الخميس، 23 مايو 2013

السجن المحلي عين قادوس فاس المعتقل السياسي: ياسين تريد رقم الاعتقال: 83205 شهادة حول التعذيب


السجن المحلي عين قادوس فاس
المعتقل السياسي: ياسين تريد
رقم الاعتقال: 83205
شهادة حول التعذيب
يوم الثلاثاء 23 أبريل 2013 على الساعة 16:15 بدأت جحافل القمع أمام كلية العلوم بالاستعداد للتدخل، مما أدى إلى هلع وسط الجماهير الطلابية والأساتذة المتواجدين داخل الكلية. دخالنا إلى بهو الكلية (الهول) فوجدت الكاتب العام، فاتجهنا نحوه لكي نعرف مصير هذه الأحداث فقال لي :"غير خرجوا راهم ما يهدروش معاكم"، فبدأت بالتحرك نحو باب الكلية متقدما مجموعة من الطلبة والطالبات، فلاحظت أنهم (السيمي) يقولون لنا بأن نتحرك بسرعة، عند خروجنا من باب الكلية بدأ هجوم همجي بالحجارة في حق الجماهير الطلابية، في غفلت مني تمت اصابتي على مستوى الكاحل مما أدى إلى سقوطي، لم تمر إلا بضع ثوان حتى انهالت علي مجموعة من رجال القمع بالضرب والرفس والتنكيل على مستوى الرجلين والرأس والظهر...، 

في لحظة رأيت منفذا للهروب فاتجهت إلى باب كلية العلوم، على بعد متر أو مترين ارتمى علي اثنان من رجال القمع ليسقطوني أرضا، ليبدأ مسلسل آخر من الضرب والتنكيل أعنف بكثير من الجزء الأول، حيث تم جري على الأرض بينما مجموعة من رجال القمع تهتم بالضرب من كل الاتجاهات في كل نواحي الجسد، حتى فقدت الوعي لبعض الوقت فبدأت أحس بصفعات على مستوى الوجه وأسمع بعض الكلمات مثل: "فيق أهيا..."، وهذا كله مصحوب بمجموعة من عبارات السب والشتم، ليكملوا جري نحو سيارة القمع. بعدما أجلسوني بدأت أفراد من رجال القمع بالإطلال للتعرف علي ولتفريغ جام غضبهم علي عن طريق السب والشتم (نت ولد القحـ....، شوفيا أزا...) أو صفعات على مستوى الوجه، وتمت سرقة هاتفي النقال ليستمر هذا الوضع لمدة تقارب ساعة من الزمن، بعد ذلك تم اقتيادي من تلك السيارة وسط حراسة مشددة ليتم إدخالي إلى سيارة أخرى مليئة بجحافل القمع، لتبدأ مجموعة من الكلمات النابية تنهال علي ومجموعة من الصفعات، بعد ذلك تحركت السيارة لتذهب بي إلى جانب الثكنة العسكرية (نادي الضباط) ليتم نقلي إلى سيارة أخرى نوع (صطافيط القمع الوطني)، في هذه المرة لم اجد سوى خمسة ضباط طلبوا مني أن أنام على بطني في الأرض وبدأوا بتهديدي (غادي نڭلسوك على القرعة ديال ليطرو...) وضربي بأرجهم وكما العادة مصحوبا بالسب والشتم، بعد مدة تم إدخال طالب آخر ليتم معاملته بنفس الطريقة، عند تحرك السيارة بدأوا يمارسون علينا شتى أنواع التعذيب المعنوي وحتى المادي، وعندما وصلنا إلى ولاية القمع، تم تكبيلنا وإدخالنا إلى الولاية (مكتب رقم 46). بعد دخولنا تبعنا مجموعة من المحققين، فانهالوا علي بوابل من الأسئلة المتتالية (الاسم الكامل، اسم الأب، اسم الأم...)، لينتقلوا إلى نوع آخر من الأسئلة عن الساحة الجامعية والكليات الثلاث، والمناضلين وتحركاتهم من داخل الكليات، بعد ذلك تم تكبيلي واتجهوا نحو الطالب الآخر ليبدأوا معه نفس السيناريوا الذي مررت به، بعد إنتهاء التحقيق الأولي تم اقتيادنا إلى الطابق السفلي، ليتم أخد جميع ممتلكاتنا واقتيادنا للزنزانة 17، فوجدنا هناك 3 طلبة متواجدين قبلنا بليلة في حالة يرثى لها وسط حالة من الهلع والخوف ونفسية مؤزمة، لم أتمكن من النوم بسبب الوضع الصحي المزري الذي خلفه الضرب والتنكيل الذي مورس علي أثناء اعتقالي، والوضع المزري من داخل الزنزانة. صباح اليوم الموالي جاؤوا ليأخذونا، ليتم تكبيلنا وأخذنا لأحد مكاتب الولاية ليبدأ الاستنطاق الجوهري، حيث تم عزلي عن الطالب الآخر، وسمعت جملة فهمت منها الكثير حيث قال: "نفس السيناريو بحال لي سبقوهم"، عند بدأ التحقيق بدأ بأسئلة جد عادية ليمر إلى أسئلة عن النهج الديمقراطي القاعدي، وهل أنتمي إليه وماذا أعرف عن بعض مناضليه، والذي لاحظته أنه عندما كان يكتب المحضر يقوم بمسح سطر أو بضعة أسطر ويملأها بمعلوماتي الشخصية، أما ما تبقى فهو مكتوب سلفا. عند الانتهاء من التحقيق قام بطبع المحضر وهددني بأن أقوم بالإمضاء، أو سوف يكون هناك تعامل آخر معي حيث لم يتركني أقرأ المحضر، وبعد شتى أنواع التهديد والإرهاب قمت بالإمضاء مرغما، في هذه الأثناء كنت منهكا لأنني لم أتناول شيء من الطعام مع العلم أن والدي قد أرسل لي بعض الطعام الذي لم يصلني منه أي شيء، ليتم اقتيادي إلى الزنزانة 16 لنمضي ليلة أخرى من الوضع المزري لأقصى الدرجات. صباح اليوم الثالث تم أخذنا إلى المحكمة الابتدائية ليدخلوننا إلى زنزانة المحكمة "لاكاب"، بعد مدة تم النداء علينا لندخل إلى مكتب "نائب وكيل الملك"، فبدأ يسألني عن مجموعة من الأفعال التي تم نسبها لي مع عدم معرفتي بها أصلا، ليتم إرجاعنا إلى الزنزانة، عند حدود الواحدة ظهرا تم أخذنا إلى قاعة المحكمة للنظر في قضيتنا، ليحكم علينا بالاعتقال الاحتياطي، بعد ذلك أخذونا إلى السجن السيء الذكر عين قادوس، عند وصولنا وجدنا في استقبالنا 16 معتقلا سياسا، 3 منهم يخوضون معركة الأمعاء الفارغة، والطلبة الآخرون في حالة جيدة نسبيا الشيء الذي رفع من حالتنا النفسية بشكل ملموس، وفي حدود كتابتي لهذه الأسطر أنا الآن إلى جانب رفاقي 18 في الزنزانة رقم 9 وإننا لعلى درب الكفاح وعلى درب الشهداء لسائرون.

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق