الخميس، 5 يونيو 2014

سجن عين قادوس- فاس في : 20 ماي 2014/ المعتقل السياسي: عبد النبي شعول– عبد الله-/ ـ شهادة التعذيب ـ الحلقة الأولى

سجن عين قادوس- فاس في : 20 ماي 2014
 المعتقل السياسي: عبد النبي شعول– عبد الله-
رقم الاعتقال:89538
هكذا أصبحت الزنزانة جزءا من حياتي وعائلتي وقطعة جحيم من وطني.
ـ  شهادة التعذيب ـ الحلقة الأولى 
- تحية النضال و الصمود لكم رفاقي، رفيقاتي في النهج الديمقراطي القاعدي. 
                                  
تحية التحدي والمقاومة للجماهير الطلابية و الشعبية.لمناضلات و مناضلي الخط الجذري ببلادنا، لكم مني ألف تحية صمود و إخلاص.
I.     سجل الاعتقال السياسي:
. التجربة 1: اعتقلت يوم الاثنين 23 فبراير 2009، بعد الهجوم القمعي الواسع الذي طال المعركة النضالية البطولية بموقع ظهر المهراز، قضيت حوالي 24 ساعة داخل ولاية قمع فاس إلى جانب مجموعة من رفاقي و الطلبة، وبعد حصص دسمة من التعذيب والتنكيل، تم إطلاق سراحي رفقة البعض و الإحتفاظ بالآخر.
.التجربة 2: تعرضت للإختطاف من طرف أجهزة القمع السرية بمعية احد الرفاق، يوم الأحد 31 أكتوبر2011 من ساحة فلورانس ـ فاس ـ، قبيل لحظات من إنطلاق مسيرة حركة 20 فبراير، وبعدما تم تعذيبي جسديا و نفسيا بطرق وحشية، سيتم إطلاق سراحي في يوم الغد، والإحتفاظ بالرفيق الآخر قيد الإعتقال.   

. التجربة 3: بعد انصرام موسم نضالي يشهد له في سجل الحركة الطلابية بموقع ظهر المهراز، وامتداداته النضالية العظيمة خارج الجامعة، سأتعرض للإختطاف في نهايته، يوم السبت 21 يوليوز2012 المتزامن وفاتح رمضان من نفس السنة. أمضيت داخل سجن عين قادوس 8 أشهر، ليصدر في حقي من قبل محاكم الرجعية حكم 4 أشهر سجنا نافذا، ولازالت أتابع بالملف إستئنافيا إلى حدود اللحظة.
.التجربة 4: قامت أجهزة النظام الدموي باختطافي يوم الخميس 1ماي2013،  من وسط مسيرة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المشاركة في تخليد العيد الأممي للطبقة العاملة بعدما تعرضت لهجوم قمعي وتآمر مفضوح من لدن البيروقراطيات النقابية و القوى السياسية المتواطئة و الموالية للنظام، تجربة نلت خلالها حصة الأسد من التعذيب و الإجرام بطرق سادية على يد الجلادين داخل ولاية القمع ـ فاس، ندوب الجريمة وآثارها المادية و النفسية لازالت موشومة على الجسد وخالدة  في ذاكرتي الحية. قضيت في هذه التجربة مايقارب 7 أشهر داخل الزنازن، حوكمت في الأخير ب 6 أشهر سجنا نافذا، ولازلت أتابع بالملف إستئنافيا إلى يومنا الراهن.
. التجربة 5: أخوض الآن غمارها، لحظة اعتقالي من طرف الأجهزة القمعية العلنية و فريق من البوليس السري مدجج بالهراوات و الأسلحة البيضاء، يوم الأحد 27 أبريل2014، من حي ليراك بمعية مجموعة من الطلبة، تفاصيل الاعتقال و التعذيب وكل ماجرى من مكان الاعتقال مرورا بأربعة أيام داخل ولاية القمع وصولا إلى المحكمة والسجن، سأطلعكم عليها بالتفاصيل الدقيقة من ألفها إلى يائها خلال هذا العمل النضالي، تجربة تلو الأخرى، تزداد قناعتي صلابة بالتوجه السياسي الدي اخترت بمحض إرادتي إعتناقه، و الانتماء إلى صفوفه، ودافعت عنه في السجن و خارجه، وسأظل مؤمنا بهذا المسار السياسي إلى نهايته أو نهايتي، هذه التجربة لها سياق خاص قوامه الرئيسي محاولة إعدام ثوار ظهر المهراز بعد الترصد و الإصرار من طرف النظام و الظلام و كتائب التآمر من اليمين إلى اليسار.
II.                        جديد التجربة الخامسة في مساري السياسي:
ـ1ـ كلمة لأنصار محاكم التفتيش و المشانق القروسطية:
أيها الإرهابيون، أيها الفاشيون، يا كتائب الظلام البنكيرانية و إخوانها في منطق التجريم و عقلية التكفير وعقيدة التقتيل وشريعة القمع، تجار الكلمة والدين، إن لم يكفيكم إثنان من عائلة شعول، فهي تخبركم أنها مستعدة لتقديم كافة أفرادها لمشانقكم كقرابين من أجل الحرية و العدالة، من الشيخ حتى الرضيع، لكن اعلموا جيدا أنكم مهما طوقتموني بسلاح اعتقال بعض أفراد عائلتي و إرهاب البعض الأخر، وشددتم الخناق على محيطي، كلما عظم إيماني بالانتصار، وكلما أعلنت بصوت عال، وإرهابكم لن يرعبني، وسجنكم لن يلجمني عن مواجهة مشروعكم الفاشي المناقض للإنسان وكرامته وحريته.
ـ2ـ كلمة لأنصار الحقيقة و التاريخ:
أيها المدافعون عن الحقيقة والتاريخ بصدق و إخلاص و موضوعية، أيها الثوريون الحقيقيون لا المزيفون، أيها المناضلون الأوفياء و المخلصون، لا الجبناء و المخصيون، والثابتون على المبدأ والموقف والمستعدون للتضحية، لا المرعوبون و الخائفون، المتنصلون من تطورات الصراع و المتملصون من حرائق الميدان و متطلباته، أيها القابضون على الجمر الأحمر وهو مشتعل من الرفيقات و الرفاق و الطاقات الاوطامية المناضلة و الجماهير الصامدة من أجل حقها المقدس في تعليم شعبي ديمقراطي علمي وموحد، حذار، حذار ثم حذار أن تصير قلعتكم الحمراء ـ ظهر المهرازـ قبلة لكل الزوار ومختلف المشاهد والصور، أو مرعى غزلان وملجأ جديان، أو دير سلطان وحواريه من الجواري و الغلمان، أو بيت أصنام و أوثان وكعبة عائد خان ومرتد جبان. إياكم أن تتحول جدران وساحات قلعة الشرف مسرح أعراس ومحاكم تفتيش لخرفان بنكيران وإخوانه من عملاء النظام... القلعة لمن ضحى ويضحي بالغالي و النفيس من اجل صوتها لأبناء وبنات الشعب المقهور، للشهداء و المعتقلين السياسيين... القلعة قلعة شعب أراد أن يحيا حرا سيدا لا عبدا مملوكا لمستعبديه، والساحة ساحة أوطم الوفية الصامدة بجماهيرها و ثوارها و ثورياتها، قاوموا واصمدوا في وجه هجومات الأعداء وتراجعات وارتدادات الجبناء، حاربوا من أجلها، من أجل الأجيال القادمة، لتبقى حضنا دافئا وملجأ آمنا وصدرا حنونا لأبناء وبنات العمال و الفلاحين الفقراء وعموم الكادحين.رفاقي، رفيقاتي، جماهير شعبنا: مهما تآمروا علينا، وألبسونا ثوبا نحن أبرياء منه منطلقا وبرنامجا وتصورا، وعذبونا و سجنونا لطول سنين... قسما لن نخون دم المعطي وبنعيسى وبنجلون وكل ضحايا العنف و الإرهاب الظلامي... فإننا صامدون و سائرون نحو نصر عظيم... عائدون إليكم مهما طال القيد، إما على نعش سعيدة وزروال وشباضة... وإما بفرض حريتنا ورؤوسنا شامخة... لأننا نؤمن أن المستقبل معركة ضارية لا ترحم... نكون أو لا نكون.
- 3- 24/25 أبريل 2014: مؤامرة مكتملة الأركان:
عندما سئل الأديب الروسي أنطون تشيخوفعن نقاد عصره قال: " إن هؤلاء يشبهون الذباب الأزرق. إنهم يحدثون طنينا مزعجا ويحملون روائح كريهة ".
وإنني لمتيقن أن هذه العبارة لا تنطبق على جميع النقاد بمختلف اختصاصاتهم و مشاربهم وحقول إشتغالهم، لا في عصر تشيخوف و لا في عصرنا نحن الآن، ولكنها تنطبق وبحدة أكثر على قطاع عريض من ممتهني" النقد" أو بالأحرى أسلوب الفتك السياسي و التجريم النضالي الذين أخرجوا سيوفهم من غمدها بعدما طالها الصدأ، وشرعوا يقتضون من التاريخ و أحداثه وعزل وقائعه عن سياقها الموضوعي بالطريقة التي تتناول فيها الذئاب الجائعة فريستها.ليس صدق الكلام ومصداقية الحديث ونزاهة القلم، تكمن في قدرة صاحبه سواء كان فردا او جماعة أو حزبا، على طرح العديد من الأسئلة و ابتداع ركام من الروايات المختلفة و استخلاص الكثير من الخلاصات، وإكثار البسملة و القسم بالأيمان المغلظة، بقدر ما تكمن بمدى إلتزامه بالموضوعية و تبنيه الجرأة الادبية و السياسية و اعتماده المنهجية العلمية في صياغة السؤال صياغة سليمة، و النجاح في الوصول إلى إجابة صائبة، تساهم في إنتاج معرفة دقيقة بالموضوع، تساعد القراء و المتتبعين و المهتمين و الرأي العام ككل على فهم و استيعاب الاحداث كما وقعت قبليا و بعديا، لكي يتوجهوا جميعا في اتجاه الكشف عن القبض على الحقيقة لا الكذب و التلفيق و الوهم، و إشراك الجميع بعد سبق الإصرار و التعمد في تسويق المغالطات ونشر السموم هنا وهناك، ودغدغة العواطف بالتجييش الإعلامي و التحريض السياسي السافر، لطمس الحقيقة و اغتيال التاريخ بإظهار المناضلين في صورة " المجرمين" و " الإرهابيين" و " دعاة العنف" و إلباسهم تهما ثقيلة و تهييء الرأي العام لتصديقها و إدانتهم.وبالمناسبة، طوبى لكل أعداء الشعب المغربي و مصاصي دماء عماله و فلاحيه و فقرائه و كادحيه، من السياسيين و النقابيين و الحقوقيين و الجويين والإعلاميين الذين يتوحدون جميعا في العداء الصريح للنهج الديمقراطي القاعدي، على إصطفافهم في طابور واحد للقيام بالأدوار المحولة إليهم من لدن أسيادهم، ادوار كلاب النباح مقابل ضمان لقمة يومهم من فطور وغذاء و عشاء المتساقط من موائد  السلطان وولائم بنكيران، فالكثير منهم كان عاطلا و أصبحت لديه فرصة عمل محددة في تدبيج الزعيق و إنتاج النهيق في إطار حملة مسعورة على ظهر المهراز، الحركة و القيادة و الجماهير.وفي هذا السياق، أتساءل مع كل من وضع قلمه ولسانه مع النظام و الظلام، هل كنت في ظهر المهراز قبل و أثناء  وقوع الحدث/الجريمة في حق الحركة الطلابية و قلبها النابض؟ لكي تبادر إلى تدبيج صكوك الاتهام و الإدانة في حق خيرة المناضلين و تهاجم معارك و تضحيات الجماهير الطلابية بشكل دنيء؟ ومن كان من هؤلاء  " الاحزاب " و " رجال الإعلام " شاهدا و مراقبا عن كثير، فالأجدر به أن يكمل خدمته للحقيقة و للتاريخ !!وينتصب كشاهدا ضد القاعديين أثناء إحالتهم على محاكم النظام الرجعية؟ أم ان إحتراف التدليس و السجود و الركوع أمام محراب الرأسمال و شيوخ الظلام و التزلق و التملق لمن يطعمكم من نقاياه يجعلكم تحترفون الكذب و النفاق و التغليط ولعب أدوار " الطبالة " و " الغياظة" مع الراي العام؟
إن ما وقع في جامعة ظهر المهراز لم يكن صدفة أو وليد لحظة خاطفة، بقدر ماكان تتويجا لمسار طويل من التآمر و التنسيق و العمالة بين القوى الظلامية و الأجهزة القمعية العلنية و الاستخباراتية،في سعي حثيث وعمل دؤوب لتنفيذ أخبث مؤامرة في الحركة الطلابية وقيادتها السياسية و العملية النهج الديمقراطي القاعدي، وما يومي 24/25 أبريل 2014، إلا اللمسة الاخيرة و القاسية للمخطط التدميري المدبر بإحكام و إحترافية عالية في صنع الإجرام تحت شعار " ندوة" وهمية بعنوان ملغوم بامتياز.فالمهتم و المتتبع من الراي العام لمعارك الشعب المغربي ونضالات الحركة الطلابية وخاصة موقع ظهر المهراز ومعرفة جيدة، بسيرورة المعركة وتطوراتها وآفاقها الواعدة،فمنذ بداية الموسم، وحجم الاستهدافات و الهجمات القمعية التي طالت مكاسب تاريخية للحركة الطلابية، من إغلاق الأحياء الجامعية وفرض سياسة التشريد بقوة الحديد و النار، واستهداف المطاعم و المرافق الحيوية الجامعية، وتكثيف الحضر و الإرهاب، و التدخلات القمعية ليل نهار، نستحضر الهجومات الليلية الوحشية على المعتصم يوم 5مارس، يومي 28/29 مارس لمنع تنظيم ندوة بكلية العلوم، وماتبع ذلك من حملات مسعورة من الاعتقالات و الاختطافات التي طالت العديد من المناضلين و الطلبة، إصدار العشرات من مذكرات البحث و الاعتقال في ظرف قياسي مستهدفة خيرة المناضلين منهم من سبق أن اعتقل لمرات عديدة و قضى تجارب مريرة بسجن عين قادوس، هجوم القوى الظلامية لم يتوقف طيلة مسار المعركة، والذي ازداد وحشية مع النجاح و الاستمرارية القوية التي عرفها الاعتصام و المبيت الليلي و الصمود و التحدي الذي برهنت عليه الجماهير و مناضليها في تحصين المعركة وضمان  سيرها في أحلك شروط القمع الأسود، والفشل الذريع الذي كان عنوان مجمل هجمات ورهانات النظام وعملائه وفي مقدمتهم القوى الظلامية،... إذن ماالعمل في ظل وجود موقع صامد متقدم نضاليا وطنيا في لحظة ينبري النظام فيها للتحكم و السيطرة الشاملة على الجامعة المغربية وسحق كل عائق يحول دون الوصل لمراميه التخريبية في حقل التعليم؟ اعتاد تجريب أسلوب القمع و الاعتقال المتزايد، تقوت المعركة، أكثر فأكثر، أغلق الأحياء الجامعية وشدد الخناق عسكريا وسياسيا  وإعلاميا، تحولت ظهر المهراز على إثر ذلك إلى معتصم مفتوح في الكليات، ومحجا للمناضلين وجموع الحركات المناضلة وطنيا، قافلة 9 مارس لنموذج، أصبح للمعركة وزنا سياسيا ونقابيا كبيرا و إشعاعا إعلاميا لايستهان به، اضظر إلى ممارسة الإغتيالات بفرق قمعية خاصة تحت جنح الليل، وما تعرض لع العديد من الرفاق من محاولات إغتيال كادت تِودي بحياتهم نحو النهاية لدليل قاطع على عجز النظام على إحتواء الحركة و إجتثات الفعل النضالي المتصاعد، جيش القوى الظلامية و البلطجية لعرقلة المسار عن طريق التهجم و التهديد بالتصفية الجسدية للعديد من المناضيلين، وزرع الإرهاب وسط المتعاطفين و الجماهير الطلابية، فعادت خائبة بخفي حنين،... حيكت عشرات من أساليب الإستهداف و الإجرام و التشويه في حق القاعديين و المعركة التاريخية، فبقي القاعديون أقوياء يزدادون صلابة و يبذلون التضحية تلو الأخرى من أجل حق الجماهير الطلابية في السكن و المنح و التغذية و التعليم العمومي و الحرية.. ما العمل و السبيل لإقبار ظهر المهراز بطريقة مأساوية لتعقيد إمكانية النهوض من جديد في الوقت الراهن؟.
فلم يبقى للنظام إلا توريط المناضلين و إلصاقهم نتائج أعماله الإجرامية و فبركة ملف من الحجم الكبير، فكان أسلوب التآمر وحبك المؤامرة الذي يعد النظام من رواده تاريخيا بمعية القوى الظلامية، فهذه الأخيرة تعتبر في اللحظة التاريخية زعيمة الجرائم الدموية، وأداة أكثر إحترافاإستعدادا و زيادة في سفك دماء الشعوب و التحكم في مصير تضحياتها، وتحريف مسارها النضالي و تسفيه أعمالها الخالدة، والمعطى الإقليمي الذي يبرز بوضوح ما صنعته و تصنعه القوى الظلامية عملية الإمبريالية و الصهيونية نيابة عنهم وخدمة لأجنداتهم المعادية لتحرر و إنعتاق الشرسة من قيود الإستعمار و التبعية و التخلف.وهنا يطرح سؤال نفسه بإلحاح، لماذا وقع إختيار القوى الظلامية و النظام على جامعة ظهر المهراز دون غيرها، لتنظيم كما يزعمون ندوة بذات العنوان و الأشخاص؟ أكان الإختيارإعتباطيا، أم قرار سياسيا مرتب له من قيادة النظام و الظلام؟فإذا كان كما يدعون ويرجون أنهم كان هدفهم فقط " ندوة فكرية" وفقط؟ ألم يكن بإمكانهم إختيار جامعة أخرى أو فضاء في الشارع، ونعلم جيدا عدد المقرات و القاعات التي بحوزتهم و الأموال التي ينعمون بها، قادرين على إكتراء ملعب رياضي و ليست قاعة فقط؟ ألم يتم منعهم من طرف الجماهير الطلابية وطنيا من تنظيم مثل هاته الندوات وخاصة بحضور أحد المتورطين في قضية إغتيال الشهيد محمد آيت الجيد بنعيسى؟ و مامعنى خطاب القوى الظلامية الذي سبق يوم الخميس بأسبوع، الذي كان واضحا للجماهير و المناضلين: إما الندوة وحامي الدين وإما المواجهة وتكسير جماجمكم؟...
إن قرار إختيار جامعة ظهر المهراز كفضاء لتنفيذ المؤامرة يوم 24/25 أبريل 2014، لم يكن قرارا إعتباطيا، بقدر ما كان قرارا سياسيا  متوافق عليه بالإجماع من طرف النظام وقيادة القوى الظلامية و مباركة مجموع الأطراف السياسية المرتبطة مصالحها بمصالح النظام. إذ اتخذ القرار بعد الترتيبات مسبقة و حسابات و أهداف سياسية دقيقة للغاية، أهداف مرحلية، تضح جزء كبير منها و أخرى استراتيجية قادمة لا محالة خدمة لمشروع الإقبار و التصفية للجامعة المغربية و خوصصة ما تبقى من مكاسب الحركة الطلابية، مؤامرة من أجل تصفية الأجواء بإعدام التوجه الصامد و المكافح للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وخلق تربة خصبة لانتعاش الطحالب السياسية و العناصر الإستعلامية لتسهيل تنفيذ المشروع التصفوي، لهذا استهدف القاعديون في أبرز مواقع و بؤر تواجده، حجم المؤامرة بحجم الموقع، هكذا فصلها النظام بإتقان وسهر الظلام على التنفيذ بمهارة الجلادين، أرادوا من المؤامرة الدنيئة استهداف مدافع سياسي شرس عن مصالح الجماهير الطلابية والشعبية وعقابا له على تبنيه الصريح و الواضح لمواقف و شعارات عاكسة للمصالح الحقيقية للشعب المغربي، وفي مقدمتها شعار: الشعب يريد إسقاط النظام، الشعار الخالد الذي أراد النظام  بمجزرته هاته أن تكون ظهر المهراز قبرا له، والقوى الظلامية حفارا لقبره وحملة جثمانه في جنازة طال انتظارها.    
إلى كل من دبر و حرض و نفذ المؤامرة، وارتكب الجريمة في حق موقع ظهر المهراز، حركة وقيادة و جماهير، كل من ساهم مع النظام و الظلام في الهجوم الإرهابي الغادر، منتظرا حدوث الجنازة ليتقدم مع شرذمة المشيعين للعزاء، فهو ينتظر و سينتظر  طويلا حدوث المستحيل ونزول الوحي من جديد، ظهر المهراز خلقت للبقاء ومقارعة الأعداء، ستصنع الإنتصار والتقدم نحو الأمام من جديد، من رحم المعاناة و الألام تتقوى وتكبر، ستحيط رهانات المجرمين بصمود وكفاحية بناتها و أبنائها وكل الأوفياء و الشرفاء شعبنا المقاوم، أعترف أن الجرح غائر، و التكلفة غالية، لكن ظهر المهراز أغلى من ذواتنا و أجسادنا، سنضمد جراحنا و سنتخطى الألغام ونتحدى الصعاب الواقعة في الطريق، في السجن وخارجه، في الجامعة وخارجها، في كل الدروب و الجبهات سنظل رافعين راية العصيان و التمرد على النظام و عبيده من الظلام و أضرابهم ممن يحلمون بجنازة القاعديين كما يحلمون بعيد من الأعياد أو بالأحرى بوهم من الأوهام. إن مأساة الرجعية هي ان تواجه في عالم لم يعد عالمها و بأسلحة بائدة، وهنا مصدر حتفها المحتوم، لقد عانت و تعاني وحشة غربة جعلتها تتوحش و تتخشب و تفضح و يصبح حطامها عامل تثبيت لوعي متخشب فائت على واقع جديد متغير مستهدفا بشكل عاصف ركائز وجودها الذي تخطاها الزمن.جسد متعب ومعذب، وضمير مستريح، حياة عامرة كليا بالحرية و أغنية المستقبل و عشق أبدي للوطن، أمل ينبض بحتمية الإنتصار، وقناعة أصلب و أمتن من سماكة فولاذ زنزانتي، سأبقى دوما و أبدا معتنقا فكر الثورة صارخا في وجه النظام العميل و عصابة الظلام و الرتل الخسيس من شيوخ الإرهاب و أمراء فتاوي التكفير و الجهاد " المقدس"، عبيد وهم السماء و آلهة الدم و تجار الدين و البشر فوق الأرض : " ليس الكافر من يحتقر آلهة الجمهور، و إنما الكافر من يتبنى تصور الجمهور عن الآلهة.
"يتبع في القريب العاجل...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق