01نونبر2014
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
بيان الذكرى 23 لاستشهاد رفيقنا الغالي المعطي بوملي
اليوم تحل ذكرى استشهاد رفيقنا في النهج الديمقراطي القاعدي، الشهيد المعطي بوملي، الذي اغتالته القوى الظلامية في مثل هذا التاريخ – 01نونبر- من سنة 1991 بموقع وجدة، اليوم تكون قد مرت 23 سنة على جريمة نكراء، نفدتها أيادي النظام الاستخباراتية والقوى الظلامية، بعد أن أقدمت على اختطاف الرفيق المعطي بوملي أمام أعين رفاقه ورفيقاته، من قاعة الأشغال التطبيقية (TP)، بكلية العلوم، وبقمة السادية والوحشية قامت بتقطيعيه إربا إربا، ثم رمته في إحدى مزابل حي القدس بمدينة وجدة. اليوم تكون قد مرت 23 سنة على جريمة اغتيال سياسي منظم، لازالت فصولها مستمرة إلى حدود الآن، فلم تتمكن عائلة الشهيد ورفاقه ورفيقاته، من الحصول على جثة الشهيد ودفن رفاته إلى حدود الساعة، إذ يستمر النظام في إخفائها بمكان مجهول معيدا بذلك جريمة الاغتيال في كل لحظة، ونفس العمل تقوم به القوى الإصلاحية وأطراف سياسية أخرى عبر الاسترزاق على دماء الشهيد، والتغطية عن جرائم النظام ومصافحة القتلة والمجرمين وأيديهم ملطخة بالدماء.
إن عملية
الاغتيال السياسي المنظم لرفيقنا المعطي بوملي ومن بعده الشهيد آيت الجيد محمد
بنعيسى سنة 1993 بموقع ظهر المهراز فاس، كما هو الشأن لعمليات الاغتيال السياسي
الذي عرف تاريخ المغرب، لم تكن معزولة عن واقع الصراع الطبقي، واحتدام التناقضات
الطبقية/ ضمن معادلة صراع الرأسمال والعمل المأجور وتمظهره في صيغ وأشكال وتعبيرات
سياسية عدة، فالشروط التي ميزت تلك المرحلة التي اتسمت بالانهيارات والتراجعات الكبرى،
جاءت كمحطة لصراع تاريخي بين أنصار المشروع الإنساني البديل- المشروع الاشتراكي-
وقوى الرجعية والاستعمار، قوى الرأسمالية المتوحشة، وهي تعيش آخر أطوارها، -الطور
الإمبريالي- كانت المحصلة انهيار تجارب البناء الاشتراكي وبشكل خاص، التجربة
السوفيتية بعد سيطرة التحريفية عليها، لتدشين الإمبريالية العالمية، مرحلة عنوانها
سيادة ما سمي ب" القطب الوحيد" المشخص في الولايات المتحدة الأمريكية
و"خلود النظام الرأسمالي"، ونهاية الصراع الطبقي وانبلاج عصر "صراع
الحضارات" و "الأديان" و "الإنسان الأخير" كان غرض هذا
الخيار، يقتضي شن حرب شرسة اقتصاديا وعسكريا وإيديولوجيا، على الفكر الثوري، ومعاقل الثورة والثوار، الذين ظلوا مرتبطين
ومدافعين عن المشروع الثوري، والمبادئ الثورية الماركسية اللينينية، هكذا شنت
العديد من الحروب اللصوصية والاستعمارية لاستنزاف خيرات وثروات الشعوب، وأثبتت القوى
الظلامية حقيقتها، بما هي صناعة إمبريالية خالصة، وإفراز من إفرازات أزمتها،
وأثبتت جدارتها واحترافها للعمالة وسفك دماء الشعوب وثوارها الأبطال واغتيال
طموحاتها في التحرر والانعتاق، نالت الحركة الطلابية المغربية نصيبا هاما من ذلك،
بحكم صمود وكفاحية فصيلها السياسي الثوري، النهج الديمقراطي القاعدي، الذي وقف سدا
منيعا ضد موجات الردة والاستسلام، ضد مخططات النظام السياسية والطبقية، وأثبت
حقيقة المشروع الظلامي بما هو مشروع فاشي يعيد إنتاج نفس علاقات الإنتاج القائمة،
وكانت الكلفة غالية بسقوط العديد من الشهداء، وفي مقدمتهم المعطي بوملي ومحمد آيت
الجيد بنعيسى والعشرات من الجرحى والمعطوبين وأصحاب العاهات المستديمة وسنوات
مديدة من السجن والاعتقال.
نخلد هذه
الذكرى الغالية على قلوبنا، والماضي يلقي بظلاله على الحاضر، فجرائم النظام
اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، والقوى الظلامية، لازالت متواصلة في حق شعبنا
وقواه المناضلة، فعلى نفس النهج الإمبريالي بالمنطقة بعد تصاعد المد الثوري للشعوب
من أجل دفن الاستغلال والاضطهاد الطبقيين، نصبت القوى الظلامية بزعامة السفاح
" بن كيران" على رأس حكومة النظام، مساهمة في اغتيال الطموحات التحررية
لشعبنا الذي خرج منتفضا يوم 20 فبراير 2011، فاغتالت العديد من المنتفضين وشباب 20
فبراير، وواصلت مسلسل استهداف المكتسبات التاريخية للجماهير الشعبية، عبر استكمال
مسلسل خوصصة القطاعات الاجتماعية الحيوية تنفيذا لقرارات "صندوق النقد الدولي" و"البنك العالمي" وباقي
المؤسسات المالية للإمبريالية العالمية، تم الزيادات الصاروخية في أسعار المحروقات
والمواد الاستهلاكية الأساسية وإلغاء التوظيف المباشر، واستهداف ما تبقى من مجانية
التعليم، عبر فرض رسوم التسجيل وخوصصة الأحياء والمطاعم الجامعية والنقل الجامعي
وعسكرة الجامعة المغربية وإنزال جهاز الأوكس والقمع الدموي لنضالات شعبنا ( طلبة،
معطلين، عمال،...) وتوزيع القرون من السجون على مناضلي الشعب المغربي الشرفاء.
مرت 23 سنة
على اغتيال شهيدنا المعطي بوملي، ولازال الماضي يلقي بظلاله على الحاضر، وإن
اختلفت الصيغ والأشكال فالجوهر واحد، والهدف واحد، إنه اجتثاث الفعل النضالي
الجذري المراكم نحو التحرر الحقيقي لشعبنا، فلنفس الغاية ولنفس الهدف وبنفس
الأيادي، نفدت مؤامرة 24 أبريل 2014، مؤامرة لإعدام النهج الديمقراطي القاعدي،
وقدم للمحاكمات الصورية خيرة مناضلي هذا الفصيل الثوري، بتهم صورية وملفقة وهم
بريئين منها، واغتيال الشهيد القاعدي البطل، مصطفى مزياني، الذي التحق بقافلة
شهداء الشعب المغربي بعد 72 يوما من الإضراب البطولي المفتوح عن الطعام، مساهمة في
رسم طريق النصر أمام شعبنا والأجيال الحالية والمستقبلية من المناضلين الثوريين.
وفي الأخير،
إننا كنهج ديمقراطي قاعدي، إذ نقف استحضارا لروح شهيدنا المعطي بوملي، ولروح
شهيدنا الغالي الذي لم تجف دمائه بعد، الشهيد العظيم مصطفى مزياني، كما نقف إجلالا
وإكبارا لأرواح كافة شهداء الحرية والانعتاق، وإذ نحيي كذلك كافة مناضلي ومناضلات
الشعب المغربي، نعلن ما يلي:
-
مطالبتنا بالكشف عن قبر شهيدنا المعطي بوملي وتسليم رفاته لعائلته
ورفاقه من أجل إعادة دفنه.
-
إدانتنا للاغتيال السياسي المنظم في حق رفيقنا الشهيد مصطفى مزياني.
-
إدانتنا الشديدة لجرائم النظام الرجعي في حق جماهير شعبنا ( طلبة،
معطلين، عمال، حركة 20 فبراير (....
-
إدانتنا للمحاكمات الصورية التي يتعرض لها المعتقلين السياسيين،
وإدانتنا للأحكام الصورية القاسية الصادرة في حقهم، ومطالبتنا بإطلاق سراحهم
الفوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق