الخميس، 23 مايو 2013

السجن المحلي عين قادوس بفاس، المعتقل السياسي البشيري أنس: شهادة حول التعذيب


السجن المحلي عين قادوس بفاس
الاسم الكامل: البشيري أنس
رقم الاعتقال: 83204
شهادة حول التعذيب

لقد تم اعتقالي يوم الثلاثاء 23 أبريل 2013 على الساعة 15:15 قرب كلية الآداب والعلوم الانسانية بظهر المهراز – فاس، بعدما قامت قوى القمع بمنعي من دخول الكلية، حيث كان تبريرهم الوحيد والتافه لهذه الفعل هو أني طالب بكلية العلوم، فستفسرونني عن سبب تواجدي أمام باب الكلية بمجموعة من اللكمات والصفعات والتي صاحبتها بالطبع مجموعة من الكلمات النابية، وبعدها تم نقلي بشكل لا إنساني إلى إحدى سيارات القمع التي كانت تملأ المركب الجامعي ومحيطه، وبعد رمي إلى داخلها تم تصفيدي إلى أحد جوانبها واستأنفوا ما كانوا يفعلونه بي من قبل، من سب وشتم ولكن بطريقة أكثر لؤما وقساوة، وبعها خرجوا لقمع الطلبة بسبب احتجاجهم على دور الترسانة القمعية – التي تحاصر الجامعة من كل جوانيها – في تأمين المرور السليم لامتحانات الدورة الخريفية المشبوهة، وذلك على الساعة 16:30، في هذه الأثناء ظللت أنتظر داخل سيارة القمع مصفد اليدين، حتى الساعة 18:30، وقاموا بعدها بنقلي إلى سيارة قمع أخرى فوجدت طالبا آخر، ممددا على الأرض جراء الضرب وأجبروني على التمدد داخل هذه السيارة مثله مع مجموعة من الضربات، ثم انطلقوا بنا إلى ولاية القمع، 

وعند وصولنا هناك قاموا بتصفيدنا وصعدوا بنا إلى الطابق الثالث وبدأوا معنا التحقيق المشبوه، حيث تَضَمَّنَ الأسئلة الشخصية (الاسم الكامل...) ليتم تصعيد مستوى الأسئلة، لتصبح اتهامات صريحة من جملتها (الرشق بالحجارة وإهانة موظف أثناء قيامة بعمله...)، حتى إن بعضها قد أضحكني مثل (الإخلال بالأمن العام للدولة). وحيث أني رفضت الإجابة عنها لأني لم أفعل شيء مما قالوه، بدأوا بضربي خصوصا على مستوى الوجه ويداي مصفدتان وراء ظهري لكي أبوح بالمعلومات التي أعرفها أو ما يحدث داخل أسوار القلعة الصامدة (الجامعة)، واستمروا بهذا السيناريو حوالي ثلاث ساعات وبعدها ثم تصفيدنا مرة أخرى وقاموا بإنزالنا إلى القبو "لاكاب"، والذي هو عبارة عن مجموعة من الزنازن المتعفنة بفعل الرطوبة والتي كانت لا تتسع حتى للجرذان إذ أنها لا تتعدى 1,50 متر على 2,50 متر، غير أنها تعبأ بالمعتقلين ليتجاوز عددهم الثمانية وهناك وجدنا ثلاث طلبة آخرين وبعد حديثنا معهم، تفاجئنا بأنهم قد تم اختطافهم واعتقالهم بنفس الظروف وبنفس الأساليب القمعية، التي مورست علينا، وعند منتصف الليل بدأت وفود السكارى والمخمورين تتوافد على المأوى الذي يوفر لهم المبيت المجاني، حيث كان صراخهم يكسر الصمت القاتم الذي كان يخيم على جدران الزنازن، وفي الصباح الثاني، قاموا مجددا بتصفيدنا وصعدوا بنا إلى الطابق الثالث وبالضبط المكتب 46، بدأوا بكتابة المحضر الذي كان معدا من قبل حيث كان محملا على ذاكرة الكترونية "USB"، واكتفوا بمسح معلومات شخصية لطالب آخر قد اعتقل من قبل، فأرفقوا اسمي إلى نفس المحضر، إلا أن الشيء الذي لفت انتباهي هي طريقة المعاملة، فبعدما استيقنوا أن الأسلوب القمعي لم يؤثر فينا وأننا رغم التعذيب لم نخضع لهم، انتقلوا بنا إلى أسلوب آخر أكثر مكرا وخداعا، أسلوب الكلام اللين والحنون: "أنت ولد الناس واتعاون معانا وغادي تخرج"، وذلك إن دل إنما يدل على شيء واحد ألا وهو عجزهم وعدم مقدرتهم على تكسير أو أسر أرواحنا النضالية، وكما يقول الشاعر:
" إذا كانت النفوس كبار، تعبت في مرادها الأجسام"
وبعد نسخ المحظر أكثر من 20 نسخة طالبتهم بإعطائي نسخة لأقرأها في تلك اللحظة اسودت وجوههم وكأن عفريتا مسهم وتحول الأسلوب من اللين إلى الهمجي، وأجبروني بالقوة والضرب على الإمضاء ليصفدوني ثانية وحملوني إلى سيارة القمع ونقلوني إلى المحكمة الابتدائية، ولأحط الرحال في الأخير بسجن عين قادوس السيء الذكر بين الطلبة الصامدين والمناضلين.

لا سلام لا استسلام .. المعركة إلى الامام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق