الثلاثاء، 1 أبريل 2014

المعتقل السياسي عبد الرحيم التاويل : بعض رسائل لمن يهمه الأمر

المعتقل السياسي: عبد الرحيم التاويل
رقم الإعتقال: 4397
السجن السيء الوجود "العواد"
بعض رسائل لمن يهمه الأمر
".. الجسد يقاوم ضربة الجلاد ولو التهبت الرئة و الأمعاء, ولتكن الزنزانة خير شاهد على حكاية حب سرمدي أبطالها أبناء أرض تعشق أن تروى بالألم حتى ترتدي لحافا مزركش تتزين به و تتباهى تحت النجوم.."    ع.الرحيم التاويل
 1)على امتداد الإعتقال الذي طالني يبقى الصمود و المقاومة السلاح الوحيد الذي أتمسك به و أحارب الطغاة عن طريقه ولو من قلب الزنزانة التي لاتحمل رقما, صحيح انه خلال الإضراب عن الطعام (وحتى اللحضة) صار الجسد عليلا و مرتعا لجملة من الامراض التنفسية منها و امراض أخرى أبى الجلاد أن يمنحني فرصة معرفتها. سقوط على الأرض في غير ما مرة بسبب الإغمائات المتكررة, سعال مرفوق بطرح الدم, آلام حادة عاى مستوى الكلي بل و على مستوى القلب, آلام صدرية مقيتة... كل هذا وأكثر وقع ويقع و حين نطلب عيادة الطبيب يرفضون فجنابه يحضر بالصدفة للسجن (رغم انهم يتناوبون على المهنة) وحتى لما نقابله يكتفي بحصة من الوعض و الإرشاد, ويشخص الحالات و يصف علاجا, علاج محكوم عليه بوقف التنفيذ أي أن فخامته يكتفي برسم زركشات على الأوراق ويتحجج بغياب الأدوية و عدم إمكانية إجراء التحاليل لكون ذلك يتطلب أمرا(ساميا) من المدير المحترم الذي لايدري في شؤون الإدارة إلا الإسم, شخص وجوده كعدمه .. أشياء نعيشها على أية حال ولو تحدث عن ذلك فمن باب فضح شعارات توهت عددا من المغفلين الذين تسربت  لنفوسهم مقولة "دولة الحق و القانون" وما ماثل ذلك من المقولات الأسطورية العقيمة.

فالسجن دائما كان ذلك المكان الذي يراد به تكسير القناعات و تقليم أضافر من يتخدون من الوطن قضية و مذهبا و التضحية طريقا, و يرسمون للناس واقعهم دون زيف أو كذب, هي الحقيقة التي لاغبار عليها, و سيضل شهدائنا و معتقلينا خير شاهد على فشل مرامي الطغاة, ولنا في التاريخ و الجغرافيا عبر.
                                                "لن نسكت, لن نركع, لن نبيع و لن نساوم"
فحتى و أنت في المعتقل يسرقونك فالجلاد حريص على مضايقتك و على سلبك الدريهمات التي تحتاجها لقضاء بعض من حوائجك ومآربك اليومية ((نموذج مصادرة بعض المبالغ المالية كانت بحوزتي و بحوزة بعض الزملاء )). وباسم القانون يواضبون على تفتيشك و الدوس بأقدامهم القذرة على ملابسك و أغطيتك, في كل مناسبة من التفتيش يصادرون أشياء العباد حتى لو كانت مجرد أواني بلاستيكية أو بعض النقود غير أن هذه الأخيرة تسلب من الفقراء من السجناء والذين لا حول لهم ولا قوة بعضها (هاته النقود) تصادر (قانونيا) وبعضها يتقاسمها أهل المافيا الموجودة بالسجن (موظفين أساسا وبعض النافذين). و رغم كل هذا و ذاك فهذا الممنوع(النقود) هو طبيعي جدا بالزنازين ف90 في المئة من السجناء يحتفضون بدريهمات لقضاء حاجاتهم اليومية لكن هذا القانون الذي يمنع ذلك هو مسقط على رقابنا و فقط.. وفي ظل هذا النظام الجاثم على صدورنا دائما ما يكون القانون ذلك السيف المسلط على رقاب أبناء الفقراء وآبائهم.
في الآونة الاخيرة  زارنا أحدهم (المسؤول الجهوي لإدارة السجون) حيث عمل ما بوسعه لتهديب النفوس المتمردة لأن أبناء هذا الوطن قد يقعون في أخطاء لا سمح الله ونحن لاندخر جهدا للوقوف إلى جانبهم (على حد تعبيره). كانت زيارة ذات طابع إستطلاعي أي مدى التهذيب الذي أوصلت إليه برودة الزنزانة وقساوة القضبان إلاأن رهان جنابه قد خاب, فحتى لو تساقطت الخيل فهناك بالضرورة من يحمل روحه على كفه ويسموا بقناعاته في الأفق الرحب, فلو خارت قوى الجسد ورسمت شهادة فلن يشكل ذلك إلا نبراسا ينير الطريق أمام من أصابهم آضطراب في الرؤية. على أي حال لا أزال قيد الإعتقال بين هذه الجدران الصماء ووفاء للقضية, لرفاقي,رفيقاتي الذين يؤنسون وحدتي والوصال يجمعنا ولو فرق التاريخ وفرقت بيننا الجغرافيا,نستشهد, نعتقل,فنغادر السجن ونواصل المسير فالشهادة عيدنا, والزنزانة قلعتنا و الساحة معركتنا .. بأعلى صوت: الثورة متقدة في أحشاء مغربنا وحدهم الجبناء و الخونة من ينكرها ويتنكر لها.
فالجامعة يشرد أبناء وبنات المحرومين ((شأنها شأن كل القطاعات بوطننا)). أحياء جامعية تهدم, وأخرى تفرغ من أهلها, حرمان من آستكمال الدراسة بمختلف الأسلاك (إجازة,ماستر,...) بيع للتعليم في المزاد العلني لمن يدفع أكثر.. بالجامعة نفسها نضال "باسل"وطويل النفس للجماهير الطلابية بالجامعة كذلك أوفياء لخط الجماهير جزء كبير منهم تلتقطهم أيادي الجلادين لتزج بهم خلف القضبان, بالجامعة أيضا (وخارجها) هناك من الطلاب ويتكالب على نضالهم بل ويرمي بالسهام من يقدمون الغالي و النفيس من داخل الحركة, هي خيانة لا تغتفر ولخير مثال ما نشرته جريدة النهج الديموقراطي ((ديموقراطي زعما)) في عددها لشهر فبراير 2014 , هذا العدد الذي تحدث عن القاعديين وعمل على إلباسهم ثوبا ليس لهم وصورهم بلطجية حتى يعلق أصحاب الجريدة كبواتهم وتواطؤهم مع أعداء الجماهير, معتمدين في ذلك كله على ركاكة لغوية ومعطيات مغلوطة لايكسوها منطق, فمتى كنا ضد وحدة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب؟.. تتناسل الأسئلة في الذهن غير أنه لايستقيم أن نتجاهل ماهو موضوع نصب العين وننجر لحرب مع الأشباح, إلا أنه لابأس من توجيه بسيط لمن يهمه الأمر ألا وهو: "ضعوا الخطط والخطوات واعملوا وفق المبادئ التي تتغنون بها ولاتكترثوا لصبيانيتنا, لعلنا نتوخى القدوة فكونوا قدوتنا أنتم ومن صفر في مزماركم"
2) على غرار جل الجامعات المغربية لا زالت الجماهير الطلابية بموقع القنيطرة (كليات العلوم,اللآداب,الحقوق و الإقتصاد)تواصل معاركها النضالية متشبثة في ذلك بإطارها العتيد الإتحاد الوطني لطلبة المغرب على أرضية مطالب عادلة, ولعل معركة الطلبة المجازين بكلية الآداب تحديدا قدمت ولا زالت تقدم دروسا للصمود وطول النفس في الدفاع عن مسلوب,يمكن رصد هذا بشكل جلي على الرغم من التكالبات وحبك المؤامرات من الصديق قبل العدو,فقوى الغدر الظلام لعبت إلى جانب زمرة من الشوفينيين وبعض عناصر القوى الإصلاحية دورا واضحا في تفجير من الداخل لكن سرعان ما انقشع الضباب لتظهر تلك الحقيقة التي لا غبار عليها ولينصف أهل المواقف السليمة من معركة "الماستر حق الجميع" فأشهر من الخطوات النضالية ((النوعية إلى حد بعيد)) وما تزال الجماهير الطلابية تصر على المشي قدما إلى الأمام غير آبهة بالترهيب وبالتنكيل بل و الإعتقال في حقها ((الجماهير الطلابية))فما دام النظام يستهدف أوطم بما هو إطار كفاحي عبر ضرب المعارك بمختلف المستويات فإن (إنتزاع)وعد من رئاسة الجامعة مفاده أن المعتصمين سيلجون شعب الماستر دون شرط في السنة المقبلة,يعد نصرا غير معلن للرئاسة وحلفائها بالساحة وهذا القول بعيد كل البعد عن نظرية التخوين أو ما شابه وعلى اعتبار أن مجمل الشروط ذاتيا وموضوعيا بالساحة ذاتها تحمل مجموعة من الطلبة بما فيهم مناضلين على مراعاة هذه الشروط خاصة في واقع العسكرة الرهيبة للجامعة وتشديد الحظر على مناضلي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب عموما عبر تتبعهم من طرف الأجهزة القمعية المختلفة وما إلى ذلك من الأساليب القذرة الممنهجة من لدن المعنيين بمهمة الحفاظ على الوضع كما هو ...بالإضافة إلى الإعتقال الذي طالني إلى جانب أربع مناضلين خلف نوع من التوجس هو الحيز الذي أخذه التحرك على أساس المعتقلين السياسيين على حساب معركة الطلبة المجازين النضالية وللأسف هذه المسالة تم عكسها من طرف البعض, ولم يقتصر الأمر على المعركة فحسب بل تعداه إلى باقي المعارك الطلابية بالجامعة...
بناءا على ما سبق يبدوا واضحا أن الساهرين على تسيير معركة "الماستر حق الجميع" من جهة, عبر سياسة العصى المتمثلة في التهديد المتواصل بالتدخل القمعي في حق المعتصمين وبالتالي الإعتقال...
ومن جهة أخرى نهج سياسة الجزرة عبر تقديم وعود لا تغني و لا تسمن من جوع.., أكثر من ذلك فالأذناب بالساحة سائرون في أشكال مشبوهة ومكرسة للحضر العملي على الإتحاد الوطني و الأشكال الأوطامية, يعني أن هذه المعطيات غير مريحة إطلاقا لكن إذا استحضرنا أن عجز النظام في تحقيق مطالب (شعبية) معينة يعد مؤشرا على نصر يلوح في الأفق شريطة أن نعرف من أين تؤكل الكتف, فإن كل شيء هو تحت السيطرة غير أنه من المفروض أولا و قبل أي شيء الصمود في الشكل النضالي مهما كلف الأمر و أيضا من باب المسؤولية التاريخية وجب على مناضلي الإتحاد الوطني الإلتزام أكثر بالساحة و في الميدان فليتنافس المتنافسون ما دامت هناك ملفات حارقة تستدعي تحريكها من الركود الذي طال أمده لفضح واقع الجامعة أكثر للرأي العام وللجماهير.
عدا ذلك فالتركيز على قضية الإعتقال السياسي وتهميش أو التراجع على معارك الطلاب ليس بالممارسة السليمة أبدا بل على العكس إذا كان الخيار بين تطويرها تكمن في الإرتباط بالإعتقال في أي لحضة لكل من يمارس بالساحة وبين رفع الأيادي على المعارك التي تتأسس على ملفات الجماهير في مقابل سراح المعتقلين وعدم تفعيل مذكرات المتابعات في حق المناضلين, فمن المؤكد أنه لا بديل عن تجذير الفعل النضالي مهما كان الثمن ولا يستقيم اختزال المعارك الطلابية في معركة المعتقلين بل من المفروض أن تكون هذه الأخيرة جزءا من كل. وأفترض أن الجميع يعي المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه, وبالتالي الإجابة الكفيلة بالحفاض على مكتسبات الحركة وتطويرها تكمن في الإرتباط بالجماهير و الإجتهاد في خلق علاقة ديموقراطية معها. وحب التضحية في سبيل القضية درب لن يسلكه إلا المناضل(ة) الإنسان(ة) هذا الأخير وحده رفيقي وثقتي كبيرة في وجوده ووعيه بذاته لأجل القضية.
صمود ونضال فالنصر قريب
لأجل القضية فالحر سليب
النصر آت و الإصرار لايعيب
قدما يا رفاق فالقهر رهيب
عاش الشعب ... إنها لمعركة حتى النصر.
                                                                                                                                             في 20 مارس 2014
  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق