الأحد، 19 مايو 2013

المعتقل السياسي: عبد الكريم الربحي - شهادة حول التعذيب


السجن المحلي عين قادوس بفاس                   فاس في 05 ماي 2013
المعتقل السياسي: عبد الكريم الربحي
رقم الاعتقال: 83095
شهادة حول التعذيب

لقد تم اعتقالي بتاريخ 16 أبريل 2013 (يوم الثلاثاء) على الساعة السادسة بعد الزوال، قرب ادارة الحي الجامعي بعد التدخل الهمجي لقوى القمع في حق الجماهير الطلابية الصامدة  في معركتها البطولية والتي توجت بمقاطعة امتحانات الدورة الاستثنائية المشبوهة بكلية الآداب، ومنه لحظة اعتقالي انهالت الكلاب الضالة (السيمي) بالضرب والرفس والركل على مستوى جميع أنحاء الجسم، وهذا ما خلف لي جروح في جسمي لازلت أعاني منها إلى حدود اللحظة، وبعدها أصعدوني بهمجية إلى سيارة القمع "الصطافيط" وأنا في حالة صحية يرثى لها، ومن ثم كانت الوجهة ولاية القمع بفاس، حيث وصلنا حوالي الساعة الثامنة ليلا، وكان عددنا 20 طالبا في صطافيط واحدة، وبمجرد أن وطأت أقدامنا ولاية القمع، بدأ مسلسل آخر من التعذيب، بداية بالشتم بشتى الكلمات النابية، فصعدنا الطابق الثالث دفعة واحدة، وهنا تم عزلنا كل واحد على حدى من أجل التحقيق واستخراج ما في جعبتنا من معطيات.

فكانت أولى الأسئلة تهم المعطيات الشخصية (الاسم، السنة الدراسية،...) وكان هذا فقط مجرد مدخل إلى ما هو أشق وأصعب، ويتطلب من المناضلين الصمود والتحدي لضربات الجلاد، فكانت مجمل الأسئلة في اتجاه واحد، مدى مساهمتي إلى جانب الجماهير الطلابية في الخطوات النضالية التي دفعت بمعركتنا البطولية إل الوصول إلى هذا المستوى المتقدم من الصراع، وطبعا وكعادة قوى القمع في تعاملها مع مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب فقد تخللت هذه الأسئلة شتى أشكال القمع والتعذيب بالضرب على مستوى الوجه والرأس، ورافق هذا التعذيب السب والشتم، بغية تكسير واحباط نفسية المناضل، إلا أن مدرسة أوطم علمتنا الشيء الكثير فقد قابل هذا التعذيب صمودي وتركيزي على الرغم من الطريقة القمعية المحكمة التي عاملوني بها، ذلك بطرح أسئلة متعددة في نفس الوقت، ولها إجابات مختلفة ومتناقضة، وقد أبنت عن صمودي وتصدي لهم بحيث رفضت وأنكرت بالبث والمطلق اعطائهم أي معلومة قد تفيدهم في الوصول إلى المناضلين الشرفاء واضعاف المعركة والجماهير الطلابية بشكل أو بآخر، وبعد مرور هذه اللحظات العسيرة أنزلوني مع مناضلين آخرين، بعد اطلاق سراح الباقي (17 طالب) إلى السيلون "سجن الولاية"، كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة ليلا، وأنا في حالة صحية جد متدهورة من جراء الضرب والتعذيب الذي تعرضت له، ومن جهة ثانية الجوع والبرد داخل "السيلون"، فكانت الليلة جد طويلة ومؤلمة، وفي الصباح تم استدعاؤنا إلى الطابق الثالث على الساعة التاسعة صباحا، لإجراء تحقيق آخر معنا، فكانت مجمل الأسئلة تهم مكان تواجد مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فقابلناها بالصمت فكان الرد على صمتنا، الضرب بواسطة عصى كهربائية، على مستوى الرأس واستغرق هذا التحقيق حوالي خمس ساعات، وبعدها قاموا بإنجاز المحضر، وطالبوا منا أن نوقع عليه، فلما طلبنا أن نقرأ ما فيه، بدأ مسلسل آخر من تعذيب، حيث طلب منا أن نركع فبدأ بالضرب على مستوى الرأس وأطراف الجسم الحساسة، ومن تم السب والشتم، والتهديد بأنواع أخرى من التعذيب قاسية ولا يمكن الصبر لها، فلم نستطع المقاومة ووقعنا على المحضر، وبعدها أنزلونا إلى "السيلون"، وما زلنا لم نأكل شيئا منذ يوم الثلاثاء، فكانت الساعة حوالي الرابعة بعد الزوال، فوجدنا في الزنزانة مجموعة من معتقلي الحق العام.
وفي الصباح نزل أحل الجلادين، فقام بوضعنا في سيارة القمع "الصطافيط" فكانت الوجهة إلى المحكمة الابتدائية، فقاموا بعزلنا داخل زنزانة في هاته الأخيرة، فيها روائح كريهة وانتظرنا أكثر من خمس ساعات، ليثم استدعائنا إلى وكيل الملك، فقام بتوجيه التهم إلينا، ففوجئنا بتلك التهم. ومن ثم كانت الوجهة إلى السجن سيء الذكر عين قادوس، فوجدنا مجموعة من الطلبة في انتظارنا، منهم الرفيق محمد صالح. فكانت هذه أسوء اللحظات التي عشتها في حياتي.

لا سلام لا استسلام .. المعركة إلى الأمام
الحرية إلى كافة المعتقلين السياسيين
عاشت أوطم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق