الخميس، 21 فبراير 2013

فــــي ذكـــــــرى 20 فـــــــبـــرايــــر


20/02/2013
المعتقلين السياسيين الثمانية : السجن المحلي عين قادوس – فاس
المعتقليين السياسيين الاربعة: السجن المحلي بتازة
فــــي ذكـــــــرى 20 فـــــــبـــرايــــر
في أجواء الذكرى السنوية الثانية ل20 فبراير، نقف إجلالا وإكبارا لشهداء الانتفاضة المجيدة، شهداء حركة 20 فبراير وكافة شهداء الشعب المغربي الذين قدموا دماءهم لاقتلاع جذور الاستغلال والاضطهاد، وليرفرف علم الحرية عاليا في سماء وطننا الجريح، كما نتوجه بالتحية والتقدير إلى الرفاق والرفيقات، مناضلي ومناضلات حركة 20 فبراير، مناضلي ومناضلات الشعب المغربي وإلى كافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم وإلى عائلات شهداءنا الأبطال.
بحلول 20 فبراير لهذا العام تكون قد مرت سنتان على اندلاع الانتفاضة الشعبية المجيدة، وعلى ميلاد حركتنا المناضلة، حركة 20 فبراير، سنتان من الكفاح والمقاومة، من التضحيات والعطاءات النضالية، حققت خلالها العديد من التراكمات الهامة والانجازات كما هو الشأن بالنسبة للإخفاقات والانكسارات.

سنتان استحق خلالهما النظام، وبكل جدارة وسام العمالة والإجرام وسفك الدماء، فأياديه القذرة لم تجف بعد من دماء الشايب والعروي والعماري وبودروة وشهداء الحسيمة والحساني والكنوني والزوهري والفيزازي...، وغيرهم من الزهور التي داستها أقدام الهمجية، إذ جند (النظام) كل إمكانياته لإخماد الانتفاضة ولسحق حركة 20 فبراير منذ أيامها الأولى، فخاض حملات إعلامية دعائية مسعورة، وتعاطى بالقمع الشرس مع المنتفضين وكل الرافضين للقهر والعبودية، ونفذ حملات واسعة من الاختطافات والاعتقالات متبوعة باستنطاقات ماراطونية وتعذيب وحشي، ثم مهازل المحاكمات الصورية والأحكام الجائرة والقاسية، وجيش "البلطجية" ضد الحركة، وصرف أموالا طائلة من ثروة الشعب لشراء الذمم، ولجأ إلى الإختراقات والعديد من الأساليب الإجرامية، لتقديم حسن السيرة لأسياده الامبرياليين والصهاينة لكسب المزيد من دعمهم في ضرب كفاح ومقاومة شعبنا البطل.
سنتان كانتا كافيتان لتذيبا كل مساحيق التجميل وتكشف عناد الواقع وبشاعته، ولتسقط الأقنعة، ولتكشف خدعة " الدستور الجديد" و"الجكومة الملتحية" التي ورطت معها في جرائمها بعض الكائنات الغريبة والعجيبة مثل "التماسيح والعفاريت"، ولتكشف خدعة "الملك الثائر" و"الارادة السياسية للملك الشاب"....، ولتثبت دموية وخيانة وتبعية النظام، وعدائه التاريخي لكفاحات شعبنا الرافض للاستغلال والاضطهاد والطامح للعيش الكريم وللحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
سنتان، دونت خلالها جماهير شعبنا، بمداد الفخر والاعتزاز، بدماء عشرات الشهداء، وبقرون من السجون، صفحات من الصمود والبطولة، انضافت إلى سجل تاريخها النضالي المشرق، وأثبتت قدرتها الهائلة على هزم أعدائها الطبقيين، من خلال تسجيلها لأرقى أشكال البطولة والصمود، والتضحيات العظمى، وتقديمها خيرة مناضليها للشهادة والاعتقال، وبلورتها وإبداعها للعديد من أشكال النضال الثوري والمقاومة الشعبية، كانت بمثابة دليل قاطع على التجذر الحاصل في ممارستها ووعيها بمصالحها الحقيقية، مساهمة بذلك في تحقيق العديد من التراكمات النضالية سيرا على طريق خلاصها الحقيقي.
إن قولنا لكلامنا هذا، نابع من اعتبارنا لكون التقييم- تقييم أداء المناضلين وتقييم وضع الحركة -  هو من الأولويات المطروحة، من أجل المسار والتقدم بثبات إلى الأمام، وبحركة 20 فبراير تحررية ذات بعد شعبي، بالاستفادة من الخبرات والتجارب التي راكمها المناضلون والشباب المناضل.
إن ما ساهم في تأزيم وضع الحركة، وسهل على النظام تدبير اللحظة التاريخية بأقل الخسائر، هو غياب الوعاء القادر على استيعاب قدرات الجماهير الشعبية وطاقاتها النضالية الخلاقة، وما مورس من تدجين وتضليل وتزييف الحقائق واختلاق حقول هامشية للصراع، وأدوار اللجم والعرقلة التي لعبتها القوى الاصلاحية،بوضعها لمصالحها الانانية فوق وقبل مصالح الحركة، وجعلها لتضحيات الجماهير مجرد رقم للمساومة من أجل الفتات.
صحيح أن الوضع العام ازداد تعقيدا اليوم، وصحيح أن الواقع الحالي لحركة 20 فبراير لا يشرف، ويؤرق كل الأحرار والشرفاء، وكل المناضلين المبدئيين، وهذا نتيجة القمع الشرس ومؤامرات النظام، وعوامل أخرى، سياسية بالدرجة الأولى، جعلت الحركة تسقط في الرتابة والتقليد، وتتخبط في شعارات برجوازية فضفاضة قابلة للتكيف والركوب من طرف القوى البرجوازية بيمينها ويسارها، اللهم في مواقع ومحطات محددة، لكنها عانت المنع والحصار والتعتيم، وهذا ما ساهم في إبعاد الحركة عن المعنيين المباشرين بالتغيير المنشود، أي عناصر التحالف الطبقي الشعبي وفي مقدمتهم الطبقة العاملة، والمآل هو الوضع الحالي.
لكن الوضعية الاقتصادية والسياسية والثقافية المتردية التي دفعت الشعب المغربي إلى الانتفاض يوم 20 فبراير وبعده، والتي شكلت أساسا لميلاد حركة 20 فبراير، لا زالت قائمة بذاتها إلى حد الآن بل ازدادت تأزما.
إن تاريخا من السيطرة المطلقة للامبريالية والصهيونية عن طريق عملاءها المحليين، على كل أوجه ومظاهر الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية ببلادنا، التي تحولت بفعل ذلك إلى ضيعة خاصة مفتوحة للنهب والاستغلال الوحشيين من طرف الرأسمالين الامبريالي والكمبرادوري، في ظل نظام الرأسمالية التبعية الذي لم يدر على شعبنا سوى الفقر المدقع والجوع والبطالة، واليأس والإحباط والخيانات والانكسارات التي عانى منها الشعب المغربي، الذي يعيش بكل فئاته وطبقاته في ظروف تفتقد لأبسط مظاهر الحياة الكريمة، قوامها الماسي والموت البطيء، في شروط تضرب عرض الحائط كل القيم الانسانية، العمال والعاملات في المعامل والضيعات، والفلاحون الفقراء في القراى والمداشر، والمعطلون بالشوارع، والطلبة بالجامعات والمعاهد، والتلاميذ بالمدارس وباقي المهمشين بالأحياء الهامشية وفي الأكواخ والبراريك القصديرية.
إن من صلب هذا الواقع المزري خرجت حركة 20 فبراير، ولم تولد لتكون كهدف في حد ذاتها، بل لتنهي معاناة الشعب المغربي، ومن أجل أن تجيب عن معضلات وتناقضات الواقع الذي أنتجها، أي لتغيره جذريا وتستعيض عنه بأخر ينفيه، وهذا مرتبط بالقضاء على الاسباب التي أنتجت هذا الواقع نفسه، أي بالقضاء على المسؤول الاول الواقف وراء إنتاجه، الذي هو النظام الرجعي العميل، وهذا هو الهدف، والأفق الذي يجب أن تنحو نحوه الحركة، وهو البوصلة التي يجب أن توجه عمل مناضلي ومناضلات الحركة، وهو ما يلخصه الشعار السياسي" الشعب يريد إسقاط النظام"، وبالتالي فأي فعل للحركة مهما تناهى في بساطته لا بد وأن يراكم نحو هذا الأفق، أما الاليات والأساليب والأشكال النضالية المطلوبة من أجل تحقيق المبتغى، فهي مرتبطة بالواقع الموضوعي ومتطلباته، وبالتطور الحاصل على مستوى ذات الحركة، ويبقى من أولى الاولويات الآن، بعث الروح من جديد في جميع نقاط اشتغال الحركة، وضخ دماء جديدة في شرايينها، ثم البحث عن الوسائل الكفيلة بحشد الجماهير المسحوقة لمعمعان الصراع، وخلق التربية المناسبة لترسيخ الافق الاستراتيجي السديد للحركة، وفرز الخطوات والأشكال الكفيلة بذلك مثل الندوات والنقاشات المنظمة، الجادة والمسؤولة والملزمة، وهناك أشياء أخرى قد لا يستوعبها الشكل النضالي الحالي.
إن من بين البوابات الاساسية للانطلاق نحو تجاوز الوضع الحالي السلبي، هو الذكرى السنوية الثانية ل 20 فبراير، التي لا يمكن اختزالها في هذا اليوم، وقد نجزم القول بأنها ذات طابع مصيري، لذا فمن واجب المناضلين والمناضلات استيعاب قيمة ومغزى هذه الذكرى، لأن من شأن إنجاحها أن يعطي نفسا جديدا لحركة 20 فبراير، ويفتح أفاقا رحبة أمام نضالاتها، وفي هذا السياق تأتي خطوة الاضراب عن الطعام التي نخوضها نحن المعتقلين السياسيين. أما في حالة الاخفاق أو الاقتصار على الأشكال الفلكلورية ونهج أسلوب المشاحنات الحقيرة، فلا محيد عن تواتر الهزائم والويلات، وهذا ما يطمح إليه النظام وسيعمل لأجله.
إن إنجاح الذكرى السنوية الثانية ل20 فبراير، مهما كانت التكلفة، والاستمرار على درب الصمود والمقاومة، والاستعداد والتضحية، وتفجير الاوضاع والمعارك الكبيرة، ودفع الجماهير إلى التمرد والانتفاض على أوضاعها المأزومة، هي مسؤوليات ومهمات تاريخية، يفرض مشروعيتها وراهنيتها القمع الأسود، والتفقير الخطير الذي يعاني منه شعبنا والنهب الشره لخيراته وثرواته.
إن من واجب المناضلين الارتباط بالشعب والسير معه في نضالاته حتى النهاية، حتى خلاصه، وما على الأعداء والخونة والمرتدين والانتهازيين سوى انتظار حكم الشعب.
وختاما لا يسعنا إلا أن نحيي الجماهير الشعبية والجماهير الطلابية وعموم المناضلين والمناضلات.
عاشت نضالات حركة  20 فبراير
عاشت نضالات الشعب المغربي
المجد والخلود لشهداءنا الابرار
الحرية للمعتقلين السياسيين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق