الثلاثاء، 18 يونيو 2013

كلمة بمناسبة المهرجان الخطابي التضامني مع المعتقلين السياسيين المنظم بمدينة مراكش

                                                                           في : 15/06/2013
      السجن المحلي تولال 2 مكناس : المعتقلان السياسيان: حسن كوكو ومنير آيت خافو
    السجن المحلي عين قادوس فاس : المعتقلات والمعتقلين السياسيين 17
    سجن الزاكي 2 سلا : المعتقل السياسي طارق حماني
    السجن المحلي تازة : عبد الصمد الهيدور
كلمة بمناسبة المهرجان الخطابي التضامني مع المعتقلين السياسيين  المنظم بمدينة مراكش
·                   مجدا وخلودا لشهيدات وشهداء الشعوب المقاتلة من أجل حريتها وخلاصها من نير الاستعمار والعبودية والاضطهاد، ومنهم شهيدات وشهداء الشعب المغربي المنتفض، وفي مقدمتهم موكب شهداء حركة 20 فبراير والحركة الطلابية الصامدة.
·                   تحية العزة والكرامة إلى كافة المعتقلين السياسيين القابعين في سجون النظام الرجعي، وعلى رأسهم المنخرطين في معركة الاضراب المفتوح عن الطعام، السائرين قدما نحو فرض إطلاق سراحهم ومعانقة الحرية ورؤوسهم مرفوعة أو الخروج من السجن محمولين على نعش سعيدة والدريدي وبلهواري وشباضة ...، وكل التحايا إلى عائلاتهم الصامدة والمناضلة.
·       تحية النضال والصمود إلى كافة مناضلي ومناضلات  فرع المنارة  المكافحة والشعب المغربي الكادح.
ü    رفاق ورفيقات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، الحضور المناضل:


إننا سعداء ونحن خلف قضبان وأقبية النظام المجرم كمعتقلين سياسيين، أن نساهم معكم في إنجاح هاته المحطة النضالية- المهرجان الخطابي- المؤطرة من طرف  الجمعية المغربية فرع المنارة– مراكش، ووعيا منا لمدى أهمية هاته الخطوة النضالية وغيرها من الخطوات النضالية الأخرى، وما تقدمه من دعم نضالي في إطار المساهمة في فك الحصار ورفع التعتيم الإعلامي والتغييب السياسي المضروب على المعتقلين السياسيين، خاصة واللحظات الدقيقة التي تجتازها معاركهم التي قطعت أشواطا مهمة نحو الأمام، مسجلين بصمودهم وتحديهم حصيلة نضالية مشرفة من التضحيات الجسام المقدمة إلى حدود هاته اللحظة، ولعل عناوينها البارزة الآن، الحالة الصحية المتدهورة جدا لكل من الرفيقين الغاليين حسن كوكو ومنير آيت خافو، اللذان أصبحت عظامها وأمعاءهما مكشوفة وقابلة للعد بالعين المجردة، وهما يواصلان إضرابهما عن الطعام المفتوح، الذي دخل يومه 96 إلى جانب ثلاثة  رفاق آخرين يقاسمونهم الزنزانة داخل سجن تولال 2 بمكناس، ناهيكم على ما آلت إليه الحالة الصحية لرفيقنا الغالي طارق حماني المحكوم ب 6 سنوات سجنا نافذة مرفوقة ب 25 مليون سنتيم كغرامة مالية، والذي تم ترحيله مؤخرا إلى سجن الزاكي بمدينة سلا، بعدما خاض 69 يوما من الاضراب عن الطعام بسجن تازة بجانب الرفيق المعتقل السياسي عبد الصمد الهيدور...، أما عن معاناة باقي المعتقلين السياسيين من جراء التعذيب المتواصل وشروط الاعتقال القاسية...، فحدث ولا حرج، إنها تضحيات/إسهامات نضالية متواصلة تصب في مسار وحيد وأوحد، مسار تحرر الشعب المغربي، ولهذا يستحقون الدعم والمساندة والتضامن، بل أكثر من التضامن.
ü    رفاق رفيقات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الحضور المناضل:
أزيد من نصف قرن قد مر على ولادته القيصرية في أحضان الامبريالية، ولم يتوان هذا النظام العميل ولو لثانية عن مواصلة حربه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، حرب النهب والسلب و التجويع والقمع والتجهيل في حق أبناء وبنات شعبنا الكادح، ولا زال يواصل إجرامه وقمعه على نطاق واسع، ويتفنن في بيع خيرات وثروات ومقدرات البلاد، وتوجيهها خدمة لمتطلبات ومستلزمات الرأسمال المالي الامبريالي، في إطار المزيد من تعمير وتجذير التبعية للإمبريالية والصهيونية، ومن أجل المحافظة وضمان حياة أطول لهذا الزواج المقدس بينه وبين أسياده على سنة الرأسمال، وضدا على إرادة شعبنا التواق للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، يستمر في التنفيذ الدقيق للإملاءات والحرص الشديد على تفعيل التوصيات  والتوجيهات القادمة إليه من "صندوق النقد الدولي" و"البنك العالمي" و"منظمة التجارة العالمية" و"البنك الاوروبي الموحد"... وبالتالي إغراق البلاد بالديون ( في ظل هاته " الحكومة الجديدة" وصلت قيمة الديون المقترضة من الخارج وفق تقاريرهم الرسمية 2250 مليون دولار )... ويستمر في  التنزيل القسري للعديد من المخططات الطبقية ومشاريع التصفية والارهاب الدموي والقمع الاسود بتواز مع رفع وتيرة الاجهاز والاستهداف المباشر لأبسط مقومات العيش الكريم:
التسريح الجماعي والمتواصل للعمال والعاملات، نزع أراضي الفلاحين الفقراء وتفويتها للإقطاعيين  وذوي النفوذ والامتيازات ، تجميد الأجور مع الاقتطاع منها، رفع سن التقاعد، ضرب القدرة الشرائية، الزيادة في الضرائب المباشرة وغير المباشرة، الزيادة الصاروخية في الأسعار والمحروقات وفواتير الماء والكهرباء، ضرب مجانية القطاعات والخدمات الاجتماعية عبر خوصصتها، الطرد المتواصل في حق الطلاب والتلاميذ، إغلاق مجموعة من المؤسسات التعليمية الجامعية والثانوية والاحياء الجامعية...، الاجهاز على ما تبقى من مكتسبات الشعب  التاريخية والعمل على تحويل المجتمع ككل إلى سجن جحيمي مليء بالقيود والسلاسل مع تخصيب البؤس والقهر والحرمان.
ضدا على هاته الوضعية، ينتفض الشعب المغربي، وينزل للساحات والشوارع والميادين هنا وهناك، في معركة متواصلة ومفتوحة في الزمان والمكان، للتظاهر والتعبير عن الرفض القاطع لهذا الواقع المزري وصانعيه، متكلما لغة التمرد والعصيان والمواجهة والانتفاض في وجه النظام الدكتاتوري متحديا أسطوله القمعي ومناهضا لسياسته الطبقية، معلنا للعالم أجمع، أنه شعب قادر وعازم على هزم أعدائه، شعب متمسك بتقرير مصيره ولن يقبل أن يكون في خانة" الاستثناء المغربي" كما رُوِّج منذ انطلاق شرارة انتفاضة 20 فبراير من سنة 2011 إلى يومنا هذا، شعب أثبت عمليا أنه بإمكانه وباستطاعته أن يملأ وديانا وجداولا  بدماء شهدائه وشهيداته من أجل تحقيق طموحاته وأهدافه التحررية، وتحطيم كل الحواجز والأغلال المكبلة لحريته وكرامته، شعب يرسم يوميا لوحات من الصمود وآيات بطولية في مواجهة الآلة القمعية بشتى تلاوينها ( انتفاضة سيدي يوسف بن علي مراكش، دمنات، ملحمة فاس – ظهر المهراز. سيدي افني .....) كلفته تضحيات وضرائب غالية، فقدت خلالها الأسر والأمهات فلذات أكبادها من نساء ورجال كثر أعلنوا ميلادهم الجديد بين زخات الرصاص وحمامات الدم وتحت أعواد المشانق في الزنازن والبعض الأخر لا زال يفترش برودة الاسمنت ويلتحف الظلام الدامس داخل العنابر ويقاوم السجن والسجان والجوع والألم سائرا بكل شموخ في معركة شعبه، معركة استرجاع الوطن المغتصب، معركة التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار الجديد.
ü    رفاق رفيقات الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة، الحضور المناضل:
إن معركتنا كمعتقلين سياسيين، هي جزء لا يتجزأ من معارك شعبنا بمجموع طبقاته وفئاته المهمشة والمسحوقة، معركة تراكم لصالح الحركة الجماهيرية وتطورها، معركة تساهم في تجاوز الوضع الذاتي السلبي واختراق وتحدي الشروط الموضوعية المعقدة، معركة مدركين أهدافها وأفقها، معركة مدركين أن الاستشهاد وارد في كل لحظة من لحظاتها، آخذين بعين الاعتبار المؤامرات والتكالبات التي تحاك ضدها، مستعدين لكل السيناريوهات التي يمكن أن ينهجها النظام بهدف إجهاضها وإعاقة مسارها.
وفي الأخير نحيي كافة رفاق ورفيقات الجمعية المغربية لحقوق الانسان والحضور المناضل، كما ندعو الرفاق والرفيقات والمناضلين الغيورين والمخلصين المتواجدين خارج السجون أن يضعوا على عاتقهم مسؤولية بلورة كل أشكال التضامن مع المعتقلين السياسيين، والتواصل مع العائلات وتعريفها بمواقف أبنائها وبناتها وقضيتهم، وتحسيسها بما يمكن أن تلعبه من أدوار نضالية رائدة مع الشروع في تنظيم حركتها محليا ووطنيا.
مزيدا من الصمود والمقاومة، مزيدا من تعميق الارتباط الجذري بالجماهير
لا سلام لا استسلام ...معركة إلى الأمام

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق