الجمعة، 22 فبراير 2013

واقع السجون بالمغرب هل إعادة إدماج السجناء أم إعادة تدجينهم؟؟؟؟السجن المحلي تولال 2 بمكناس نموذجا


السجن المحلي تولال 2 بمكناس
المعتقل السياسي حسن كوكو
رقم الإعتقال : 6815

تقرير حول الوضع من داخل السجن تحت عنوان :
واقع السجون بالمغرب هل إعادة  إدماج السجناء أم إعادة تدجينهم؟؟؟؟السجن المحلي تولال 2 بمكناس نموذجا
في ظل الشعارات الديماغوجية التي يرفعها النظام القائم("الدستور الجديد"، "الحكومة الجديدة"، "دولة الحق و القانون"، "طي صفحة الماضي".....) عبر أبواقه الإعلامية و الدكاكين السياسية، لا زال يرتكب جرائمه البشعة في حق شعبنا البطل من تقتيل و اغتيالات ممنهجة (مناظل أوطم بموقع سايس فاس محمد الفيزازي مؤخرا) وتعذيب في غياهب الكوميساريات و السجون، استمرارا في تاريخه الدموي، ولعل ما حدث و ما يحدث من داخل مختلف المعتقلات خير دليل على ذلك، حيث تم تسجيل خروقات و انتهاكات جسيمة في حق السجناء و خاصة منهم المعتقلين السياسين وهنا نتذكر ما تعرض له مناضلوا أوطم و النهج الديموقراطي القاعدي من إعتداءات متكررة في كل من سجن عين قادوس بفاس و السجن المحلي بتازة مثال فقط و ما نعيشه نحن المعتقلين السياسين الخمسة من داخل السجن المحلي تولال 2 خير دليل . وفي هذا التقرير سأحاول وضع الرأي العام في صورة حقيقية للواقع المزري الذي يمر فيه السجناء بشكل عام ونحن المعتقلين السياسين بشكل خاص.
واقع يعكس الأوضاع اللإنسانية التي لا تتوفر على أدنى الشروط الإنسانية تضرب عرض الحائط الشعارات التي طالما أتحفنا بها  النظام القائم من قبيل ("إعادة إدماج السجناء"، "حماية حقوق السجناء" ....) واقع عنيد يسقط قناع "الديموقراطية" المزعومة، واقع تنتهك فيه أبسط حقوق الإنسان و يجرد فيه الإنسان من إنسانيته، واقع مفروش بالورود للجلادين لسلخ أجساد الأبرياء،  واقع كارثي بدءا من سوء التغذية حيث تنعدم الشروط الصحية اللازمة لإعداد الوجبات، يتوفر المعتقل على مطبخين فقط وحوالي 40 عاملا مما يفرض عليهم إعداد الوجبات بسرعة هذا يؤدي إلى إنعدام الجودة المطلوبة، ناهيك عن استعمال أواني غير صالحة للطبخ مثل أواني قصديرية مما يتسبب في تسمم السجناء حيث سجلت إغماءات في صفوفهم عدة مرات، كذلك إنعدام المراقبة الطبية للوجبات مما يؤدي إلى إنعدام  التوازن الغذائي و يسبب في أمراض خطيرة لدى السجناء، بالإضافة إلى قلتها حيث يتم تقديم وجبتين فقط في اليوم، بالإضافة إلى الغياب التام للرعاية الطبية اللازمة خاصة للسجناء المصابين بأمراض مزمنة، إذ يتوفر المعتقل على مستوصف صغير لا يلبي حاجيات السجناء مما يتسبب في انتشار المزيد من الأوبئة في ظل وجود المحسوبية و الزبونية من أجل مقابلة الطبيب، كذلك عدم توفر الأغطية الكافية حيث يتم إعطاء (كاشتين) فقط، ما يزيد من معاناة السجناء خصوصا بسبب قسوة برودة الزنازن خاصة و نحن في فصل الشتاء، أما بخصوص المرافق الصحية فالوضعية أكثر كارثية وذلك لقلتها و عدم وجود الحمام الخاص بالسجناء مما يفرض عليهم الإستحمام بالماء البارد، بالإضافة كذلك إلى الإجراءات المتشددة المتخدة حيث تم تخصيص مدة أقل من 20 دقيقة فقط للفسحة في الصباح و المساء، كذلك قصر المدة المخصصة للزيارة أقل من 10 دقائق (هذا ما يدفع السجناء إلى تسميته غوانتنامو المغرب) وكذلك منع الأنشطة الترفيهية مثل الرياضة حيث تم تحديد يوم واحد فقط في الأسبوع لممارسة كرة القدم في مدة لا تتجاوز نصف ساعة فقط، بالإضافة إلى منع إدخال وسائل ترفيهية مثل  ( المذياع , التلفاز ......)، كما أن المعتقل لا يتوفر على مراكز ''لإعادة الإدماج'' مثل مركز محاربة الأمية و أوراش لتكوين السجناء مهنيا عكس ما يدعيه النظام في بهرجاته الإعلامية، كما أن المعتقل يعرف اكتظاظا مهولا على غرار باقي السجون حيث ينقسم إلى 7 أحياء و كل حي يتوفر على 32 غرفة وفي كل غرفة يوجد حوالي 15 سجين، لا تتجاوز مساحة الغرفة 4 متر مربع مما يؤدي إلى انتشار أمراض جلدية بين السجناء، إن هذا الواقع يفرض علينا طرح السؤال، هل بالفعل أن الهدف من ملئ السجون بالمعتقلين هو إعادة إدماجهم من أجل إندماجهم في المجتمع بعد انتهاء ''العقوبة''؟ أم أنها قواعد خلفية يتم تدجينهم في غياهب السجون حتى لا ينخرطون في التغير المجتمعي المنشود ؟؟؟ إن ما نعيشه بشكل يومي يثبت أنه لا وجود لإعادة إدماج السجناء و لا وجود لما يحاول أن يقنعنا به النظام القائم عبر شعاراته الجوفاء. وفي الأخير أريد أن أشير إلى أن هذا التقرير يبقى مجرد محاولة بسيطة و متواضعة فقط، مقارنة مع ما يحدث من انتهاكات جسيمة في حقنا، كما أنني سأقوم بكتابة تقرير أكثر تفصيلا في القريب العاجل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق