السبت، 8 يونيو 2013

المعتقل السياسي عبد النبي شعول (عبد الله) - توضيح لا بد منه: مزيدا من المحاضر المفبركة... مزيدا من التهم الملفقة ... مزيدا من المحاكمات الصورية ... لا سلام لا استسلام ... معركة إلى الأمام

السجن المحلي عين قادوس فاس                          فاس في 06/06/2013
 المعتقل السياسي: عبد النبي شعول (عبد الله).
رقم الاعتقال: 83333
            توضيح لا بد منه:

مزيدا من المحاضر المفبركة...
مزيدا من التهم الملفقة ...
مزيدا من المحاكمات  الصورية ...
لا سلام لا استسلام ... معركة إلى الأمام
في كل تقدم نضالي جديد، يتجند النظام مستنفرا قواه المختلفة، ويكشر عن أنيابه السامة، ويوظف بيادقه الذليلة، ويحرك أقلامه المأجورة، ويفغر أفواهه الوضيعة، مُسَخِّراً ترسانة كافية، من وسائل قمع، وأساليب ردع وإرهاب، ويُدَبِّرُ المكائد، ويَحْبِكُ المؤامرات ناسجا خيوطها باحترافية عالية، ويُفَخِّخُ المسار بالألغام المبثوثة في كل أرجاء الواقع... كل هذا وذاك، من أجل جر المناضلين إلى الاصطفاف والوقوف على ضفة المهادنة والاستسلام من جهة، أو على الأقل إِشْغَالِهِم بخوض حروب جانبية وهامشية وإبعادهم عن أولوية العمل النضالي وحصر تفكيرهم وأنشطتهم في " معركة" جزئية ضيقة الأفق وفقيرة المضمون والشكل معا، عن طريق تحريك بيادق تخوض الحرب/التشويش ضدهم نيابة ووكالة عن النظام الرجعي، هذا من جهة ثانية، وليس هناك فرق كبير بين هاتين الجهتين، فالجهة الأولى تعادل المستنقع بعينه، والثانية الطريق المؤدية إليه حتما عاجلا أم آجلا.

ولهذا، استدعى منا الأمر، وضع الحدث/ الهجوم في سياقه الحقيقي، وإبراز الخلفية المؤطرة له والأهداف المتوخاة منه، فإذا كان النظام القائم بالمغرب، بمؤسساته القمعية وقواه السياسية وجلاديه، يوزع سنوات من السجون على المناضلين والمناضلات ومجموع الشعب المنتفض، وينظم حملات الاعتقالات والمطاردات والمضايقات ويفتح ملفات المتابعات الواحدة تلو الأخرى وغيرها من الأساليب الجهنمية ونشر السموم والتدمير الرمزي لصورة المعارضين السياسيين الجذريين وحملات التشويه والتشويش والعمل المتواصل على دعم الأصوات المهادنة على حساب تغييب الصوت السياسي الجذري، الصوت المناهض والمكافح، فإن مسؤولية من يصطف خارج جوقته تملي عليه فضح وتعرية هذه المؤامرات الصهيونية، والمساهمة في رفع الحصار والتعتيم عن المناضلين الشرفاء في السجون وخارج السجون، وتوفير الدعم وإنتاج أساليب التضامن المبدئي واللامشروط الفعالة للرد على جرائم النظام المتواصلة والتشهير النضالي بالمعارك على نطاق واسع و...، وإلا سيخدم بتقاعسه وصمته ولا مبالاته، بوعي أو دون وعي، مطامح العدو وأهدافه.
إذن ما هو هذا الهجوم الحدث؟
هذا اليوم الخميس 06 يونيو 2013 – على الساعة 13H00 بعد الزوال، تمت المناداة علي من قبل إدارة السجن من أجل أمر يهمني !! ، فخرجت من زنزانتي وتوجهت للإستفسار عن هذا الأمر الذي قالوا عنه،  أنه يهمني، فوجدت أن أحد موظفي/جلادي إدارة السجن المحلي عين قادوس قد تقدم بشكاية يوم 24/09/2012 لدى الأجهزة القمعية بفاس، وهذه الأخيرة قد قامت بتحرير محضر بذلك، مفاده أن الموظف/الجلاد المسمى "محمد الديب" قد تعرض للقذف والسب والضرب وتمزيق بذلته الرسمية أثناء القيام بعمله داخل المؤسسة السجنية عين قادوس من طرف السجين/المجرم عبد النبي شعول !!!، وعلى هذا الأساس حرروا لي محضرا للاستماع بخصوص التهم أعلاه الموجهة إلي من طرف هذا الجلاد الذي أصبح يتقمص دور الضحية في إطار مؤامرة لا يفقه بدايتها من نهايتها، ولا يعلم أبعادها، ولا حتى لماذا تم توظيفه من خلالها لتفعيل دور الضحية المزيف.
إذن متى وكيف حدث هذا الأمر؟ وهل ما صرح به محمد الديب صحيحا أم عكسه هو الصواب؟ ولماذا وقع الاختيار من طرف النظام على "محمد الديب" ليلعب هذا الدور الحقير جدا داخل هذه المؤامرة؟ ولماذا تحرير محضر لي داخل السجن في هذا  الوقت بالضبط بعد مرور 8 أشهر و 18 يوما عن الحدث؟ ولماذا تم الاحتفاظ بهذه الشكاية دون علم لي بها طوال هذه المدة وتوظيفها – كورقة مسمومة وواهية في نفس الوقت- في هذه اللحظة من معركتنا داخل المعتقل وعلاقتها والموسم الدراسي الجامعي أصبحت نهايته قريبة؟ ولماذا استهداف الرفيق عبد النبي شعول بالضبط، مع العلم أنه يتابع إلى حدود اللحظة في ملفين، الأول دخل مرحلة "الاستئناف" وحددت الجلسة المقبلة يوم 1 أكتوبر 2013 ، والثاني  تم إنهاء البحث التفصيلي فيه ولم يتحدد تاريخ الجلسة القادمة، أما الثالث أصبح جاهزا بفضل الجلاد "محمد الديب"، البيدق المناسب الذي سخرته إدارة السجن والنظام بشكل عام لإتهامي بالسب والقذف والضرب في حقه مع تمزيق بذلته الرسمية !!!؟ أوليس هذا الحدث الهجوم، بمثابة وضع الترتيبات التمهيدية من قبل النظام لإصدار أحكام قاسية في حقنا كمعتقلين سياسيين، لأنه في عالم السياسة، قبل أن ترتكب الجريمة فعليك مسح ومحو آثارها!؟ من حقي ومن حق أي مناضل آخر، أن يطرح هذه الأسئلة وغيرها، إذ تظل أسئلة مشروعة في عالم السياسة والصراع، وسأحاول أن أجيب عليها قدر الإمكان من أجل نفض الغبار عن الحقيقة التي أراد النظام قلبها وطمسها وتزييفها، وتوظيف هذا الزيف ضدي وبالتالي إلصاقي مجموعة من التهم الملفقة والمطبوخة على المقاس.
خلال تجربة الاعتقال السياسي السابقة، تعرضت أمام مرأى ومسمع السجناء ومجموعة من موظفي السجن للاعتداء الجسدي مرفوقا بالسب والقذف والشتم من طرف الموظف/الجلاد "محمد الديب"، وأنا في يومي 12 من الإضراب عن الطعام إلى جانب رفاقي المعتقلين السياسيين الأربعة( عبد الوهاب الرماضي، محمد آيت الرايس، طارق بوراس، محمد صالح)، هذه الجريمة نفذت قرب مكتب رئيس المعقل الذي سبق لنا الاشارة إليه في أعمال نضالية سابقة، وعلى  إثر هذا الاعتداء البشع والاضراب عن الطعام سقطت أرضا وسط ساحة السجن مغمى علي لمدة طويلة، فلم يجد هذا الجلاد أي مخرج لورطته إلا اللجوء لطريقة معهودة لدى موظفي/جلادي السجون، ألا وهي تمزيق بذلته الرسمية، وبالضبط يَنْشَانَه وأزرار قميصه( ولسوء حظه، أن الرفاق الأربعة لا زالوا أحياء يناضلون، وحتى السجناء الذين كانوا يشاهدون عن قرب هاته الجريمة لا زالوا معتقلين معي الآن داخل سجن عين قادوس ومستعدين للإدلاء بشهادتهم للرأي العام في أي وقت أردت)، وبَعْدَ ذلك سيتطوع مجموعة من السجناء وحملوني على أكتافهم إلى مصحة السجن لتلقي العلاج، حيث أصِبْتُ في يدي اليسرى برضوض بليغة، وقام طبيب السجن بإعطائي أدوية وتضميد يدي المصابة وربطها بعنقي لمدة فاقت 15 يوما من المعاناة والآلام من جراء ما تعرضت إليه، بعد ذلك ستتحرك إدارة السجن من مديرها إلى موظفيها ومجموعة من السجناء المتعاطفين معنا من أجل تقديم الاعتذار وطلب السماح منا، والتزم هو بدوره شفويا وعمليا بعدم تكرار سلوكه هذا معنا، فنظرا لهذا المعطى، وأخذا منا بعين الاعتبار لمستواه التعليمي والمهني لكونه موظف من الدرجة-الطبقة الرابعة داخل السجن، وحديث العهد بالعمل، وكذلك لحالته الاجتماعية، إذ ينتمي لأسرة شعبية بسيطة ويقطن في حي شعبي مهمش، وعطفا بأفراد أسرته وزوجته وأبنائه الصغار في السن الذين لا ذنب لهم في هذا الحادث والذي سينعكس عليهم من الناحية المادية والمعنوية سلبا إذ أخذت معالجته منحى مغاير لمصلحتهم...، ولاعتبارات إنسانية ونضالية أخرى لا أستطيع البوح بها في هذا المقام احتراما لعائلته وأصدقائه، قررنا أن نتجاوز عما فعله في حقنا، وبهذه الطريقة طوي الملف.
قضيت 8 أشهر داخل السجن آنذاك و45 يوما خارج السجن بعدها، ومر على اعتقالي الآن داخل سجن عين قادوس 36 يوما، طوال هذه المدة الزمنية، و"محمد الديب" لم يحرك الساكن، وفي رمشة عين هذا اليوم، دَبَّرَ وفَكَّرَ ثم قَرَّرَ إلصاقي تهم ملفقة في إطار محضر مفبرك من تلقاء نفسه وفي كامل إرادته  دون التقاط الإشارة لتفعيل دوره في المؤامرة من طرف إدارة السجن والأجهزة القمعية والنظام بشكل عام، طبعا لست طفلا صغيرا لكي تغمرني هذه السذاجة البدائية اتجاه عالم المصالح المتضاربة لأصدق هذا الافتراض. وإن اختيار الجلاد "محمد الديب" لتنفيذ هذه المهمة القذرة، لم يكن اختيارا عشوائيا أو اعتباطيا، بقدر ما كان اختيارا ضروريا، إذ يعتبر هذا الشخص المسؤول الأول عن تفتيش السجناء أثناء دخولهم وخروجهم من قاعة الزيارة إلى غرفهم/زنازينهم، والموظف الاول قبل غيره الذي يعرف بحكم وظيفته كيف وكم من كيلوغرام من الحشيش تسرب إلى السجن يوميا، كيف وكم من كتيب من" النيبرو" تسرب إلى السجن يوميا، كيف وكم من هاتف نقال ولوازمه تسرب إلى السجن يوميا، كيف وكم من الأموال تسربت إلى السجن يوميا... وأمور أخرى ستطرح في وقتها. لهذا تم تسخيره كبيدق لخوض حرب أكبر منه بكثير مقابل التغطية على ممارساته هاته التي تَغْتَنِي منها الإدارة وموظفيها/جلاديها على حساب تدمير حياة السجناء وصحتهم وتحويلهم إلى كائنات بشرية مدمنة حتى النخاع على المخدرات ومشتقاتها. وإفساد أخلاقهم وتربيتهم ودوس كرامتهم وإذلالهم بالتعذيب وكافة الأساليب الدنيئة. أما لماذا استهداف الرفيق عبد النبي شعول بالضبط؟ فالإجابة عند الأعداء، أما أنا فما أعلمه هو أن الرفيق عبد النبي شعول، ما هو إلا فردا من مجموعة مناضلة معتقلة داخل سجن عين قادوس مكونة من 19 مناضل-ة-، مجموعة تقاسمه المنطلق والبرنامج والموقف والقضية والتصور والزنزانة والمعاناة والأكل والنوم واللباس وحتى المرحاض الواحد، كل صغيرة وكبيرة، مجموعة مناضلة تساويه أو بالأحرى تفوقه قناعات وصمودا وتحديا، إذن لا مجال للعب بهذه الورقة والدخول من هذا الباب، لأنه موصد وبإحكام.
فالمعركة النضالية ستتقدم بوجودي أو بغيابي... إذن حسابات لا يعرفها إلا النظام الدموي، اعتمد عليها لتبدأ عملية قص الأجنحة من شعول مرورا بِفُلَان ووصولا إلى عِلَّان... وهذه حسابات مغلوطة جدا لن توصل النظام إلا إلى الفشل الذريع والمزيد من إنتاج المهازل والكوارث.
وعلى سبيل الختم، أقول أن ما تم تلفيقه إلي هذا اليوم من تهم جديدة في محضر مفبرك جديد آخر، ما هو إلا  بداية لتهم أخرى ومحاضر أخرى ستلفق إلي وإلى المعتقلين السياسيين، فلا تستغربوا إن تقدمت ذئاب أخرى ودخلت على الخط لتفعيل أدوارها في المؤامرة، وما "محمد الديب" هذه السنة و"رشيد منير" السنة الفارطة إلا ذئاب صغيرة من ذئاب كبيرة سنرغمها نضاليا على إزالة قناعها المزيف واللعب على المكشوف بدل اللعب في الظل على حساب التضحية بأكباش فداء من قبيل "محمد الديب".
لن تستطيعوا وقف زحف الربيع بقطفكم زهرة من الزهور، فستبقى راية الثورة خفاقة،
 لأننا أحرقنا مراكبنا فلا رجوع وأشهرنا مواقفنا منذ بعيد فلا خضوع.
نكون أو لا نكون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق