في 05/05/2013
السجن المحلي عين قادوس بفاس
الاسم الكامل: صلاح
الدين شفيق رقم الاعتقال:
83084
شهادة حول
التعذيب
لقد انتهى إبان الراحة والاستجمام، وتلفظت
العطلة البينية انفاسها الأخيرة، واستقبلت يوم جديد وصباح جميل وهادئ دُنِّسَ
بالجرائم القذرة التي ارتكبت في حق الجماهير الطلابية كان هذا يوم الاثنين 15
أبريل 2013.
في ذلك الحين عرفت الساحة الجامعية -القلعة
الحمراء- توترا بل أكثر من ذلك تحرك غير
عادي للطلبة إثر تواجد ترسانة من قوى القمع بمختلف أشكالها وألوانها السرية منها
والعلنية، هدفها تكسير المعركة النضالية للجماهير الطلابية بشكل عام، وبالخصوص
كلية الآداب وتتمثل هذه المعركة في مقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية اللامنطقية
باعتبارها دورة لا تخدم مصالح الطلبة بصفة خاصة والمنظومة التعليمة بشكل عام. وكما
يقال "ما اجتمعت أمة على ظلالة".
لحظة خروجي من الحي الجامعي فوجئت بهجوم
كاسح لقوى القمع في حق الجماهير الطلابية باستعمالها قنابل مسيلة للدموع والعصي
الغليظة، فاسترسلت هجومها إلى كلية العلوم، مما أفزع طلاب الكلية فاندفعوا دفعة
واحدة نحو السور الذي يتجاوز علوه ثلاثة أمتار. لعل تخطيه السبيل الأنجع للهروب بعظام
سليمة.
قرب مقبرة وسلان استغلت قوى القمع ضعفي
ومعاناتي من المرض ما تنوء بحمله الجبال "القلب" وقلة حيلتي، فاعتقلوني
وفي ذلك المكان انهالت وانكبت علي قوى القمع بالضرب بالعصي والرفس والركل، ابتداءا
من رجلي وصولا إلى رأسي كأني مجرم حقيقي لا أستحق الرحمة ولا الشفقة، فكانت نتيجة
هذا الرفس الهمجي إصابتي بعدة جروح وكدمات، بداية بالرجل اليسرى التي لم أقدر على
تحريكها بالإضافة إلى القفص الصدري حتى أنني أجد صعوبة في التنفس، واليد اليسرى
بجميع عضلاتها وفي العنق، أما على مستوى الرأس حصلت على ضربتين متوازيتين وراء
الأذنين وضربة في منتصف الرأس، وضربة في الجفن وضربة على مستوى الأسنان الأمامية
(القواطع) مما أدى إلى انتفاخ الرأس والعينين، ناهيك عن أتر الاصفاد في يدي، هذا
والكثير أدى بي إلى إغماء دام حتى وصولي إلى ولاية القمع، فتفننوا في طريقة إيقاظي
من الصدمة وهي "الذفل" في أذني فاسترجعت قليلا من الحركة فكان هذا هو
الشق الأول من التعذيب.
أما الشق الثاني والمثير في عملية التعذيب
تم داخل الولاية حيث استقبلوني بأحرى الصفعات، وكلام رديء، فاقتادوني نحو مكتب
لأخد بصماتي وثلاث صور فوتوغرافية، بعد ذلك نحو مكتب التحقيق، فأول سؤال طرح على
هو "هل أصلي؟"، بعد هذا السؤال الجوهري تم أخد معلوماتي الشخصية إسمي،
اسم أبي... عدد الاخوة، بعد الانتهاء من التعرف علي قال لي أحدهم "راحنا
بوليس و متحاولش تكذب كلشي عندنا مصور وكل حاجة عارفينها" فأشار لي بأصبعه
وقال: "أنت قاعدي" وأيضا قال: "علاش تسميتو قاعديين"، ثم
فسرها بتفسيره الخاص وقال: "جاية من القاعدة ياك"، فكان جوابي هو الصمت
ثم نطق أحدهم وقال: "تعاملوا معاه مزيان" قاصدا في كلامه المزيد من
الرفس والركل، وأخيرا انزلوني إلى "لاكاب" القبو ووضعوني مع مجموعة من
الطلبة المعذبين، إذن فدع الزنزانة تتحدث عن الخدمة التي تقدمها للطلبة على وجه
الخصوص من روائح نثنة وأفرشة متسخة... وفي اليوم الموالي اقتادوني أنا وطالب آخر
إلى مكتب جديد ووجوه جديدة، مصفدين يد بيد لتبدأ سلسلة من المهانة التي لا تليق
إلا بمقامهم ومجموعة من التهديدات كبتر جهازنا التناسلي، غرضهم من ارهابنا
اعترافنا بالجرائم التي لم تكن لنا بها صلة ولا قبلة للمناضل.
فالتحق محقق آخر دوره هو مواساتنا، هدفه
هو استدراجنا إلى الاعتراف بشكل ممنهج لكسب ثقتنا، فطرح علينا سؤال عن انتمائنا
السياسي، والحزب الذي نتعاطف معه كحق يخوله لنا الدستور كما جاء على لسانه. ليتحول هو الآخر إلى وحش في صفة رجل،
فطلب منهم بقوله: "فرق الزبل أودي هذا "كادو" (cadeau)"،
فصفدوا يدي ونقلوني إلى مكتب مجاور، فتم أخذ من جديد إسمي، اسم الأب، ومحل
اقامتي... أما الغريب في الأمر، بمجرد الانتهاء من إدخال اسمي، اسم الأب... إلى
الحاسوب، قام بنسخ المحضر المنجز، فأرغمني على توقيعه وكتابة اسمي الشخصي أسفل كل
ورقة منه. عندما انتهيت من التوقيع وأنا في صحة يرثى لها قال لي "هادي هي
اللخرة عليك" لأتمم الليلة الثانية على التوالي في نفس الظروف القذرة بولاية
القمع حتى صباح اليوم الموالي، فأحالوني أنا وطلبة آخرون على "وكيل
الملك" بمحكمة الاستئناف بفاس، بعدها على "قاضي التحقيق" ليقرر هو
الآخر اعتقالي مع طالبين. ومن تم مباشرة إلى سجن عين قادوس سيء الذكر.
وأخيرا دعني أقول: "أين هي كرامة
الطالب وحرمة الجامعة ؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق