الخميس، 23 مايو 2013

المعتقل السياسي: عمر الطيبي ، السجن المحلي عين قادوس – فاس- رقم الاعتقال: 83264 : شهادة حول التعذيب + ملحق لشهادة تعذيبي -توضيح لا بد منه-


فاس : 12/05/2013
المعتقل السياسي: عمر الطيبي                                                السجن المحلي عين قادوس – فاس-
رقم الاعتقال: 83264
شهادة حول التعذيب
أكتب هذه الأسطر الآن وأنا إلى جانب رفاقي المعتقلين السياسيين العشرين، من داخل زنازين ودهاليز السجن المحلي السيئ الذكر عين قادوس، اكتب هاته الاسطر وهاته الشهادة من أجل ان يضطلع الكل باستثناء الجزء، على واقع الاعتقال الذي طالني والتعذيب الذي تعرضت له من داخل مخافر القمع وما عانيته وأعانيه جراء العنف بجميع أنواعه والتعذيب بمختلف أشكاله الذي تعرضت له والذي طالني جراء انتمائي السياسي  للخط الكفاحي والتقدمي النهج الديمقراطي القاعدي والاطار العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، اكتب هاته الاسطر لكي نكشف واقع التعذيب الذي لحقني ويطال المناضلين الشرفاء الذين يدافعون على قضايا الكداح والمقهورين في هذا الوطن الجريح، واكتب هاته الاسطر بطبيعة الحال من أجل أن تبقى حروف وكلمات هذه الشهادة محفورة ومنقوشة على جبين هذا النظام الرجعي.


على الساعة 20h30 ليلا يوم الجمعة 26 أبريل بحي السعادة بفاس، وأنا رفقة عائلتي بالشارع الرئيسي، وبعد أن لاحظت مجموعة من الأوجه الغريبة من البوليس السري والمخابرات  DST، يحيطون ويطوقون الشارع الرئيسي للحي، باغتتني مجموعة من البوليس السري في حالة من الخوف والهلع وسط أسرتي، فتم طرحي أرضا وتصفيد يدي، وإدخالي في سيارة من نوع MERCEDES – 190 ، بعدها توجهوا بي بسرعة فائقة نحو ولاية القمع مركز التعذيب الاول بالمدينة، عند وصولنا بدؤوا يركضون بي إلى  مكتب التحقيق أجلسوني على كرسي، وبدأ الصفع والضرب في كل أنحاء جسمي والمناطق الحساسة منها، إلى جانب السب والقذف والشتم، لمدة تناهز الساعتين، بعدها أمروا بإنزالي إلى الزنزانة بعبارة" انزل اتبرد هاد الليلة وغدا وجد راسك للقرعة.."، عند نزولي إلى القبو تم تجريدي من كل ممتلكاتي الشخصية وإدخالي إلى الزنزانة رقم 2، وهناك التقيت ب 5 طلبة كانوا قد قضوا ليلة هناك في انتظار تقديمهم إلى المحاكمة.
في الصباح على الساعة 9h ، صعدوا بي إلى مكتب التحقيق وأنا مصفد اليدين، اجلسوني على كرسي في مكتب يضم حوالي تسعة أشخاص، أولا بدؤوا معي بالاسئلة الروتينية( اسميتك، سميت باك، سميت مك...) عند الانتهاء من طرح هذه الاسئلة، فاجأتني صفعة قوية مباشرة نحو وجهي طرحتني أرضا، ثم أجلسوني على ركبتي وقالوا لي " غادي تجاوب على الاسئلة ولا غادي نغتاصبو دين مك"، كانت الاسئلة في البداية تتعلق بمشاركتي في مقاطعة الامتحانات الاستثنائية وحول أسماء الرفاق خاصة في كلية الاداب، كذلك أين كنت أتواجد اليوم الاول صبيحة 15 أبريل، وما هو البرنامج الذي وضعناه حول كيفية إنجاح المقاطعة، وهنا بدأ مسلسل التنكيل والضرب من كل صوب حتى فقدت الوعي لبرهة، ثم بدؤوا يرشون الماء علي، ونقلوني إلى مكتب أخر وأسئلة أخرى تتعلق بطبيعة العمل الذي ينظم المناضلين فيما بينهم ومن المسؤول عن بعض المهام النضالية وكيفية التواصل بين المناضلين والمواقع الجامعية، وكل سؤال مصحوب بطبيعة الحال، بالسب والشتم والضرب، وبعدها أجلسوني على بطني وخلعوا سروالي وملابسي التحتية وانا أصرخ ألا يجرؤوا على اغتصابي، وقال احدهم "غادي تقول كلشي ولا غادي انجلسوا مك  على القرعة او غادي انصوروك بلا حوايج وانديروك في اليوتوب..."، كنت في حالة يرثى لها فلم اذق طعم النوم بسبب الحالة المزرية والمتسخة والرائحة النتنة للزنزانة التي قضيت فيها ليلتي الاولى، بعدها جاء احد العلويين، على ما أظن أبرز محققي و" عمداء الشرطة" اسمه الحرفي "عزيز السويري" الجلاد رقم 1 في ولاية القمع، والذي تفنن في تعذيبي نفسيا وجسديا، عندما دخل نطق بجملة مفادها "هاد الكلب خصنا انتوبوه و انوريوه الوالي بوقبة خضرا شحال كيسوا..."، أمرهم بإدخالي إلى مكتب أظن أنه مكتبه الخاص، وعصبوا عيني تحت وابل من الصفع والضرب، طرحوني على كرسي مستطيل لونه بني، جلس أحد الجلادين ذو شارب طويل على ركبتي بينما الجلاد الأول وضع كماشة على وجهي إلى حد الاختناق وبدأ يسكب على الماء العكر، وبين الفينة والاخرى، يطلب مني أن أحرك رجلي كلما أردت الكلام، استمر ذلك لمدة نصف ساعة تقريبا، بعدها اخرجوني وانا معصب العينين وادخلوني إلى مكتب أخر وسكبوا علي الماء البارد وفتحوا نافذة المكتب وانا ارتجف من شدة البرد، بعدها طرحوني أرضا ووضع احدهم رجله فوق ظهري، وبدأ يمدد يدي المصفدتين حتى رأسي وانا اصرخ من شدة الألم، كنت في جوارح نفسي اقول ان هؤلاء الأغبياء يعتقدون أنهم يريدون ان يدمروا نفسيتي ويجردونني من قناعاتي، لكن هيهات ثم هيهات ، هذا ما تم تربيتنا عليه الصمود حتى آخر رمق، حينها جاؤوا بهاتفي المحمول الذي تم حجزه وانطلقوا بالأسئلة عن أسماء ارقام الهاتف المسجلة عندي، مصحوب بالضرب والرفس والسب والشتم في حقي وفي حق أسرتي ورفاقي، بعدها أزالوا عني العصابة وتوجهوا بي إلى مكتب اخر حيث اخذ احدهم يصيح ويقول " غادي نوريويك النضال شحال كيسوا" و" غادي تبقى معنا مزال غادي نحققوا معاك هاد الليلة وحتى غدا"، بعدها بدؤوا يكتبون المحضر ويدونون التهم التي ستلفق ضدي، وهم يضحكون بصوت مرتفع والسب والشتم والضرب الذي مافتئ يتوقف والتهديد بأنه " غادي نغبروا دين مك ونسيفطوك لعين قادوس فين غادي يحـ..."، قاموس لغوي ضخم من الكلمات النابية " الاوباش، الشرذمة، الموسخين...".
كنت في حالة بين الحياة والموت في سبات مع الألم ومرارة الحالة التي تم اعتقالي بها بين أحضان امي وأبي وهما يصرخان في وجههم أن يتركوني وشأني، كانت صورتاهما لا تفارقانني، وكنت أتوعد في نفسي بأن هؤلاء الجلادين سيأتيهم يوم سيعاقبون على جرائمهم، وسيأتينا يوم سننتصر فيه ونثأر لشعبنا الكادح.
انتهوا من طبخ المحضر وجاؤوا بي لكي اوقع عليه، فطلبت أن أضطلع عليه، حينها صفعة قوية وجهت إلي لتطرحني أرضا، ثم حملوني وأجلسوني على الكرسي المستطيل وهنا المرة الثانية التي وضعوا لي " الشيفونة" وأنا أصرخ من الاختناق حتى اقتربت من الموت، بعدها أخذوا يدي وبدؤوا يوقعون مكاني، حينها أنزلوني إلى "لاكاب" دخلت إلى الزنزانة في حالة حرجة من شدة الألم والتعب، ولقيت هناك تعاطفا كبيرا من لدن السجناء الذين كانوا يستمعون لصراخي طيلة اليوم، فحضروا لي مكانا لانام فيه وبعض الطعام.
على الساعة 10h45 أخرجوني مع مجموعة من المسجونين نحو "محكمة الاستئناف" هناك سردوا علي مجموعة من التهم الملفقة والمطبوخة مسبقا والتي يحاكم بها دائما المناضلون، حينها أمروا بنقلي إلى السجن المحلي عين قادوس والاحتفاظ بي رهن الاعتقال الاحتياطي وذلك على حد قولهم لسلامة التحقيق !!!! .
وأنا هنا الآن بين أربعة جدران ، بين عشرين معتقل سياسي، نؤدي ضريبة انتمائنا السياسي ونضالنا إلى جانب الطلبة وأبناء الشعب المغربي المضطهد ، انا هنا الآم وأنا إلى جانب رفاقي نؤدي ثمن مبادئنا وقناعاتنا التي تروينا وتغدينا هنا وهناك، وانا الآن أحمل رقما من بين الارقام هو 83264 ، لكن الاحرار لن يتحولوا إلى أبدا إلى أرقام، وأخيرا وليس أخيرا نعد أعدائنا وأعداء هذا الوطن بأننا سنجعل من هذا المعتقل قلعة أخرى للنضال ولا سلام لا استسلام معركة إلى الامام.

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين


فاس : 12/05/2013
المعتقل السياسي: عمر الطيبي                                                                السجن المحلي عين قادوس – فاس-
رقم الاعتقال: 83264
ملحق لشهادة تعذيبي
-توضيح لا بد منه-
أود أخبر الرفاق والرفيقات والجماهير المناضلة والرأي العام ككل، على انه فور اعتقالي من قبل الاجهزة القمعية يوم الجمعة 26 أبريل 2013 في إطار المعركة النضالية البطولية التي يخوضها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، بموقع ظهر المهراز الصامد، تحركت الاجهزة الاستخباراتية بسرعة في إطار مؤامرة دنيئة مستعينة ببعض العناصر "المناضلة" والتي تدعي أنها حاملة للجلباب الحقوقي زورا وبهتانا وقيامها بربط الاتصال المباشر بأسرتي من أجل ترهيبها وتخويفها حول مستقبلي والضغط عليها مقابل فرض التراجع والتنازل عن انتمائي النقابي والسياسي، لكوني مناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ومناضل النهج الديمقراطي القاعدي، إلا أن صمودي وتمسكي بمواقفي واعتزازي وافتخاري بتوجهي السياسي حال دون وصول هؤلاء الأنذال إلى مسعاهم الخبيث.
ولهذا أندد بهذا السلوك البوليسي الوضيع الذي استهدف عائلتي لاعبا على وتر عاطفة الام والاب واستغلالها كورقة ضغط على ابن اختار أن يكون مناضلا ثوريا بدل أن يكون مجرما أو مرتزقا سياسيا كهؤلاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق