الجمعة، 12 سبتمبر 2014

خواطر المعتقلين السياسيين/ في 10-09-2014/ السجن السيء الذكر عين قادوس/ خاطرة للمعتقل السياسي: عبد الوهاب الرمادي/ إهداء إلى روح الشهيد مصطفى مزياني





خواطر المعتقلين السياسيين.

في ١٠/٠٩/٢٠١٤ السجن السيئ الذكر عين قادوس

خاطرة للمعتقل السياسي: عبدالوهاب الرمادي

إهداء إلى روح الشهيد مصطفى مزياني

ألفناك و اعتدناك رفيقنا العزيز، سائرا معنا، في طريق النضال الطويل العسير.. متلهفين لغد الحرية و الانعتاق.. نخطو خطوات تاريخية نحو نصر شعبنا و هزيمة أعدائه.. حاملين المبادئ و المواقف.. هي سلاحنا كي لا نتوه في أدغال الطريق الشائك.. كي لا نتعب من قساوة الجلاد و السجن و السجان..

لكن أعداء الشعب و أعداء الإنسان و الحرية.. اغتالوك وأخدوك غصبا من صفوفنا.. فودعتنا شهيدا بطلا.. و أصبحت المصباح الذي ينير طريقنا.. و نحن عازمون على الاستمرار مهما كلفنا الأمر.

نتذكر جيدا كلماتك الخالدة: "يعتاقلوا للي يعتاقلوا.. ويغتالوا للي يغتالوا.. و يعقدوا من مجالس ما يعقدوا.. و يفبركوا من مؤامرات ما يفبركوا.. و يديروا من الدسائس ما يديروا.. و ينشروا من التسميمات ما ينشروا.. و لكن سننتصر.. سننتصر أو نموت.. سننتصر.. لأننا نسير على درب بلهواري و الدريدي و المعطي.. سننتصر.. لأننا نسير على درب الجماهير.. و لأننا في وسط الجماهير.. سننتصر.. لأن الجماهير صانعة التاريخ.. سننتصر.. لأن الجماهير ستنتصر.."


قلت هذا أياما قليلة قبل استشهادك.. لقد تكلمت لغة الصدق.. لغة الحقيقة.. لغة الثورة و الثوار.. قلت ذلك و أنت مناضلا صامدا بين رفاقك و رفيقاتك و وسط الجماهير، في خضم معركة الأمعاء الفارغة التي قضيت فيها 72 يوما لتفارقنا شهيدا بطلا.. و الآن، و أنت شهيدا.. تحولت كلماتك إلى شموع.. إلى سلاح يفتح الأبواب الموصدة، و يعيد بناء الجسور التي حطمها النظام و جنوده و المخربون.. تحولت إلى دليل و عنوان يرشد من بقي حاملا للمشعل.

انضافت قطرات دمك الطاهر، إلى دماء عمر و زروال، و رحال و سعيدة و الدريدي و بلهواري و المسكيني وشباظة .. و زبيدة و عادل.. و المعطي.. لتصبح أنهارا تحطم الحواجز التي تعترض طريقنا.. و ترسم خطا فاصلا بين الثوريين و الطفيليين..

نقسم بدمائكم.. على الوفاء لعهدكم.. رغم شوك الطريق و عذاب السجون.. رغم الآلام و الجوع.. رغم آلام و نحيب الأمهات المكلومات و المفجوعات.. باسم عهدكم سنواصل المسير.. نحو خلاص العامل الأجير و الفلاح الفقير..

سنصارع "الموت".. سنذهب إليه منتصرون، و برؤوس مرفوعة، و بمعنويات عالية.. لا مهزومين و مكرهين..

إن خياركم خيارنا.. دربكم دربنا.. حلمكم حلمنا.. معركتكم معركتنا.. معركة كل الغيورين و المخلصين.. معركة شعب بأكمله.. معركة من لا يملكون و ليس لديهم ما يخسرون غير القيود.. ضد من يملكون كل شيء غصبا من المالكين و المنتجين الحقيقيين.. هؤلاء الأوغاد و العملاء.. يدركون جيدا أن بناء ذاتنا.. أن استمرار معركتنا.. أن تطور و تجذر معركتنا.. ستقضي عليهم و ستكنسهم دون رحمة.. لذلك فهم اغتالوكم.. و سيغتالون المزيد.. لذلك هم السجون.. و سيسجنون المزيد..

سنكافح.. سنقاوم.. لن نساوم.. لن نهادن.. إن كنتم قد استشهدتم، فرفاقكم يواصلون.. و إن استشهدنا.. فثمة شعب معطاء.. حبال و ولاد.. سيقدم المزيد.. سيقدم جيوش المناضلين من أبنائه و بناته.. كي يزحف الربيع و يكون النصر حليف شعبنا العظيم.. حليق قضية الإنسان العظمى.


المعتقل السياسي: عبدالوهاب الرمادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق