمخفر،  في مستوى آخر شرع الجلادون في استنطاقنا الواحد تلو الآخر لكن هذه المرة تعاملوا بذكاء (اتحدت عن نفسي فقط) تارة يتحدثون بكل لباقة ليصلوا الى معلومات أكثر، معلومات تخص الحركة والانتماء ولا يسألون عن الحدث إلا نادرا وأي معلومة لا تروقهم او أمتنع عن الاجابة تشتغل الايادي والأرجل والألسن لإجباري على الحديث بل كانوا يحاولون تحطيم المعنويات قدر الامكان وجعلي احقر  من الحقارة,فمثلا احدهم اقسم بأنه سيغتصبني ان لم "اتعاون معهم"... والأخير امرني بالتوقيع لم استجب حتى مكنني من قراءة المحضر وحين اعترضت عن فحواه جن جنونهم وبدأوا يهددون, حاولوا ايهامي انهم غيروا المحضر لصالحي لكني لم اوقع رغم كل محاولاتهم.
 قضيت 48 ساعة في "الجيور" الذي تصل درجة الحرارة فيه إلى ما دون الصفر ثم أخذونا عند "وكيل الملك" الذي تعامل معنا على أننا مجرمون وقال جملة "الشرطة لا يمكن أن تسجل أقوالا لم تقال"، وكأنه لا يدري أن الآلاف من أبناء الشعب يزج بهم في السجن بسبب تلك المحاضر المزورة و الكاذبة التي يصيغها كلاب النظام "الشرطة" و الكل يعرف هذا...
أعادونا ل"سنطرال" مجددا و حاولوا أن يتظاهروا بالمهنية و المبدئية في التعامل و أعادوا التحقيق و ألاستنطاق وكالعادة يكتبون من خيالهم أو من وحي رؤسائهم الذين يحرصون على فبركة أفضل التهم للزج بالأصوات الحرة خلف القضبان.
 في هذه المرة أكدوا أنّ الطّلبة لاغية ملفاتهم و توعّدوا بالانتقام و جلبوا تسعة من الشرطة يزعمون أننا اعتدينا عليهم...
في اليوم الموالي أعادونا للمحكمة ليقرر ممثل القضاء "النزيه"، بعد المكالمات التي تلقاها زجنا في "العواد".
كما هي العادة دائما كانت حسن الضيافة موجودة فقد أنزلوا الجميع من السيارة و أوقفني شرطي داخلها و آنهال علي بالضرب بمساعدة زميل له و لم يكن هذا إلاّ ردّ على كوني طلبت منه ان يعيد النظر في الأصفاد التي كانت ضاغطة جدا علي معصمي.. بعدها تم توزيعنا علي زنازين متفرقة "حي التوبة" بالعواد، قام السجانون بوضعي بالزنزانة 08 إلى جانب 20 شخصا في ظروف تنعدم فيها أبسط شروط العيش لكائن حي فكيف تكون إنسانية.
. في هذه اللحظات جسدي يستقبل القمل و الكائنات الصغيرة و الجرب
.... يتبع
 عبد الرحيم التاويل
 رقم الإعتقال:4397
حي التوبة الزنزانة 08

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق