في 08/03/2013
الاتحاد الوطني
لطلبة المغرب
النهج الديمقراطي القاعدي
بيان 8 مارس
يحل الثامن من مارس من كل عام، "العيد
الأممي للمرأة"، ليحمل معه ذكرى نضالات وتضحيات تاريخية قدمتها المرأة
الكادحة والعاملة منها على الخصوص، في سبيل نيل حريتها والتخلص من نير قيود
العبودية التي يفرضها عليها المجتمع الطبقي، هاته النضالات التي لازالت مستمرة
فيها إلى جانب رفيقها الكادح وهي تنخرط في النضال التحرري، لمواجهة كافة أشكال
الاضطهاد والقمع وسلب الكرامة التي تنهجها الطبقات المستغلة بهدف استغلال أكبر قدر
ممكن من قوة عمل بنات وأبناء الطبقات المسحوقة تلبية لجشعها، ورغبتها الجامحة في
مراكمة الأرباح وزيادة الرساميل، ضاربة في العمق كل الشعارات/المساحيق التي تزين
بها وجهها البشع من قبيل "مجتمع الديمقراطية"، "المساواة"، "الحرية"،
و"حقوق الانسان"...الخ.
ففي هذا اليوم يكون قد مر قرن و خمس سنوات على جعل يوم 8 مارس يوما عالميا
للمرأة، تخرج فيه كادحات العالم إلى جانب رفاقهن الكداح للتعبير بصوت واحد على أن
طريق تحررهن هو طريق النضال والكفاح، طريق تقويض
البنية الاجتماعية الاقتصادية السياسية الاستغلالية القائمة والوصول إلى
المجتمع المنشود، المجتمع الاشتراكي، الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام المرأة
لتصبح عضوا نشيطا في عملية الانتاج، كما يفتح أمامها المجال من أجل التثقيف
والتعلم، وذلك لتحقيق استقلالها على المستوى الاقتصادي على الخصوص، هذا الأخير
الذي يشكل القاعدة المادية لفرض حقوقها ونيل حريتها، وهذا لن يتأتى بدون المساهمة
الفعالة للمرأة إلى جانب رفيقها الرجل في النضال من أجل التحرر والانعتاق . كما أن
تخليدنا لهذا اليوم هو تخليد نضالي يعكس فهمنا لقضية المرأة باعتبارها قضية طبقية،
ويعطيها مضمونها الحقيقي والتحرري، وليس تخليدا فولكلوريا كاريكاتوريا على شاكلة
البرجوازية والرجعية عموما، التي تعمل جاهدة على طمس الأبعاد الطبقية لاستغلال واستمرار
معاناة المرأة باعتبارها سلعة وآلة لتفريخ أفواج عبيد الأجر، والترفيه...الخ.
إن دور المرأة في عملية التغيير الاجتماعي الجذري
أثبتته الصيرورة التاريخية لنضالات شعوب العالم وثوراتها، ولا زال يؤكده اليوم،
بما لا يدع مجالا للشك، انخراط المرأة الكادحة الوازن وتبوئها إلى جانب رفيقها الرجل صدارة الثورات
والانتفاضات والتمردات عبر بلدان العالم، خصوصا مع المد الثوري واتساعه بفعل اشتداد
حدة الأزمة العامة للنظام الرأسمالي والتي تلقي بضلالها على كافة مناحي حياة شعوب
العالم، مما يفرض النهوض بكل حزم وقوة وتنظيم النضال الثوري ضد الطبقة البرجوازية واستثمار كل القوى الثورية
التي تزخر بها الجماهير ذات المصلحة في تغيير أوضاعها المتأزمة جذريا نحو بناء
مجتمع خال من استغلال الانسان لأخيه الانسان.
وببلادنا يحل هذا اليوم، في وضع
سمته العامة الأزمة الشاملة على كافة الأصعدة التي يتخبط فيها النظام اللاوطني
اللاديمقراطي اللاشعبي، كجزء من الأزمة العامة للإمبريالية العالمية، يعمل على
تصريفها على كاهل الشعب المغربي، وبتواطؤ مكشوف من القوى الاصلاحية والبيروقراطيات
النقابية، بفرض المزيد من المخططات السياسية والطبقية ( مدونة الأسرة، قانون الإضراب،
...)، والزيادات في الأسعار، والزحف على ما تبقى من مكتسباته التاريخية ( رفع سن
التقاعد إلى 62 سنة ، الاستعداد للإجهاز على صندوق المقاصة،...)، يوازيه قمع وحشي
لكل الحركات المناضلة توجه باغتيال الشهيد محمد الفيزازي يوم 26 يناير2013، الذي
نخلد ذكراه الأربعينية في هذا اليوم، كل هذا لا يزيد الجماهير الشعبية إلا صمودا
ومقاومة وتشبثا أكثر بطريق شهدائها الأبرار ومعتقليها السياسيين، الذين يكسرون كل
القيود ليؤكدوا إخلاصهم لقضية شعبهم، وهم يفجرون معارك بطولية: معركة الاضراب
المفتوح عن الطعام الذي دخل فيه الرفيقين المعتقلين السياسيين طارق حماني وعبد الصمد
هيدور بسجن تازة منذ يوم الأحد 03 مارس، وسيدخل فيه الرفاق المعتقلين السياسيين
الخمسة بسجن عين قادوس بفاس، محمد صالح، عبد الوهاب الرماضي، عبد النبي شعول، طارق
بوراس، ومحمد آيت الرايس، انطلاقا من يوم الخميس 14 مارس 2013، فيما سينطلق المعتقلين السياسيين الخمسة بسجن تولال 2 بمكناس في إضراب مفتوح عن
الطعام يوم الاثنين 11 مارس 2013، والاضراب المفتوح عن الطعام الذي دخل فيه
المعتقلين السياسيين ب"زايو"، وإضرابات طعامية متفرقة نذكر منها الاضراب
عن الطعام الذي يخوضه الرفيق حسن كوكو بالسجن المحلي بمكناس لمدة 15 يوما،
والاضراب عن الطعام الذي خاضه المعتقلين السياسيين بموقع سايس الرفاق الثلاثة:
طارق الجعيبي، يونس الروفي، هشام بوغلاد لمدة 10 أيام...الخ.
إن مسيرة المرأة المغربية الكادحة
والمناضلة ظلت، عبر تاريخ الشعب المغربي، حافلة بالعطاءات النضالية وعنوانا
للتضحية والصمود عن طريق مشاركتها الوازنة في مقاومة الاستعمار المباشر والتي
لازالت مستمرة في المرحلة الراهنة، مرحلة ما بعد الاستقلال الشكلي، ولعل ما تحفل
به ذاكرة الشعب من تضحيات كتبت بمداد الفخر والاعتزاز لشهيدات كن وسيضلن رمزا
للمرأة النموذجية، نبراس ومثال للمرأة التي تخطت قيود المجتمع الرجعية (الفكرية،
السياسية، الاجتماعية ...) وخرجت إلى جانب رفيقها الرجل لتناضل من أجل غد أفضل، من
أجل التحرر والعدالة الاجتماعية، وهنا نقف إجلالا وإكبارا للشهيدات: سعيدة المنبهي
،زبيدة خليفة، نجية أدايا، فدوى العروي....، وكل شهيدات الشعوب التواقة للتحرر
والانعتاق عبر العالم، ونرفع شارة النصر والافتخار لأمهات الشهداء والمعتقلين،
للمناضلات المؤمنات بقضيتهن باعتبارها قضية طبقية، إلى كل النساء المناضلات عبر
ربوع وطننا الجريح وكل بقاع العالم، في الجامعات والمدارس والضيعات والمعامل، في
البوادي والمدن... ونحييهن في عيدهن
الأممي ومن ضمنهن رفيقاتنا في النهج
الديمقراطي القاعدي، ونحثهن على المزيد من النضال والصمود وندعو كل الكادحات إلى
الانخراط الوازن والفعال في النضال ضد كل القيم والمبادئ الرجعية البرجوازية التي
تنتقص من قدراتهن الخلاقة وطاقتهن المبدعة في جميع المجالات والحقول وتكبح طاقاتهن
وتحولهن إلى مجرد أدوات للتسلية وتفريغ المكبوتات واستغلالهن أبشع استغلال وبأبخس
الأثمان....
وفي الأخير نعلن كنهج ديمقراطي
قاعدي ما يلي:
-
تحياتنا لكل النساء الكادحات و عموم الكادحين.
-
تحياتنا العالية لعاملات "سيكوبا" بفاس المستمرات في معركتهن البطولية منذ 27
نونبر 2012
-
تحياتنا العالية لرفاقنا في النهج الديمقراطي القاعدي
المعتقلين السياسيين بسجون تازة، فاس ومكناس
-
إدانتنا لكل أشكال الاستغلال الفاحشة الذي تتعرض له
المرأة الكادحة.
-
إدانتنا
للهجوم الذي يشنه النظام على الجماهير الشعبية و القمع
والمحاكمات الصورية في حق المناضلين و المناضلات.
-
تضامننا
المبدئي و اللامشروط مع كافة المعتقلين السياسيين.
-
إدانتنا
للعسكرة المفروضة على الجامعة المغربية.
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
عاش النهج الديمقراطي القاعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق