سلا في : 01/04/2013
السجن المحلي الزاكي – 1
بسلا
المعتقل السياسي : محمد صالح
رقم الاعتقال: 73861
بلاغ رقم 7
لا
شك أن المتتبع للشأن السياسي بالمغرب، قد وصل إلى حقيقة الشعارات الرنانة التي
طوقت الإعلان عن "الدستور الجديد" من قبيل "محاربة الفساد"،
"الثورة الهادئة"، "الاستثناء المغربي"، "دسترة الحقوق
والحريات وضمانها"... بما هي ستار من دخان، أُرِيدَ لها تهدئة الشارع
المغربي، وامتصاص غضب الشعب المغربي، حتى تتاح للنظام القائم وحلفائه فرصة اعادة
ترتيب المشهد السياسي، وإحكام سيطرتهم عليه، ليستمروا في استنزاف ثروات الشعب،
والإجهاز على مكتسباته التاريخية في جميع القطاعات، عن طريق إصدار قرارات مجحفة
تكرس سياسية التجويع والتقتيل والتجهيل (الزيادة في الأسعار، إلغاء التوظيف
المباشر، محاولة فرض رسوم التسجيل بالجامعات، الاقتطاع من أجور الموظفين المضربين،
الزيادة في الضرائب...) التي لطالما نهجها النظام القائم، وكذا رهن مصير البلاد
وتكريس التبعية على كافة المستويات للإمبريالية العالمية، والمؤسسات المالية
العملاقة من خلال اللجوء إلى كم هائل من القروض كان آخرها قرض بقيمة 200 مليون
دولار "مُنِحَ" من طرف البنك الدولي بدعوى "تحديث القطاع
الفلاحي".
هذا
في الوقت الذي لا تتوانى الآلة القمعية للنظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، في
ارتكاب مجزرة تلوى الأخرى في حق الجماهير المنتفضة والزج بأبنائها الشرفاء خلف
القضبان بعد أن تلفق لهم تهما مختلفة بغية تجريم الفعل النضالي وفبركة محاكمات
صورية قصد شرعنة جرائم النظام، كل ذلك بهدف ترهيبها وإرغامها على القبول بواقعها
المأزوم، لكن من المستحيل أن تذهب تضحيات الشعب المغربي سدا، وأن تصبح دماء شهدائه
مجرد ماء قد سكب وجف، فالجماهير الكادحة لا زالت تعلن عن نفسها في ميادين النضال
مفجرة أشكالا متقدمة وجريئة (سيدي يوسف بن علي، زايو، بوذنيب، فيكيك، الجرف
الأصفر...) ضد الظلم والقهر والحرمان، معبرة عن تعطشها الشديد للتحرر والانعتاق
ومؤمنة بمجيء يوم سيكون لها النصر حتما.
وباعتبار
الحركة الطلابية رافدا من روافد حركة التحرر الوطني، ونتيجة لفعلها النضالي الوازن
إلى جانب الجماهير الشعبية، مشكلة بذلك رقما صعبا في معادلة الصراع الطبقي
بالمغرب، يشن النظام القائم في مختلف المواقع الجامعية المناضلة والصامدة، منذ
بداية الموسم هجوما شرسا عليها محاولا كسر شوكتها وايقاف مدها النضالي، مخلفا سقوط
السقوط الشهيد محمد الفيزازي بموقع فاس – سايس لينضاف إلى قافلة شهداء الشعب
المغربي، والعديد من المعتقلين السياسيين (مكناس، تازة، فاس،...) إلا أن هذا القمع
لم يزدها إلا إصرارا للسير على درب شهدائها، يتضح ذلك من خلال استمرارها في تفجير
معارك نضالية، بطولية، داخل الجامعة وخارجها، وكذا صمود معتقليها بخوضهم لإضرابات
طعامية بكل من مكناس، تازة وفاس في تفاعلهم الجدي مع الدعوة التي وجهها معتقلي
النهج الديمقراطي القاعدي من داخل سجن عين قادوس بفاس، بتاريخ 20 أكتوبر 2012.
في
هذا الإطار، وبعد الخطوات النضالية التي خضتها إلى جانب رفاقي الذين تم اطلاق
سراحهم مؤخرا، وأمام محاولة النظام القائم عبر ممثليه –إدارة السجن،
و"النيابة العامة" بكل من فاس وسلا – تكثيف الحصار علي من خلال تعنتهم
في ارجاعي إلى سجن عين قادوس، علما أني أنهيت الامتحانات منذ 5 مارس، فإني أخوض
إضرابا مفتوحا عن الطعام انطلق يوم الثلاثاء 26 مارس على الساعة 8 ليلا، ملتحقا
بذلك بالمعركة إلى جانب رفاقي المعتقلين السياسيين بسجون تازة، مكناس وفاس .
وفي
الأخير أدعوا كافة المعتقلين المضربين عن الطعام إلى المزيد من الصمود والتشبث
بالمعركة إلى آخر رمق، حتى وإن تطلب منا تقديم حياتنا فداءً لقضايا شعبنا، وأدعوا
باقي المعتقلين السياسيين إلى الالتحاق بالمعركة، قصد تكثيف الضغط على النظام، كما
أود أن أهنئ رفاقي الأربعة الذين غادروا المعتقل وكذا عائلاتهم ورفاقي في النهج
الديمقراطي القاعدي والجماهير الطلابية بموقع ظهر المهراز، بهذا النصر، وأحثهم على
الاستمرار في النضال إلى جانب الشعب المغربي إلى غاية بلوغ الهدف المنشود، وإسقاط
هذا النظام الجاثم على صدور الشعب المغربي.
الحرية
للمعتقلين السياسيين
لا سلام لا
استسلام ... معركة إلى الأمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق