الخميس، 23 مايو 2013

المعتقل السياسي: أشرف السكوري: لا وألف لا، قد نموت، لكن لن نخون شهادة التعذيب


السجن المحلي عين قادوس                            
المعتقل السياسي: أشرف السكوري.
رقم الاعتقال: 83251.
لا وألف لا، قد نموت، لكن لن نخون
شهادة التعذيب
"طي صفحة الماضي"، "حقوق الانسان"، "دولة الحق والقانون"... شعارات براقة يتغنى بها النظام عن طريق أبواقه لكي يبين للرأي العام الوطني والدولي مدى تجسيده للاتفاقيات الدويلة، ومدى تفعيله لها في هذا الوطن الجريح، لكن معركة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المتجسدة في مقاطعة الامتحانات الاستثنائية المشبوهة من داخل كلية الآداب يوم 15 أبريل 2013 بينت الطبيعة الدموية للنظام القائم، وزيف كل شعاراته، حيث أن هذا الأخير تعاظم مع المطالب العادلة والمشروعة للطلبة بتدنيس الحرم الجامعي بقوى القمع العلنية والسرية، خصصت ترسانة قمعية رهيبة لاقتحام الجامعة ولكن الصمود البطولي للجماهير الطلابية بمعية مناضليها أثبتت للنظام بأن كل المخططات المنزلة والتي ستنزل هي فاشلة.

يوم 25 أبريل 2013 على الساعة الرابعة وخمس دقائق، فُتِحَتْ مواجهة في الساحة الجامعية، تعبيرا عن رفضنا للعسكرة المفروضة على الجامعة، حيث بَيَّنَ الطلبة والمناضلين صمودا بطولي أمام الكم المهول لقوى القمع، الذي تدخل بهمجية، مما أدى إلى انسحاب الطلاب، ولكن الكلاب المسعورة كان لها رأي آخر، حيث أقتحم الحي الجامعي الأول، ومنذ تلك اللحظة ستبدأ المطاردات في حق الجماهير الطلابية على مستوى الجامعة ككل، مما أدى إلى اعتقال مجموعة من الطلبة كنت أنا منهم، حيث اعتقلت في المطعم الجامعي إلى جانب طالبين، اللذين اطلق سراحهما فيما بعد، ومنذ تلك اللحظة سيبدأ مسلسل التعذيب الجسدي والنفسي، حيث انهال علي أكثر من 12 رجل قمع بمختلف الأسلحة (هراوات، "برودكان"، سناسل،...) بعد ذلك سيتم جري إلى المكان الذي كانت فيه سيارة القمع "صطافيط"، ليتم رميي  فيها إلى جانب 16 طالب، مصحوبا بالشتم والضرب وبطريقة لا انسانية (بطبيعة الحال لأنها طبيعة النظام الثلاثية) بعد ذلك ستتحرك "الصطافيط" في اتجاه ولاية القمع، المسافة التي كانت من الجامعة حتى الولاية كانت كساعة في الجحيم، حيث هدد الطلبة بالاغتصاب والقتل (هاد نهار غادي نڭلسو دين مكم على القرعة، غادي نقطعوكم طراف طراف أولاد القحـ....) وطلب منا ترديد "النشيد الوطني" وقول "عاش الملك"، وإذا ما رأوا أحد لا يتكلم، ينهالون عليه بالضرب، وكان النصيب الأوفر لي، أقسم لكم أن تلك اللحظات لن تمحى من ذاكرتي، تلك المهانة التي تعرض لها الطلبة من داخل سيارة القمع.
عند وصولنا إلى ولاية القمع تم تجميعنا في مكان ما، أمام الباب كالخرفان، حيث ضغطوا علينا لنجلس كل واحد على ركبتيه، ليبدؤوا بالتقاط صورنا على هواتفهم النقالة، بأساليب يتفننون في ممارستها، وذلك لكي يرهبوا الطلبة ويعرضوهم للمهانة، بعد ذلك سيتم اقتيادنا إلى أحد المكاتب مصحوبين بالشتم والصفع (زيدوا أولاد القحـ...) عندما دخلنا إلى المكتب وجدت نفسي بين 30 طالب و11 طالبة، وللإشارة فقد اقتحمت أيضا ملحقة الحي الجامعي الأول (الديرو) إناث ، بعد ذلك تم أخد بصماتنا وصورنا وأسمائنا، ليأتي أحد رجال القمع ليأخذني إلى أحد المكاتب، ليبدأ التحقيق، بعد بضع دقائق سيأتي آخر ليسأله: "هل هذا هو؟"، ليجيب الآخر بنعم، لم أفهم ما الذي يتحدثون عنه، فدخل وجلس أمامي ليبدأ بالأسئلة: "شكون ناقش معاك؟ شكون كتعرف فالرفاق؟ ..."، ليتم انزالي إلى "لاكاب"، حيث أمرونا بنزع أشرطة الأحدية والحزام والهاتف النقال، ليدخلونا إلى الزنزانة رقم 2، بعد ذلك سيتم تفرقتنا، فوضعوني في الزنزانة رقم 16 بدون أكل أو شرب وبدون غطاء في ذلك البرد القارس، ليمر الليل في تلك الوضعية وبدون نوم أيضا جراء التعذيب الذي مورس علي، في الصباح وعلى الساعة التاسعة صباحا سيبدأ مسلسل آخر من الاستنطاق، بشكل أشد من اليوم الأول، حيث نزل أحدهم إلي ليقول: (زيد أولد القحـ...، إلى ما عترفتيش هاد النهار غادي نقطعوا مك ...)، تم اقتادوني إلى أحد المكاتب حيث وجدت فيها جلادين ينتظرونني، فقال له: (ها هو أ لعلوي) وللإشارة فالعلوي والحاج إسمان متداولان عند كل الجلادين بالولاية، وذلك لكي لا يبينوا أسماءهم الحقيقية، بدأوا بالسيرة الذاتية (شنو سميتك؟ شنو سميت باك، فين قريتي؟ ...)، بعد ذلك سيأتي جلادين آخرين ليبدؤوا معي منذ أن وطأت قدماي الجامعة، ليمطروني بالأسئلة (شكون ناقش معاك؟ شكون الرفاق لكتعرف؟ شكون هما القاعديين لي كيأثروا فالطلبة؟ كيفاش كتجمعوا؟ شكون كينسق بين المواقع؟ شني هي لجنة المعتقل؟ شنوا علاقتكم بـ 20 فبراير؟ ...) ومع كل سؤال كان الضرب والسب، خصوصا في المناطق الحساسة، وعلى الساعة التاسعة ليلا سيتم إرجاعي إلى لاكاب، وآثار التعذيب واضحة على جسمي، 12 ساعة كانت مثل 12 قرنا من التعذيب، لتبقى وصمة عار على جبين النظام وجلاديه. هذه كانت  مجمل الحيثيات التي مرت منذ اعتقالي، ولابد للإشارة أن الجلاد رقم 1 من داخل ولاية القمع هو (عزيز السويري: عميد شرطة ممتاز) هو الذي يقود عملية التعذيب على كل المعتقلين السياسيين الذين اعتقلوا لا سواء حاليا ولا سابقا.
يوم 27 أبريل تم المناداة علي أنا وأربعة طلبة وثلاث رفيقات ليعطونا كل مستلزماتنا التي كانت لدينا، إلا الهواتف النقالة، ليتم نقلنا من ولاية القمع إلى المحكمة الابتدائية، حيث تم تقديمنا إلى "نائب الوكيل العام" ليملي علي التهم الموجودة لدي لحضور المحامي، بعد ذلك طلبت أن أتحدث حيث من بين التهم، تهمة "إهانة موظف أثناء القيام بعمله"، ولكن بعد أن كشفت له ظهري ورجلي، وآثار التعذيب واضحة، بينت له أنني من تعرض للإهانة، ولكنه بطبيعة ليس إلا بيدق للنظام، يحركه متى أراد، ويقول له ما الذي وجب عليه أن يفعله، ليقرر في الأخير متابعتي في حالة اعتقال أنا وأحد الطلبة ورفيقتين في النهج الديمقراطي القاعدي، حيث تم ايداعنا إلى جانب باقي المعتقلين السياسيين بالسجن المحلي عين قادوس، وبالضبط "حي التوبة" T9 لينضاف إسمي إلى باقي الرفاق الذين مروا بتجربة الاعتقال السياسي.
وفي الأخير أحيي رفاقي ورفيقاتي في النهج الديمقراطي القاعدي، وأحيي الجماهير الطلابية التي أبانت عن صمود بطولي وقتالية شرسة في مواجهة النظام القائم وأذياله، وأحث الجميع على مواصلة درب النضال، لأننا الصوت المكافح والمواجه للمخططات التصفوية للنظام القائم، وليتأكد الجميع أننا سنخوض معركة نضالية مفتوحة على كل الجبهات، فإما أن نكون أو لا نكون وسننتصر.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
لا سلام لا استسلام .. معركة إلى الأمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق