الخميس، 23 مايو 2013

السجن المحلي عين قادوس بفاس – حي النساء- المعتقلتان السياسيتان: أسماء صباح و عائشة البوش : شهادة حول التعذيب


السجن المحلي عين قادوس بفاس – حي النساء-
المعتقلة السياسية: أسماء صباح            
المعتقلة السياسية عائشة البوش          
شهادة حول التعذيب
في سياق الهجوم الكاسح الذي يشنه النظام القائم، انسجاما مع طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية، على مكتسبات الشعب المغربي (إلغاء صندوق المقاصة، الزيادة في الأسعار، تمديد سن التقاعد...).
ستعرف بداية هذا الموسم الجامعي، كما هو الحال في باقي السنوات، هجوما لا يقل ضراوة على قطاع التعليم، ومكتسبات الجماهير الطلابية المحصنة بدماء وتضحيات أبناء وبنات شعبنا الكادح (الزحف على المنح، خوصصة قطاع النقل، إقصاء الطلبة من حقهم في التسجيل...).
لكنها كعادتها دائما، ظلت الحركة الطلابية تلك الصخرة التي تتكسر عليها أوهام النظام في فرض مخططاته التصفوية الرامية إلى خوصصة قطاع التعليم وحرمان أبناء وبنات الشعب المغربي من حقهم المقدس في التعليم.

ولعل المعركة البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية منذ بداية الموسم في المركب الجامعي والتي تمركزت في كلية الآداب، على أرضية مطالب لا يختلف اثنان عاقلين على مشروعيتها وهدالتها (تسجيل البكالوريا، تعميم المنح والزيادة في قيمتها، تحويل الشعب...) لخير دليل على ذلك.
بعد عدة أشكال نضالية (اعتصامات، إضرابات عن الطعام، تظاهرات...) ستصل المعركة في مرحلة متقدمة إلى حدود مقاطعة امتحانات الدورة العادية لـ 05 فبراير 2013، وكذلك الدورة الاستثنائية التي أعلنت عليها إدارة كلية الآداب في 15 أبريل 2013، وعوض أن تستجيب لمطالب الطلبة والطالبات، ستلجأ لفرضها بلغة الحديد والنار تحت إشراف الأجهزة القمعية بطبيعة الحال.
في هذا السياق، سيأتي اعتقالنا يوم الخميس 25 أبريل 2013، ليكون وصمة عار أخرى تسجل على جبين هذا النظام.
فبعدما قررت الجماهير الطلابية مقاطعة الامتحانات المشبوهة لـ 15 أبريل 2013، باعتبارها اقصاء جماعي لنا، وفي ظل غياب إجابات شافية لمطالبنا.
سيتم فرض العسكرة على الجامعة منذ اليوم الأول للمقاطعة، لتستمر مصحوبة بمواجهات دامية بشكل يومي، واعتقالات بالجملة، ناهيك عن الاهانات اليومية وعبارات التهديد والترهيب، التي يتعرض لها الطلبة والطالبات بمختلف مرافق المركب الجامعي، المرفقة بالإعتداء والضرب الهمجيين في غالب الأحيان.
وفي اليوم العاشر من مقاطعة الامتحانات المشبوهة، ستقتحم قوات القمع بمختلف تلاوينها الحرم الجامعي وترابط في جميع أرجائه، في تمام 6h صباحا، ليتم الاستعداد لارتكاب المجزرة في حق الجماهير الطلابية والمناضلين والمناضلات في تمام الثانية بعد الزوال، إذ اقتحمت قوى القمع بأعداد هائلة منها كليتي الحقوق والعلوم في جو ترهيب، تكاد تنسى فيه للحظة أنك في جامعة لتحصيل العلم والمعرفة، لتظن أنك داخل ثكنة عسكرية بألوان قوس قزح.
حيث وجدت الجماهير نفسها وسط جيش عرمرم مستعد للجم صوت كل من حاول استكار الوضع ولو بكلمة لا.
بعدها مباشرة، أخذت جحافل القمع البدء بعملية إخلاء الكليتين عبر استعمال مكبر الصوت مرددة عبارة "المرجو من الطلبة إخلاء الكلية..."، وتم تفتيش جميع الطلبة والطالبات واعتقال كل من سولت لهم نفسهم باعتقاله.
في حدود الساعة 3h30، أصبحت الساحة الجامعية وكأنها في حالة حظر التجوال مليئة فقط بأنواع (البوليس) السري والعلني، بعدها ستتوجه ترسانة من قوى القمع نحو الباب الرئيسي لملحقة الحي الأول (الديرو)، الذي التحقنا به بعدما كان البعض منا في الساحة، والبعض الآخر في الكليات، ثم بدأت عملية الاقتحام، التي كانت مخالفة تماما لما في السابق، فبعد تكسير الباب الرئيسي، سيتوجهون مباشرة للغرفة 6، دون محاولة اقتحام أي غرفة أخرى، عند اقترابهم سمعنا عبارات من قبيل: هذي هي رقم 6 ؟ واش هما هنا ؟
حاولوا تكسير باب الغرفة لمدة تجاوزت النصف ساعة عن طريق الدفع والركل، بعدما عجزوا عن ذلك تم إحضار مجموعة الأدوات والآلات الحديدية إلى أن أفلحوا في كسر الباب بعد مشقة الأنفس.
أخرجوا الواحدة تلو الأخرى، وسط جيش عرمرم مكون من كل أطياف أجهزة القمع، لنجد في الطابق الأول مدير الحي الأول وأحد أتباعه المطيعين في استقبالنا. ثم رموا بنا في سيارة القمع مع إمطارنا بوابل من السب والشتم والتهديد بالاغتصاب، الاغتصاب الجماعي...
لدى وصولنا إلى ولاية القمع، وبعدما أدوا مناسكهم الروتينية، سيتم النداء على اسمينا، واسم الرفيقة المتابعة في حالة سراح، ويأمر أحد مسؤوليهم "هادو معاملة خاصة".
فبدأنا بالتساؤل: كيف يا ترى ستكون هذه المعاملة الخاصة؟ مستحضرين طبعا لشواهد تعذيب المناضلين الذين مروا بدورهم بتجربة الإعتقال السياسي، ومستحضرين كذلك طبيعة النظام الدموية، لكننا تفاجأنا في الأخير برمينا في الطابق التحت أرضي لنقضي الليل فيه، ما كانت عباراتهم تلك، إلا وسيلة من وسائل الترهيب النفسي.
في صبيحة يوم الجمعة 26 أبريل 2013، توجهوا بنا كل واحدة على حدة إلى الطابق الثاني، وبدأوا عملية الاستنطاق في جو ترهيبي استعملوا فيه جميع آليات وعبارات التهديد (العائلة، التعذيب...) وكذلك الترغيب...
انصبت  معظم الأسئلة بشكل كلاسيكي حول انتمائنا وتوجهنا السياسي، ولجنة المعتقل وكذا حركة 20 فبراير...
بعد ما يقارب 8 ساعات من الاستنطاق، أرغمونا على التوقيع تحت الضرب والتهديد على محاضر مطبوخة ومفبركة سلفا لم نعلم فحواها إلا مؤخرا.
في صبيحة يوم السبت 27 أبريل 2013، تم تقديمنا مع باقي الرفاق إلى المحكمة الابتدائية بتهم ملفقة وملفات جاهزة، ليتم الاحتفاظ بكل من أكد انتماءه إلى منظمتنا العتيدة الاتحاد الوطني لطبة المغرب، والفصيل المكافح النهج الديمقراطي القاعدي، والزج به داخل زنازن القهر والحرمان، ومتابعة الباقين في حالة سراح.
ويبقى اعتقالنا ضريبة نؤديها بالدرجة الأولى على انتمائنا للفصيل الماركسي اللينيني النهج الديمقراطي القاعدي، وضريبة كذلك لتموقعنا في صفوف الجماهير الشعبية وقناعاتنا الراسخة بحتمية انتصارها.
وما حملة الاعتقالات الشرسة، وحجم القمع المسلط على كل صوت مقاوم يناشد التغيير الجذري، دليل واضح على عمق الأزمة التي بتخبط فيها النظام القائم وأسياده الإمبرياليين.
لذا ندعو كافة الجماهير الطلابية إلى المزيد من الصمود والمجابهة في وجه كل مخططات النظام الهادفة إلى إقبار الحركة الطلابية واجتثاث الفعل النضالي.

لا سلام لا استسلام .. المعركة إلى الأمام
اعتقالات استشهادات .. تؤجج النضالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق