الأحد، 30 يونيو 2013

كلمة المعتقلين السياسيين بتازة، مكناس (الرفيقين حسن كوكو ومنير آيت خافو) وفاس في الندوة التي نظمتها اللجنة التحضيرية سايس فاس والفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الانسان حول موضوع الاعتقال السياسي (السبت 29 يونيو 2013)

في: 29 يونيو 2013
السجن المحلي تولال 2 بمكناس
المعتقلان السياسيان حسن كوكو ومنير آيت خافو
السجن المحلي بتازة
المعتقلان السياسيان طارق حماني وعبد الصمد الهيدور
السجن المحلي عين قادوس بفاس
المعتقلين السياسيين العشرة
-   كلمة نضالية -
·       تحية المجد والخلود لرفيقات ورفاق الدرب، درب الصمود والمقاومة، الذين رحلوا عنا في سفر الشهداء القادمين لا محالة، موقعين مساهمتهم النضالية بحروف من دم في صيرورة معركة تحرر شعبنا المتواصلة.
·       رسالة الصمود دوما والصمود دائما والصمود أبدا لكافة المعتقلين السياسيين والإخلاص للقضية والموقف وفاءا بدماء الشهداء بمواصلة طريق التحدي والشموخ ومعانقة المشروع التحرري إلى آخر نقطة دم تسري في أجسادنا وأجسادكم الصامدة كمتاريس عصية الانكسار ورافضة للاستسلام والانهيار.
·       تحية نضالية خاصة إلى عائلاتنا وباقي عائلات المعتقلين السياسيين الصامدة وإلى رفاقنا ورفيقاتنا والجماهير المناضلة في إطار لجنة المعتقل المكافحة.


v  مناضلي ومناضلات اللجنة التحضيرية فاس –سايس- والفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
بعد التحية، تحية النضال والكفاح، نتوجه إليكم مناضلات ومناضلين بهذه الكلمة المتواضعة كمساهمة نضالية منا ونحن خلف أشعة الشمس قابعين بسجون النظام الرجعي منذ سنوات وأشهر طويلة من الاعتقال السياسي، للمشاركة معكم في إنجاح هذه المحطة النضالية – الندوة – المؤطرة تحت شعار" من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين" التي تأتي في سياق ذكرى تأسيس إطاركم الحقوقي العتيد الجمعية المغربية لحقوق الانسان، الإطار الذي ساهم في تأسيسه  وتطوير نضالاته العديد من المناضلات والمناضلين المخلصين لقضايا شعبنا الكادح، ولا زالوا يواصلون نفس المسار النضالي المشرِّف، دفاعا عن قضايا وملفات تعني الجماهير المقهورة، ولعل هذا الشكل النضالي المتميز وما سبقه من أشكال ومحطات نضالية لا خير دليل على نضالكم المستمر ضد كافة أشكال القمع الطبقي الذي يمارس ليل نهار في حق الجماهير الكادحة ومناضليها الشرفاء في الجامعات والمعامل والمصانع والضيعات وشوارع وساحات المدن والقرى والمداشر والسجون... وفي هذه الأخيرة ، بعدما تعرضنا لأبشع أنواع التعذيب وصنوف التنكيل والعنف الهمجي خارجها في ساحات وميادين النضال، ها نحن اليوم داخلها نقضي زهرة شبابنا مواصلين معركة شعبنا خلف القضبان صامدين في وجه التعذيب والقمع والقهر والحصار والتضييق والمحاكمات الصورية المبنية على محاضر مفبركة مثقلة بالتهم الملفقة والمصاغة على المقاس لشرعنة الأحكام القاسية في حقنا، وما 6 سنوات من السجن و 25 مليون سنتيم كغرامة مالية الصادرة في حق الرفيق طارق حماني لخير دليل على إجرامية هذا النظام القائم بالمغرب .
أيتها المناضلات، أيها المناضلون، لا يخفى عليكم حجم الحملات القمعية التي يواجه بها النظام نضالات ومعارك الجماهير الشعبية المسحوقة ومجموع حركاتها وإطاراتها وتنظيماتها السياسية الثورية التي رفضت الانخراط في خانة التواطىء والتصفيق لسياساته الطبقية ومشاريعه التصفوية والدفاع على شعاراته ومخططاته من قبيل الدستور الممنوح ومهزلة 25 نونبر وتنصيب القوى الظلامية والعملاء على رأس حكومته... مخططات إجرامية فُرضت على شعبنا بقوة الحديد والنار، والنتيجة المنطقية لهذا المسار التدميري التخريبي، كانت تعميق أزمات الجماهير الشعبية في كل المستويات في سبيل خدمة مصالح كمشة من المجرمين والقتلة والخونة وعملاء الامبريالية والصهيونية الذين يحكمون البلاد وينهبون خيراتها وثرواتها ويُجَوِّعون شعبنا ويُقَتِّلون أبنائه وبناته.
إن وقوفنا في خندق الجماهير المضطهدة والمنتفضة، وتواجدنا النضالي اليومي في قلب معاركها البطولية في كل ميادين وساحات النضال والصمود، وإيماننا العميق بعدالة ومشروعية مطالبها ومناصرتنا لتطلعاتها ومعانقتنا لطموحاتها التحررية وفق منظور سياسي طبقي بروليتاري فكرا وممارسة، كلفنا القمع والتعذيب والحرمان، كلفنا رفاقنا يقضون أيامهم على كرسي متحرك بعدما عذبهم النظام وجلاديه، كرسي متحرك للرفيق طارق حماني وهو يقاوم السجن والسجان وكرسي متحرك آخر لرفيق دربه بوبكر الهضاري وهو يواجه بالصدر العاري جحافل الهمجية في قلعة ظهر المهراز، والعشرات من الشهداء والمعتقلين السياسيين الذين يصارعون الموت في السجون دفاعا عن هويتهم السياسية وآمال شعبهم في التحرر والانعتاق، ناهيك عن المئات من الجرحى والمعطوبين ... هذه الترجمة العملية لمضامين "الدستور الجديد" و"التنزيل الديمقراطي" لبنوده الأولى، تصوروا إنزال كل بنوده، كم من شهيد ومعتقل ومجروح ومعطوب سنحتاج كقرابين من أجل الحرية والكرامة والعدالة ... .
v   مناضلات ومناضلي اللجنة التحضيرية فاس – سايس- والفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان:
إن مثل هكذا تضحيات جسام وضرائب غالية تقدم بإخلاص وتفاني من أجل القضية والموقف من طرف المعتقلين السياسيين في إطار معاركهم البطولية المتواصلة داخل سجون تازة ومكناس وفاس وباقي سجون النظام الرجعي، لهي عطاءات نضالية ينحني لها كل مناضل شريف وكل ضمير حي يتنفس عطر الحرية وعبق الخلاص من نير العبودية والقهر، تفرض علينا جميعا محاسبة ذواتنا نضاليا، وطرح الأسئلة التالية على أنفسنا أفراد وجماعات وإطارات وحركات مناضلة : ماذا قدمنا لهؤلاء الثوار/ الشموع التي تحترق في السجون تعذيبا وألما وجوعا؟ وهل ما قدمناه من أشكال التضامن كافية للمساهمة معهم لرفع الحصار والتعتيم عليهم؟ ما بالك إطلاق سراحهم؟ وهل ما آلت إليه حالاتهم الصحية من تدهور مقلق جدا من جراء التعذيب المستمر وتداعيات الإضراب المفتوح عن الطعام المتواصلة الذي وصل 110 يوم بسجن تولال 2 السيء الذكر، بحيث أصبحوا غير بعيدين عن الشهادة لولا إطعامهم القسري المفروض عليهم من طرف الجلادين وهم في غيبوبة داخل المستشفى،  حتما في القريب العاجل سيفقد هذا المصل مفعوله ونعلن حياة وميلاد جديدين... كل هذه التطورات الجبارة هل تفرض علينا التحرك النضالي المسؤول والجريء والعاجل أم الاستمرار في المشي والحركة بسرعة السلحفاة ونهج سلوك النعامة إلى أن يرحلون في صمت ونحن نراقب عن بعد، وبعد ذلك نأتي ونطالب " بمعاقبة الجنات " و" محاسبة قتلة الشهيد"؟
إن الواقع والمنطلق النضالي السليم يفرض على كل الأقلام الحرة والأصوات الشريفة وكل الإطارات والهيئات المناضلة والمكافحة وفي مقدمتهم الجمعية المغربية لحقوق الانسان تحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه ما يمارس لمدة طويلة وأمام أنظارها خارج وداخل السجون من إجرام ممنهج يستهدف حياة مناضلين شباب أثبتوا كفاحيتهم النضالية والسياسية والعملية واستحقوا عن جدارة الانتماء لخط وطريق الجماهير الكادحة والدفاع عن قضاياها وتأطير وتنظيم وقيادة نضالاتها ومعاركها وتبني طموحاتها المنشودة، وستظل معاناتهم المستمرة إلى يومنا هذا حبل إدانة صارخة ونقد دموي عنيف يلف رقبة المتواطئين بصمتهم والمتخاذلين والمتآمرين والمتاجرين بهموم ومعاناة الجماهير الشعبية المعدمة، كما ستظل بالمقابل تضحياتهم هاته مفخرة لرفيقات ورفاق دربهم وجماهير شعبهم وعائلاتهم الصامدة.
إن النضال على ملف الاعتقال السياسي يتطلب الوضوح النضالي والجرأة السياسية المطلوبة والمزيد من التعاطي الجدي مع الملف عبر إنتاج أشكال نضالية كفاحية منتظمة ومتواصلة وليس بالتفاعل أو بالأحرى الانفعال بمنطلق الاسترزاق السياسي والتناول المشوه لمعاركهم وتضحياتهم وتوظيفها بطريقة غير نضالية لا تخدم مصالح شعبنا بقدر ما تخدم أجندة أصحابها الضيقة.
إن المسار النضالي الذي تسير وفقه لجنة عائلات المعتقلين السياسيين بمعية الرفاق والرفيقات والجماهير المناضلة داخل لجنة المعتقل لهو المسار النضالي السليم الذي ينسجم ومضامين وأبعاد وأهداف المعتقلين السياسيين.
وفي الأخير نحي مناضلات ومناضلي اللجنة التحضيرية فاس- سايس- والفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الانسان على تجسيد هده المحطة النضالية المتميزة وعلى ما تقدمونه من خطوات نضالية في هذا الصدد كما نناشدكم أيضا المزيد من المضي قدما في بلورة الأشكال والأساليب النضالية الكفاحية من أجل مواجهة الاعتقال السياسي كشكل من أشكال القمع الطبقي وكاستهداف قمعي صريح ومباشر مضمونه سلب حرية الانسان المناضل الكادح وسحق كرامته وتجريم فعله النضالي في محاولة لطمس هويته النضالية كمعتقل سياسي.
كما ندعوا الرفاق والرفيقات  والجماهير المناضلة في إطار لجنة المعتقل للمزيد من تأطير وتنظيم لجنة عائلاتنا وفتح جسور وقنوات التواصل مع باقي مناضلات ومناضلي الشعب المغربي المخلصين والإطارات والهيئات الحقوقية الجادة والمسؤولة والحركات المناضلة والمكافحة.
ونؤكد نحن المعتقلين السياسيين بسجون النظام (تازة، مكناس، فاس)، معتقلي النهج الديمقراطي القاعدي والاتحاد الوطني لطلبة المغرب وحركة 20 فبراير المغربية والشعب المغربي الكادح عامة، على أننا عازمون مواصلة معركتنا إلى الأمام، ولن يثنينا لا قمع ولا تعذيب ولا جوع ولا ألم عن مواصلة المسار، ولو تطلب منا الامر تقديم حياتنا من أجل حريتنا وحرية شعبنا ... هذا هو العهد الذي جمعنا بكم جميعا ونحن خلف القضبان نقاوم ... عهد النضال والتضحية ومواصلة طريق الشهداء والوفاء لدمائهم الزكية، ضد النظام العميل والمجرم المسؤول الأول والأخير عن معاناتنا ومآسي شعبنا  وفواجع أمهاتنا في فقدان أبنائها، من أوفى الأبناء.
لا سلام لا استسلام ...معركة إلى الأمام
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق