السبت، 18 مايو 2013

المعتقل السياسي جابر الرويجل، شهادة التعذيب: السجن المحلي عين قادوس بفاس


السجن  المحلي عين قادوس بفاس
المعتقل السياسي: جابر الرويجل
رقم الاعتقال: 83138
شهادة التعذيب
لقد تم اعتقالي بتاريخ 18 أبريل 2013 على الساعة الثامنة والنصف صباحا قرب كلية الحقوق بظهر المهراز بعد التدخل الهمجي لقوى القمع في حق الجماهير الطلابية بغية افشال معركتها النضالية التي توجت بنجاح مقاطعة الامتحانات المتمثلة في الدورة الاستثنائية المشبوهة التي لا تخدم مصالح الجماهير الطلابية حيث نعلم أنه في بعض المواقع الجامعية تقصي بشكل مباشر من ولوج سلك الماستر.

ومنذ لحظة اعتقالي انهالت علي قوى القمع بالضرب والتنكيل والسب والشتم أمام مرأى من الجميع والضرب في أماكن حساسة من الجسم خصوصا على مستوى الكلي والركبة والمفاصيل والرأس والعنق، مما أدى إلى اصابات بليغة لازالت آثارها على جسدي، وبعد اقتيادي بوحشية إلى سيارة القمع (صطافيط) وأنا في حالة صحية لا أحسد عليها حيث انطلق مسلسل آخر من التعذيب فجاء أحدهم يسألني: ماذا تفعل هنا؟ هل أنت قاعدي؟ وبعد رفضي الإجابة انكبوا علي بالضرب الهراوات على مستوى الرأس والكلي، وتم تكبيلي بالأصفاد مما ألحق جروحا عميقة على مستوى اليد، التي لازلت أحمل آثارها لحدود اللحظة، ولدى وصولنا إلى ولاية القمع بفاس وبالضبط  في الطابق الثالث تم استقبالنا بالسب والشتم، قال أحدهم: (اليوم نغتصبوكم)، فانطلق ما كنت أخشاه من تعذيب نفسي وهم يستنطقونني فكانت الأسئلة الأولية (حول هويتي ومعطياتي الشخصية...) وبعد ذلك بدأ شوط آخر من الأسئلة مع التعذيب فحواها ينصب حول مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والنهج الديمقراطي القاعدي، وبعد أن رفضت الاجابة عن كل الأسئلة بدأ مسلسل الضرب باللكمات على مستوى الرأس، التي أدت بي إلى فقدان الوعي لمدة نصف ساعة تقريبا، وعندما استفقت من تلك الغيبوبة وجدت باقي الأسئلة في انتظاري، وعندما رفضت مرة ثانية الاجابة قال لي أحدهم: هل تناولت وجبة الفطور؟ فأجبته قائلا: لا فقال لي انتظر لآتيك بها، وبينما أنا أنتظر وجبة الفطور صدمت بتعصيبهم لعيني "البانضة" فأخرجوني من ذلك المكتب دون معرفة الوجهة أو المكان الذي يأخدونني إليه، تم تمديدي على كرسي خشبي طويل وكبلوا يدي معه، ووضع "الشفونة" على وجهي تم أخدوا يسكبون علي ماء "الكريزيل" فقال لي أحدهم إذا أردت التكلم اضرب برجليك، فضربت برجلي تم قال لي: ماذا تريد أن تقول؟ فقلت له أريد أن أرتاح، فقال لزميله: (ألحاج خوي على ولد العاهرة ...) وبعد الاستمرار في نفس الفعل أغمي علي من جديد، فقال له: ("العلوي" حيد لمو داك الشي ليموت لينا هنا...)، وعندما استيقظت من الغيبوبة أخرجوني وأنا معصب العينين، فسمعت أحدهم يقول (أمن الكلوار من المدنيين) وبعد وصولي إلى المكتب بدأت الأسئلة تنكب علي من جديد، فامتنعت مجددا عن الاجابة، فبدأ مسلسل آخر من التعذيب، فقدت على أثره سمعي على مستوى الأذن اليمنى، لحدود اللحظة لازلت لا أسمع بها، فأجلسوني على كرسي ثم بدأوا بالسؤال عن المعتقلين السياسيين السابقين، وخصوصا محمد غلوظ، ابرهيم السعيدي، عبد الوهاب الرمادي وعبد النبي شعول (عبد الله) فأجبتهم قائلا: أنتم تعرفونهم أكثر مني، فلماذا السؤال؟ فقال لي أحدهم: أريد أن أسمع منك وأعرف ما نوع العلاقة التي تجمعك بهم؟ فقلت له: تجمعنا مطالبنا العادلة والمشروعة، وبحكم أني أقطن بالحي الجامعي، فمن الطبيعي جدا أن أعرفهم. وفي اليوم الموالي تم اعادتي إلى مكاتب التحقيق وبدأ أسلوب آخر من التعذيب وأشواط أخرى من الأسئلة، فأجبتهم على البعض منها، ثم قال لي: هل أنت قاعدي؟ ما ارتباطك بأوطم؟ فأجبت قائلا: يحصل لي الشرف أن أكون قاعدي ومناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والشعب المغربي في آخر المطاف، فوضعوا رأسي في سطل مملوء بالماء فأحسست بالاختناق ليحضروا لي المحضر لكي أوقعه، فرفضت التوقيع ليرغموني على التوقيع على تلك التهم الملفقة والمطبوخة من طرف مصاصي الدماء لشعبنا الجريح. وهذا كان مجرد وسيلة لتكسير نفسية المناضل إلا أن مدرسة أوطم علمتنا الشيء الكثير لأقابل هذا التعذيب بالصمود والتركيز أمام الجلاد، رغم اختلاف طرق التعذيب وقساوتها وبعد انتهاء اليومين من التعذيب بولاية القمع، تم احالتي على محكمة الاستئناف ليدخلونني عند "الوكيل العام " الذي عرض علي تلك التهم، فقال لي: ماذا تقول في هذه التهم؟ فأجبته هذه التهم ملفقة ومطبوخة من طرف النظام القائم بالمغرب، فأرجعوني إلى مخافر المحكمة، وبعد مرور 15 دقيقة تقريبا، تم استدعائي من طرف قاضي التحقيق، فنكرت مجمل التهم، مباشرة تم نقلي إلى السجن المحلي عين قادوس السيء الذكر، وأحلت على مكتب الضابطة القضائية لإستكمال  الاجراءات الأدارية، وتم الحاقي برفاقي من داخل السجن، فاستقبلوني حسن استقبال، والذي وجدتهم وبفضل معركتهم النضالية التي خاضوها من داخل السجن استطاعوا انتزاع مجموعة من المكتسبات من بينها التجميع بحي "الثوبة" الغرفة 9 منعزلين عن معتقلي الحق العام، ولازال 3 رفاق يخوضون اضرابا مفتوحا عن الطعام، وصل اليوم 35.
ونحث الجماهير الطلابية على الصمود والنضال حتى تحقيق المطالب العادلة والمشروعة، وبدورنا نعد بتحويل سجن عين قادوس إلى قلعة أخرى من النضال، فلا الاعتقال ولا القمع سينال من قناعتنا.

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.
لا سلام لا استسلام .. المعركة إلى الأمام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق