الاثنين، 4 مارس 2013

السجين "حمادة أحمد” بالسجن المحلي بتازة يطالب بالإعدام ويصف وضعية السجناء الكارثية ويعد بالمزيد من المعلومات والتفاصيل حول الموضوع في نداء للرأي العام


السجين "حمادة أحمد” بالسجن المحلي بتازة يطالب بالإعدام ويصف وضعية السجناء الكارثية ويعد بالمزيد من المعلومات  والتفاصيل حول الموضوع في نداء للرأي العام




” نداء إلى كل ضمير حي بالمغرب :قصد التدخل من أجل وضع حد للقهر والظلم الذي نتعرض له، وإخراجنا من الوضع اللانساني الذي نعيشه بالسجن المحلي بتازة"
        أنا السجين حمادة أحمد معتقل حاليا بالسجن المحلي بتازة تحت رقم 65253 متواجد بالغرفة رقم 5 من الحي الجديد (المدرسة)، جندي سابق أقضي عقوبة المؤبد (وقد حددت في 30 سنة) قضيت منها أزيد من 22 سنة، أتواجد لأزيد من 5 سنوات بالسجن المحلي بتازة.
       أولا، إنني كسجين أنادي الضمائر الحية، وإن كنت سأتناول وضعي بضمير “أنا” فهذا ليس بأنانية أو بحثا عن وضع خاص مميز من داخل السجن، وإنما أريد ان ألفت الانتباه وأن أجعل المياه تتحرك في مجاري تحسين الوضع بالسجن المحلي بتازة بشكل عام.
          إن ما نعيشه وما سأتحدث عنه مجرد شيء قليل وبسيط مما هو قائم حقيقة بالسجن، سيما مع كثرة الحديث عن تحسين وضع السجون وحقوق الإنسان، إلا أن لا شيء يلمس من هذا، لا أعرف لماذا، هل سجن تازة مستثنى من هذا؟ ألسنا أناس من حقنا أن نتوفر على أبسط الحقوق؟ أم أن “الجرائم” إن استطعنا أن نقول عنها “جرائم” أعظم وأخطر مما يمكن أن يقترفه باقي الناس؟ أليس أي إنسان قادر أن يخطئ؟ وقادر في لحظات نفسية ونتيجة لوضع معين أن يقترف الخطأ؟ وهل الأحكام الصادرة في حقنا تقضي أن نوضع في شروط سالبة للكرامة بالإضافة لسلب الحرية؟ وهل يمكن للمرء أن يستفيد مما وقع فيه وأن يطور نفسه في مناحي عديدة ؟ أم أنه ونتيجة لهذا الوضع لن يزيد إلا في التذمر والإحباط واحتقار نفسه والمزيد من الحقد على المجتمع؟، ولن ننته من طرح الأسئلة المشابهة.
        ويمكن أن يتساءل أي شخص : ماهو هذا الوضع الذي يعيشه السجناء ؟ وما هي هذه الحقوق التي يطالبون بها ؟ وإن كانوا في أحيان كثيرة لا يعبرون صراحة عن ذلك وبالأشكال المطلوبة نتيجة جهلهم والخوف و …
        أعود لأوضح بشكل بسيط وبالشكل المطلوب ندائي وكل رجائي أن يصل ندائي، ويجعل كل المهتمين بوضع السجون وبحقوق الأنسان أن يتحركوا لرفع الظلم عنا … وفي المقابل أتساءل باستمرار ألا يوجد حقوقيون بهذه البلاد؟ ألا يراقب أحدا حالتنا؟ أتساءل لماذا لم ينصفونني ويطلقون علي رصاصة رحمة بدلا من عناء وعذاب الأسرة وما أعانيه من داخل السجن ؟ وهذا هو إحساسي اليوم بالذات.
         لقد قضيت أغلب أو كل المدة المذكورة ( 22 سنة) أعمل بالسجن، وإن كان هناك قانون ينظم عمل السجناء ولديهم تعويض على أيام وساعات العمل كما تنص على ذلك قوانين الشغل كما يقولون، فإني قد هضمت في هذا الحق بل أكثر من ذلك لم أجد إلا سوء المعاملة والإهانة بدل التعويض ورفع جزء من أعباء مصاريف الأسرة. وقد راسلت كل الجهات من أجل هذا الحق وحقوق أخرى إلا أنه لا من مجيب، ولهذا قررت وضع ندائي وشكايتي أمام الرأي العام لعلها تجد أذانا صاغية. ولكون الشكايات والتظلمات بالطريقة التي يتحدث عنها القانون المنظم للمؤسسات السجنية رقم 98/23 لا تصل ويتم انتقائها أو تجاهلها إن وصلت في حالات كثيرة أو نحصل على جواب لا يكون سوى إشارة لبطش جديد … وهذا شيء معروف.
        أما اللجن التي تزور السجن من حين لأخر فهي لا تقدم شيء ولا أعرف لماذا تنظم تلك الزيارات أصلا؟ فإن من يقومون بذلك يتصرفون بما يشبه زيارة حدائق الحيوانات في أقفاصها، أما الوضع بالسجن فلديا تفاصيل جد دقيقة وخطيرة  سأنشرها لاحقا إذا بقيت على قيد الحياة أو لم يحدث لي شيء يحيل دون ذلك وهذا معروف كذلك لكل من قرر مخاطبة الرأي العام، وهذه الوضعية الحقيقية لا تتحدث عنها التقارير ولا حتى الأفواه وإنما هي محصورة داخل دهاليز السجن وهي أسرارا كذلك  داخل هذه الدهاليز ولا يعرفها إلا من خبرها جيدا، وسأكتفي ببعض ما هو معاش والذي يجعلك تتساءل هل السجن مملوك لأشخاص محددين لهم مهام هنا بالسجن ليتصرفوا فينا كما يشاءون بالضرب حينا والسب والشتم أحيانا أخرى، والاستفزاز وبعدة طرق واستئجار سجناء معينين للاعتداء على أخرين والحرمان من بعض الحقوق على ندرتها …
          وما يثير الاستفزاز أكثر أن نحرم من الاستفادة من الاستحمام خلال الأسابيع الأخيرة لكون الحمام لا يشتغل لغياب حطب تسخين المياه كما قالوا، وكما يستحيل علينا الحصول على دلو (بيدو) من الماء الساخن بطرق أخرى. فلكم أن تفترضوا وضعنا في هذا الفصل من السنة حيث البرد والصقيع، أليس من العار أن نطالب بالحق في النظافة ؟ وبسبب هذا المشكل حاول أحد السجناء الانتحار بعدما ضاق به الحال نتيجة توالي هذا الوضع وعدم تحمله للاستفزازات المتتالية في هذا الشأن.
        أما خدمات التطبيب فهي جد رديئة إذا كان هذا الوصف صحيحا،  فالحصول على حبة عقار أو جرعة دواء في الشهر غير ممكن، ومن أجل ذلك عليك طلب لقاء المدير، وتمر الأيام والشهور دون نتيجة، وربما عليك أن تقدم إتاوات من أنواع مختلفة ربما تؤدى من طرف عائلات بعض السجناء … مما يجعلك تيأس وتتحمل الحمى والسعال وألام كل أنواع الأمراض والتي تنتشر بكثرة في صفوف السجناء بدل كلام التجريح وكثرة الذهاب والإياب، وقد تنتظر ثلاثة أشهر لكي تتمكن من نزع إحدى الأسنان وقد غيب ألامها عنك النوم باستمرار.
         وبخصوص التغذية فهي رديئة جدا بحيث لا يمكن تناولها أبدا خصوصا بالنسبة للأشخاص المحكومين مثلي بمدة جد طويلة، ولدى نضطر للإكتفاء بما تجود به الأسرة وأسر بعض السجناء (في العّشرة)، كما يتم التضييق على تزودنا ببعض المواد الغذائية، فلا أكل مناسب يقدم بالسجن ولا الإدارة تسمح بدخول الأكل من لدن الأسرة خصوصا بعض الخضر (البطاطس، …) والقطاني ولائحة المواد الممنوع إدخالها إلى السجن طويلة، ونقوم في الغالب بإعادة طهي الأكل المقدم لنا بالسجن بصعوبة وتحت كثير من التعسفات والمضايقات، نظرا لكون -على سبيل المثال- الحي الجديد الذي يتواجد به حوالي 180 سجين يتوفر على 8 أجهزة للطهي فقط (الريشو) فبذل إضافة ريشويات كافية يتم فرض التقليل والتحكم في عدد الأكلات المعدة للطهي وكميتها وتوقيت طهويها لكون هذه الأجهزة توجد خارج الغرف وهذا مشكل في حد ذاته، وما يثير كذلك الاستفزازات هو قطع اللحم المقدم والتي لا تتجاوز في أغلب الأحيان 100g وتظل طازجة وإنك ترى الجوع يحوم في السجن بسبب هذا الوضع ويتناولها العديد من السجناء على حالها.
        مكـان الفسحة أضيق من الغرفة التي أتواجد بها ويتوافد عليها نزلاء حي المحراب كون هذا الحي لا يتوفر على فسحة بتاتا …
         وبخصوص التواصل مع الخارج فإلى جانب الزيارة التي لا تتجاوز في أحسن الأحوال 30 دقيقة في الأسبوع، فالتواصل بواسطة الهاتف عبر المخدعين télécart الموجودين بهذا الحي فلا يحق للسجين استعماله إلا 5 دقائق ليومين فقط في الأسبوع دون أيام الأربعاء والسبت والأحد مع استفزازات ومضايقات، فلماذا لا توضع مخادع كافية بالسجن تنفس قليلا على وضع الاحتقان الذي يعرفه السجن، وطبعا فشركة الاتصالات ستربح من جيوبنا  …
         إن ما يزيد الوضع سوءا هو الاكتظاظ جد مفرط، ولا يخضع السجناء لأي تصنيف يمكن أن يقلل من الضغط ويوضع المرضى والمختلين عقليا والعجزة والشواذ مع المتمدرسين وغيرهم … ويوضع المعتقلين المدانين لتهم جنائية مع سجناء متابعين بتهم جنحية أو مكرهين بدنيا أو المحكومين مع الاحتياطيين … وبالنسبة لحي التوبة المخصص عادة للاحتياطيين فإنه يشبه علب السردين ووضعه كارثي.
       وبالعودة للنظافة فإن هناك شبه غياب لوسائل النظافة التي من المفروض أن توفرها الإدارة ويضطر السجناء لاقتنائها من متجر السجن.
        كما تغيب أماكن الترفيه بشكل نهائي فلا يوجد لا ملعب للرياضات المختلفة ولا مكتبة .
        أحقا الميزانية غير كافية ولماذا سجن تازة بهذا الضيق وهذه الغطرسة؟
        وأشير أنني قد سبق أن خضت إضراب عن الطعام لمدة 20 يوما نظرا لتعرضي للضرب وقدمت شكايات إلا أنه لا شيء يتغير، وقد اكتب الكثير إلا أن ما نعيشه لا يمكن التعبير عنه من قهر وحرمان يجعل العديد من السجناء ما من مرة يقدمون على محاولة الانتحار أو الانتقام من أجسادهم احتجاجا …
        وختاما، سأكتفي بهذا، وسأفصل في عدة مظاهر للقهر في المستقبل وان ما أؤكد عليه أنه مهما كتب عن وضع السجن لن يستطيع التعبير عن الحقيقة القائمة والتي تخالف كل ما يمكن التحدث عنه كحقوق أو كوضعية إنسانية بالسجن، وهذا ما سيتم كشفه لو اعتمدت الطرق الصحيحة سواء بالمراقبة المستمرة أو بالاستماع إلى السجناء بطرق تتيح إمكانية تحدثهم دون خوف.
        و أتمنى مرة أخرى أن يجد ندائي مكانا له وأن يصل إلى الوجهة التي أريد.”

عن موقع أكنول.نيت   aknoul.net

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق