في 12/03/2013
المعتقلين
السياسيين الخمسة السجن المحلي عين قادوس
"رسالة
إلى الرأي العام، إلى هيأة الدفاع"
في مواجهة للحركات المناضلة، وأمام أي تحرك جماهيري
يتجند النظام ويستنفر كل أجهزته، القمعية منها والاستخباراتية والاعلامية والسياسية...
ويتفنن في ابداع أساليب القمع والردع بهدف سحق حركة الجماهير المسحوقة، فمن
الاغتيال إلى النفي والابعاد، ثم الاختطاف والاعتقال والتعذيب، وتكسير الجماجم...
و غيرها من الممارسات السياسية الاجرامية.
ومنذ ولادته القسرية في 1956 إلى اليوم، شكل الاعتقال
السياسي مرتكزا أساسيا في الممارسة القمعية للنظام القائم في تعاطيه مع نضالات
الجماهير الشعبية، فكلما اشتد الصراع إلا ويلتجأ النظام إلى اعتقال المناضلين،
ويودعهم في السجون في شروط لا انسانية، وذلك بعد تعريضهم لكل أصناف التعذيب النفسي
والجسدي، ويقدمهم للمحاكمات الصورية بملفات جاهزة ومطبوخة داخل مكاتب أجهزته
الاستخباراتية، ويبقى الهدف من طبخ الملفات هو تجريم المناضلين ونزع صفة المعتقل
السياسي عنهم، واضفاء المشروعية على الأحكام الجائرة التي تصدر في حقهم، بما يعنيه
ذلك من استهداف لقضيتهم وهويتهم ومواقفهم، ومحاولة لاغتيال رأي مناضل ينطلق من
موقع الكادحين والمقهورين ويعبر عن مصالحهم ويطمح في غايته إلى تخليصهم من نير
الاستغلال والاضطهاد.
إن أسلوب تجريم المناضلين وفبركة الملفات لهم ليس بجديد،
بقدر ما هو نفسه الذي حكم النظام الرجعي في تعاطيه مع المناضلين خلال عقود طويلة
من القمع الطبقي، دخل خلالها (النظام) تاريخ سفاكي الدماء من أبوابه الواسعة، لكنه
لم يستطع اخماد نيران انتفاضات وتمردات الجماهير الشعبية ولم يستطع اخراس صوت
الحرية والانعتاق.
ونحن المعتقلين السياسيين الخمسة معتقلي النهج
الديمقراطي القاعدي والشعب المغربي – على غرار باقي المعتقلين السياسيين القابعين
بسجون النظام الرجعي – لم نخرج عن هذا السياق، ولم تخرج ملفاتنا عن المألوف، ومن
خلال هذه الرسالة سنطلع الرأي العام و"هيأة الدفاع" و"هيأة
القضاة" على أحد النماذج المفضوحة التي تثبت بشكل قطعي زيف الملفات التي
يتابع فيها المناضلون.
"رشيد منير"، اسم أصبح مألوفا ومحفوظا عند
المعتقلين السياسيين وباقي المناضلين والجماهير الطلابية بظهر المهراز، من كثرة تردده
وتداوله خلال كل تجربة اعتقال، هذا العنصر المجهول ليس سوى شاهد مأجور يمتهن "شهادة
الزور". إذ يتقمص دور "الضحية" في كل تجربة اعتقال للرفاق بظهر
المهراز، فقد كان حاضرا كشاهد عيان، خلال تجربة الاعتقال لسنة 2009/2010، وكان
حاضرا خلال تجربة الاعتقال الماضية 2011/2012، ولم يخلف موعده الآن، وهو حاضر بقوة
خلال التجربة الحالية وبشكل مفضوح للغاية.
لقد حضر المسمى "رشيد منير" مع الرفيقين عبد
الوهاب الرمادي ومحمد رضا الدرقاوي خلال أطوار التحقيق التفصيلي، وأدلى بشهادته
متهما إياهما بـ "الاختطاف والاحتجاز وطلب فدية"، وادعى أن الواقعة تعود
لسنة 2009. لكن ما لا يعرفه المسمى رشيد منير والمسؤولين عن تلفيق التهم وإعداد
المحاضر هو أن الرفيق محمد رضا الدرقاوي لم يكن وقتها قد التحق بعد بالجامعة بل
كان تلميذا يتابع دراسته بالسنة الثانية بكالوريا، والخطير هو ما حصل الاسبوع المنصرم، يوم
الثلاثاء 26/02/2013، إذ زارنا مجموعة من عناصر البوليس داخل السجن وأعدوا محضرين
للرفيقين عبد الوهاب الرمادي وعبد النبي شعول، وكان مدرجا ضمن القائمة الرفيق محمد
صالح، إلا أنهم أجلوا إعداد محضر له بحكم تواجده بسجن الزاكي بسلا ليجتاز
الامتحانات، كان المحضر يخص تهمة "الضرب والجرح والسرقة" والضحية
الوهمية/بطل المسرحية دائما هو المسمى "رشيد منير"، وعندما استفسرنا
كانت الاجابة هي أن هذا الشخص كان قد تقدم بشكاية ضد مجهولين في مارس 2010، ومنذ
ذلك التاريخ إلى الآن، وبعد 8 أشهر على اعتقالنا سيكشف أن الأشخاص المجهولين لم
يكونوا سوى المناضلين القاعديين المتواجدين بسجن عين قادوس !!!؟
كان "رشيد منير" يعرف الرفيق عبد الوهاب
الرمادي سنة 2009 واتهمه باسمه، وسبحان مبدل الأحوال لم يعرفه سنة 2010. وتقدم
بشكاية ضد مجهول !!!؟ يا للغرابة.
لماذا لم يتم احضار "رشيد منير" لحظة اعتقال
الرفاق؟ ولماذا لم يتم احضاره خلال جلسات التحقيق؟ لماذا الاحتفاظ به حتى هذه
اللحظة بالذات !!!؟
ألم يتعرف "رشيد منير" على "الأشخاص
المجهولين" إلا بعد مرور 8 أشهر على اعتقال الرفاق، ومع اقتراب جلسة المحاكمة
الصورية ليوم 13 مارس !!!؟
إن ملاحقتنا داخل السجن واعداد محاضر جديدة، وتلفيق تهم
اضافية لنا، ونحن على أبواب المحاكمة الصورية – 13 مارس 2013- ليس سوى سيناريو
بوليسي مفضوح، وعمل اجرامي يطرح علامات استفهام كبرى، ولن يكون إلا من باب اضفاء
الطابع الاجرامي على ملفاتنا وتفريش الارضية لتنزيل الأحكام القاسية الجائرة، ولن
يكون أيضا إلا من باب بحث النظام عن مخرج للوضعية بحكم تقل الملف ونظرا لحجم
المعتقلين السياسيين ومواقفهم.
وفي الأخير نؤكد نحن الرفاق الخمسة أن أرضية اعتقالنا لم
تكن سوى نضالنا إلى جانب الجماهير الطلابية والشعبية من أجل قضاياها العادلة وكذلك
لانتمائنا السياسي إلى النهج الديمقراطي القاعدي والاتحاد الوطني لطلبة المغرب وحركة
20 فبراير، فعلى هذا الأساس اعتقلنا، وبه سنحاكم، وعليه سندافع حتى النهاية،
ومستعدين لاسترخاص دمائنا في سبيل ذلك، ومهما اشتدت ضرباته ومناوراته وجرائمه، فلن
نحيد قيد أنملة عن مبادئنا ومواقفنا.
وعاشت نضالات الشعوب المضطهـدة
وعـاشـت نـضـالات الـشـعب المغـربي
وعــاش الـنـهـج الديمقراطي القاعدي
الـحـريـة للـمـعـتـقـلـيـن الـسياسيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق