السجن المحلي
عين قادوس فاس فاس في:
21 ماي 2013
المعتقلين السياسيين ال 22
عنف همجي ...
شموخ وتحدي ... من عزيز ... إلى محسن ...اسهام متواصل لجلادين محترفين في تعذيب
وإراقة دماء المناضلين الشرفاء.
ليس غريبا أن نُعَذَّب ونقمع
ويرمى بنا داخل زنازن القهر والحرمان المظلمة، ما دام وطننا مسيجا بالأغلال
والأصفاد، ما دام وطننا مغتصب ومستعمر من قبل خدام الإمبريالية وأوفياء الصهيونية،
ما دام شعبنا، شعب العمال والفلاحين الفقراء وعموم المقهورين لم يقل كلمته الفاصلة
والحاسمة، لم يصل بعد إلى سدة السلطة السياسية... وإلى ذلك الحين لم نسكت عن جرائم
النظام الرجعي الجاثم فوق صدور جماهير شعبنا الكادح، وسنظل متشبثين بالطريق
الثوري، باعتباره الطريق الأشرف والأنبل والأقدس عبر كافة العصور، لما يصبوا إليه
من طموحات وتطلعات عادلة وغايات وأهداف تخدم الانسان بالدرجة الأولى، وتسعى إلى
استعادة انسانيته وحريته المسلوبة وكرامته المهدورة وسعادته المفقودة، وبالتالي،
تحريره من كافة أشكال وأوجه القمع الطبقي الرجعي، عن طريق القطع النهائي مع هذا
النظام الاقتصادي السياسي والثقافي المتخلف. ومن أجل هذا الطموح الإنساني، تتعرض
الجماهير المضطهدة ومناضلاتها ومناضليها الشرفاء لنيران الهمجية، التعذيب
والاغتيال، والتصفية الجسدية وأصناف التنكيل القروسطي المغرقة في لجة الوحشية
والحاطة من قيمة وكرامة الانسان، وتلاحق هذه الممارسات الإجرامية، بعد الزج بهم
خلف القضبان، في إطار عمل متواصل من طرف الجلادين لنزع الصفة الانسانية وطمس
الهوية النضالية للمعتقلين السياسيين، واخماد مكامن الرفض وقتل روح المقاومة
والتمرد داخلهم، واجبارهم على التراجع والانهيار، وبالتالي الانزياح على المسار،
مسار ثورة الشعب.
كان وسيظل التعذيب السياسي شكلا
من أشكال القمع الطبقي، كغيره من الأشكال الأخرى، من قبيل الاعتقال السياسي
والاغتيال السياسي...، وممارسات اجرامية تنهجها الرجعية ردع وسحق معارضيها
السياسيين أفرادا كانوا أو جماعة، اعتمادا على أجهزة ومؤسسات وسجون مخافر قمعية
تحفل بعزق خاصة من الجلادين المتخصصين وذوي تجربة وباع طويل في اخضاع المناضلين
لعمليات تعذيب جسدي ونفسي، غاية في الوحشية والسادية وفق طرق وأساليب احترافية
ومتطورة مستوحاة من خبرات ممرات وتجارب لمنظمات عالمية متخصصة ومتقدمة في هذا
المجال الإجرامي.
وانطلاقا من تجربتنا كمعتقلين
سياسيين، نرزح الآن بسجن عين قادوس، واستحضار تجارب للاعتقال السياسي، السابقة،
ويتأكد أن الجلاد لا يستهدف تعذيب جسد المناضل كغاية لعمله، بل يظل تعذيب الجسد ما
هو إلا مدخلا لبلوغ غاية أرقى من ذلك، والمتمثلة في فرض التراجع واحداث المراجعة
على المواقف السياسية وتغيير القناعات والمبادئ، وبالتالي سوق المناضلين إلى عالم
الطاعة والخضوع، كأرقام سياسية في إطار معادلة المهادنة والسلم الاجتماعي، والعمل
داخل الخطوط الحمراء المسطرة من قبل صناع القرار في البلاد.
فأثناء مرورنا بولاية القمع،
تعرضنا لأبشع طرق التعذيب الجسدي والنفسي، فإذا كان النظام هو المسؤول الأول والأخير
عما يمارس في حقنا و حق أبناء شعبنا المقموع، فلابد أن نشير إلى أياديه المنفذة
وخاصة البارزة منها، وهم جلادين محترفين في هذا المجال، ومن أبرزهم الجلاد رقم 1
في ولاية قمع فاس المسمى "عزيز" (عميد شرطة ممتاز) والمتخصص في
الاستنطاق والتحري والتحقيق مع الرفاق والطلبة، جلاد متميز في التعذيب يستحق
مناداته بالأبن البار لإدريس البصري وأمثاله، ومتمرس في سحق الكرامة ودوسها
بأساليب تعذيب جحيمية بدؤا بـ: الركل، الصفع، البانضا، الضرب بأدوات حادة، الضرب
"بالزرواطة" والرفس بالحذاء في أماكن حساسة، "الشيفون"،
"الطيارة"، "الفروج"، تمديد الأطراق/ الأرجل واليدين، الجلوس
على الركبتين، الصعق بالكهرباء، التجريد الكلي من الملابس، "الماء
والريح"، التهديد بالاغتصاب، الاغتصاب (حالة الرفيق محمد غلوظ لنموذج)...
ناهيك عن السب والشتم والقذف والعنف الرمزي بكافة أشكاله وأوصافه المنحطة، جلاد
فريد من نوعه، يدافع عن شعارات النظام الرنانة من قبيل "حقوق الانسان"
"الدستور الجديد"... بطريقته الخاصة وبلغة واضحة، وهذه نماذج لأقواله
وعباراته أثناء التحقيق معنا، "أنت دابا بين يدي، غادي ندير فيك للي بغيت،
ومنين تحكموا أنتم البلاد، ديروا فينا اللي بغيتوا، راه ممكن تحكموا، التاريخ في
تغير،..."، "هذه هي لعبة السياسة، وأنت دابا موقع ضعف، وأنا موقع قوة،
لحقاش راك مشدود عندي"، "بغيتي كرامتك ورجولتك تحافظ عليها، تراجع عن
مواقفك وأفكارك، ولا رفضت غادي تغتصلك ونسحقك... هذا هو المنطق، وحقوق الانسان للي
كنعرفها أنا"، "أنا مستعد نغتصبك شخصيا وما غاديش نحس بالذنب، لاحقاش
نتوم أعداء سياسيين، وهذا هو الصراع بنتنا، شكون غادي يحكم البلاد، أنتم أو
سيدنا"... عبارات صريحة تذكرنا بخطابات "الحسن الثاني" في
الثمانينات من القرن الماضي، عندما كان يخاطب الشعب المغربي ويداه ملطخة بدماء
الشهداء: "إنكم تعرفونني وأنا وليا للعهد، ومن الأحسن لكم أن لا تعرفونني
وأنا ملكا للبلاد..." ويضيف "إنني مستعد لقتل الثلثين لكي يعيش
الثلث..." "أعطينا أوامرنا السامية بإطلاق الرصاص..." ... من شبه
أباه فما ظلم.
وبعدما تنتهي حصتنا من التعذيب –
48 ساعة – داخل الولاية يصطحبنا زعيم العصابة، الجلاد "عزيز" ليوصلنا
إلى مخفر تعذيب آخر (المحكمة) بملف مطبوخ غني بالتهم الملفقة لطائلة بصبغة
"القانون"، وبالتالي الحصول على
جواز سفر إلى سجن عين قادوس، باعتبار هذا الأخير، امتداد طبيعي للتعذيب والقهر
الذي طالنا بمراكز التعذيب التي توجد خارجه (الولاية + المحكمة).
فكما تفنن "عزيز" في
ولاية قمع فاس في إهدار كرامتنا وإسالة دمائنا، فنسخته المطابقة موجودة داخل سجن
عين قادوس، لا يختلف إلا الاسم، والمتمثلة في رئيس المعقل المسمى
"محسن"، جلاد فريد من نوعه هو الآخر، حالة بشرية سيكوباتية، فقيرة
تعليميا، محبطة نفسيا، ومبرمجة سياسيا كقرص إلكتروني متقادم، جلاد مصاب بركام من
الأمراض الدهانية والعصابية الحادة، واضطرابات نفسية خطيرة، كانعكاس موضوعي لبيئة سجنية
مريضة عَمَّرَ 37 سنة من الجلد والتعذيب قضى نصفها بسجن لعلو بالرباط – أكبر مراكز
التعذيب بالمغرب-، تبلورت وتعقدت هذه الشخصية المأزمة القابلة للانفجار بشكل
هستيري خلال يومياته الإجرامية في حق السجناء، يصل إلى نقطة لا يستطيع التوقف بشكل
إرادي إلا بأمر رادع من جلاد أكبر منه/ سيده، مرة يظهر بوجه لطيف ونطق بكلام
معسول، وفي نفس الوقت بتغير فجائيا ويتحول إلى وجه وحش بشع، شخصية مريضة بالفصام –
سكيزوفرينيا، يتمادى في عمله الإجرامي إلى حد التلذذ والنشوة والإحساس بالغرور،
كاشفا عن سلوك سادي مقرف، وغالبا قبل أن يقود الاعتداء علينا بمعية مساعديه، يبدأ
نقاشه العقيم معنا بوضعه مسلمة – فكرة خاطئة- ويشيد عليها تحليلا يبدو من حيث
بنائه الداخلي ونسقيته منطقيا، ليخلص إلى خلاصة خاطئة انسجاما ومقدماته المغلوطة،
وهذا مرض يدعى "البارانويا"، وعندما نحاول دحض أقواله وتبيان مدى تهافت
أفكاره المتقادمة، ينفعل بسرعة ويخرج "الزرواطة والمينوط" ويشرع بالسب والقذف
في حقنا وحق أمهاتنا، مستغل تفوقه في إتقان لغة تنتمي لجهاز مفاهيمي بهيمي
"كلام تحت السمطة" باعتباره القاموس اللغوي الرسمي داخل سجون
"المملكة الشريفة"، ويواصل مسلسل إجرامه في حقنا بطرق بشعة، لأن الجلاد
يتمثل دائما، أنه مكتمل الشخصية ويملك الحقيقة المطلقة، وأي حديث عكس هذه التمثلات
والتخيلات المرضية، بعد جرحا غائرا في نرجسيته... كثيرة هي الأمراض والاضطرابات
التي يعاني منها الجلادون، وما "عزيز" و"محسن" إلا نماذج
بشرية نفذت عمليا بمعية عصاباتهم الجريمة في حقنا، وذقنا مرارة التعذيب وقساوة
الإجرام والقهر على أيديهم.
وأقرب نموذج للتعذيب هو ما
تعرضنا له يوم الاثنين 20 ماي 2013 داخل ساحة السجن على الساعة 16h00، لحظة اعتصامنا في الساحة، بعدما أقدمت إدارة السجن على التراجع
السافر وبشكل مفاجئ عن الوعود المقدمة لنا خلال الحوار الذي أجراه معنا مدير السجن
يوم الاثنين 13 ماي 2013، ولحظة استفسارنا عن سبب تراجع الإدارة ومنعنا من
الزيارة، انقض علينا الجلاد "محسن" وزبانيته بالضرب والاعتداء والعنف
الرمزي أمام مرأى ومسمع مجموعة من الموظفين والسجناء، منهيا جريمته بمخاطبة الرفيق
شعول عبد النبي "أنت ولد القوا، سير أولد القحـ...، أنتم عروبية،
أنتم..." لا تستغربوا، ما هذا إلا مشهد يومي من مشاهد قاسية كثيرة نعانيها
داخل السجن المحلي عين قادوس السيء الذكر.
... يتبع
نكون أو لا
نكون
الحرية
للمعتقلين السياسيين
لا سلام لا
استسلام .. معركة إلى الأمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق