الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

في: 06-10-2014/ المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس-فاس-/ بلاغ تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام



في: 06-10-2014

المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس – فاس-

بلاغ تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام

عاش النهج الديمقراطي القاعدي، عاش مناضلوه  ومناضلاته، عاش معتقليه السياسيين وأمهاتهم وعائلاتهم، عاش أنصاره ومتعاطفيه وأصدقائه والجماهير الملتفة حوله، المؤمنة بخياره النضالي والسياسي الثوري، عاش الجذريون الحقيقيون ومجموع المخلصين لقضايا شعبنا، وكل من تضامن وتعاطف وعبًر عن مواقف صريحة وبقي ثابتا على المبدأ والموقف.. عاش كل هذا الكيان المناضل فترة/ ظرفية سياسية قاسية ومعقدة ولازال يعيشها بأشكال مختلفة إلى حدود الآن، كل يوم بل كل ساعة في معمعان الصراع المحتدم، تعرض أثناءها ولازال لاستهدافات فاشية عبر مخطط سياسي إرهابي منظم ومحبوك في حلقات مستمرة عنوانها الإجرام والتآمر والتخريب المتواصل، قادها النظام، القائم بالمغرب ويداه الدموية القوى الظلامية وفلوله من الرجعية والإصلاحية والانتهازية وطوابير المتآمرين من الإعلام المتواطئ والأصوات الرخيصة والأقلام المأجورة.. أشعلوها حرب تصفية قذرة ضد الفكر والعلم والحقيقة والتاريخ وإرث الشعب المشرق، موجهين سهام سامة وطعنات دامية لصدور الشرفاء، حرب أسفرت في إحدى يومياتها السوداء، فبركة مؤامرة 24أبريل 2014 المفضوحة وما تلاها من هجمات مسعورة استهدفت وتهدف إلى الإجهاز على ما تبقى من مكاسب أبناء وبنات الشعب الكادح في حقل التعليم، استهدفت القيادة السياسية و العملية للحركة الطلابية في كوكبة من المناضلين الذين زج بهم بعد رحلات التعذيب والتنكيل، داخل أوسخ وأقذر سجون النظام العميل.
في ظل شروط طبعها حصار وإرهاب واستهداف وتعتيم قاهرة، عمقت من وطأتها ممارسات وخطابات التجريم والتخوين والتشويه والتضليل والكذب والتغليط الممنهج.. طعنات الخلف الجبانة والغادرة، كان أعنفها و أقساها ألما وجرحا على المناضل(ة) والمعتقل والشهيد، وأكيد على الثوار ومسار الثورة، تلك النابعة من جهات ومصادر وعناوين مناضلة وحواريها من الطفيليين الذين استغلوا الفجوات والفراغات التي أحدثتها ضربات العدو فهرولوا مسرعين للانسلال بعدها في انسلاخ وتنكر حقيرين اتجاه أفكارهم وقناعاتهم ومواقفهم النضالية السابقة، أداروا ظهرهم للشهداء، ووجدوا أنفسهم في تحالف وتلاقي موضوعيين مع العدو في مهاجمة رفاق السجن والكفاح، والتنطع والتهجم الدنيء على تجربة سياسية كبيرة، متناسين أن المستجير بعمرو عند نكبته، كالمستجير بالنار في الرمضاء.
في غمرة هذه التحديات الذاتية والموضوعية، وموجات التكالب والارتداد والصمت المخزي المطبوع بالإدانة والخيانة المفضوحة، وحملات التجريم والتكفير والترهيب والقمع الأسود المطالبة بإعدام نهجنا الثوري، وقطع الرؤوس الرافضة للولاء وطقوس وتقاليد الركوع والخنوع والمساومة والمتاجرة.. آمنا بعدالة قضيتنا، تمسكنا بمواقفنا وقناعاتنا وأفكارنا الصريحة، وعلى مشروعنا السياسي دافعنا وسندافع، ومن أجله سنموت،.. فباشرنا المعركة، معركة " دفاعا عن هوية المعتقلين السياسيين.. سيرا على درب الشهداء "، كامتداد طبيعي وموضوعي للمعارك التي يقودها النهج الديمقراطي القاعدي في إطار مساهمته ومراكمته نحو خلاص وانعتاق شعبنا.

معركة مفتوحة على آفاق واعدة، وزاخرة بأشكال نضالية عدة وفي مقدمتها تلك التي تكلمت لغة الأمعاء الفارغة، ألهب بها معركة الجماهير الطلابية وهو في ساحتها- ساحة 20 يناير- رفيقنا الغالي مصطفى مزياني، إلى أن دون اسمه بمداد الصمود والشموخ في سجلها تضحياتها ضمن لائحة الخالدين، معتقلا سياسيا شهيدا بعد 72 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام البطولي.. فاستمر رفاق نهجه ودربه في مقاومة شرسة مع الجلادين والمجرمين، متكلمين نفس لغة شهيدهم البطل، لغة الأمعاء الفارغة لمدة 44 يوما.. واضعين بذلك لبنة هامة من لبنات المعركة الملقاة على عاتقها إجهاض مؤامرة 24 أبريل بمجموع أهدافها وأبعادها، بكل حلقاتها وأجزائها المتواترة وفضح صناعها والأطراف المشاركة والواقفة وراء ارتكابها في حق النهج الديمقراطي القاعدي والحركة الطلابية واليسار الجذري ببلادنا، كمهمة أساسية من مهام نضال المعتقلين السياسيين وعائلاتهم ولجنة المعتقل وجمهور المناضلين(ات) داخل وخارج وطننا الجريح، كما حققت في أولى أشواطها حصيلة نتائج مهمة، سواء مطلبيا أو سياسيا ونضاليا، إذ أفرز مسار تطورها الحثيث رهانات وتحديات والتزامات نضالية مضافة، وفتحت عيون الجميع على مهامه ونواقصه وضعفه ونقط قوته أيضا.
من هذا المنطلق النضالي الصريح، جاء تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام لفترة مؤقتة، وذلك بعد انتزاع مجموعة من المكاسب ( الزيارة المفتوحة، التطبيب داخل وخارج السجن، توفير شروط النظافة والاستحمام، توفير قاعة للمطالعة والدراسة، ... ) وتقديم وعود من قبيل ( قبول لائحة شهود النفي المقدمة من طرف هيئة الدفاع، توفير الوقت اللازم وبالطريقة المناسبة لمرافعة الرفاق أمام المحكمة، تقريب مواعيد جلسات التحقيق والمحاكمة ... ) ونؤكد على أن أدنى إشارة تراجع وإخلال بهذه الوعود المقدمة وعدم ترجمتها يساوي استئناف الإضراب عن الطعام وأشكال أخرى ستطرح في حينها هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يأتي التعليق المؤقت بمثابة متنفس زمني لكل من يقف في صف أنصار العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية، لكل من يتموقع فكرا وممارسة في الخندق المعادي جذريا لنظام اللصوص والفاشيست والقتلة والخونة والعملاء والمتآمرين وكلاب النباح... لكي يراجع أوراقه ويحاسب ذاته على ضوء ما قدمه وما لم يقدمه إزاء متطلبات القضية والموقف والتاريخ، لكي يطور من أدائه النضالي السياسي والميداني خدمة للمشروع المشترك والقضية المشتركة، قضية الثورة المغربية.. نريد وضوحا أكثر، صدقا أكثر، إخلاصا أكثر، التزام أكثر، تضحية أكثر فأكثر.. وفاءا منا ومن المعنيين بالرسالة التاريخية، لوصية ودم مصطفى مزياني الذي لم يجف بعد،.. لنتقدم أكثر، لننتظم أكثر،.. ولنقاوم كشرفاء بلغة وممارسة الثوار.. إننا مشاريع شهداء، لنروي شجرة الحرية بدمائنا الزكية وأرواحنا الطاهرة وعطاءاتنا النضالية التي لا تنضب حتى تزهر وتشرق شمسها كاملة.
وليتحمل النظام مسؤوليته الكاملة في جرائمه المتواصلة في حقنا و حق عائلاتنا ورفاقنا وشعبنا، ومنها جريمة اعتقالنا ورميه لنا في سجونه الوسخة، وجريمة اغتياله البشع أمام مسمع ومرأى العالم لقطعة أصيلة من جسدنا المقاوم، رفيقنا وشهيدنا المناضل القاعدي مصطفى مزياني.. وسنتحمل نحن المتواجدين في السجن كامل مسؤوليتنا النضالية، كما نشدد على المناضلين(ات) المتواجدين خارج السجن هم معنيون أيضا بتحمل مسؤوليتهم من أجل انتصار القضية وهزم أعدائها.

الجزء الأطيب من كل شعب هم شهداؤه، وأغلى وأشرف فصل في رواية شعبنا هم أسراه أو معتقلي الحرية.

الحرية للمعتقلين السياسيين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق