الخميس، 14 أغسطس 2014

في14غشت2014/ رفاق الشهيد مصطفى مزياني المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس فاس/ كـلمة شهادة



في14غشت2014

رفاق الشهيد مصطفى مزياني المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس فاس
كـــــلمة شهادة

منا الوفاء ولك المجد والخلود رفيقنا الغالي مصطفى مزياني، شهيدنا البطل، شهيد النهج الديمقراطي القاعدي، والشعب المغربي، عريس شهداء شعب العمال والفلاحين المعدمين وعموم المقهورين في هذا الوطن المعتقل.
بكل فخر وإجلال نتقدم بشهادة لجميع أجيال تاريخ الإنسانية، على أنك الشهيد العظيم، آمنت بصدق بانتصار الشعب يوما ما على أعدائه، دافعت طول تجربتك الكفاحية إلى آخر خلية حية بقيت تنبض في جسدك الطاهر، بتفان وإخلاص نادرين اتجاه الموقف والمبدأ والمشروع، كنت مستعدا دوما لتقديم روحك الطاهرة من أجل صنع النصر للقضية، قضية الجماهير المسحوقة، كنت يا رفيقنا الغالي تنتمي لفئة العظماء من المناضلين الذين رسموا معالم الطريق و أفق الوطن الأحمر الذي كان يتفتق كل لحظة بين عيونك، بين كلماتك، بين نبضات قلبك.
و إننا على مشارف قطع تذكرة الخلود في تحدي صارخ للجلاد فئة المناضلين الذين كرسوا حياتهم لخدمة قضية الثورة المغربية، غير آبه بتفاهات وملذات و كليشيهات  عصرك القاسي، بعيدا عن الأضواء و الظهور الزائد، كنت تخدم ثورة شعبك ليل نهار دون ضجيج أو صخب، لم تتخلى يوما ما عن نهجك، رغم ما تعرض له من هزات عنيفة و موجات ردة بغيضة، و طعنات غادرة جبانة و ما خلف ذلك من انكسارات شخصية و جماعية، بقيت صامدا شامخا في وجه العواصف، رغم استبدال الكثير ممن سموا أنفسهم "رموز النضال" لمواقفهم، و فروا فرار الجبناء، ضعاف القناعات نحو صفوف الأعداء، هاربين من لهيب النار وحرائق الميدان، إنك أيها العظيم مصطفى مزياني من فئة الرفاق الذين عاهدوا الشهداء وظلوا يطئون الأرض، أرض المعركة، يعملون، يناضلون، يقاومون بصدورهم، بأجسادهم، بأمعائهم الفارغة في ظل شروط وإمكانيات بسيطة، لم تمل، لم تتردد، حتى استشهدت، حتى صنعت المجد لشخصك، لنهجك، لرفاقك ورفيقاتك، لشعبك،... إنك رفيقنا من فئة الرفاق الذين آمنوا دوما أن القطرات هي التي تخلق الوديان والأنهار والبحار...، تلك الفئة التي لم تتاجر قط بمبادئها، بمواقفها، بأخلاقها، ولم تتخذ من ماضيها رأسمالا تستثمره في بورصة المواقع السياسية الرجعية والإصلاحية والانتهازية، وتوظفه  كشهادة للتقرب والتزلف والتملق للأصنام والتماثيل المهترئة والمنبطحة... أنت رفيقنا من هذه الفئة التي لم تقلب المعطف ولم تغير جلدها ولم تستبدل طريق تحرر الوطن بالطريق السيار المريح.
رفيقنا مزياني، شهيدنا الغالي إن خبر استشهادك نزل علينا كالصاعقة وإننا لفخورين بالانتماء إليك،  لأنك نلت شرف الاستشهاد، لأنك عانقت حلم سعيدة والدريدي وبلهواري وشباضة والمعطي... وغيره من شهدائنا الأبرار، فارقتنا لترسم بالدم وشما في ذاكرتنا، تحتنا للإخلاص للتوجه وصيانته ومواصلة السير على الدرب رغم الآلام والجراح وغدر النظام والظلام وكل الأعداء، رفيقنا مصطفى مزياني، شهيدنا الغالي في مسيرة الكفاح والمقاومة من أجل دفن الظلم والظلام والقمع إلى الأبد، سقطت شهيدا بطلا وأنت تجسد أرقى آيات البطولة والصمود، تقاوم آلام الأمعاء الفارغة ومرارة الاعتقال والقهر والحرمان، استرخصت دمائك بمبدئية الثوار العظام في سبيل قضية شعبك لأنك تحبه، ولأن أعداء شعبك لا يحبونك ولا يحبون شعبك، ويعادون المخلصين له، لذلك طردوك وجرموك واعتقلوك واغتالوك في الأخير بدم بارد. بعد سفر طويل لمعركة الأمعاء الفارغة، سفر دام 72يوما من الشموخ والتحدي، أعلنت رفيقنا ميلادك الجديد ملتحقا شهيدا وعريسا متوجا بين رفاقك ورفيقاتك اللائي والذين سبقوك للشهادة: سعيدة المنبهي، الدريدي مولاي بوبكر، مصطفى بلهواري، عبد الحق شباضة...، مثبتا أن الزمن زمن الشهداء زمن التضحية بامتياز زمن المقاومة بالصدر العاري والجرح النازف، زمن الوقوف والتحدي بالذوات المنهوكة والأمعاء الفارغة في وجه نظام ديكتاتوري عميل مجهز بأعتى الإمكانات والأجهزة، وكثرة الخدم والعملاء، نظام همجي اختطف زهرة أخرى من زهور شعبنا مواصلا تدوين صفحات الدم والفواجع، إخلاصا لتاريخه الدموي وتركته الثقيلة في الإرهاب والدماء.
فعلا شهيدنا الغالي، إنه زمن التضحيات الكبيرة لتخصيب تربة هذا الوطن المكلوم، لاستنبات بذور الثورة والتمرد والعصيان، ولخلق وجود أصيل ومنظم وشامل قادر على قيادة الشعب نحو خلاصه، وليزحف الربيع ليعم جميع الأرجاء، وتزغرد أمهات الشهداء ونتغنى جميعا بانبلاج فجر النصر وبحلول عصر أنوار شعبنا، عصر تكون فيه الكلمة للشعب والسلطة للشعب.
    
      -تعازينا الحارة لعائلة الرفيق / الشهيد مصطفى مزياني وعبرها لكافة عائلات الشهداء والمعتقلين السياسيين بالمغرب.

-تعازينا الحارة لرفاقنا ورفيقاتنا في النهج الديمقراطي القاعدي . وعبرهم نوصل تعازينا لكافة مناضلي ومناضلات الشعب المغربي الكادح .

-تنديدنا بجريمة الاغتيال السياسي المنظمة التي نفدها النظام وأجهزته القمعية وإدارته في السجن والمستشفيات في حق رفيقنا الغالي مصطفى مزياني .

-دعوتنا كافة الرفاق والرفيقات والمناضلين الرد على جريمة النظام والظلام البشعة بتصعيد الفعل النضالي وتطويره وتجذيره.                                                                                                                       

               الخزي والعار للنظام والظلام وفيالق التآمر والمرتزقة                                          

          لك المجد والخلود شهيدنا الغالي مصطفى مزياني.. ومنا الوفاء والسير على دريك درب كل شهدائنا الأبرار.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق