فاس في:17-04-2013
الاتحاد الوطني
لطلبة المغرب جامعة ظهر المهراز-فاس
يوميات مقاطعة
الامتحانات المشبوهة في شكلها الاستثنائي: اليوم الأول والثاني
اليوم الأول 15 أبريل 2013
في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين 15 أبريل 2013، حوالي الساعة
السادسة صباحا، أسطول قمعي رهيب قدر بحوالي 100 سيارة قمع طوقت المركب الجامعي ظهر
المهراز عن آخره، ورابطت بجميع منافذه، لتبدأ الجحافل في تنفيذ جريمة بشعة تحت
أجنحة الليل، في استهداف صارخ للحركة الطلابية والنهج الديمقراطي القاعدي داهمت
ساحة 20 يناير باستعمال الهراوات والقنابل المسيلة للدموع والمقالع...، فغطتنا
بسحابة من دخان قنابلها، لتبدأ في مداهمة الكليات الثلاث، واستمرت في مطاردة
الطلبة والمناضلين في باقي الأحياء والمناطق المجاورة، منفذة حملة من الاعتقالات.
جماهير طلابية صامدة إلى جانب
مناضليها ومناضلاتها، تنتصب بصدورها العارية متراسا في وجه فيالق الموت، وكلها
عزيمة وإصرار على مواصلة معركتها النضالية حتى تحقيق مطالبها العادلة والمشروعة،
قاومت بما أوتيت من قوة وبإمكانياتها البسيطة، رغم الشروط القاهرة استطاعت أن تلقن
فيالق القمع آيات من البطولة والصمود.
كان هذا هو المشهد الذي عرفته
القلعة الحمراء ظهر المهراز صباح هذا اليوم، قبل وصول الساعة الثامنة، موعد انطلاق
الامتحانات المشبوهة.
عند الساعة الثامنة ورغم الطوق
القمعي المفروض على الكلية، ورغم أنها كانت تغص بفيالق القمع، بالإجماع جسدت
الجماهير الطلابية مقاطعتها للامتحانات المشبوهة، ونظمت تظاهرة جابت أرجاء الكلية
ثم اعتصاما أمام العمادة حملتها المسؤولية في الوضع، ثم نظمت نقاشا داخل ساحتها، عميد
الكلية وبديماغوجيته المعهودة، وفي مشهد هزلي مثير حاول أن يتحول من جلاد إلى رجل
تحكمه روح الأبوة والإنسانية تجاه الطلبة، في محاولة يائسة للعب دور الإطفائي،
فحاول مخاطبة أحاسيس الجماهير مستعملا مكبرا للصوت، إلا أن ردها (الجماهير) كان
سريعا وواضحا رافعة شعار "أرحل Dégage"،
المسؤول القمعي المشرف على تنفيذ الجريمة فاجأه الوضع ودخل في مناوشات مع عميد
الكلية، إذ جاء على عظمة لسانه "انْتُمَا قُلْتُنَا بأن فقط بعض العناصر هي
التي لِّدَايْرَ المقاطعة و دايرة الفوضى ولكن احنا كنشوفوا كولشي مقاطع
الامتحانات... احنا ما تَّفَقْنَاشْ باش ندخلوا حتى الكلية.."؟؟
بعد إنجاح المقاطعة توجهت
الجماهير الطلابية في تظاهرة نحو الساحة الجامعية وهو الشيء الذي لم تستسغه الأجهزة
القمعية، إذا ما إن وصلت التظاهرة أمام "النادي الجامعي" حتى تدخلت بكل
وحشية وكسرت جماجم الطلبة والطالبات و وموظفي وموظفات ومرتادي النادي الجامعي وقامت
باعتقال البعض منهم البعض وسلب ممتلكاتهم والتنكيل بهم وإخلاء سبيلهم بعد ذلك،
وحشية لم تسلم منها حتى كراسي وطاولات "النادي الجامعي" إذ تعرضت
للتكسير عن آخرها، ليستمر بعد ذلك مسلسل جديد من المطاردات في حق الطلبة
والمناضلين.
خلال الفترة المسائية من
الامتحانات المشبوهة، سيعزز النظام من ترسانته القمعية وسيحاول تشديد الخناق من
أجل فرض اجتياز الامتحانات بلغة الحديد والنار، إذ أقدمت قوى القمع على إغلاق
أبواب الكلية وانتصبت كمتراس كبير أمامها إلى جانب عناصر من الإدارة، تمنع الطلبة
والطالبات من دخول الكلية، إلا من يرضخون تحت القمع والتهديد لقراراتها وعناصر مشبوهة تمت المناداة على أسماؤهم في
لائحة محصورة العدد كان يحملها أحد ضباط القمع وأغلب هؤلاء من رجال
القمع بزي مدني .
ورغم ذلك لم تصل نسبة اجتياز
الامتحانات المشبوهة سوى نسبة ضئيلة جدا، إذ لن تتجاوز نسبتها حوالي 15%،
وفي هذا السياق نعطي بعض النماذج: من ضمن 150 طالبا بالسداسية الخامسة شعبة
الجغرافيا اجتاز الامتحانات 15 طالب وطالبة، ومن ضمن حوالي 1200 طالب وطالبة
بالسداسية الأولى شعبة علم الاجتماع اجتاز فقط 60 منهم الامتحان، ومن ضمن أزيد من
2000 طالب بالسداسية الثالثة علم النفس اجتاز الامتحان 100 منهم فقط...، ناهيك على
أن جل من اجتازوا الامتحانات هم من العناصر الظلامية والمشبوهة المعروفة لعدائها
لنضالات أوطم وعمالتها للنظام.
وبالموازاة مع المقاطعة الناجحة
للامتحانات المشبوهة بكلية الآداب عرفت كليتي الحقوق والعلوم مقاطعة شاملة للدراسة
طيلة اليوم مصحوبة بأشكال موازية.
ونشير إلى أن المواجهة مع
الأجهزة القمعية امتدت لمسافات بعيدة بالكيلومترات عن الحرم الجامعي بالحقول
والمناطق النائية، واستمر ذلك طيلة اليوم وخلف عشرات الإصابات في صفوف الجماهير
الطلابية جلها حالات خطيرة، منها كسور، وأحد المناضلين فقد عينه بعدما تمكن إلى
جانب رفاق آخرين من تخليص طالب من قبضة عناصر القمع قرب حي عوينات الحجاج الشعبي،
في حين لازال العديد من المعتقلين داخل ولاية القمع، ولازال عشرات الطلبة و15 من
المناضلين مجهولي المصير وهواتفهم النقالة مقفلة.
وبالمناسبة نحيي مجموعة من
الأساتذة الشرفاء على مواقفهم الجريئة وإدانتهم للجريمة النكراء التي ارتكبت في حق
الجماهير الطلابية...
اليوم الثاني 16
أبريل 2013
كالمعهود وحوالي
الساعة الخمسة والنصف صباحا داهمت جحافل القمع المركب الجامعي ظهر المهراز بأسطول
قمعي تجاوز 100 سيارة قمع وأربع حافلات ثم عدد من الشاحنات، فاندلعت مواجهة دامية
في حين قاوم خلالها الطلبة والمناضلين
ودافعوا باستماتة عن حرمة الجامعة، ولم تتوقف مطاردتهم طيلة اليوم بأحياء المدينة
والحقول المجاورة.
وعند وصول الساعة الثامنة صباحا، انتصبت فيالق
القمع بمختلف أصنافها السرية والعلنية بمختلف مداخل ومخارج المركب الجامعي وتركزت
بشكل كبير أمام باب كلية الآداب وداخلها لتفرض على الطلبة اجتياز الامتحانات بلغة
القمع رغما عن إرادتهم، وكل من رفض هذه
الصيغة كان يتعرض للقمع والتنكيل، إذ
تحولت سيارات القمع إلى مراكز للتعذيب كما
حصل مع العديد من الطلبة والطالبات، إذ تم تنقيلهم إلى أماكن بعيدة عن الحرم
الجامعي، وبعد تعذيبهم وسلب ممتلكاتهم ( نقود، هواتف نقالة،...وحتى أحذيتهم). ثم
إطلاق سراحهم، ينضاف إلى ذلك ما عرفه الحي الثاني إناث تظاهرة عارمة للطالبات
منعتها أجهزة القمع من الخروج من الحي، ونفس الشيء بكلية العلوم إذ تم تجسيد
تظاهرة ثم اعتصام أمام عمادة الكلية.
ونشير أيضا إلى
الزيارة التي نظمتها القناة الثانية ("2m") وانتقت تصريحات
على طريقتها الخاصة في إطار تكثيف الحظر
والتعتيم على معركة الجماهير الطلابية
وتزييف حقائق الواقع المر والجرائم المرتكبة، والنموذج تصريح عميد الكلية الذي لم
يتضمن ولو ذرة من الموضوعية والحقيقة، وتفادى بشكل مخجل مطالب الجماهير الطلابية
ومعاناتها والجرائم التي ترتكب في حقها. وما يزيد من تأكيد هذه الحقيقة، فهي
الجريمة التي ارتكبتها قوات القمع في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء هذا
اليوم، حيث اقتحمت كل من كليتي الحقوق والعلوم والحي الجامعي الثاني إناث ومحاولة
اقتحام ملحقة الديرو للإناث ونكلت بالطلبة
والطالبات أشد تنكيل وكانت حصيلة الإصابات
ثقيلة و مفجعة نظرا لاستعمال كلاب النظام لكل أنواع الأسلحة بما فيما الأسلحة
البيضاء(استعملها عناصر القمع بزي مدني مرفوقين بالبلطجية ) بحيث أصيب العديد من الطلبة بجروح غائرة في مختلف
أنحاء الجسم نقل 7 منهم على وجه السرعة لقسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي، في
تعرض طالب للضرب المبرح في كل أنحاء جسمه وخصوصا الرأس، كما حدث مع الشهيد محمد
الفيزازي، وهناك أنباء غير مؤكدة عن استشهاده، بينما العديد من الطلبة بينهم
طالبان حالتهما خطيرة جدا ويرقدان بمصلحة الإنعاش بالمستشفى، أما الاعتقالات فلا
يمكن حصرها وما تم تسجيله هو أزيد من 30 حالة اعتقال قابلة للارتفاع.
خلاصة القول، جرائم بشعة وبكل المقاييس ترتكب في
واضحة النهار في حق طلبة وطالبات ظهر المهراز، لا لشيء إلا لنضالهم من أجل مجانية
التعليم ومن أجل مطالبهم العادلة والمشروعة، ورغم كل صنوف القمع والتقتيل والحصار
والتنكيل نؤكد على أن مقاطعة الامتحانات المشبوهة لازالت سارية المفعول، ونحمل
إدارة الكلية والنظام بشكل عام كامل المسؤولية في الوضع الحالي والمستقبلي.
سنقاطع، ونقاطع...والكل فينا سيقاطع
لا سلام لا استسلام...معركة إلا الأمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق