الأربعاء، 20 أغسطس 2014

السجن المحلي تازة: المعتقل السياسي طارق حماني/ كلمة على قبر الشهيد رفيقنا الغالي مصطفى المزياني الذي استشهد في إضراب بطولي عن الطعام

كلمة على قبر الشهيد رفيقنا الغالي
 مصطفى المزياني الذي استشهد
 في إضراب بطولي عن الطعام




دائماً الحقيقة ثورية، دائما ما تسطع الحقيقة في نهاية المطاف و تدوي بكل قوة و تحد و شموخ ، و لا تترك أي هامش للتهافت و الوهم و الديماغوجية . فمجرمي النظام و جلاديه وقفوا عارين من كل حجاب أمام حقيقة استشهاد رفيقنا الغالي مناضل النهج الديمقراطي القاعدي و الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و هم ملطخين بدمائه الزكية ، تفوح منهم رائحة الجريمة السياسية النتنة .
سيخلد رفيقنا إلى الأبد كواحد من أبطال شعبنا، الذين قدموا كل ما لديهم ، حياتهم،في سبيل الوطن في سبيل مصالح الشعب و دفاعاً عن قضاياه العادلة ، في سبيل التقدم و التحرر و الإنعتاق من نير الإضطهاد و الإستغلال الطبقيين بالنسبة لشعبنا و شعوب الأرض جميعاً …ليخلد بذلك في ذاكرة شعبنا العظيم كرمز من رموز النضال و الحرية و التضحية من أجل المبدأ  ودفاعاً عن القضية ، و ليصبح هو نفسه قضية من قضايا التحرر كذلك . و قد دخل باستشهاده التاريخ من بابه الواسع كإشراقة حرية و صرخة انعتاق .

فيما أكد النظام الرجعي القائم ببلادنا ، على يد جلاديه و مجرميه على أنه واحد من أعتد الأنظمة الرجعية اللاديمقراطية الديكتاتورية في المنطقة و في العالم أجمع الذين يقدمون بكل وحشية و همجية وببرودة دم أبناء الوطن المناضلين قربانا للموت ، دون أي اعتبار  لأدنى قيم الإنسان و حقوقه المقدسة ( التعليم ، الحياة …)  في ضرب صارخ و تجاهل تام لجميع المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان التي يدعي زوراً إلتزامه في المحافل الدولية عبر خطابات  كاذبة و تقارير مزورة بعيدة كل البعد عن الحقيقة و عبر أبواق مشبوهة تجتر دائما نفس الشعارات الرنانة الجوفاء ، فأين هي الحقوق و أين هي الحريات يا أنصار "العهد الجديد" و "دولة الحق و القانون" ؟.
وهذا هو طبعا الإهتمام بالرأسمال البشري و هذه هي جودة الخدمات بالمؤسسات المصنفة دولياً ( الجامعات ، المستشفيات، مخافر القمع ، السجون …) ولا أعلم كيف سيكون التصنيف إذا تم بالمقارنة مع نظام الأبارتاييد العنصري بجنوب إفريقيا ، البائد طبعاً ، و كذلك مع نظام أوغوسطو بنوشي بالشيلي سابقاً و بنظام فرانكو بإسبانيا سابقاَ أيضاً ، أو مع نظام السفاح بشار ، بل و مع الكيان الصهيوني الذي يرتكب مجزرة فضيعة و رهيبة في حق الشعب الفلسطيني البطل بتآمر واضح و دعم من طرف الإمبريالية الأمريكية على الخصوص و تآمر الأنظمة القائمة بالمنطقة هذا إذا أخذنا الأشياء بحقيقتها ، لا بما يقال بالمنابر .
فلا يمكن لنظام سياسي ينبع من إرادة الشعب و يلقى موافقة أن يغتال بهذه الطريقة النيرونية ، و في كل مرة ، واحد من أبناء الشعب الذي يدعي أنه منه و يمثله ، بل هو في حقيقة الأمر قائم ضداً  إرادة الشعب و بقوة الحديد و النار و بدعم و مساندة القوى الرجعية و الإنتهازية من كل نوع و شكل و طيف ، نظام دموي غاصب لحقوق شعبنا المقدسة ….
استشهد رفيقنا الغالي المزياني و هو في عز شبابه على نفس الدرب الذي استشهدت عليه الرفيقة الغالية سعيدة المنبهي ، عبد اللطيف زروال ، .. و على بعد أيام قليلة من تخليد ذكرى استشهاد ع.الحق شباضة ، لقد وصل الرفيق إلى الرفيق سجيناً و شهيد ، استشهد الرفيق المزياني و ترك لنا الوصية التاريخية الخالدة ، و الزاخرة بالمسؤولية الوصية التي تركها جميع الشهداء من قبله : النضال .
 النضال  هي وصية الشهيد الكبيرة ، تركها و منح لنفسه الخلود ، و منح لرفاقه و الجماهير التي ناضل إلى جانبها ، بنكران ذات منقطع النظير ، شرف الإنتماء لمدرستين نضاليتين كبيرتين :النهج الديمقراطي القاعدي و الإتحاد الوطني لطلبة المغرب فنعم الإنتماء و نعم الشرف .
إن الأم المغربية، كما الأم الفلسطينية ، و كأي أم في أي شعب مناضل لا تتعب من الإنجاب ، إنجاب المناضلين الثوريين في تحد طبيعي لآلة التقتيل البشرية ، الجلاد، ففي الوقت الذي كان الجلادون يرشفون دخان سجائرهم بهدوء على رأس سرير المزياني و هو يغادر الحياة ، كانت أمهات أخريات من بنات شعبنا ينجبن مناضلين للمستقبل . و كان و لازال النهج القاعدي و أوطم و مناضليه و جماهيره ، يربون و يهيئون مناضلين  جدد وفاءاَ لدرب الشهيد ، فالمجد للشهيد و الصمود لرفاقنا و الصبر و الخلف لأمهات الشهداء . و الخزي ثم العار على جبين كل الجلادين .
إن أي عقل حر سيطرح السؤال التالي ، بعد هذه الجريمة النكراء و من قبل جريمةإعتقال باقي الرفاق بجامعة فاس و المضربين عن الطعام  بالسجن السيء الذكر عين قادوس و الذين نحييهم تحية الصمود ، سيتساءل أكثر، هل هناك فعلاً فرق بين ما يسمى "بسنوات الرصاص " و سنوات ما يسمى زوراً "العهد الجديد" ؟ و أين يتمثل هذا الفرق ؟مرة أخرى أقول أن مؤامرة أجهزة القمع و القتل للنظام العميل القائم ببلادنا بتنسيق مع القوى الظلامية أو مجرمي "العدالة و التنمية" قد انفضحت بشكل يجعل أي ضمير حي يشمئز منها ، و إنني سأختم هذه الكلمة البسيطة و السريعة بمقتطف للبشير بن بركة إبن الشهيد الأممي المهدي بن بركة من مداخلة له بندوة دولية يومي 29 و 30 أكتوبر 2005 في موضوع "من منظمة القارات الثلاث إلى حركة العولمة البديلة " حيث يقول : << و دون محاولة إعادة كتابة التاريخ ، يحق لنا أن نتساءل كيف كانت ستصبح حالة العالم ( و العالم الثالث على الأقل ) … بدون كل الإغتيالات السياسية التي أبادت المثقفين و المناضلين الحاملين لمشاريع مستقبلية ؟ من المؤكد أن الحركة الإجتماعية و نضالات الشعوب هي المحرك الرئيسي للتغيرات التاريخية . لكن كانت هناك دوماً ، في لحظات حاسمة من التاريخ ، شخصيات تاريخية استطاعت أن تجسد الطموحات الشعبية ، و كانت حاملة لمشعل آمال جيل بكامله .
في هذا الصدد أفكر بصفة خاصة في باتريس لوبومبا و فليكس موميي و أملكار كبرال و تشي غيفارا و سلفادور أليندي ، و المهدي بن بركة بطبيعة الحال ، لقد تم إغتيال هؤلاء الزعماء مباشرة من لدن مصالح القمع التابعة للأنظمة التي اغتصبت إستقلال بلدانها و قضت على آمال شعوبها ، و غالباً ما تم ذلك بتواطؤ المصالح التابعة للقوى الإستعمارية أو للإستعمار الجديد…>>   


المعتقل السياسي طارق حماني

السجن المحلي تازة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق