الاثنين، 29 سبتمبر 2014

في 24 شتنبر 2014/ المعتقل السياسي طارق حماني / السجن السيء الذكر تازة/ في الذكرى الاربعينية لاستشهاد مناضل النهج القاعدي في اضراب بطولي عن الطعام، رفيقنا الغالي مصطفى مزياني: نضال القاعديين،استمرارية،تطور،تجدر،رغم القمع رغم التأمر.

في 24 شتنبر 2014
المعتقل السياسي طارق حماني            السجن السيء الذكر تازة

 
في الذكرى الاربعينية لاستشهاد مناضل النهج القاعدي في اضراب بطولي عن الطعام، رفيقنا الغالي مصطفى مزياني:
نضال القاعديين،استمرارية،تطور،تجدر،رغم القمع رغم التأمر.


   
       I.      اللعنة ...اللعنة...اللعنة... اللعنة سبع مرات

لابد للمرء ان يتملك اعصابه كثيرا ،ويتأنى،و يمحص و يحلل و يستنبط الدروس قصد تجاوز الأخطاء،و الامراض...،دون الانزلاق في النقاش و الحط من مستواه،وعدم ايصال ما ينبغي ايصاله،دون التلفظ بما لا يليق بما هو نضالي حين يهم بتناول بعض المواضيع/الممارسات المرضية بالنقاش.
كثيرا ما شوهت ، وخربت الحياة السياسية و العمل النضالي الثوريين،ممارسات مصلحية ضيقة بعيدة عن أن تكون لها صلة بالنضال و شيم المناضلين و هي عديدة و مختلفة،وغالبا و في عمومها تصنف ضمن خانة الانتهازية،ومنها ما هو معقد و يرتبط بتنظيمات ،و أحزاب ،اي بإتجاه هذه التنظيمات ،ذات الجذور الطبقية طبعا ،وما هو مرتبط بالافراد، و إن كان هذا او ذاك مرتبطين في جوهرهما ،كما يلتقيان و يصبان في خدمة النظام الرجعي القائم.وإنني ساقتصر على اشكال محددة كونها تصل من الرداءة و الخبث والدناءة حدا لا يمكن تقبله،أي ما يتعلق بتشويه الخطوات النضالية الجماهيرية و تحريفها عن اهدافها و ضربهابشكل أو بأخر و الاسترزاق على نضالات ابناء الشعب و تضحياتهم، ودمائهم الزكية،دماء الشهداء و المعطوبين و المعتقلين السياسيين،بيع هذه التضحيات، لتحقيق مصالح فردية أو فئوية كتلوية، وهذا يعتبر قمة في الإجرام.فقد يحق لشخص ما ان يبيع ما يملك وإن كان هذا يفترض شروط مسبقة،إلا أنه لا يحق لأحد أن يبيع(و البيع هنا لا يقابله دائما ما هومادي كما يمكن أن يفهم من أول وهلة)،أو يسترزق على ما لا يملك،خاصة إدا كان الاسترزاق على التاريخ على تضحيات جماهيرية بكاملها، بل أكثر من ذلك، استغلال الشهداء...،لتوريطهم في ملفات مشبوهة ذات ارتباط بما اشرنا إليه ، تتناقض مع المبادئ التي استشهد من أجلها ابناءهم، و هو ما ينعكس سلبا على الرأي العام للجماهير المناضلة و الفعل النضالي، و هذا ما يفترض و من موقع المبدئية النضالية فضحه و التصدي له ، و إن كان البعض من هذه الممارسات ترتدي رداء النضال، وهو الأمر الخطير. وما دمنا بصدد محطة نضالية نوعية،المتعلقة باستشهاد رفيقنا الغالى مصطفى مزياني، بما هي جريمة سياسية من طرف نظام سياسي رجعي في حق الحركة النضالية المغربية الثورية،خاصة من داخل الجامعة المغربية،ممثلة في النهج الديمقراطي القاعدي، الفصيل الماركسي اللينيني المناضل و القائد التاريخي لنضالات الحركة الطلابية المغربية من داخل الاطار المكافح أوطم.

ففي محطة نقل جثمان الشهيد مزياني للدفن بمسقط رأسه و التظاهرة التأبينية والتغطية الإعلاميةالتي رافقت ذلك...، حاولت قوى سياسية إنتهازية وكذا عناصر محددة التشويش على الخطوة خاصة فيما يتعلق بمحاولة رسم حدود لمقترفي الجريمة السياسية هذه و التضبيب مسؤولية النظام السياسي القائم مباشرة،عبر التضييق على الخطاب و الصوت المعبر عن مواقف الشهيد السياسية في شخص رفاقه في التنظيم و الاطار،بل و صوت أسرته الصغيرة ـ التي نحييها تحية الصمود و الوفاء ـ، عملا بمنطق المصلحة الضيقة.لتتسابق و كعادتها لتأدية دور المنقد،والمعرقل التاريخي،في محطات النضالية البارزة للجماهير الشعبية بكل فئاتها و طبقاتها لصالح النظام القائم ،و أضف إليهم إتجاه بعض الأفراد الذين عزلتهم الحركة ـ حركة الفعل النضالي القاسي بالساحة الجامعية ـ قبل المحطة هذه ، "للإلتحاق" بقوى سياسية مشكلة للمشهد الرسمي ( سأتناول هذا في النقاش أسفله)
وان هذه الممارسات بما هي افراز و تصنيف موضوعي لحركة الصراع الطبقي، كثيرا ما شكلت موقفا إلى هذا الحد أو ذاك لدى شريحة عريضة من ابناء الشعب ، مترجم بشكل عملي ، نتيجة تراكمات في هذا الجانب منذ فترة، رسمته  وحددت معالمه سلسلة من الخيانات الفردية و الجماعية"الحزبية"،كبيرة و صغيرة و التي شكلت صفعة للجماهير الشعبية و خيبة أمل و فقدان الأمل في "السياسيين " أو في "المناضلين"و الكل يعرف و يعي خيانة القوى الإصلاحية لمعارك الجماهير الشعبية و إنتفاضاتها المجيدة،و مساومتها على دماء الشهداء و استرزاقها على ذلك للوصول إلى مصالح حزبية أو فردية شخصية و الأمثلة عديدة في التاريخ (مساومة إ و ق ش على دماء شهداء انتفاضة23مارس1965 المجيدة لإطلاق سراح معتقلي 61 و63 ، التسارع لفك عزلة النظام الرجعي القائم في بداية 70 وكذا بداية 80 و هي ترتدي ثوب المعارضة إلى الإرتماء الواضح و المباشر في أحضان النظام و لعبها دور المنقد في نهاية 90،و أيضا الخيانات التي إنبعثت بالأساس من السجون من طرف بعض ممن كانوا يحسبون أنفسهم على اليسار الثوري و تحولوا إلى أبواق للنظام اللاديمقراطي و مدافعين عنه من داخل مؤسساته الرسمية و بأشكال عدة و الأمثلة عدة في هذا الجانب ، و كذا إلتفاف القوى بمختلف مشاربها على مطالب الشعب المغربي المرفوعة خلال الانتفاضات و الثورات المتفجرة بالمنطقة 2011،و إجهاض انتفاضته بعد 20 فبراير...)، مما راكم لخلق تدمر كبير و أثر بشكل سلبي خطير بتفاعله مع القمع الوحشي للنظام الرجعي ، ليؤدي للنكوص في الفعل النضالي ، و لهذا يجب عدم تجاهل التاريخ.

II.            ضد "الملتحقين الجدد" : لماذا صرخ بلهواري؟

إن النضال الجماهري القاعدي معقد جدا و صعب كثيرا و قاس إلى درجة أنه لايتشبت به إلى النهاية إلا خيرة مناضلي شعبنا ، لذلك فالعديد ممن دخلوا ميدان النضال في ظروف معينة مستقرة نسبيا من حيث حدة الصراع و شروطه و دائرته(عمليا) فقد تعبوا بسرعة من النضال المباشر المتجدر في صفوف أبناء الشعب و الذي يتطلب جهدا كبيرا و قدرة فائقة على التحليل و تقديم الإجابة و ترجمتها عمليا بمعية الجماهير في ارتباط جدلي وثيق مع مستجدات الواقع المعقد جدا و المتغير باستمرار في جزئياته المرتبطة و المتفاعلة داخل الإطار العام للصراع الطبقي مما جعلهم يلوذون بالفرار إلى ميدان الطمأنينة و الراحة و النضال البرجوازي ، نضال الصلونات و البيانات و الوقفات الموسمية...،بل أن البعض إلتحق بقوة سياسية يما وصفها حقا أنها من صنع "القصر"و بأخرى اصلاحية انتهازية ،ممارستها، برنامجها ،و مشاريعها السياسية تقوم ضد طموح الشعب ، و ضد مسار نضاله التحرري ،تلطف الصراع،تبقيه ضمن إطار المحافظة على النظام القائم،تحافظ على نفس علاقات الاستغلال القائمة،تموه و تحرف النضال عن مساره،تزرع و تزكي الديماغوجية و الإغتراب و الاستلاب،تسترزق على نضالات و معارك الطبقات و الفئات الشعبية...،و الكثير...،لكن كيف الارتماء في أحضانها اليوم .هل هذه القوى أصبحت ثورية؟أم أن "الملتحقين الجدد" قد غيروا جلدهم ؟ ! عملا بقولة نيتشه " الأفعى التي لا تغير جلدها تموت"، غيروا مواقفهم،مبادئهم،مواقعهم؟أم هو تكتيك العمل بجانب القوى ،تحت سقفها،تكتيك المظلة،أم هي صكوك الغفران كقصة :"فاعفوا غفر الله لك يا عمر..." أم أن "الاصدقاء قد بلغوا من اليأس والعجز؟أم هو عجز سيكولوجي دفين؟....
هل أصبح تسديد الضربات للقاعديين و لأوطم  صك غفران سحري يكفر ذنب و خطيئة ،تدشينا للحياة الهنيئة الهادئة "للأصدقاء"بدل الإعلان الصريح للعجز و التعب و التخلي عن طريق النضال الطويل المرير.فما أجمل هذا الشغف بالحياة التي كانت رخيصة على كفي مزياني أمام المبادئ التي دافع عنها في صفوف الطلبة القاعديين ، و إنني اتحاشى تشخيص الأفراد الذين تجلى فيهم الانزياح عن خط النضال الثوري كون الهدف المرجو سنصل له دون ذلك.
 لقد اطلق بلهوري صرخته الشهيرة ضد أمثال هؤلاء الذين راهنوا على القوى لإنجاح المؤتمر 17،حيث كان موقف القاعديين صارما و التاريخ كشف مصير دعاة "الالتحاق" أنذاك استمر الحبل على الجزار. استشهد بلهواري و استمر الطلبة القاعديون في نضال مستميت محاصرين بالأعداء من كل اتجاه  وفي شروط فعل قاسية محليا و أمميا، متشبتين بمنطلاقاتهم النظرية الماركسية ـ اللينينية و بمواقفهم و مبادئهم...، مقدميين العديد من التضحيات وفاءا لدرب النضال حيث استشهد العديد من المناضلين القاعديين والأوطاميين ( بلهواري،الدريدي،زبيدة خليفة،الأجراوي،سعاد السعيدي، شباضة ،المعطي ،بنعيسى، بوعبيد،الحسناوي ،الساسيوي،الكاديري،الفيزازي،عبد الوهاب،...)فجاء استشهاد المناضل القاعدي مصطفى مزياني كصرخة عملية ضد جرائم النظام القائم ببلادنا و ضد التخادل و انحطاط المعنويات و انتهازية بعض ممن تشدقوا بالنضال. ممن ناضلوا و لكن لم يستوعبوا جوهر الممارسة النضالية و لم يتشبعوا بفكر الطبقة العاملة،الاشتراكية العلمية. و أخدوا ينطون من موقع إلى أخر منذ  مدة ليست بالقصيرة في استهداف مباشر أو غير مباشر للنهج القاعدي في إلتقاء موضوعي و أخر ذاتي مع القوى التي تتربص بشكل أو بأخر بالقاعديين أو لنقل إدا دققنا التعبيير،تتربص بثمار العمل النضالي القاعدي،أو جانب منه،مستغلة في ذلك ظروف محددة و محطات معينة.
فلأي الحق في الدهاب أين ما شاء فقط كما قال لينين:"لا تلطخوا أيدينا" إنني لم أكن لأجرؤ على قول كلمة واحدة حول ممارسات "الملتحقين" لو لم يتطاولوا لمس النهج الديمقراطي القاعدي و أوطم ،و هنا تنحصر الحدود النسبية الرئيسية لدفاعي،ما دام أن الصراع الطبقي و أشكاله ليست حصرا على مجال دون الأخر،بشكل معزول و وحيد. إنني هنا لا أقول بالرأي القائل بأن المناضل معصوم غير مسموح له بالخطأ ،و إلا سأكون أنفي الحركة و أنفي الممارسة و أرفض الدياليكتيك،و أعانق المثالية و الصوفية،بل على العكس ،فكثيرا ما تكون الاخطاء مطورة و مغنية للممارسة في إطارالتنظيم الثوري عند الإمساك بها في الوقت المناسب و الإجابة عليها و من تم تجاوزها،لتصبح كالترياق بالنسبة للجسم الحي،غير أن هناك ممارسات لا تحتويها دائرة الخطأ، عندما تندرج فعلا في نطاق التدمير و التخريب من طرف النقيض ضد القضية.و كل حديث هنا عن التبرير أو العذر سيكون أعظم و أكبر من الزلة كما يقال.فالدعوة،مثلا،للإلتحاق بالجمعية،التي وجهت من طرف أحد الأمثلة التي نحن بصددها، على أي أساس ترتكز؟و أي هدف غير معلن بشكل صريح تبتغيه؟أي مدخل لأية قوة؟الدعوة ماعدا مصلحة النظام القائم الذي يكثف من الحظر العملي باستمرار ضد أوطم، ومصلحة القوى التي ما فتئت تخلق إطارات بديلة لنضال "الطلبة" قصد ضرب منظمتنا العتيدة و حصار القاعديين؟هل الرفع من الوعي و التحدي و المهام أم الحط من كل ذلك؟و طبعا الإجابة متظمنة من داخل السؤال.
III.            حاصر حصارك لا مفر
إن أشكال الهجوم الأنية و حدتها ، تتضح أكثر كلما أخدنا الأحداث و الممارسات و الوقائع و السلوكات مرتبطة و مجتمعة في حركتها و تفاعلها( أشكال الإستهداف المباشر للنهج الديمقراطي القاعدي: مخططات التصفية،تهديم الحي...)وطرحناها للتحليل و التحديد وفق رؤية شاملة و جدلية وفقا لقوانين الصراع السياسي. وذلك لكشفه و فضحه أولا ثم التصدي له عمليا بالطرق السليمة و الصارمة ثانيا و بالتالي استثمار و الاستفادة من كل هذا قصد تصليب البناء و الفعل ثالثا.... في لحظات معينة من اشتداد الصراع الطبقي،ولو بشكل بارز و مركز على قطاع أو قطاعات محددة دون أخرى (التعليم،الشغل...)تفرز بشكل واضح القوى المتصارعة التي تتجلى فيها و تعبر عن مصالح طبقية معينة،ولا يصبح تناول الأفراد بالنقاش إلا بما يعتبرون تمظهرا أو تعبيرا - من خلال ممارستهم السياسية – لإنتماء سياسي طبقي سواء عبر عن ذلك بشكل صريح أم بشكل مشوه هو كامن متضمن خلف هذا الشعار أو ذاك،خلف هذا الموقف أو ذاك،خلف هاته الممارسة أو تلك ،حيث أن "كل فكرأو سلوك فردي ذو مظهر شخصي في مجتمع طبقي لابد له من أن يكون طبقيا،إذ يكون توجها فئويا،أوكتلويا،أو حلقيا على الأقل. و ليس هناك شك أبدا في حقيقة أن التوجهات النابعة من أصول الإنقسامات الطبقية تتجسد في الأشخاص"  (من كتاب الانتهازية والحزب العمالي).
وهنا تلتقي ممارسات أفراد محددين بممارسات قوى سياسية و تتداخل مع باقي مخططات النظام القائم في ضرب و استهداف كل فعل ثوري و اسكات أي صوت حر و فرض الصمت إحقاقا قسريا لشعار "الاستقرار" الذي لا وجود له لا فلسفيا و لا إجتماعيا ولا سياسيا ولا من الطبيعة الحية و الغير الحية.
وتلتقي هاته الممارسات في وضع الأزمة العامة في البلاد(اقتصاديا،اجتماعيا...)بما هي تجلي لتبعية النظام القائم ببلادنا للإمبريالية و لأزمتها،المتمظهرة بعدة أشكال ،منها الأزمة بشرق أوربا بين الإمبرياليات الكبرى،روسيا و حلفائها من جهة و الولايات المتحدة الامركية وحلفائها من أوربا الغربية.وكذلك الوضع المتفجر بشكل دموي رهيب وفضيع بمنطقة الشرق الأوسط للعمليات العسكرية الإجرامية الرجعية لما أصبح يعرف ب"داعش" ذو المرجعية الدينية التكفيرية الظلامية المصنوع و المدعوم بشكل مباشر و غير مباشر من طرف الامبريالية خاصة الأمريكية،من أجل ترتيب وضع جديد بالمنطقة و هذا ما يتضح أكثر من خلال إعلان الامبريالية الأمريكية عن عزمها تنفيد عمليات عسكرية على هذا "التنظيم"،وهنا يتكرر مخطط شبيه بالحرب على"القاعدة"بأفغانستان إلخ-وفقا للمصالح الإقتصادية لهذه الإمبريالية أو تلك،المتصارعة بدعم أنظمة عميلة بالمنطقة،تضرم النار من جهة و تنادي بإطفاءها من جهة أخرى، على حساب شعوب المنطقة التي تعاني القتل الجماعي الرهيب،و الخراب و الدمار الشامل،و المزيد و المزيد من تكثيف الفقرو الجوع والتخلف و التجهيل،و المزيد من التقسيم السياسي و الإثني العرقي،و الديني،ضدا على إمكانية تحررها و انعتاقها و الابداع أي شكل لمقاومة الإستعمار الجديد،و في نفس الإطار تندرج حرب النظام الديكتاتوري الدموي القائم بسوريا ضد الشعب السوري،و كذلك العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الذي خلف الآلاف من الشهداء و الآلاف من المعطوبيين و المشردين و دمار كاسح لقطاع غزة على وجه الخصوص، و في نفس السياق مؤامرة اجهاض ثورة شعب اليمن ضد النظام القائم بعد الإطاحة برمزه الديكتاتور "صالح" إلخ.
 و هذا هو جوهر و مضمون اسلوب الانتاج الرأسمالي في مرحلة الإمبريالية،الاستغلال و نهب الشعوب المقهورة و ان استدعى الامر تدميرها و قتلها عن أخرها،على أن لا تتحرر و ان تظل تابعة،وان لا تنفلت من قيود التقسييم الدولي للانتاج و الاستهلاك الذي يصب في مصلحة الامبريالية و استمرار نظام الاستغلال الطبقي.
ان وضع الازمة هذا و انعكاساته من داخل المغرب باعتباره بلد ذا نظام تبعي(اقتصاديا،سياسيا،ثقافيا...) تتجلى بشكل صارخ في السياسات الطبقية المنتهجة في جميع المجالات ضدا على ارادة الشعب المغربي من استهداف القوت اليومي للجماهير الكادحة و ضرب القطاعات الحيوية التي بدون النهوض بها وفق مشروع ثوري لا يمكن ان يقوم أي تطور بالبلاد، وبالخصوص بدون إحداث تغيير ثوري لعلاقات الانتاج القائمة،بدون تنوير القاعدة المادية المحدد الرئيس لأي تطور في باقي المجالات،أي الاساس الاقتصادي أولا من التبعية للامبريالية،و إعطائه افق تطوره وفق علاقات الانتاج و التملك الاجتماعيين...،و في ارتباط وثيق به و جدلي تطوير و تطور البحث العلمي و التعليم و الشغل... وكل طرف يصبح هنا سببا وعاملا لتطور الطرف الاخر و هذه احدى جوانب المهام الثورية المطروحة في البلاد.(*)
هذه حقيقة يتم الهروب منها بمحاولة ذر الرماد في العيون ،عبر ديماغوجية "الرأسمال غير المادي".و تصنيفات و توجيهات المؤسسات الامبريالية للابقاء على المغرب ضمن الدائرة المشار لها أعلاه،على منوال باقي البلدان ذات الانظمة التبعية،ليظل الشعب المغربي يؤدي الضريبة من قوته اليومي و من مستوى تعليمه و تطوره الاقتصادي و الثقافي و الاجتماعي...، لحساب طغمة من المتسلطين المسيطرين على مصيره في شخص التحالف الطبقي المسيطر.
ولهذا كله وغيره،و للإبقاء على هذا الاستغلال و الاضطهاد يعمل النظام الرجعي على تسييد و تعميق الجهل و التغليط و الديماغوجية بشعارات مستهلكة (الاستثناء المغربي،ثقة المؤسسات الدولية،وضعية الاستقرار و السلم... )، و فرض الصمت و القبول بالوضع القائم عبر العديد من الاشكال على رأسها تسليط الألة القمعية على الرؤوس التي رفضت الخنوع والخضوع و الصمت و اختارت طريق النضال على طريق المهادنة و المساومة، ضد مناضلي شعبنا الشرفاء و قواه المناضلة، و هذا هو السياق الحقيقي للقمع السياسي الرجعي الذي يطال مناضلي الشعب الشرفاء،وعلى الخصوص مناضلي ن د ق و أوطم ... والذي في اطاره جاء استشهاد رفيقنا مناضل النهج الديمقراطي القاعدي و أوطم مصطفى مزياني، و في إطاره يقبع المعتقلون السياسيون للندق بغياهب السجون المظلمة في الوقت الذي يتم التطبيل لشعارات كاذبة حول"حقوق الانسان" فيما يتعرض الشعب المغربي للقمع مادي و معنوي ممنهج، و يتعرض المعتقلون السياسيون لمختلف صنوف التعديب الجسدي و النفسي خاصة مع الوضعية بالسجون الرجعية (الاكتظاظ،وتردي الخدمات النظافة،و التطبيب و التغدية إلى درجة خطيرة،انعدام التصنيف،انعدام مكان كافي و صحي للفسحة وكذا مكان خاص للدراسة مكتبة حيث نتحدى ظروف بغرف مكتظة قصد متابعة الدراسة...) و هو ما جعل المعتقليين السياسيين يخوضون عدة اضرابات عن الطعام و يأتي في هذا السياق الاضراب المفتوح الذي يخوضه رفاقنا بفاس بالسجن السيء الذكر "عين قادوس" وكذا الرفاق المعتقليين السياسيين بكل من مكناس و مراكش و الذي بلغ مرحلة خطيرة.
وهكذا فالحكومة الواجهة،حكومة الرجعية الممنوحة،لم تفي بأي من الالتزامات التي قطعتها على نفسها امام الشعب،والتي كان يعرف الشعب المغربي انها مجرد التزامات و وعود فارغة براقة لن تتحقق انطلاقا من تجربته الطويلة،وهي التي تتحدث زورا عن "الدعم الشعبي"،ماعدا ان تحبك المؤامرات البوليسية في حق المناضلين الشرفاء و المجازر في حق الحركات المناضلة،ماعدا الخطاب التكفيري و المسرحيات السخيفة و الخطاب المغرض،التغليطي القمعي في حق أبناء شعبنا الطامحين الى التحرر من قهر الاستغلال و الاضطهاد الطبقي ، من ظلامية و رجعية الفكر السائدالمتخلف و البائد، و تبادل الاتهامات والتضارب بالأرقام و الاحصائيات و الدراسات، بدل حضور لغة الارقام المضبوطة و المشاريع المنجزة و التي لا وجود لها في الحقيقة، و بدل حضور المحاسبة على أساس البرامج المضبوطة و المحددة و المطروحة بشكل واضح سلفا (على الاقل بشكل الذي نجدة في البلدان الديمقراطية)، يحضر السب و القدف و الترهيب و التهديد و التكفير و التخوين ، و هكذا تزرع البلبلة و يعم الضباب و يسود الجهل و تغيب المسؤولية في العمل و في الخطاب و و يسلط النقد على التفاهات على الشكلي بدل الجوهر لتنتج المهازل السياسية و الكوارث الاقتصادية و السخافات الفكرية و الاخلاقية المنحطة، ويعاد- بالتالي- انتاج نفس علاقات الاستغلال القائمة و الحفاظ على الوضع كما هو، قمع ممنهج مسلط على الشعب، تفقير مستمر، تجهيل خطير، ضرب ابسط الحقوق و انتهاك و تدنيس انسانية الانسان...، بهرجة سياسية في الواجهة، ومخططات سياسية خطيرة في العمق ضد ارادة الجماهير الشعبية المغربية.
فليستمر القمع و التآمر و الحصار ، سيستمر مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي و التحاد الوطني لطلبة المغرب و عموم مناضلي الشعب المغربي الشرفاء في التضحية و النضال و الصمود على درب جميع شهداء شعبنا الابرار (المساعدي،بن بركة ،بنجلون، كرينة، دهكون، سعيدة ، زروال ،رحال، التهاني، الدريدري بلهواري ، شباضة .... مزياني... و الالاف آخرين استشهدوا على درب الحرية و النعتاق و احقاق العدالة الاجتماعية و تشيد مجتمع انساني خالي من استغلال الطبقي، كطموح و هدف انساني شامل.فحاصر حصارك لا مفر ، ان غد الثورة آت آت.

IV.            (*) في جدلية الاقتصادي و السياسي:

لابد من الاشارة هنا الى انه عند تأكيدنا على العامل الاقتصادي كعامل محدد ،البناء التحتي، قوى الانتاج، الذي يقوم عله البناء الفوقي (السياسي،الحقوقي،ثقافي...) فاننا نأخد هذينالطرفين في شكل عملية،أي أنه هناك ارتباط جدلي بين البناء الاقتصادي و ما يقوم عليهمن بناء سياسي حقوقي فكري ثقافي و يجب عدم الفصل الميكانيكي للإقتصادي عن السياسي...،و يجب أخد هذا بالاعتبار أثناء الدراسة لأحد هذين الطرفين لما يتطلب دلك من تجريد فكري ، و تلقي هذه العملية ايضا تعبيرها الفلسفي في علاقة الجدلية بين الشكل و المضمون .
و هذا الخطأ يسقط فيه بعض الدارسين السطحيين للماركسية نتيجة التفكير الميتافيزيقي السائد لينقلبوا مهاجمين لها.كونالماركسية  باعتبارها كدليل للعممل ترتكز على التحليل الملموس للواقع الملموس، لما ركزت على كون البناء التحتي الاقتصادي هو العامل المحدد ، و تعمقت في دراسته في ظل علاقات الانتاج الرأسمالية، فهي قامت بذلك في شروط تاريخية محددة ملموسة و حية،في ظل النضال ضد العديد من التيارات(فكرية،اقتصادية،سياسية) السائدة أنذاك،منها المثالية الفلسقية...،لإرجاع طرق التفكير و التحليل لأساسها الأرضي المادي الواقعي،أي للأساس الاقتصادي،لقوى الانتاج و منها طريقة الانتاج و التبادل و تملك الخيرات، و كذلك من أجل تفسير البناء الفوقي المؤسساتي الحقوقي السياسي الديني،الثقافي...، تفسيرا علميا ملموسا،عكس الطريقة المثالية،التي تعتبر ان البناء السياسي...،السائد عبر الدولة هو تجسيد لحكم الالاه ، عبر"سلالات الاشراف"،أو كون الاداة السياسية للطبقة السائدة اقتصاديا لقمع الطبقة أو الطبقات المسودة أي الدولة،تحوم فوق المجتمع تقف فوقه،منعزلة عنه إلخ.وهذه الطريقة في الحكم ، حكم الأشراف"الذين يجسدون ارادة الاله "لازالت سائدة في المنطقة بشكل حاد على وجه  الخصوص ،بسبب التخلف و التجهيل و القهر المفروض في استغلال خطير لما هو ديني مند حكم الفراعنة بمصر إلى اليوم باستثناء فترات محدودة زمنيا و مكانيا في التاريخ و ساهم على الابقاء على هذه الوضعية و قطع التطور الداخلي،التدخل الامبريالي.فظل بشر يحكمون باسم الاله أو هم "ألهة بشرية"معصومة منزهة مرفوعة، و يتجسد هذا لدينا في المغرب في طقوس "البيعة" المغرقة في الرجعية عبر ركوع جحافيل البشر لفرد واحد خاصة منهم "المنتخبين"بين ألاف الأقواس، في إدلال فضيع لجميع المغاربة،كما لو يقال لهم إنكم مجرد عبيد، و ماذا تكرس طقوس البيعة غير العبودية؟ و هذه هي "الديمقراطية" في المغرب، و هذا هو مبتغاها، و لهذا تتم  "الانتخابات"،للركوع.
وهكدا فإن الفهم للعلاقة الجدلية بين الاقتصادي و السياسي أو بين البناء الفوقي و البناء التحتي و تأكيد ماركس على أن الاقتصادي هو المحدد في النضال المذكور،قد فهم فهماميكانيكيا،نظرا لأن طريقة التفكير الميتافيزيقي،حيث عوقب التطرف المثالي بالتطرف المادي، حيث اعتبر الاساس الاقتصادي – عند بعض الدارسين و كذا الناقدين- محدد حاسم،له كل التأثير فيما البناء السياسي الحقوقي...، الذي يقوم مجرد تابع لا تأثير له، وهذا لم يقل به ماركس بتاتا، بل خلص في دراسة المركزة حول أسلوب الانتاج الرأسمالي إلى أن هناك علاقة جدلية بين الاساس الاقتصادي وهو المحدد للبناء الفوقي الذي يقوم على هذا الاخير،البناء السياسي،الحقوقي،الثقافي الفكري...، الذي واذا كان الاساس الاقتصادي هو المحدد فان البناء السياسي...،الذي يقوم عليه ليس مجرد تابع،بل له تأثيره على البناء التحتي و على جميع مناحي حياة المجتمع،بل ويصبح في شروط تاريخية محددة،في فترات محددة من تطور علاقات الانتاج و قوى الانتاج و اشتداد التناقض بينهما،له دور حاسم في العملية برمتها.
لقد عاد إنجلس،لما لاحظه،للتأكيد غي أخر حياته خاصة في "رسائل حول المادية التاريخية" على دور و أهمية البناء الفوقي، حيث أكد أنه يصبح له واقع مادي في مستوى معين من جدل التاريخ.فالبناء السياسي،الحقوقي...،بقدر ما يكون في مرحلته التقدمية حين يكون جديدا صاعدا، ممثلا لكل ما هو جديد في المجتمع،أي الطبقة أو الطبقات الصاعدة، شكلا لتطور قوى الانتاج،فاسحا أمامها أفقا رحبا لدلك، بما يلائم طموح و المصالح الاقتصادية للطبقة الاجتماعية الصاعدة فانه في مستوى معين من تطور قوى الانتاج في تناقض مع هذه الاخيرة.كون الشكل محافظ يتحرك ببطء شديد،في حين أن المضمون متحرك بسرعة ،متطور باستمرار ينمو باطراد، فيصبح الشكل في مستوى معين معيق و كابح للمضمون بعد أن كان مجالا لتطوره،أداة مساعدة لتطوره،الشكل،البناء السياسي الحقوقي أداة الطبقة السائدة ،يشيخ و يهلك،يصبح رجعي،قديم غير صالح للمضمون بعدما كان محدده،المضمون نشيط  فقد أصبح هو وليس هو تغير اصبح جديد في حين الشكل ظل محافظ.الجديد مكبل بتقاليد الماضي،بالقديم ،فالجديد يتمردو ةيثور على قيود القديم،فيحطمها في مستوى معين من اشتداد التناقض و يبتدع شكلا جديدا تقدميا.
 وفي هذه المرحلة بالذاتيصبح البناء الفوقي،السياسي الحقوقي...، دور حاسم في التطور الاقتصادي ومنه الاجتماعي و عندما يبلغ هذا التناقض بين المضمون الاقتصادي ،قوى الانتاج المادية...،و الشكل البناء السياسي الحقوقي...،ذروته و أقصاه،يدخل المجتمع أزمة عامة حادة.و بتوفر الادوات الذاتية للطبقة أو الطبقات الصاعدة التي تسهل و تسرع عملية البتحول و الارتقاء جدليا،يتم تحطيم الشكل القديم الرجعي المكبل عبر الثورة العنيفة إدا قاوم القديم البائد طموح الجديد.و سلميا إلى حد ما تقبل مصيره.لتحدث القفزة النوعية للمجتمع بعد بعد عملية طويلة و معقدة من التراكمات الكمية البطيئة و الغير الملحوظة،لينتقل إلى مستوى أرقى، نوعي على جميع المستويات، و تحرير بالتالي قوى الانتاج من قيود الماضي و السماح لها بالتطور بكل حرية و قوة من جديد في شكل سياسي حقوقي...، جديد راقي و نوعي تقدمي يعبر عن طموح الطبقة الاجتماعية الجديدةالصاعدة الثورية التي تختم الصراع الاجتماعي بطابعها، و يمثل الشكل السياسي الجديد غطاءا لها و تعبيرا حقوقيا عن طموحها و مشروعيتها الذي يصبح على هذا الاساس مشروع مجتمع جديد برمته. و هكدا تحرك المجتمع البشري و انتقل عبر التراكمات و القفزات عبر الصراع بين القديم و الجديد من المشاعة البدائية الى العبودية فالاقطاعية ثم الرأسمالية  ومنها سننتقل إلى نظام انتاج ارقى ،كون جميع اساليب الانتاج السابقة لم تكن الا مراحل عابرة و درجات مؤقتة و ضرورية في سلم تطور المجتمع البشري،إلى نظام اجتماعي يضع فيه المنتجون وسائل الانتاج و الثروات المنتجة بشكل مضبوط تحت تصرفهمو ملكيتهم،أي الملكية الجماعية لوسائل الانتاج و الثروات المنتجة،لتوضع النهاية للسبب الرئيسي لانقسام المجتمع البشري الى طبقات و الاستغلال و الاطهاد وما رافق ذلك من حروب مدمرة و كوارث و دروس للانسانية ،بحل التناقض  بين الانتاج الاجتماعي و التملك الفردي.
وانني هنا، لم أخد الا احد جوانب العملية،وبشكل مبسط جدا،و مكثف كونها أكثر تعقيدا في الواقع الحي و مغلفة بالاف الاقنعة، لتوضيح العلاقة بين الاقتصادي و السياسي.خاصة مع النقاش الذي طرح حول هذا مؤخرا.كما انني  ادرجت ملاحظة مبدئية في جوهرها يجب الأخد بها عند قراءة هذه الكتابة.
  


عهدنا الشهيد على ان نسير         على درب النضال الطويل العسير
فلا السجن يخيفنا ولا الخطب       ولا الموت يوقف زحـــف الشــعوب

طغاة النظام مضى عهدهـــم        و شمسهــــم أدنــت بالغــــــروب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق