الأربعاء، 6 فبراير 2013

شهــــــــــــادة التعـــــــــــــــــــــــذيب المعتقل السياسي : يونس الروفي

 فأدركت في هذه اللحظة أن قوى القمع سوف ترتكب مجزرة رهيبة في صفوف الطلاب ، فأسرعت للإلتحاق بباقي الطلاب الذين دافعوا باستماتة عن حرمة الجامعة، لكن بعد ذلك قام فيلق قمعي بتطويقنا من جميع الجوانب المحيطة بالحي الجامعي ، وبالخصوص من جهة التجزئة في الجهة الخلفية من الحي،وأمام تكاثر عدد قوى القمع لم يقوى
تحية نضالية للجماهير الطلابية ولكل شرفاء وكداح العالم. منذ بداية الموسم الدراسي 2013/2012 و الإتحاد الوطني لطلبة المغرب يخوض معركة نضالية تحت القيادة السياسية السديدة للنهج الديمقراطي القاعدي،على أرضية مجموعة من المطالب العادلة والمشروعة عرفت أشواطا متقدمة حققت من خلالها الجماهير الطلابية مكتسبات وحصنت أخرى ، وأبانت من خلالها عن تضحيات كبيرة واستعداد لتقديم الغالي والنفيس .
جاء إعتقالي يوم الاثنين 14/ 01 / 2013 أثناء التدخل القمعي الرهيب الذي عرفه الحي الجامعي سايس فاس ، حيث كنت داخل الغرفة التي أقطن بها عندما سمعت حالة إستنفار قصوى داخل الحي، فاستفسرت أحد الطلاب عن ماذا يقع داخل الحي، فأجابني بأنه تدخل قمعي في حق الطلاب، فارتديت حدائي والتحقت بالساحة، عند وصولي إلى باب الجناح الذي أقطن به بدأت الحجارة تتساقط علي كالأمطار ، فنظرت إلى الاتجاه الذي تأتي منه, فرأيت عشرات من أفرد قوى القمع منهم من يرتدي اللون الأخضر ومنهم من يرتدي اللون الأزرق تطارد الطلاب داخل الحي ، فأدركت في هذه اللحظة أن قوى القمع سوف ترتكب مجزرة رهيبة في صفوف الطلاب ، فأسرعت للإلتحاق بباقي الطلاب الذين دافعوا باستماتة عن حرمة الجامعة، لكن بعد ذلك قام فيلق قمعي بتطويقنا من جميع الجوانب المحيطة بالحي الجامعي ، وبالخصوص من جهة التجزئة في الجهة الخلفية من الحي،وأمام تكاثر عدد قوى القمع لم يقوى الطلاب على الإستمرار فتراجعنا إلى الخلف فحولت الركض ، لأتفاجأ بمجموعة من قوى القمع تحيط بي من كل جهة ، فحاولت الركض مجددا وسمعت أحد أفراد قوى القمع يقول ( شدو داك ولد القح.......) ،فحاولت الرفع من سرعتي لكنني سقطت ، بعد ذلك إنهال علي أحد قوى القمع ، كان يركض ورائي ، بالعصا والركل، وفي لحظة وجيزة إلتحق به حوالي 6 آخرين أشبعوني ضربا في مختلف أنحاء جسدي، إضافة الئ العنف الرمزي (السب والشتم...) ، فقام أحدهم بجري من شعري وهو يقول ( نتا ما طالب ماوالوا نت غير زا.....مخلي هاذ الشعر ديال الزوا..........) ، فوجه أحدهم إلي ضربة إلئ فمي كادت أن تسقط أسناني وقال لي ( هاد الفم لي كتدوي به غاذي ردمو ليك ) ، فصاح أحدهم من بعيد ( شديتو ذاك ولد القح.......خليوه هاني جاي ....) ، وبمجرد وصوله هو الأخر ابدع في إتمام مهمته بالضرب والركل حيث جعلني أفقد توازني فأخذ أحدهم هاتفي وقام بتكسيره ، ورفعني مجدد من شعري وأنا أصرخ وسحبوني إلى السطافيط ، مع الركل والضرب حتى أصبحت غير قادر على المشي ، سألني احدهم من أين أنت؟ ، فأجبت أنا من أزرو ، فقال:"وعلاش مخالي هذ الشعر ديال الزو............؟ " عند وصولي إلى السطافيط استمر الضرب رغم الصراخ ، وبعد لحظات انفتح بابها فصعد طالبين آخرين، وفي طريقنا إلي ولاية القمع بدأت الأسئلة عن الاصل والمستوى الدراسي...، وكلما حاول احدنا أن يتكلم أو يرفع رأسه إلا و انهالوا عليه بالهروات والركلات ، فأحسست في تلك اللحظة أن هدفهم من خلال هذه الممارسات هو زرع الرعب فينا ، واستمرنا في الطريق نحو المجهول ، فجأة توقفت السطافيط فأخرجنا فنظرت أمامي فوجدت مجموعة من سيارات القمع ، فدخلنا الى ولاية القمع وبالضبط الى غرفة صغيرة الحجم كالقفص ، بين الفينة والاخرى ، كان ينضاف عدد الطلبة وعلامات التعنيف والذعر بادية عليهم ، وبعد لحظة تقدم مجموعة من رجال القمع لطرح مجموعة من الاسئلة تتعلق بالاسم والنسب والمستوى الدراسي ومكان السكنى ، بعد ذلك بدؤوا بالمناداة علينا واحدا تلو الاخر ، فنادوا علي وطلبوا مني التوقف عند الحائط عند وقوفي أحسست بألم شديد في رجلي فرفعت سروالي فوجدتها تنزف دما لم يتوقف رغم صمودي ، ثم بدوؤ يطرح علي مجموعة من الاسئلة الاخرى ، بعدها طلبوا مني العودة للوقوف عند الحائط ، بعد ذلك أمسك احد رجال القمع بيدي وانطلق مسرعا لم أستطع مجاراته فطلبت منه التمهل فقال " زيد وسكوت الزام......"ليتوقف بعد ذلك عند احد الغرف كان بداخلها احد رجال القمع مصاب لم يتعرف عليا لكنه قال لي " والله نعرفكم اولاد القح.......حتى نغتصبكوم " تم ارجعني الى المكان الذي كنت فيه ، استمرت بالوقوف على رجلي المصابة حتى تقدم مني احدهم فراى الدم مازل ينزف من رجلي ، فأمرني بالذهاب برفقة احدهم فسالته الى اين فقال الى المستشفى قام بتقيدي من يدي ، ثم انطلقنا نحو احدى السيارات منها الى المستشفى ، تعرضت في الطريق لكل اساليب السب و الازدراء ، دخلنا الى المستشفى وانا مقيد اليدين لم اقدر على المشي قام احد الاطباء بتضميد الجرح ( ثلات غرزات بدون منوم ) ، استفسرهم الطبيب عن مصدر الجرح فقال احد رجال القمع ناتج عن قطعة خشب او الة غير حادة أصابته ، فوضعوني مرة اخرى في السيارة واعادوني الى ولاية القمع ، وبدؤوا يسالون عن ماحدث في الحي وماهي مطالب الطلاب ، وان نضالات الجماهير الطلابية قد انتهت مند زمن ، بعد ذلك طلبوا منا الوقوف فقيدونا وادخلنا زنزانة أخرى وأمرونا بوضع اشرطة الاحدية والحزام جانبا ثم نادونا واحد تلو الاخر ثم قاموا بتفرقينا فوضعوني مع طالب واربعة من الاشخاص اخرين سالتهم كم الساعة فاجبني احدهم انها العاشرة ليلا ، لم استطيع تلك الليلة النوم من شدة التعديب الذي تعرضت له، وكذلك شدة البرد والجوع مخافة من التعرض الى الضرب في الليل ، مع ان رجلي بدأت بالانتفاخ .
وفي الصباح أمرونا بالخروج من الزنازن وتم توزيعنا من جديد على زنازين اخرى في نفس المكان ، فوضعوني مع اشخاص لا اعرفهم ، بعد ذلك تقدم رجل القمع فناداني ودفعني أمامه وامرني بالتقدم دون النظر خلفي قادني الى مكتب وقف شخص خلفي وامرني بعدم النظر اليه وضع عصابة على عيني وبدا يأمرني بالتحرك في شتى الاتجاهات والخروج من غرفة الى اخرى والجلوس على ركبتي ثم نظر إلى إصابتي ودفعني ، فبدأ مرة اخرى بطرح مجموعة من الاسئلة رفضت الإجابة عن بعضها وكل مرة كانت الضربات تنهال علي ، وبعد هذا وضعوني على كرسي وانا مكبل اليدين وازالوا البنضة على عيني فرايت احدهم يكتب في حاسوب ، وبعد لحظات امروني بتوقيع على مجموعة من الاوراق فرفضت ان اوقع على شيئ لا اعرف محتواه فانهالوا علي بالضرب على الراس وكل انحاء الجسم ، وتحت التعذيب والضرب المبرح اجبروني على التوقيع على أوراق لم اقر ا حرفا واحدا فيها ، وفي ساعة متأخرة من الليل اخرجونا وقاموا بتفريقنا مرة اخرى على زنازين مغايرة ، مرة اخرى لم ارى النوم ومرت تلك الليلة كانها قرن من الزمن .
وفي الصباح تم اقتيادنا الى محكمة الاستئناف مع الضرب والشتم والتعنيف المستمر ثم الى المحكمة الابتدائية ، حيث وجهت لنا تهم ليس لنا بها اية علاقة.
هذا بين بالملموس ان الملف كان مطبوخا مسبقا ، وبعدها تم اقتيادنا إلى السجن السيئ الذكر عين قادوس وهناك انطلقت أشواط اخرى من المعانات والتعذيب ، حيث تم إيداعي مع معتقلي الحق العام وفي زنزانة لاتقل عن 60 شخص وغياب ابسط شروط العيش ، لكن رغم كل هذا فمعنوياتي مرتفعة حيث دخلنا في خطوة اضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة و72 كاستمرارية في المعركة التي يخوضها المعتقلين السياسيين من داخل زنازين الرجعية ومن اجل تحسين ظروف الاعتقال وتجميعنا وعزلنا عن معتقلي الحق العام والمطالبة باطلاق سراحنا الفوري ، وفي الاخير لايسعني الا ان اقدم تعازينا الى العائلة الكبيرة والصغيرة لشهيد موقع سايس محمد الفيزازي الذي أعلن ميلاده الحقيقي والتحق بركب شهداء الشعب المغربي ، كما احيي كل الجماهير الطلابية وأدعوها الى المزيد من الصمود والتضحية حتى تحقيق مطالبها العادلة والمشروعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق