تحية نضالية لرفيقاتي ورفاقي الاعزاء
تحية نضالية للجماهير الطلابية
تحية نضالية لكافة الجماهير الشعبية
تحية المجد والخلود لكافة شهداء الشعب المغربي.
لقد انكشفت حقيقة الشعارات الزائفة التي يطبل لها النظام القائم بالمغرب وأبواقه من قبيل " العهد الجديد " دولة الحق والقانون " " الدستور الجديد " " الحكومة الجديدة " التي يحاول من خلالها تلميع صورته الملطخة بدماء الألاف من الشهداء والمعتقلين بدأها بالقضاء على جيش التحرير بعدما توضح للعامة أن الإستقلال هو استقلال شكلي مرورا بأبشع المجازر التي ارتكبها في حق الشعب المغربي والمتجسدة في الإنتفاضات الشعبية ( 58،59،65،81،84،91 ...) التي أبان من خلالها الشعب المغربي عن طموحاته في التحرر والإنعتاق . وصولا الى قمع الإنتفاضة الشعبية ل 20 فبراير بشتى الأنواع, حيث عبر من خلالها الكادحين بهذا الوطن الجريح عن استعدادهم لتقديم الغالي والنفيس من أجل حقوقهم ومكتسباتهم التاريخية ومدى العداء المطلق الذي يكنه الشعب المغربي لهذا النظام القائم .
وباعتبار الحركة الطلابية جزء لايتجزء من الحركة الجماهرية فقد ساهمت بشكل وازن في دعم وتأجيج عدة إنتفاضات تجسيدا للمهام المطروحة على عاتقها ، وبهذا نالت النصيب الوافر من القمع والتقتيل خلف تاريخ زاخر بالشهداء والمعتقلين الذين وهبوا دمائهم دفاعا عن مجانية التعليم ومساهمة في تأطير وتأجيج هذه الإنتفاضات من أجل بلورة البديل الثوري الكفيل بقيادة الشعب المغربي نحو التحرر الإنعتاق .
وموقع سايس لم يخرج عن هذا السياق ، حيث عرف منذ بداية الموسم الجامعي شرارة طلابية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي وذلك عبر تفجيره لمعركة نضالية بطولية كاستمرارية للمعارك السابقة والمؤطرة بشعار " المجانية والاستشهاد " بمشاركة أوسع الجماهير الطلابية ، حيث قطعت أشواطا نضالية متقدمة من الصراع تخللتها تظاهرات عارمة داخل وخارج الحرم الجامعي انتزعت مجموعة من المكتسبات وحصنت أخرى بالرغم من محاولة القوى الظلامية بشتى تلاوينها تكسيرها ، وبهذا لم يبقى أمام النظام من أجل لجم الفعل النضالي وإيقاف الجيوش الغفيرة من الجماهير سوى التدخل القمعي المباشر ، وذلك ماكان يوم الاثنين 14 – 01 -2013 حي قامت جيوش رهيبة من قوى القمع ( أكثر من 80 صطافيط وأكثر من 60 رجل قمع أصحاب الدراجات النارية .....) بتطويق الحي الجامعي سايس ذكور ، لتشرع بعد ذلك في اقتحام الحي الجامعي بكل وحشية ، مما خلف استشهاذ محمد الفيزازي الذي نقدم لعائلته من هنا أحر التعازي ،و كذا عدة إصابات وجروح خطيرة في صفوف الطلاب ( كسور ، جروح ، .......) بالإضافة إلى سرقة ممتلكات الطلاب ، هذا ناهيك عن حملة اعتقالات واسعة.
فكما يعرف الجميع فقد أعتقلت يوم الإثنين 14- 01-2013, بعد التدخل الهمجي في حق الجماهير الطلابية التي قطعت أشواطا نضالية متقدمة في معركتها النضالية بهدف الدفاع عن مجانية التعليم ومطالبة بالحق في التغدية والسكن .
فبعد إعتقالي أمام أعين الجماهير الطلابية وذلك بعدما انهالوا علي بالهراوات حوالي 20 رجل قمع من كل جانب وفي كل أنحاء الجسم وبالخصوص في المناطق الحساسة من جسمي تم اقتيادي إلى أحد الصطافيطات في الجانب الخلفي للحي الجامعي مع وابل من السب والشتم والكلمات النابية ( بغيت تردها بحال سوريا اولد القح.....، ) ، لتتلوها جولة قمعية بمحيط الحي الجامعي في اتجاه "مرجان " كان معي طالبين أخرين ، وبعد ذلك كانت الوجهة طبعا ولاية القمع ، وفي طريقنا إلى هذه الأخيرة تم تهديدي إلى جانب طالبين بالإغتصاب وذلك مع مسلسل من الضرب والشتم ، وصلنا إلى ولاية القمع حولاي 17 عصرا ، تم إنزالي من الصطافيط وأنا مقيد اليدين وفي حالة صحية جد متدهورة لم أقدر حتى على المشي وذلك من جراء الوبيل من الضرب والرفس المبرح ، وبعد ذلك صعدنا إلى الطابق الثالث تحت حراسة قمعية رهيبة ، فوجدت حين وصولي إلى ذلك الطابق حوالي 22 طالب ، كانت هذه المسافة التي قطعتها مرفوقة بشتى أنواع الشتم والسب ( زيد ازام.....، زيد اولد القح....ليوما غدي نغتصبك ........،) ، بعد ذلك تم عزلي الى جانب باقي الطلبة المعتقلين وتم إطلاق سراح باقي الطلبة في حالة صحية صعبة نتيجة للضرب الذي تعرضوا له ، وبعد ذلك سينطلق مسلسل اخر من التعذيب والتهديد بالاغتصاب والسب والشتم إستمر هذا الوضع حتى الساعة العاشرة ليلا دون أكل أو شرب أو حتى التنفس فشعرت بألم شديد في رأسي ورجلي . وبعد ذلك تم إنزالنا إلى الطابق السفلي المعروف بالسيلون مع باقي معتقلي الحق العام ، لم أعرف تلك الليلة معنى للنوم فطوال الليل وأنا أتألم من شدة الألم خاصة في رأسي ورجلي نتيجة للضرب المبرح الذي تعرضت له ، وفي الصباح حوالي الساعة العاشرة تمت المناداة علي وبمجرد خروجي من السيلون تم تقييدي من طرف رجال القمع بزي مدني مع الضغط على رأسي ولم أتمكن من رؤية اي شيء على جانبي ولم أعلم الى أي وجهة أنا متجه وذلك مع السب ( زيد اولد القح.....تشوف هنا ولا هنا نح.......مك ) وبعد أن قطعنا مسافة في اتجاه الطابق الثالث وصلنا أمام إحدى البوابات وبمجرد ان فتح الباب وضع لي أحد رجال القمع " البانضا " على عيني وأنا مقيد اليدين ، فادخلوني تلك القاعة وألزمني تحت الظغط والضرب على الركوع على قدمي ، بعد ذلك انطلق مسلسل الإستنطاقات وكانت تصب كلها في ما هو تنظيمي بخصوص النهج الديمقراطي القاعدي وما هو وراء خروج تلك الجيوش الغفيرة من الجماهير الطلابية في التظاهرات ....و بعد أن رفضت إعطائهم أي معلومات لأن القناعة والمبدأ أقوى من سوط الجلادين فصبوا علي جم غضبهم وأبرحوني ضربا على مستوى الرأس والوجه والظهر مع السب والشتم والتهديد باستعمال العازل الكهربائي والقرورات .....، وبعد مرور هذه اللحظات العسيرة التي تبين بالملموس الوجه القمعي البشع للكلاب الضالة للنظام القائم ، أنهضوني وأدخلوني إلى قاعة أخرى وكانت الساعة حوالي الثانية عشرة زوالا ففكوا عن عيني الضماضات وجلست على كرسي أمام أحد رجال القمع في مكتبه وأمامه جهاز حاسوب ، فعرفت أنها ساعة إنجاز المحضر المطبوخ مسبقا بمجموعة من التهم الإجرامية التي يحاول النظام من خلالها تجريم الفعل النضالي ، وبعد ذلك طرحوا علي مجموعة من الاسئلة :
- هل أنت من النهج الديمقراطي القاعدي ؟
- نعم
- - شكون كيمولكم ؟
- - حتى واحد.
- - فين كتجتامعوا ؟
- - في الساحة…
- - فين كتكتبوا البيانات وشكون اللي كيكتبها ليكم ؟
- - ما نعرف…
وبعد ذلك طلبوا مني التوقيع على المحضر فطلبت منه الإطلاع عليه فكانت إجابته طبعا الضرب والرفس والسب والشتم فارغموني على التوقيع دون الإطلاع عليه وما يحتويه ، فأنزلوني بعذ ذلك وأنا مقيد اليدين وفي حالة صحية جد متدهورة تحت حراسة قمعية مشددة حوالي 12 من رجال القمع بزي مدني ، وفي المساء تمت المناداة علي من جديد فقاموا بتصويري من ثلاث واجهات مع لوحة تضم الإسم العائلي والشخصي وصورة جماعية مع باقي المعتقلين وأرغموني على البصم في أحد كناشاتهم وأرجعونا بعد ذلك إلى السيلون .
و في يوم الأربعاء على الساعة التاسعة صباحا تمت المناداة علي من جديد إلى جانب المناضلين ووقعت من جديد وأنا مقيد اليدين تحت ضغط كبير مع المنع من التواصل مع باقي الطلبة المعتقلين ، وبعد ذلك أخرجونا من ولاية القمع الى إحدى سيارات القمع تحت حراسة قمعية مشددة وكان أحدهم يحمل عصى خشبية في يده وهو ينظر إلينا بحقد وكراهية ، فكانت الوجهة محكمة الإستئناف ، وبعد انتظار طويل أدخلونا إلى وكيل الكمبرادور الذي وجه إلينا نفس التهم الموجودة في المحضر فنفينا جملة وتفصيلا ، فطلب منا الإنتضار حتى الساعة الثالثة وأنا مقيد اليدين وأنزلنا إلى إحدى القاعات الشبيهة بالسيلونات وأقفلوا علينا الباب ، وحوالي الساعة الخامسة تمت المناداة علينا من جديد حيث خرجنا من محكمة الإستئناف في إتجاه المحكمة الإتدائية التي وصلنا إليها حوالي الساعة الخامسة والنصف وأدخلونا إلى السيلون مرة أخرى ، وبعدها تمت المناداة علينا من طرف وكيل الكمبرادور للتحقيق معنا في التهم الموجهة إلينا فكانت إجابتنا كسابقتها, استمر هذا التحقيق حتى العاشرة ليلا حيث قيدوني من جديد إلى جانب باقي المعتقلين فكانت الوجهة هذه المرة هي السجن السيء الذكر عين قادوس في سيارة قمع واحدة كانت تضم إلى جانبنا معتقلين الحق العام ، وصلنا حوالي الساعة العاشرة والنصف فسلبوا مني كل ما كنت أملك وبعدها وزعونا على جناحات السجن فانطلقت معاناة من نوع جديد ، حيث وضعوني في غرفة تضم أكثر من 70 من معتقلي الحق العام فمرت تلك الليلة علي دون أن ترى عيني النوم وأحسست بألم شديد في كل أنحاء جسمي من جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضت له ، بالاضافة الى صعوبة التنفس نتيجة للازدحام وغياب أدنى شروط عيش الانسان ، ومن جراء هذا الوضع الذي نعيشه من داخل زنازين النظام القائم خضنا نحن المعتقلين السياسيين الأربع إضرابا عن الطعام لمدة 48 ساعة كخطوة إنذارية مطالبين بتحسين ظروف الإعتقال والتجميع وتوفير التطبيب و المطالبة باطلاق السراح الفوري كاستمرارية في المعارك النضالية التي يأخدها المعتقلين السياسيين من داخل زنازين النظام الرجعي ، ومن جراء هذه الخطوة فقد تحسنت شيء ما الظروف ، حيث تم تجميعنا واستطعنا فرض ذواتنا كمعتقلين سياسيين ، ولازال طريق المعركة مفتوحا إلى حين تحقيق مطالب الجماهير الطلابية وإطلاق السراح الفوري بدون قيد أو شرط ، ورغم كل هذا فمعنوياتي مرتفعة ولي الشرف أن أهدي حريتي ودماءي في سبيل تحرير الشعب المغربي من الإستغلال والاظطهاد سيرا على درب المعتقلين السياسيين الذين سبقونا والشهداء ، كما أدعو كل الجماهير الطلابية من داخل الموقع ومن كل المواقع الجامعية إلى المزيد من الصمود والتضحية حتى تحقيق مطالبها العادلة والمشروعة ، وأن النظام القائم لن يستطيع القضاء على الفعل النضالي رغم استخدامه لجل الوسائل فاذا كانت المطرقة تكسر الزجاج فانها تصلب الفولاذ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق