في:28 أكتوبر 2013
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
بيان إلى الرأي العام الوطني والدولي
يشن النظام القائم بالمغرب حملة قمعية مسعورة في حق الشعب المغربي ومناضليه
ومناضلاته بالموازاة مع سنه لمجموعة من القرارات المشؤومة، التي تدخل ضمن سياسة
التقشف المعلنة كانعكاس للأزمة الخانقة التي يمر منها النظام السياسي الاقتصادي
الاجتماعي القائم بالمغرب,، نظرا لتبعيته المطلقة للنظام الرأسمالي العالمي الذي
ما فتئت أزمته البنيوية تتفاقم باستمرار ، وما أزمة الدين
الخارجي للامبريالية الأمريكية مؤخرا إلا نموذج صارخ لتجليات هذه الأزمة العامة. ليستمر
بذلك مسلسل تعميق معاناة الجماهير
المسحوقة ببلادنا حيث يزداد واقعها المزري استفحالا على كل المستويات، اقتصاديا
اجتماعيا، سياسيا وايديولوجيا، أمام الزيادات الصاروخية في أسعار المواد
الاستهلاكية الأساسية و"الغاء صندوق المقاسة"، "رفع الدعم عن
البترول" ،تجميد سوق الشغل وتجميد الأجور، الزيادة في الضرائب،...، وأمام
التقتيل والقمع الدموي الذي يتعاطى به النظام القائم عميل الامبريالية والصهيونية
مع نضالاتها كتعبير صارخ عن الأزمة العميقة التي يتخبط فيها بعدما وصلت مخططاته
السياسية والطبقية إلى الباب المسدود ولم تنجح في تحقيق تطلعاته.
وبالمقابل، تواجه الجماهير الشعبية سياسات النظام القائم ومخططاته
الطبقية بمقاومة شرسة بتفجير معارك وانتفاضات بطولية واجهها النظام
اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي بقمع وحشي بتجنيد ترسانته القمعية، معلنا في أكثر
من مناسبة، عن طريق خدامه الرجعيين في حكومته وخارجها، عن عزمه تنفيذ سياسته
التقشفية والمضي قدما في الاجهاز التام والنهائي على ما تبقى من مكتسبات الشعب
المغربي التاريخية ومواجهة كل ما من شأنه عرقلة ذلك ولو تطلب الأمر إغراق الشوارع بالدماء وملء
السجون بالمعتقلين السياسيين والتي ما فتئت تستقبل الدفعات تلو الدفعات من
المناضلين الثوريين الذين رفضوا الرضوخ والانطاح وتشبثوا بطريق الصمود والمواجهة،
وفي هذا الصدد يأتي اعتقال الرفاق مناضلي حركة 20 فبراير الصامدة بالدار البيضاء ( ربيع هومازن وهو كذلك
مناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حمزة هدي ومعاد المخلوفي ومتابعة أم الرفيق
حمزة المناضلة فاتحة الحلوي في حالة سراح مؤقت بتهم ملفقة للتغطية على الجريمة
البشعة التي ارتكبتها قوى القمع في حقها ) وشن حملة مسعورة على مناضلين ومناضلات حركة 20 فبراير بمدينة طنجة
في محاولة فاشلة لعرقلة مسار الحركة التي
عبرت عن صمود وكفاح نضاليين في أحلك الشروط،
كما قام النظام الرجعي باعتقال مناضلان في صفوف النهج الديمقراطي القاعدي،
الرفيق ابراهيم لهبوبي ( اختطف من منزل أسرته وهو متابع في حالة سراح مؤقت)، والرفيق محمد آيت الرايس (الذي ظل مختطفا لمدة
أربعة أيام من طرف الأجهزة القمعية إلى أن تم تقديمه للمحكة الرجعية التي قررت
متابعته في حالة اعتقال بالسجن السيء الذكر عين قادوس ).
ونظرا للارتباط النضالي بين نضالات الجماهير
الشعبية ونضالات الحركة الطلابية، ونظرا لما لعبته وتلعبه هذه الأخيرة في إغناء
وتدعيم المعارك النضالية للجماهير الشعبية والمساهمة الوازنة في تفجير انتفاضات شعبية مجيدة (انتفاضة 20 و 21 فبراير
2011 بفاس، انتفاضتي يناير وفبراير 2012 بتازة، الوقفات والمسيرات الشعبية في
مجموعة من المدن والبلدات طيلة موسم 2012/2013 بمدينة المنزل، صفرو، تاونات، تيسة،
تاهلة، واد أمليل، الرباط، ... تخليد ذكرى انتفاضة 23 مارس المجيدة بمدينة القرية
يوم 23 مارس 2013،... )، وأمام التنامي المتزايد لنضالات الحركة الطلابية بقيادتها
السياسية والعملية النهج الديمقراطي القاعدي، وتفجيرها لمعارك تاريخية ( معركة ظهر
المهراز الموسم الفارط نموذجا)، وبعد الاقرار
الصريح بالفشل الذريع الذي منيت مخططات النظام الطبقية
والتصفوية في حقل التعليم (الميثاق ونسخته المشوهة "المخطط الاستعجالي)،
وإعطاء التعليمات/الإملاءات وإشارة الضوء الأخضر لاتخاذ أشد التدابير والقرارات
صرامة وإجراما، لتجاوز الوضع الحالي، والسير قدما نحو التفعيل الفوري والسريع
لمختلف بنود الميثاق الطبقي للتربية والتكوين والتعجيل بخوصصة التعليم، وهذه هي
أهم الدلالات الحقيقية التي حملها خطاب 20 غشت الأخير.
فقد كانت الرسالة واضحة دون تشفير مفادها ضرورة ازاحة وسحق كل
الحواجز / المعارضة التي تحول دون تحقيق الطموحات المنشودة من طرف الكومبرادور
وحاشيته بمباركة أسيادهم الإمبرياليين، ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالحركة
الطلابية وقيادتها السياسية والعملية النهج الديمقراطي القاعدي، فانطلقت حملة
التشمير على السواعد والتسابق المحموم لإثبات الذات من طرف الساهرين على حبك
المؤامرات وصناعة الفشل/المآسي، والجرائم. انطلق بحرمان حاملي باكالوريا ما قبل
2012 من حقهم المقدس في التعليم الجامعي، تلتها مذكرة السفاح "الداودي"
بخصوص المطاعم الجامعية التي تنص على حرمان شريحة واسعة من الطلبة من الحق في
التغذية، إضافة إلى طرد المئات من الطلبة الذين يتابعون دراستهم بمختلف الجامعات
عبر ربوع وطننا الجريح (نموذج طرد أزيد من 1800 طالب بكلية العلوم القانونية،
الاقتصادية والاجتماعية بالرباط، وكذا طرد مئات الطلبة بالدار البيضاء، وبكلية
الآداب بسايس- فاس،...).
وصولا إلى المؤامرة الأخيرة وليست بالأخيرة في حق قلعة ظهر
المهراز بفاس، والقاضية بغلق هذه المعلمة النضالية التاريخية، وترحيل طلبتها
وطالباتها إلى سايس، حيث بادر النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي قبل الافصاح
عن فحوى المؤامرة صباح يوم الثلاثاء 01 أكتوبر 2013 إلى تدنيس الحرم الجامعي عبر
أسطول قمعي رهيب، وعسكرة الجامعة ومحيطها، لتعلن بعدها إدارة الحي الجامعي الأول
ظهر المهراز عن قرار غلق الحي الأول ذكور وحي الديرو طالبات دون سابق اشعار، تلاها
بلاغ " المكتب الوطني للأعمال الاجتماعية الجامعية" الذي نص على ضرورة
هدم الحي الجامعي.
لقد انتظر النظام سنوات لتنفيذ قراره الإجرامي (الذي ظل طي
الكتمان) في حق القلعة الحمراء ظهر المهراز/ في حق الحركة الطلابية، وحاول تغليف
مؤامرته الخسيسة ومخططه التصفوي بجملة من الشعارات، والذرائع الواهية "السهر
على أمن وسلامة الطلبة"، "انجاز خبرة تقنية تفيد تشقق وتصدع الحي"،...
وذلك لشرعنة هجومه وتوجيه ضربة يضنها الأخيرة للحركة الطلابية بعد أن عجزت القوى
الظلامية والشوفينية وكل عملائه على القيام بهذا الدور. ووقفت عاجزة أمام تنامي
نضالات الجماهير الطلابية .
إن حقائق الواقع الحارقة لم تدع مجالا لاستمرار فعالية مساحيق
التجميل، والشعارات البراقة القائمة على تسويق الوهم والتضليل، مما فرض على النظام
التكشير على أنيابه ونواياه المبيتة، وهذا النهج في حقيقته هو استمرار لمسلسل
متواصل من المخططات المواكبة لمتطلبات الرأسمال وتوجيهات مؤسساته خصوصا صندوق
النقد الدولي. عملا على تكريس سياسة تعليمية طبقية مرتبطة بالسياسات العامة
المنتهجة بباقي القطاعات، في إطار انتاج وإعادة انتاج علاقات الانتاج التبعية.
فبعد أن كسرت أوهامه على صخرة صمود ومقاومة الحركة الطلابية لم يبقى أمام النظام الرجعي
إلا الاعلان عن حرب حقيقة/مصيرية لتسريع وثيرة الاجهاز على الحق المقدس لأبناء
الشعب المغربي في التعليم بمباركة القوى الاصلاحية والبيروقراطيات النقابية التي
تعمل على توفير الغطاء السياسي لجرائمة. مما يفسح المجال أكثر لارتكاب أفظع
المجازر وسن مختلف القرارات المجحفة، وهذا ما تؤكده معطيات الوضع الحالي بمجموعة
من المواقع الجامعية، حيث يستمر تكثيف القمع والحصار والحظر العملي على أوطم.
والزج بالمناضلين بزنازن القهر والحرمان (تازة، فاس، مكناس، مراكش، أكادير،...)
توزع عليهم "عقوبات" قاسية: طارق الحماني 6 سنوات و25 مليون، 10 معتقلين
سياسيين بمراكش وزعت عليهم 27 سنة سجنا نافذة ، آخرها وليست بالأخيرة سنتين سجنا
نافذا في حق كريم العلمي بتازة الاسبوع المنصرم... إلخ.
ورغم المؤامرات وسياسة التقتيل الممنهج في حق الجماهير الشعبية
والطلابية، لازال الشعب المغربي كما كان دوما ينبوع لا ينضب من الطاقات والعطاءات
النضالية المشرفة، قادرا بشكل دائم على تقديم أسمى التضحيات وفاء لقضيته العادلة،
قضية التحرر والانعتاق من نير الاضطهاد والاستغلال الطبقيين، مواصلا درب شهدائه
الأبرار ومن ضمنهم كمال الحساني مناضل
الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب الذي اغتالته بلطجية النظام
القائم في 27 أكتوبر 2011،وخلدت ذكراه الثالثة ببني بوعياش تحت القمع الدموي
والمطاردات يوم أمس الأحد 27 أكتوبر 2013، ورفيقنا في النهج الديمقراطي القاعدي
المعطي بوملي الذي طالته أيادي الغدر والظلام في 31 أكتوبر 1991 بوجدة وتفصلنا
أيام قليلة على تخليد ذكراه ال22، وكل الشهداء
الذين استرخصوا دمائهم في سبيل تحرر شعبنا وانعتاقه.
وفي الأخير نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:
-
أدانتنا
للاعتقال والاختطاف الذي طال رفيقينا ( ابراهيم لهبوبي ومحمد آيت الرايس)، ومناضلي
حركة 20 فبراير الدار البيضاء.
-
إدانتنا
للصمت والتواطؤ المكشوفين من طرف القوى الإصلاحية والبيروقراطيات النقابية على
جرائم النظام القائم في حق الشعب المغربي ومناضليه ومناضلاته.
-
ادانتنا
للقرار الاجرامي بإغلاق وترحيل الحي الجامعي ظهر المهراز ورفضنا لهذا القرار
ومطالبتنا ببناء أحياء جامعية وسط الحرم الجامعي وعدم التفكيك التدريجي للمركب
الجامعي ظهر المهراز.
-
ادانتنا
للمجازر الدموية والاغتيالات في حق الشعب الصحراوي البطل.
- ادانتنا للمؤامرات التي تحاك ضد الحركة الطلابية.
-
تحياتنا
لرفاقنا المعتقلين السياسيين، معتقلي النهج الديمقراطي القاعدي بسجون تازة وفاس
ومكناس، وكافة المعتقلين السياسيين.
-
تحياتنا
لعائلات المعتقلين السياسيين الصامدة والمناضلة.
-
المجد
والخلود لشهدائنا الأبرار
عاشت نضالات الجماهير الشعبية
عاشت
نضالات الحركة الطلابية
عاش
النهج الديمقراطي القاعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق