فاس في : 20
فبراير 2013
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
بمناسبة الذكرى السنوية
الثانية لانتفاضة 20 فبراير المجيدة
مجدا وخلودا لكل شهداء حركات
التحرر ومن بينهم شهداء الشعب المغربي
تحية النضال والصمود إلى كافة
المعتقلين السياسيين وعائلتهم
تحية نضالية عالية إلى عموم
الجماهير الشعبية
في هذا اليوم تحل الذكرى السنوية
الثانية لانتفاضة 20 فبراير، وفي هذا اليوم نقف إجلالا وإكبارا لشهدائنا الأبرار
على رأسهم شهداء الانتفاضة المجيدة 20/21 فبراير، وتكون قد مرت سنتان على انطلاق
حدث عظيم يسجل بمداد الفخر والاعتزاز في التاريخ المشرق لشعبنا البطل يحمل أسمى
المعاني والدلالات والدروس حول ما تمتلكه الجماهير الشعبية من طاقات نضالية هائلة،
وخزانات لا تنضب قواهما استعداد دائم للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل القضاء على
كل مظاهر الاستغلال والاضطهاد الطبقيين.
والأكيد أن انطلاق الانتفاضة،
وسطوع نجم حركة 20 فبراير في سماء بلادنا، هو إفراز موضوعي ومحصلة لتطورات الصراع
الطبقي، أحرق بوميضه كل الطروحات الاصلاحية والمهادنة والانتظارية، وأماط اللثام
عن نظام دموي عميل للامبريالية والصهيونية، كما أنصف أصحاب المواقف السليمة
المعبرة عن طموحات الملايين من الفقراء والكادحين، وأثبت مرة أخرى أن لا طريق
لبلوغ هذه الطموحات غير طريق التغيير الجذري، طريق إسقاط النظام وإنجاز مهام
الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي.
نخلد هذه الذكرى الغالية مستحضرين
الوضع الحالي، بعد مسار شاق من المد والجزر، لكنه لم يخلو من انفجارات مدوية هزت
أركان النظام، بمناطق مختلفة( تازة، إيمزورن، بني بوعياش، بوكيدران، الشليحات، سيدي
إيفني، مراكش...)، تميزت بالتباعد من حيث الزمان والمكان، ليبقى الوضع العام الذي
تعرفه حركة 20 فبراير حاليا وضع جزر بامتياز، تداخلت مجموعة من العوامل في رسم
معالمه، منها ما هو موضوعي جسدته تكتيكات ومؤامرات النظام بمعية القوى الاصلاحية
والبيروقراطيات النقابية لذر الرماد في عيون الجماهير الشعبية عن طريق الترويج
للدستور الممنوح ومهزلة 25 نونبر 2011 ، وتقديم الفتات وسياسة الوعود الكاذبة(
الاطر العليا المعطلة نموذجا)، وإجهاض معارك الجمعية الوطنية لحملة الشهادات
المعطلين بالمغرب، لينتقل بعدها إلى أسلوب القمع الشامل والارهاب المنظم في حق
حركة 20 فبراير وروافدها (حركة المعطلين، الحركة الطلابية، الحركة العمالية، حركة
الفلاحين الفقراء، والحركة الجماهيرية عموما)، ومنها ما هو ذاتي يجسده خصوصا
غياب العمق الشعبي وافتقاد الحركة - بفعل فتوة تجربتها- لميكانزمات العمل الثوري من
تجذير للفعل النضالي والارتباط بأوسع الفئات والطبقات المسحوقة، وفرز الاليات التي
تضمن هذا الارتباط الجذري بالجماهير الشعبية لتشكل روافد مغذية للحركة، إضافة إلى غياب
وضعف التنسيق وتوحيد الاعمال والجهود بين المناضلين والتنسيقيات المحلية...، إلا
أنه بالرغم من ذلك فلا أحد يستطيع إنكار الاضافات النوعية التي قدمتها الحركة
لنضال الشعب المغربي عموما، أعطته نفسا جديدا ودينامية غير مسبوقة، وهذا ما يفتح أبواب
الأمل أمام المناضلين الشرفاء ليؤكدوا تشبثهم بنفس المسار رافعين راية التحدي
والصمود رغم قساوة وصعوبة الشروط الحالية، في ظل الهجوم الكاسح الذي يشنه النظام
لاجتثاث وإقبار كل الحركات المناضلة والقوى الجذرية، وفرض حالة الطوارئ الغير معلنة وحظر كل الاشكال النضالية بالشارع،
وعسكرة الجامعات واقتحامها( القنيطرة، بني ملال، وجدة، مراكش، فاس سايس،...) وارتكاب
أفظع الجرائم في حق الجماهير الطلابية كان من بين نتائجها سقوط الشهيد محمد الفيزازي
يوم 26 يناير 2013 بموقع سايس فاس، وعدد لا حصر له من المعتقلين السياسيين حيث لا
يمر يوم واحد إلا ويزداد ويتضاعف، كل هذا لن يستطيع إيقاف عزيمة/ مسيرة شعب أنجب
عبد الكريم الخطابي، وأنجب زروال ورحال، اشباضة وسعيدة، الدريدي وبلهواري، عادل
وزبيدة، الشايب والعروي، وآلاف الشهداء وكتب تاريخه بالدماء منذ المقاومة المسلحة
وجيش التحرير، مرورا بانتفاضات 58/59، 65، 81، 84، 90، 2007، ... وصولا إلى
الانتفاضات الأخيرة في زمن 20 فبراير .
فكل المؤشرات والمعطيات الدولية،
الاقليمية والمحلية، تنسجم والحقيقة التاريخية حول حتمية واقتراب موعد انهيار
الرأسمالية كنظام اقتصادي-اجتماعي عابر تاريخيا، باعتباره أحد المصادر الرئيسية
لاستمرار معاناة الجماهير الشعبية ببلادنا نظرا لواقع التبعية المطلقة للنظام
اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي للامبريالية العالمية، هذه التبعية التي ما فتئت
تتقوى وتتعمق كلما تعمقت أزمة الرأسمالية واشتدت، وهذا ما فرض إثقال كاهل الجماهير
الشعبية بالمزيد من المخططات السياسية والطبقية( "مدونة السير"،
"المخطط الاستعجالي"، "قانون الإرهاب"،...)، والزيادات
الصاروخية في الأسعار والتمهيد لإلغاء صندوق المقاصة وتمديد سن التقاعد، والزحف
على كل مكتسباتها التاريخية.
والأزمة الخانقة للنظام القائم هي
جزء من الأزمة العامة للامبريالية العالمية، يعمل على تصريفها على حساب الشعب المغربي،
عن طريق تنفيذ توصيات وإملاءات دواليبها المالية( صندوق النقد الدولي، البنك
العالمي ...)، وفتح كل التسهيلات أمام الرأسمال لاستنزاف الثروات والخيرات،
والهيمنة على أهم المشاريع المدرة للربح، أو من خلال الدعم المادي واللوجيستيكي
للمشاريع الامبريالية والصهيونية بالمنطقة ككل، سواء مشروع " شمال افريقيا
والشرق الاوسط الكبير" بقيادة الامبريالية الأمريكية، أو مشروع " الاتحاد من أجل المتوسط"
بقيادة الامبريالية الفرنسية، وهذا ما يعمل النظام الرجعي على ترجمته عمليا
بتواطئه المكشوف إلى جانب الرجعيات بالمنطقة في ضرب قضية الشعب الفلسطيني قضيتنا
الوطنية، وتمويل حروب النهب والسلب والاستعمار الجديد، بليبيا، سوريا، ومايحدث
حاليا بمالي، كل هذا في سياق المحافظة على المصالح الكلية والعامة للنظام
الامبريالي العالمي.
إن شروط الافراز التي أوجدت حركة
20 فبراير إلى الواقع لازالت مستمرة في الحاضر، وهي في نضج مستمر، أن اشتداد أزمة
النظام (داخليا وخارجيا)، واتساع دائرة المتجرعين لسياسات التفقير والتقتيل والتجهيل،
بمقابل تقلص القاعدة المشكلة للتحالف الطبقي المسيطر وانعزالها، وإفلاس كل
رهاناتها حول "الدستور الممنوح" و" الحكومة الملتحية" وما إلى
ذلك من شعارات ديماغوجية جوفاء لا تمت للواقع الملموس للشعب المغربي بصلة، فحالة
الركود الاقتصادي المهول هي سيد الموقف، وظل غياب أية بدائل أخرى لتدبير الأزمة لم
يبقى أمام النظام إلا تحريك آلته القمعية وفي كل الاتجاهات لضبط الأجواء والحفاظ
على" الاستقرار المزعوم" لنيل رضى ومباركة أسياده، خصوصا أن كل المؤشرات
تنذر بانفجار الأوضاع وبذلك فالمستقبل كل المستقبل هو للجماهير باعتبارها صانعة
التاريخ، مما يفرض مهمات جسيمة وتاريخية على المناضلين الشرفاء وكل الملتزمين
بقضايا الشعب المغربي من خلال تعميق الارتباط الجذري بالجماهير في مختلف القطاعات
والمجالات وخلق جسور نضالية متينة معها لتجد صدى لطموحاتها وقضاياها الخاصة في صلب
نضالات الحركة، والاستفادة من مختلف التجارب الثورية، والدروس والعبر المستقاة
طيلة هذا المسار النضالي.
عاشت نضالات
الشعب المغربي
عاشت حركة 20
فبراير تحررية صامدة ومناضلة
المجد والخلود
لشهدائنا الأبرار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق