الاثنين، 13 مايو 2013

المعتقلين السياسيين 22 بالسجن المحلي عين قادوس فاس : بلاغ إلى الرأي العام -2-


السجن المحلي عين قادوس فاس                                   فاس: 12 ماي 2013
المعتقلين السياسيين 22
بلاغ إلى الرأي العام -2-

في خضم كل خطوة تنحوها الجماهير المناضلة نحو الأمام، تنكشف أكثر فأكثر حقيقة النظام القائم بالمغرب، بما هو نظام مجرم سفاح، نظام الدم والإرهاب، يوما بعد يوم، تنكشف حقيقة خطاباته الديماغوجية وتصفوية سياساته ومخططاته وبرامجه ومشاريعه الإجرامية، وحجم الكذب والزيف الذي يطبع شعاراته الرنانة الهادفة لتخدير وعي الجماهير المقهورة وتظليلها وإبعادها عن طريق المقاومة والمواجهة وإخراس أصواتها وإجهاض طموحاتها وتطلعاتها التحررية. إذ لا يتوانى هذا النظام الدموي على إنتاج الأضاليل والمبررات الواهية وتفريخ الأوهام –التي يسميها الإصلاحات الكبرى- والعمل على ترويجها وتسويقها على نطاق واسع لإخفاء حقيقة عمالته وعمق أزمته البنيوية من أجل كسب الوقت اللازم لتجذير تبعيته للإمبريالية والصهيونية وضمان شروط أفضل لنهب واغتصاب خيرات وثروات البلاد، تعميقا منه لجراح وآلام ومعاناة أبناء وبنات جماهير شعبنا البطل.


هاته الجراح والآلام والمعاناة لازالت وشما منقوشا على أجساد الجماهير الطلابية الصامدة، وستظل محفورة في ذاكرة الضمائر الحية إلى الأبد، نتيجة الغزو الهمجي الذي استهدف موقع ظهر المهراز – قلعة الصمود والشموخ –لمدة فاتت 15 يوما من التقتيل والقمع والإرهاب والبطش والحصار المشدد وحملات الاعتقال الواسعة النطاق التي طالت المئات من الطلبة والطالبات والمناضلات والمناضلين الذين ذاقوا مرارة وقساوة التعذيب السادي في ساحات وشوارع المواجهات وسيارات ومخافر القمع، وحتى في المستشفيات (حالة رفيقنا الغالي بوبكر الهضاري لخير دليل)، منهم من أطلق سراحه والبعض الآخر زج به داخل زنازن القهر والعار بالسجن سيء الذكر عين قادوس في ظروف اعتقال قاسية قوامها استمرار الاعتداءات الجسدية والنفسية والتهديد المتواصل (حالة الرفيق عبدالنبي شعول كنموذج وفقط، إذ تعرض للتهديد بشكل سافر من قبل مدير السجن: العهد القديم انتهى، هذا عهد جديد، إما أن تصمت وتقبل الوضع كما هو، وإما سأرحِّلك من هذا السجن إلى سجن آخر)، ناهيك عن الحصار المفروض والمنع من التحرك والفسحة والتواصل، والحرمان من الزيارة المفتوحة في وجه كافة أفراد العائلات والطلبة ومتابعة الدراسة بالشكل المطلوب... فيما تبقى معاناتنا متواصلة كذلك بغياب التطبيب والاستحمام والتغذية... في ظل هذه الشروط الصعبة جدا يستمر اعتقالنا ومتابعتنا بملفات مطبوخة وتهم مفبركة على المقاس، وإحالتنا على محاكم النظام الرجعي في إطار محاكمات صورية، إذ نتعرض خلالها للسب والشتم والمنع والقذف والتهديد داخل قاعات "المحكمة" من قبل "رجال القضاء" وما تصريح "ممثل النيابة العامة" في إحدى الجلسات بوصفه للمعتقلين السياسيين بـ"الشرذمة ومجموعة فاشلين" لخير دليل على حجم المؤامرات التي حيكت ولازالت خيوطها تحبك وتنسج بدقة، والجرائم التي ترتكب في حقنا داخل السجن والمحاكم.
ووفاءا منا للأسماء التي كتبت وجودها وخلودها في التاريخ بالدم الأحمر، نقف إجلالا وإكبارا لتضحياتهم الجسيمة، شهدائنا الأبرار، شهداء الحركة الطلابية والشعب المغربي العظيم، الذين قدموا أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية من أجل مطالب وحقوق الجماهير الطلابية والشعبية عامة، من أجل حق الإنسان الكادح في التعليم والصحة والسكن والعيش الكريم... من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية... من أجل التحرر والانعتاق من نير الظلم والقهر والعبودية. إننا نخلد معكم ذكرى استشهاد الرفاق الثلاثة: عبد الرحمان الحسناوي بموقع الراشيدية ورفيق دربه الشهيد محمد طاهر الساسيوي بموقع مكناس يومي 12 و 22 ماي من سنة 2007، عندما وضعا أجسادهما وأرواحهما متراسا في وجه القوى الشوڤينية دفاعا عن أوطم وتاريخه وثقافته ومبادئه ومعارك الحركة الطلابية، كما نستحضر أيضا ذكرى استشهاد الرفيق عبد الحفيظ بوعبيد يوم 14 ماي 2001 بموقع ظهر المهراز بعد اقتحام الحي الجامعي الأول من قبل الأجهزة القمعية وارتكاب المجزرة في حق الجماهير الطلابية ومناضليها من أجل خلق جو ملائم لانزال الميثاق الطبقي للتربية والتكوين، نخلد معكم ونشارككم هذا العرس النضالي، عرس الشهداء، من موقع النضال والمقاومة والدفاع عن القضية والموقف والسير قدما على درب الحرية والكرامة، من موقع الدفاع والتمسك بالقضايا العادلة والمشروعة التي وهبوا حياتهم من أجلها، وليس من موقع الاسترزاق والركوب السياسيين وتبرير التراجع والمهادنة وعقد المصالحة مع المجرمين وقتلة الشهداء، فدماء الحسناوي والساسيوي وبوعبيد وكل الشهداء والشهيدات ستظل أمانة في عنقنا ومسؤولية تاريخية فوق أكتافنا وجرحا أحمر ينبض في قلوبنا، فعلى طريقهم، طريق الشهادة، لسائرون.
ضد القمع والتعذيب والإرهاب الذي مورس ولازال يمارس في حقنا ، ضد التعاطي اللامسؤول مع مطالبنا العادلة والمشروعة، ضد المحاضر الملفقة والتهم المفبركة التي ألصقت لنا من قبل الأجهزة القمعية، ضد المحاكمات الصورية التي تحاك في حقنا، من أجل شهداءنا الأبرار، من أجل حريتنا وكرامتنا وإنسانيتنا، من أجل حقوقنا ومطالبنا العالقة التالية:
-        إطلاق السراح الفوري لكافة المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط.
-        التعجيل بالمحاكمات وعدم الترحيل بعدها.
-        الزيارة المفتوحة في وجه كافة أفراد العائلات والجماهير الطلابية...
-        الاستفادة من التطبيب والعلاج اللازمين داخل السجن وخارجه.
-        توفير قاعة خاصة للدراسة وإنجاز وطبع البحوث العلمية الجامعية طيلة أيام الأسبوع (حتى يومي السبت والأحد)
-        الاستفادة من جميع المرافق السجنية دون قيد أو شرط.
-        توفير قاعة للأنشطة الثقافية والرياضية...
-        الاستفادة من الاستحمام ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع...
-        توفير مواد وأدوات التنظيف.
-        تحسين التغذية كما وكيفا.
-        ..............
نبلغ الرأي العام الوطني والدولي على أننا نحن المعتقلين السياسيين 22، سنقدم على ترجمة البرنامج النضالي التالي:
1-  إضراب عن الطعام لمدة 10 أيام ابتداء من يوم الأحد 12 ماي 2013 إلى على الساعة الثامنة مساءا إلى غاية يوم الأربعاء 22 ماي على نفس التوقيت.
2-  مقاطعة زيارة العائلات طيلة مدة الإضراب عن الطعام.
3-  حمل شارات حمراء طيلة أيام الإضراب عن الطعام في السجن وأثناء المحاكمات الصورية.
4-  أشكال نضالية موازية ستطرح في حينها خلال هذه المدة من الإضراب عن الطعام.
وفي الأخير فلتتحمل إدارة السجن المحلية والمركزية والنظام بشكل عام كامل المسؤولية فيما ستؤول إليه حالتنا الصحية.
مزيدا من الصمود والمقاومة، مزيدا من تعميق الارتباط الجذري بالجماهير.

نكون أو لا نكون
المجد الخالد لشهدائنا.
الحرية للمعتقلين السياسيين.
لا سلام لا استسلام .. معركة إلى الأمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق