الخميس، 23 مايو 2013

السجن المحلي عين قادوس فاس ، المعتقل السياسي: ميمون بنزيزى رقم الاعتقال: 83085 : شهادة حول التعذيب


السجن المحلي عين قادوس فاس
المعتقل السياسي: ميمون بنزيزى
رقم الاعتقال: 83085
شهادة حول التعذيب
في صبيحة يوم الاثنين 15 أبريل 2013 اتجهت نحو كلية العلوم لتهييئ أعمال تطبيقية (TP)، والتي تستلزم الحضور الاجباري، وبعد مرور بضع دقائق فوجئت بأصوات وصراخ حيث أعلن الطلبة حالة الاستنفار داخل الكلية وخارجها، والتي أصبحت ساحة للمطاردات وغازات (كروموجين) والضرب... بدل أن تكون فضاءً للتحصيل العلمي، فأخذت بالهروب من هذه الآفات تاركا كلا من المحفظة والكتب متجها نحو سور الكلية، 

لأبادر بنوع من فعل المستحيل بقفزة خارجا من هذه الحرب التي أعلنت عليها قوى القمع بتدخل همجي ووحشي بالضرب والجرح على الطلبة، توجهت نحو منطقة وسلان خلف الكلية، ولكن المفاجأة هو أنني وجدت العديد من فئات القمع بأشكالها وانواعها (البوليس، المخازنية، البوليس السري) حاولت الاختباء عن أنظار القوى القمعية، ومن استرجاع الانفاس وراحتي، لكن أعينهم كانت تحاصرني، وليباغتني فيلق قمع متكون بين 10 و15 فردا مدججين بالهراوات، حيث تم القبض علي وبجانبي طالب آخر فانهالوا علينا بالضرب في كل أنحاء جسمي، وتم جري من رجلي اليمنى وأنا ملقى على الأرض قبل أن يزجوا بي نحو سيارتهم البيضاء (صطافيط) وانهالوا علينا مجددا بالضرب والشتم... وهكذا في الطريق إلى ولاية فاس. نحو غرفة الاستنطاق وقد قام أحدهم بضربي على مستوى عيني اليسرى بلكمة قوية والتي سبق لي أن أجريت عليها عملية جراحية بمستشفى اختصاصي بالرباط (سويسي) والتي كلفت مصاريف هائلة، وقد استمرت هذه الأشكال الهمجية من تعنيف وتهديد بأفعال شنيعة وغير ذلك...، حيث بدأ مسلسل التحقيق في هذه الظروف بطرح أسئلة (الاسم الكامل، (ر.ت.و)، والوالدين، ومهنتهما، حياة شخصية) وبعد ذلك سألوني عن فصيل انتمائي هل من التجديد الطلابي؟ النهج الديمقراطي القاعدي؟ والأشكال النضالية، للحركة والجماهير الطلابية؟ والكتب السياسية والفكرية... فبعد انتهائي من هذه المرحلة، تبدأ أخرى وهي نزولي في القبو "لاكاب" وأمروني بنزع أشرطة الحذاء، والحزام وكل الأشياء التي أملكها، ليدخلوني في الزنزانة المظلمة إلى جانب أربعة طلبة آخرين، بدون أكل وشرب وبدون غطاء ولا نوم، ومعاناتي من ألم شديد على مستوى عيني اليسرى والذي أدى إلى اتلاف بصري، وفي الصباح تم نقلي إلى مستشفى باب الحديد، وبعد أن أُجْرِيَ لي فحص طبي من طرف طبيب اختصاصي، نادى على ضابط الشرطة فقال له أن الضرب الذي تعرض له ميمون قد أدى إلى اصابة بليغة في مستوى القرنية في العين اليسرى، الشيء الذي ترتب عنه إتلاف العدسة الطبية التي كان قد أجراها سابقا على مستوى العين "قرنية العين"، وبعد التصريح الذي أدى به الطبيب والذي يكشف تورط الاجهزة القمعية في ما أعانيه من فقدان البصر على مستوى العين اليسرى.
مباشرة يتم نقلي بشكل سريع إلى ولاية القمع من أجل اتمام التحقيق معي، بحيث تفاجأت عندما طلبوا مني التوقيع على محظر كان قد أعد سلفا، يتضمن تهما جنائية كبيرة لا ينقصه إلى إسمي والمعلومات الخاصة وعندما طلبت منهم الاطلاع على فحوى المحضر رفضوا وارغموني بالقوة والمناورات الخبيثة إلى أن فرضوا علي الإمضاء.
وبعد احالتي على محكمة الاستئناف قام "وكيل الملك" بسرد التهم المنسوبة إلي، استغربت مما لفق لي زورا وبهتانا من افتراءات وادعاءات هدفها إضفاء صيغة المجرم علي ونزع صفة الطالب المناضل، لكن التاريخ أثبت وسيثبت الحقيقة، وسينصفني كما أنصف العديد من قبلي.
وفي الأخير أحيي الجماهير الطلابية في تحسيد معركتها النضالية، ووصيتي المزيد من الصمود والنضال حتى النصر.
ودمنا ودمتم للنضال أوفياء وعلى دربهم سائرون.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.
لا سلام لا استسلام .. معركة إلى الأمام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق