الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

في: 03شتنبر2014/المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس -فاس-/تقرير-1-/من يوميات الإضراب عن الطعام

في: 03شتنبر2014
المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس-فاس-
تقرير -1-
من يوميات الإضراب عن الطعام
على خطى شهدائنا الأبرار، شهداء الشعب المغربي المقاوم، نواصل معركتنا، معركة أبناء وبنات شعبنا المقموع وكل المناضلات والمناضلين الشرفاء والمخلصين والمنسجمين وقضايا الثورة والتحرر من كافة أشكال الاضطهاد والاستغلال والعبودية بجميع تجلياتها، نواصل هذه المعركة كمعتقلين سياسيين بسجن النظام الرجعي عين قادوس السيء الذكر، وإيماننا يكبر ويتعاظم يوما بعد يوم بحتمية الانتصار على نظام الجلادين والعصابات الإجرامية الواقف وراء اعتقالنا والجاثم فوق صدر شعبنا البطل، كما تزداد قناعاتنا بمبادئنا ومواقفنا صلابة يوما بعد يوم، يترسخ أكثر فأكثر كفاحنا النبيل خدمة لمشروعنا السياسي، مشروع اليسار الجذري، مشروع الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين من أجل التغيير المنشود، المشروع الوحيد الهادف إلى انعتاق شعب بأكمله أثخنته المآسي والأزمات لعقود طويلة من جراء سيادة نظام الخيانة والإجرام والعمالة.

نظراتنا وعيوننا  صوب هذا الأفق الإنساني العظيم، ونحن الآن في ظل ظروف قاسية ومعقدة، نقاوم بأجسادنا وصدورنا العارية إجرام النظام والظلام وكل الأطراف المشاركة من قريب أو من  بعيد في المؤامرة التي طالت توجهنا السياسي النهج الديمقراطي القاعدي، كما استهدفت عمليا كل الإطارات والحركات المناضلة والمكافحة والأصوات الحرة والأقلام النزيهة والشريفة ببلادنا، وفي سياق كشف حقيقة هذه المؤامرة القذرة وأهدافها ومراميها الإجرامية للرأي العام، ودفاعا عن هويتنا كمعتقلين سياسيين... سيرا على درب الشهداء، وتشبتنا بحقوقنا ومطالبنا غير القابلة للنقص أو المساومة تتواصل يوميات المعركة النضالية التي نكتبها بقطرات الدم والألم المزدوج بالمعاناة المريرة، إذ بعدما أقدمنا على خوض مجموعة من الأشكال النضالية وأبلغنا هاته المطالب المرفوعة للجميع، لامسنا بشكل سافر تجاهل مقصود وركوب سفينة الهروب إلى الأمام ونهج أسلوب الآذان الصماء اتجاه هاته الخطوات النضالية والمطالب، فلم يبقى لنا إلا عنوان وحيد، هو أن نواجه ونقاوم بلغة الأمعاء الفارغة، وهكذا شرعنا في هذا الخيار منذ يوم الأحد 10غشت 2014، هذا الخيار البطولي الذي قضى فيه رفيقنا البطل مصطفى مزياني 72 يوما من التحدي الشامخ ونكران الذات حتى رحل عنا شهيدا وشاهدا على جرائم النظام وعملائه الفظيعة، ووصمة عار وإدانة صارخة على جبين المتواطئين والمتخاذلين والمتآمرين وجوقة التشفي والانتقام والقصاص.
فعلى نفس الدرب، وفي خضم خيار الشهيد، يواصل خمسة من رفاقه إضراب مفتوح عن الطعام، في حين ثلاثة من رفاقه الآخرين جسدوا 20 يوما من الإضراب عن الطعام من بينهم الرفيق زكرياء منهيش الذي ظل يرقد بالمركب الاستشفائي الجامعي (chu) منذ 25 غشت 2014 إلى غاية 03 شتنبر 2014 تحت حراسة مشددة ومصفد الأيدي بغرفة الإنعاش جراء مضاعفات الإضراب عن الطعام الصحية بعدما أصبح هزيل البنية ويتقيأ بشكل دوري ويتبول الدم وانخفاض نسبة السكر في الدم بشكل خطير.
كما نشير أيضا، أن ال20 يوم الأولى المنصرمة من الإضراب عن الطعام عرفت تطورات هامة داخل السجن وخارجه، وأبرزها تدهور متواصل وخطير للحالة الصحية للرفاق المضربين، إذ فقدوا لحدود الآن ما بين kg10 و kg15 من وزنهم، ناهيك عن التعب والعياء الشديد واصفرار اللون وهزالة البنية الجسدية والتقيؤ المستمر، كما سجلت أيضا إحالة الرفيقين بلقاسم بن عز وزكرياء منهيش على المحاكمة الصورية في إطار "التحقيق التفصيلي" والتي تأجلت إلى غاية يوم 16شتنبر 2014، في الوقت نفسه توالت عدة  زيارات من جهات مختلفة لكن تلتقي في هدف واحد، من أجل فرض الضغط  وتقديم وعود فارغة للتخلص من عبئ الإضراب المفتوح عن الطعام وتبرئة ذمتهم مسبقا من مطالبنا ومن جريمة الصمت و التواطؤ والتآمر التي مارسوها حيال الاغتيال السياسي المنظم الذي طال رفيقنا/الشهيد مصطفى مزياني من طرف النظام وأجهزته القمعية وإداراته الطبية والسجنية وهيئاته القضائية وصنيعته القوى الظلامية وأحزابه الرجعية والإصلاحية.
وفي سياق ممارسة الضغط ولعب دور الإطفائي  من أجل إنهاء الإضراب المفتوح عن الطعام، تنكب مجهودات ومبادرات الإدارة المحلية والجهوية في تقديم وعود بتحسين الوضعية داخل المعتقل، بالإضافة إلى "نائب الوكيل العام" يوم 15/08/2014، و"اللجنة الجهوي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان" لثلاث مرات، أيام 13/08/2014، 28/08/2014، 02/09/2014، و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سايس" يوم 28/08/2014 (هاته الأخيرة أنسبت لنا أشياء لم نصرح لها بها أثناء الحوار من خلال تقريرها الصادر بعد الزيارة)، وكل هذه الزيارات والحوارات يقدمون عبرها وعود شفوية وديماغوجية من أجل تكسير المعركة.
إزاء هذا الوضع، وأمام انتزاع مجموعة من المطالب العادلة والمشروعة من قبيل (الزيارة المفتوحة، التغذية، التطبيب، الاستحمام...) وفي غياب إجابة حقيقية وحوار جاد ومسؤول حول المطالب الجوهرية وعلى رأسها إطلاق السراح الفوري دون قيد أو شرط، التعجيل بالمحاكمة وعدم الترحيل بعدها، إلغاء رسميا وكتابيا قرار الطرد الصادر في حق الرفيق عبد النبي شعول والشهيد مصطفى مزياني بإصدار قرار تصحيحي رسمي، تسجيل الرفاق الحاصلين على الإجازة بسلك الماستر، رفع المتابعات في حق الرفاق والطلبة،... يواصل المعتقلون السياسيون الخمسة معركة الإضراب المفتوح عن الطعام.
وفي هذا الإطار، ندعو كافة المعتقلين السياسيين إلى الانخراط في المعركة النضالية المفتوحة والتفاعل المسؤول والجاد مع تطوراتها المتسارعة، كما ندعو كل المدافعين والغيورين إلى المزيد من تصعيد الفعل الميداني والتفاعل القوي مع الأشكال النضالية التي تخوضها لجنة عائلات المعتقلين السياسيين بفاس بمعية لجنة المعتقل.

دفاعا عن هوية المعتقلين السياسيين... سيرا على درب الشهداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق