السبت، 9 مارس 2013

المعتقلين السياسيين بسجن تازة، فاس ومكناس. بيان 8 مارس "العيد الأممي للمرأة"

في 08-03-2013
المعتقلين السياسيين بسجن تازة، فاس ومكناس.
بيان 8 مارس "العيد الأممي للمرأة"
تأتي محطة 08 مارس لهذه السنة في تزامن مع الذكرى الأربعينية للشهيد محمد الفيزازي الذي اغتالته الأجهزة القمعية للنظام القائم خلال هجومها على الجماهير الطلابية ومناضليها ومناضلاتها بموقع سايس بفاس يوم 14 يناير المنصرم، وبالمناسبة نوصل تحياتنا العالية إلى عائلة الشهيد كما نقف إجلالا وإكبارا لكافة شهداء وشهيدات الشعب المغربي، وفي مقدمتهم سعيدة المنبهي وزبيدة خليفة ونجية أذايا وفدوى العروي، ونحيي أمهات الشهداء وكل النساء الكادحات اللائي جعلن معاناتهن وآلامهن منبعا للمقاومة والصمود، ووقودا للثورة والتمرد ضد الاستغلال والاضطهاد، ومن أجل غد مشرق للإنسانية.

وفي مثل هذا اليوم من كل عام يُخلد العالم "العيد الأممي للمرأة"  كل حسب موقعه ومصالحه وانتماءاته، فالبرجوازية تتطفل وتتقمص دور المدافع عن المرأة –وفي الحقيقة المرأة البرجوازية- فتعمل على إفراغ هذا اليوم من مضمونه النضالي، وتضفي عليه طابعا احتفاليا فُرْجَوِيّاً عبر مختلف أجهزتها السياسية والاعلامية وعبر صالوناتها النسائية، التي تصور المرأة كجسد، وتجعل منها مجرد سلعة لا أقل ولا أكثر، وهي بذلك تشوه قضية المرأة بشكل عام، وتغتصب هذا اليوم الذي هو في حقيقته مكسب تاريخي أممي للمرأة الكادحة وفي مقدمتها المرأة العاملة حصنته من بعد نضالات مريرة خلال عقود طويلة من الزمن، وكلفها تضحيات جسيمة للغاية. والمرأة الكادحة وإلى جانبها باقي المقهورين تخلد عيدها الأممي، باعتباره محطة هامة، ونقطة مركزية ضمن مسارها النضالي التاريخي فتطرح إلى الواجهة قضاياها وإشكالاتها ومطالبها، وتعلن رفضها لكل أشكال الاستغلال والتمييز والاستيلاب، وتعلن نضالها الصريح ضد مستغليها ومضطهديها.
وبدورها تخلد المرأة المغربية الكادحة عيدها الأممي هذا العام، في سياق هجوم شرس يشنه النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي على الجماهير الشعبية، بجميع القطاعات الاجتماعية الحيوية، من سكن وتعليم وشغل وصحة...، حيت تزايدت وثيرة الإجهازات على حقوقها ومكتسباتها، وتصاعدت حدة القمع والتقتيل إذ وصلت إلى حد جرائم الاغتيال السياسي، آخرها وليس بآخرها جريمة اغتيال شهيد الحركة الطلابية محمد الفيزازي، وكمحصلة منطقية لذلك، تتعمق معاناة الشعب المغربي وكجزء منها تتعمق معاناة المرأة المغربية الكادحة في جميع مواقع تواجدها، في المعامل والضيعات، والأرياف والقرى، في البيت والشارع، وفي مختلف مؤسسات الرجعية، كما تتكرس النظرة الدونية اتجاهها، والتي تجعل منها كائنا ناقصا غير قادر على الاسهام في دفع عجلة التاريخ إلى الأمام، ويُسَهِّلُ من ذلك، واقع تفريخ العديد من المؤسسات والأجهزة  التي تعمل على أجرأة مخططات النظام والثقافة الرجعية، ثقافة الخرافات والشعوذة، وكذلك الإمكانات المادية الخيالية التي تصرف من ميزانيات الشعب لدعم وتشييد مشاريع لا تصلح لشيء غير ما سار  يعرف "بالسياحة الجنسية" التي تذهب ضحيتها بنات الكداح، ولعل ما يُكْشَفُ من فواجع وفضائح في هذا المستوى سواء محليا أو دوليا، خاصة بالخليج هي نماذج حية تجسد ما تعانيه المرأة المغربية الكادحة من استغلال واستيلاب بَشِعَيْنِ، وهي كذلك أدلة إدانة صارخة للنظام الرجعي وشعاراته الرنانة ومؤسساته التي تدعي زورا أنها تعنى بقضية المرأة.
بالرغم من كل ما سبق ذكره، فالمرأة الكادحة تواصل كفاحها ومقاومتها، لنظام القهر والخيانة، وسياساته ومخططاته، تحطم الحواجز التي تضعها أمامها ثقافتها وتربيتها وجنسها، تتحدى النظرة الرجعية التي تجعل منها مجرد أداة للإنجاب وتلبية رغبات الرجل، وتجعلها تقف موقف المتفرج على تاريخ يصنعه الآخرون –الرجال بالدرجة الأولى- وفي تجسد وعيها بواقعها وقضيتها، بنضالها جنبا إلى جنب مع رفيقها الرجل من أجل تحررها وانعتاقها، المرتبطة ارتباطا جوهريا بتحرر المجتمع ككل، وهذا يتجسد بمختلف  ميادين الصراع، عبر العديد من المناضلات اللواتي يكرسن حياتهن للنضال من أجل قضيتهن ومطالبهن ومن أجل قضايا ومطالب الانسان الكادح، وفي مقدمتهن الطالبة المغربية عبر الإطار العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وهذا هو المنظور السديد والمسار الصحيح الذي يجب تكثيف الجهود وحشد الإمكانيات بهدف تطويره، والدفع به إلى الأمام فمعركة تحرر المرأة المغربية الكادحة، هي جزء من معركة تحرر الشعب المغربي، معركة التحرر الوطني، وكل فعل نضالي وكل معركة يحكمها هذا المنظور وتراكم نحو حل مجموع قضايا الشعب المغربي ومنها قضية المرأة، وفي هذا السياق تندرج معارك المعتقلين السياسيين القابعين بسجون الذل والعار وخاصة معركة الاضراب المفتوح عن الطعام التي انطلقت من سجن تازة وستعم سجن عين قادوس وسجن تولال بمكناس.
وختاما نعلن نحن المعتقلين السياسيين القابعين بكل من سجن عين قادوس وتازة ومكناس للرأي العام ما يلي:
-         تحياتنا للمرأة الكادحة في عيدها الأممي.
-         تحياتنا لمناضلات الشعب المغربي وبينهن مناضلات أوطم.
-         تحياتنا لعائلة الشهيد محمد الفيزازي في الذكرى الأربعينية لاستشهاده.
-         إدانتنا لكل الجرائم المرتكبة في حق الشعب المغربي ودعوتنا له للانتفاض على اوضاعه المأزومة.
-          إدانتنا للحروب اللصوصية والاستعمارية التي تخاض في حق مجموعة من الشعوب المضطهدة.
-         دعوتنا إلى كافة مناضلي ومناضلات الشعب المغربي إلى تصعيد الفعل النضالي.
-         تحياتنا لكافة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم.
-         استمرارنا على درب شهدائنا الأبرار.

عاشت نضالات الشعوب المضطهدة
عاشت نضالات الشعب المغربي
الحرية للمعتقلين السياسيين

عن المعتقلين السياسيين: عبد الوهاب الرماضي، عبد النبي شعول، طارق بوراس، محمد آيت الرايس، محمد صالح، طارق الجعيبي، يونس الروفي، هشام بوغلات، طارق حماني، عبد الصمد هيدور، حسن كوكو، منير آيت خافو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق