في 27 نونبر 2014
سجن النظام الرجعي عين قادوس- فاس-
المعتقل السياسي: بلقاسم بن عز
"ظهر
المهراز: صمود متواصل وحرب إبادة مستمرة"
مما لا
شك فيه، أن إخلاص المناضلين(ت) القاعديين لقضايا الشعب المغربي، وتعميق ارتباطهم
الجذري بالجماهير، ودفاعهم المستميت عن مصالحها ومكتسباتها، ومواصلتهم للمعركة
النضالية، وقطعهم لأشواط متقدمة في فضح وكشف مؤامرة النظام والظلام، ومواجهتهم
بصدورهم العارية لمدافع الأعداء، سيجعلهم عرضة لكل أشكال الهجوم والاستهداف، وهدفا
مركزيا لنيران النظام القائم وكل الأطياف المتآمرة والمتربصة بالحركة والقلعة
الحمراء.
ما حدث مؤخرا بموقع ظهر المهراز، وتعرض
إحدى رفيقاتنا في النهج الديمقراطي القاعدي، لمحاولة اغتيال وتصفية حقيقية، يعكس
حساسية وخطورة الوضع الذي تمر منه الحركة، ويعكس الخلفيات الماكرة والحقيرة، لمن
قاد هذا العمل الجبان، الذي هو النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي طبعا، هذا
الأخير لا يتوانى في تسخير كل إمكاناته الاستخباراتية والعسكرية، وكل الأساليب
التي خبرها طيلة ماضيه الأسود، فالحاضر هو استمرارية لهذا الماضي، في أبشع صوره، حيث
الاغتيال والاختطاف والنفي والإبعاد والاعتقال، وغيرها من الممارسات السياسية
القمعية الثابتة والملازمة له، من أجل قبر الحركات المناضلة، وإزاحة العناصر المزعجة
والمقلقة، والصعب ترويضها وجرها إلى المستنقع، وما أطروحة القطع مع هاته أو تلك من
هذه الممارسات، سوى أكاذيب وأضاليل، وشعارات منمقة ومساحيق التجميل منتهية
الصلاحية، كتلك المعروضة للبيع على أرصفة الطريق، يضعها النظام وحوارييه على
وجوههم الممسوخة، التي فعلت فيها التجاعيد فعلها، من شدة هول الجرائم والمجازر
الدموية التي ارتكبوها في حق شعبنا وشرفائه.
إن الواقع الحالي، يثبت أن هذا النهج،
ومثل هكذا أساليب هي ثوابت ملازمة لبنية النظام، وتحكم ممارسة وتفكير خدامه
وجلاديه الأوفياء، في تعاطيه مع من ينسجم ومطامح المعدمين والمضطهدين والذين لا
يهنأ لهم بال، ويكرسون حياتهم للكفاح ضد حفنة الكومبرادور و المعمرين الجدد، و فضح
الإجرام الممارس، و تقديم أسمى التضحيات إسهاما و مراكمة نحو خلاص شعبنا من ربقة
مصاصي دمائه.
هكذا نجد أن الحركة الطلابية بظهر
المهراز، بحكم موقعها المتقدم في معادلة الصراع، بفضل قيادتها السياسية و العملية،
النهج الديمقراطي القاعدي، و بفضل وعي المقاومة المتجذر، كان لها النصيب الأوفر من
القمع و الـتآمر. و في سياق تناولنا لما حدث يوم الأربعاء 19 نونبر بظهر المهراز،
سنعود بالذاكرة إلى الوراء، ليس ببعيد، ليتضح من أول وهلة أنه لا يمر موسم واحد،
دون تسجيل عدة محاولات الاغتيال و التصفية الجسدية في حق المناضلين، و لابأس من ذكر
بعض الحالات البارزة. فالجميع يتذكر جيدا الجريمة البشعة للآلة القمعية في حق
الرفيق بوبكر الهضاري، حين شنت هجومها الإرهابي المسعور على ظهر المهراز، يوم 15
أبريل 2013 و ما تلاها، يوم جسدت الحركة قمة ملاحم البطولة و الصمود، إذ تعرض
الرفيق للرمي من علو يتجاوز 15 مترا بكلية العلوم، نجا منها بأعجوبة، و لازال
يعاني من تداعياتها إلى حد الآن، بعدما أجرى أزيد من 5 عمليات جراحية. بعدها
بأسابيع قليلة ستتعرض إحدى المناضلات لاغتصاب وحشي بمحيط المركب الجامعي ظهر
المهراز، بعد اختطافها و اقتيادها لأحد الحقول المجاورة، و في صيف نفس السنة،
ستقوم مجموعة من عناصر البلطجية مسخرة من لدن أجهزة المخابرات، باعتراض سبيل أحد
الرفاق و شرعت في توجيه ضربات قاتلة له نحو الرأس، حتى فقد وعيه، و تركوه في هذه
الحالة مضرجا في دمائه. نفس الشيء سيحصل مع الرفيقين محمد غلوط و عبد الوهاب
الرماضي، الموسم الماضي و الرفيقين معا أنارا الرأي العام بهذا الصدد في توضيح سابق،
بعد التهديدات المتكررة عبر اتصالات هاتفية لمجهولين، بقطع الأيدي والأرجل
والتصفية الجسدية، كان ذلك أياما قليلة قبل مؤامرة 24 أبريل. كما أن الكل يتذكر
الاقتحام الليلي لفيالق القمع لكلية العلوم بتاريخ 5 مارس 2014، والمجزرة التي
ارتكبت في حق الطلبة المعتصمين، وتعرض أحد الرفاق للذبح من الرقبة على يد البوليس،
عانى جراءها من شلل تام على مستوى يده اليمنى لمدة لا يستهان بها، ولا زالت
معاناته أيضا مستمرة إلى حد الساعة...
ما وقع يوم 19 نونبر لرفيقتنا ومجموعة
من الطلبة، بساحة 20 يناير، يشبه أفلام "هيتشكوك" من حيث الإخراج
والتنفيذ، و على عكس ما تداولته بعض الجرائد، وعنونت به مقالاتها في تغطية الحدث،
وحديثها عن سيارة مجنونة تقتحم الحرم الجامعي، ليس هو الصواب، فالسيارة على عكس
ذلك، ليست بمجنونة أو فقدت صوابها، بل هي ذكية جدا، وتدري ما تفعله، وتعرف جيدا
المكان الذي اقتحمته وما يجري داخله.
وإلا، فلماذا ستختار هذه السيارة
"المجنونة" هذا اليوم بالذات وهذا المكان بعينه؟ لماذا سيتزامن
"جنونها" مع انطلاق البرنامج النضالي المسطر من طرف الجماهير الطلابية
بكلية الآداب؟ إن وراء الأكمة ما ورائها !!؟ وإلا فلماذا قام صاحب السيارة
باستفزاز المناضلين(ت) والطلبة وهم ينظمون حلقية نقاش؟ لماذا استهداف الشكل
النضالي؟ ...
إنه، رغم توالي الضربات والمؤامرات -
مؤامرة 24 أبريل التي لا زالت فصولها مستمرة بأشكال حديثة- فإن التاريخ أثبت
بالملموس، وبما لا يدع مجالا للشك، بأن هاته الطعنات والمؤامرات لم تحقق الأهداف
المسطرة لها، وتكسرت على صخرة صمود المناضلين(ت) والجماهير، كما ساهمت في تقوية
القاعديين وتصليب عودهم، تجلى ذلك بالملموس في استرخاص حياتهم في سبيل المشروع
الإنساني النبيل الذي يدافعون عنه، و رفيقنا مصطفى مزياني نموذج ساطع.
بقي أن أشير إلى مسألة، هي على قدر
كبير من الأهمية، و هي أننا ندري جيدا أنه كلما تقدم الصراع، و فتحت آفاق جديدة و
نوعية في اتجاه تحرر شعبنا و انعتاقه، و كلما تقدم الأداء النضالي و السياسي
للمناضلين (ت)، فإنه من الطبيعي أن يستعمل النظام مثل هذه الأساليب الإجرامية و
أكثر، و علينا أن نعي جيدا أن هذا هو منطق الصراع، فالمناضلون في صمودهم و ملاحمهم
و تشبثهم بمواقفهم، يزعجون النظام و يسددون إليه الضربات تلو الأخرى، لذلك فمن
الطبيعي أيضا أن يوجه العدو ضرباته إلينا.
إن كل الإفرازات الراهنة للحركة وصمود
رفاقنا في هذه اللحظة التاريخية الصعبة في وجه كل العواصف العاتية و طعنات الغدر و
تحديهم لهذا الواقع العنيد شيء يشرفنا و يجعلنا فخورين لأننا ننتسب إليكم و إلى
شهيدنا البطل مصطفى مزياني، و لدينا اليقين التام بأن رفاقنا و رفيقاتنا سيعلنونها
وهم قابضين على الجمر، مرفوعة رؤوسهم نحو الشمس لأنهم تعلموا أن الاحتراق عنوان
الوفاء، سنعلنها جميعا و دماء شهدائنا لازالت تسري في عروقنا، نعلنها و نقول: لا
المؤامرات و لا الاغتيال و لا الإرهاب سيثنينا عن مواصلة الطريق التي اخترناها بمحض
إرادتنا رغم درايتنا المسبقة أن الضريبة ستكون قاسية و مؤلمة و ذلك ما لا نكترث له
أدنى اكتراث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق