السبت، 9 أغسطس 2014

9 غشت 2014/ أوطم/ لجنة المعتقل/ حيثيات وتطورات معركة النصر أو الشهادة، معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، معركة نكون أو لانكون



09غشت2014

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب                                    لجنة المعتقل

حيثيات وتطورات معركة النصر أو الشهادة، معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، معركة نكون أو لا نكون                 
قبل التحاق الرفيق مصطفى مزياني بجامعة ظهر المهراز، كان يناضل في صفوف الحركة التلاميذية بمنطقة  أوطاط الحاج -  تانديت - تلقى تعليمه الابتدائي، والإعدادي بها، لينتقل إلى مدينة أوطاط الحاج مكملا دراسته الثانوية بها حاصلا على شهادة البكالوريا موسم 2003/2004 بميزة مستحسن، التحق بالقلعة الحمراء ظهر المهراز، ليتابع دراسته بكلية العلوم شعبة الفيزياء ( الفصل 5 و6 ) فالرفيق هو من مواليد سنة 1984 فمنذ التحاقه بساحة الشرف، ساحة 20 يناير، انخرط بشكل وازن في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، النهج الديمقراطي القاعدي، حيث خاض إلى جانب رفاقه والجماهير الطلابية العديد من المعارك النضالية تحصينا ودفاعا عن ما تبقى من مجانية التعليم، وكباقي أبناء الشعب المغربي فالرفيق ينتمي لأسرة فقيرة تعاني التهميش والعزلة، عدد أفرادها يبلغ 11 فردا، أب ذو سحنة قروية هو المعيل الوحيد للأسرة، يقتات على ما تجود به الأرض من الفلاحة، لم يفارق ابنه ولم يهدأ له جفن منذ أن تم نقله إلى " المستشفى الجامعي " في وضعية جد كارثية ومتدهورة.

إن الشعب المغربي دائما ما يخرج من رحمه مناضلين مبدئين و ذوي قناعات فولاذية، يعتبرون من معدن خالص لا يمكن محوه بسهولة، في المقابل فإن النظام القائم يعمل بكل الوسائل والطرق لتعبيد الطريق نحو المزيد من الاستغلال ونهب ثروات البلاد وتمريرها إلى أسياده الامبرياليين وما خطاب الكمبرادور في " عيد العرش" لخير دليل، فمع كل موسم نضالي تعاني الجماهير الطلابية الويلات جراء السياسات الممنهجة، والقرارات السياسية الإجرامية من لدن النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، والتي تهدف إلى إقبار الفعل النضالي واقتلاعه من جذوره، ضاربة عرض الحائط كل التضحيات المقدمة، فبجرة قلم وبعد قرار سياسي/ إجرامي في حق الجماهير الطلابية تم الإجهاز على مكتسباتها التاريخية ( الحي الجامعي، المطعم الجامعي، النقل الجامعي...)، مشردا الآلاف من الطلبة والطالبات، والذين خاضوا اعتصامات ومبيتات ليلية بطولية تجسدت من داخل الكليات الثلاث، وتمركزت في اعتصام/ المبيت الليلي من داخل كلية العلوم منذ 8 يناير 2014، حيث عاش المناضلون والمناضلات، الطلبة والطالبات أجواء نضالية بامتياز ساد فيها التضامن والثقافة الملتزمة، أبدعت ورسمت فيها الفرقة المسرحية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب أجمل اللوحات ذات المضامين الكفاحية الهادفة ، ومجموعة من الأغاني الملتزمة، استمر الاعتصام والمبيت الليلي رغم الظروف الطبيعية القاهرة والتدخلات القمعية الرهيبة  ففي يوم 5 مارس تدخلت جحافل القمع ليلا لثني الطلبة والطالبات عن مواصلة  المعركة ، مخلفة بدلك العديد من المعطوبين والجرحى والمعتقلين السياسيين، نموذج ما تعرض له الرفيق وليد الوزاني عبر محاولة اغتياله عن طريق ذبحه من الرقبة، لكن هذا الهجوم التتاري لم يمنع الجماهير الطلابية بمعية مناضليها من الاستمرار بأشكال أكثر نوعية على غرار تنظيم القافلة التضامنية الأولى في اتجاه المعتصم يوم الأحد 9 مارس والتي عرفت نجاحا كبيرا، سبقها بيوم واحد الإنجاح المتميز لليوم الأممي للمرأة بإعطائه مضمونه الحقيقي ، دون أن ننسى إنجاح العديد من المحطات النضالية  (التخليد المميز للذكرى الثالثة لانتفاضة الشعب المغربي يوم 20 فبراير والذكرى الثالثة لاغتيال كريم الشايب بصفرو يوم 23 فبراير...) وصولا إلى  مبادرة النهج الديمقراطي القاعدي لتنظيم ندوة يومي 28/29 مارس تحت عنوان " حركة 20 فبراير واقعها و آفاقها ومهام اليسار الجذري" والتي عرفت تدخلا قمعيا للمرة الثانية طيلة اليومين والتي واجهتها الجماهير الطلابية بمعية مناضليها كما هي العادة بالصدور العارية، مقدمة في دلك تضحيات جسام عل سبيل المثال لا الحصر : إجهاض طالبة داخل الحي الثاني إناث، واعتقال أزيد من 31 طالب وتعريضهم لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل ليتم في الأخير الاحتفاظ ب 12 معتقلا سياسيا ، وخسائر عدة منها تهديم أسوار كلية العلوم على شاكلة ما يقع في سوريا، وسرقة أغطية وملابس المعتصمين مستخدمين بذلك شاحنات تابعة " للبلدية"...  استمرت الأشكال النضالية وصولا إلى اللجان النضالية المؤقتة والتي جسدت العديد من الوقفات الاحتجاجية بمجموع من المناطق ( تاهلة، تاونات، غفساي، كرسيف، أولاد جامع... ) وذلك تزامنا مع العطلة الربيعية، مباشرة بعد استئناف الدراسة وبالضبط يوم الاثنين 21 أبريل أعلنت القوى الظلامية عن تنظيم ندوة مشبوهة تحت عنوان '' الإسلاميون اليسار الديمقراطية '' بتأطير أحد القتلة المتهم الرئيسي في اغتيال الرفيق محمد آيت الجيد بنعيسى سنة  1993  "حامي الدين البرلماني وعضو الأمانة العامة لحزب " العدالة والتنمية '' حيث تجندت جحافل القوى الظلامية لاستفزاز المناضلين(ت) والطلبة(ت)، وتزامنا مع انعقاد النقاش التقييمي حول اللجان النضالية المؤقتة يوم الخميس 24 أبريل، شنت قوى الظلام  هجوما غادرا بالأسلحة البيضاء والسلاسل والهراوات مرتكبة   مجزرة في حق الجماهير الطلابية تحت أنظار ومرأى ومسمع من الجميع، حيث أنهم جابوا شوارع مدينة فاس وكل الأزقة المؤدية إلى الساحة الجامعية، بدعم لوجيستيكي من طرف النظام القائم والذي يتربع على عرشه كلاب النذالة والتعمية، محبكا مؤامرته الدنيئة يومي 24/25 أبريل مستعملا كل وسائله الإعلامية وجرائده الصفراء وأبواقه المرتشية، اصطفت إلى أجانبه كل القوى السياسية الإصلاحية، الرجعية، الانتهازية، مفرشا الأرضية لاجتثاث الحركة الطلابية والنهج الديمقراطي القاعدي  عبر اعتقال خيرة مناضليه والزج بهم في غياهب سجون الرجعية " عين قادوس" عبر اختطافهم من طرف أجهزة المخابرات مسخرة فيالق مدربة لدلك بإرشادات القوى الظلامية التي تعرض صور المناضلين في كل الأزقة والشوارع، ومستمرة بإنزالات مكثفة بالعديد من المواقع الجامعية على شاكلة الغزاة والفاتحين المغاوير الذين سيفتحون قلعة ظهر المهراز، وهذا ما تجسد عمليا ما بعد المؤامرة يوم الاثنين 28 أبريل عبر إنزال مكثف لجحافل الظلام، وظهور أشخاص يرتدون بدلات أنيقة يبدوا من ربطات عنق سترتهم أنهم من أصحاب الفيلات والمشاريع والسيارات الفاخرة، ممارسة مسلسل آخر من الاستفزازات في حق الطلبة والطالبات والمناضلين والمناضلات بزرع الترهيب ومطاردتهم في الشوارع، وصلت بهم الوقاحة إلى اعتقال طالبة واستنطاقها لأزيد من 6 ساعات وأعمال بوليسية أخرى من قبيل أخد صور للمناضلين والمناضلات و الطلبة والطالبات، ثبت لكل من شاهد مسرح الأحداث أنهم عبارة عن أواكس متجلبب في جلباب الدين لا أقل ولا أكثر، استمرت هاته الوضعية دون أن تجد عصابات الغدر والظلام موطأ قدم لها  بالقلعة الصامدة ظهر المهراز بفضل صمود ومقاومة الرفيقات والجماهير الطلابية التي قالت كلمتها الفصل في شروط كان يصعب تواجد المناضلين ،رافعة شعارات تنديدية تكشف حجم المؤامرة ومطالبة برحيل أحفاد الماعز، متشبثة بمناضليها وبمعتقليها السياسيين، لتستأنف  المعركة من جديد عبر الإعتصام ، والمبيت الليلي من داخل الساحة الجامعية '' مخيم المهمشين " الذي كان مسطرا له من قبل ضم سكان الحي الشعبي المجاور الليدو خصوصا وأن المعاناة مشتركة بعد تهديم منازلهم، خدمة للمشروع السياحي الصهيوني '' ويسلان الكبير'' الذي سالت معه لعاب المستثمرين، وصولا إلى منعطف نوعي في المعركة، معركة الأمعاء الفارغة  يوم الثلاثاء 3 يونيو 2014 على الساعة 13 بعد الزوال لحظة انطلاق الإضراب البطولي المفتوح عن الطعام لرفيقنا في النهج الديمقراطي القاعدي مصطفى مزياني خدمة لمجمل قضايا الشعب المغربي والتوجه الكفاحي، ودفاعا عن مجانية التعليم، تعليم شعبي علمي ديمقراطي وموحد، يخدم مصالح أبناء الشعب المغربي، كما عبر عنها الرفيق في كلماته الخالدة في القافلة التضامنية الثانية يوم الثلاثاء 21 يونيو تحت عنوان : لا لتجريم المناضل...معركة سنواصل، وبعيدا عن المزايدات الرخيصة ومحاولة الاسترزاق على تضحيات المناضلين، لابد لنا أن ننصف أصحاب المواقف السليمة والسديدة، كما قالها المناضل الأممي تشي غيفارا "نحن أكثر حبا للحياة، ومن أجل الحياة نفسها نقدم الحياة"، فمعركة الأمعاء الفارغة هي معركة راقية نستحضر من خلالها، أرواح الشهداء الأبرار، لا للتباكي عليهم، ولكن للاستمرار على دربهم، نستحضر فيها الماضي لنفهم الحاضر ونعبد الطريق نحو مستقبل مشرق فيه الغلبة لأبناء الكادحين والمعدومين. إنها حلقة جد متقدمة من معركة المجانية أو الاستشهاد، فدمائكم أيها الشهداء وتضحيات الجماهير لن تذهب سدى، فيا سعيدة، الدريدي، بلهواري، شباضة...، سنستمر ولن نحيد على طريقكم، إن حجم التضحيات الكبيرة  تساءلنا جميعا، تنصف النهج الديمقراطي القاعدي، تفضح أعداء الشعب المغربي، تفضح الانتهازيين والمسترزقين، فالرفيق مصطفى مزياني، أينما تواجد، سواء بالساحة الجامعية، السجن، المستشفى، فهو مضرب عن الطعام، ففي الساحة الجامعية، منذ 3 يونيو 2014 وهو يتقاسم ويشارك  الجماهير الطلابية في معاناتها، كانت نقاشاته تعم أرجاء الساحة والكلية  منها  نقاشه باللغة الأمازيغية التي يتقنها الرفيق في أيام لا تنسى ، كل هذا رفع من معنويات المناضلين والمناضلات، إنه بمثابة شعلة تحترق لتنير لنا الطريق طريق الحرية، نبراس لنا وقدوة نقتدي بها، استمر الإضراب المفتوح عن الطعام بشكل أكثر تصعيدا، تمثل في الإضراب عن الطعام والماء والسكر طيلة أيام شهر رمضان ، منذ الأحد 29 يونيو 2014، والتي تدهورت معه حالته الصحية عبر إغماءات متكررة، تقيأ الدم، فقد معها الوزن، أما من تحت الستار فإن النظام القائم استعد لارتكاب مجزرة جديدة/ قديمة في حق الجماهير الطلابية، نفذها صبيحة يوم الأحد 6 يوليوز، مسخرا المئات من سيارات القمع و3 سيارات إسعاف وإطفائية، مخلفا العديد من الخسائر المادية في صفوف الطلبة والطالبات، كان عندها الرفيق  وصل إلى 34 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام، 34 يوما من المعاناة والألم والصمود. تم نقله من كلية العلوم يوم الاثنين 7 يوليوز 2014 في وضعية جد حرجة إلى CHU، الذي قضى من داخله مدة 4 أيام ليتم نقله يوم الجمعة 11 يوليوز إلى سجن النظام الرجعي عين قادوس ، وفي نفس اليوم تم إرجاعه مرة أخرى إلى CHU، حيث لم يكمل اليوم حتى أعادوه إلى عين قادوس إلى غاية 16 يوليوز، ستعرف حالته الصحية تدهورا كبيرا ليتم نقله إلى مستشفى ابن الخطيب كوكار بفاس ليرجعوه إلى عين قادوس إلى غاية 19 يوليوز، بعد ذلك تم نقله لمستشفى كوكار ليرقد هناك تحت إهمال طبي متعمد، إلى جانب رفاق الدرب وأبوه الذي لم يفارقوه منذ الوهلة الأولى، حتى أن عائلات المعتقلين السياسيين بفاس كانت تزوره بشكل مستمر، مرة أخرى تظهر خفافيش الانتهازية، والعصابات المسترزقة التي تحاول أن تدس إبرها السامة في أجساد عائلة الرفيق مزياني، لا داعي لذكرها لأنها تبقى من شيم وخصال  أصحابها حتى أن " المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان" عبر ناطقه الرسمي" الصبار" زاره في لجنة سرية مكلفة بالتضييق والاستفزاز وتعتيم معالم المعركة، استمرت المعاناة ومعها معاناة العائلة وكل رفاقه المتواجدين ب "كوكار"، حيث تدهورت الحالة الصحية للرفيق بشكل خطير، أصبح معها جسده لا يقوى الحركة، فاقد للسمع، البصر، الكلام، متبولا بشكل لا إرادي، مستعملا الحفاضات...، أبوه وأمه وعمته ورفاقه يلازمونه طيلة الأيام، ومع حلول يوم الاثنين 4 غشت 2014 سيتم نقله في هاته الوضعية الكارثية إلى CHU، تزامنا مع هذا اليوم دخل أب الرفيق مزياني في إضراب عن الطعام لمدة 12  ساعة إلى جانب أخته ورفاقه تضامنا واحتجاجا لما يتعرض له فلذة كبدها، حيث جسدت اعتصاما من داخل المستشفى مرفوقا بالصور واللافتات، ليتعرض الأب وأحد المناضلين للاعتقال، فرض إطلاق سراحهم فيما بعد، لقد أصبح الرفيق مصطفى مزياني عبارة عن جثة هامدة، لا تقوى على أي ردة فعل، ففي يوم الخميس 7 يوليوز ثم إجراء عملية قذرة للرفيق على مستوى الحنجرة عبر إحداث ثقب بها لإدخال الأنابيب إلى الكلي وتسهيل عملية التنفس الاصطناعي، إنه الآن يرقد في حالة موت سريري تحت "العناية المركزة"، في يومه 68 من الإضراب المفتوح عن الطعام، قريبا سيعلن ميلاده الجديد، مع اقترابه خطوة خطوة نحو الشهادة.
بدأت تظهر أولى علامات طمس الجريمة، ومحو معالمها إنها في عالم السياسة محو آثار الجريمة قبل ارتكابها فقد تملصت "المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج" عبر بلاغ صادر عنها مسؤوليتها اتجاه تطورات الحالة الصحية للرفيق، علما أنه لا زال في حالة اعتقال موضحة في الصور التي تبين  وضع الأصفاد بيديه على شاكلة الكيان الصهيوني وربطها بالسرير.
حتى نكون منصفين للمعركة، معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، معركة لا للولاء والخنوع، معركة النصر أو الشهادة، وحتى لا تتزايد علينا الأقلام المأجورة، والجهات المتربصة التي فاحت رائحتها الكريهة، نقول لهم لا للتكالب والاسترزاق، فرفيقنا الغالي من أجل حقه في التعليم والحرية استرخص حياته إيمانا منه بعدالة قضيته، قضية كل الشرفاء.
فلا لجريمة الصمت... لا لموقف الحياد... اصرخوا بأعلى صوتكم... لن نستسلم
الحرية الفورية للمعتقل السياسي مصطفى مزياني وكافة المعتقلين السياسيين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق