السبت، 29 يونيو 2013

عنبر. مناضل قاعدي: الأسلوب " الماوي المغربي " في اغتيال التاريخ والشهداء

الأسلوب " الماوي المغربي " في اغتيال التاريخ والشهداء

أن تقول ما أريد أو لا تتكلم، أن تكتب ما أريد أو لا تكتب، أن توضح التوضيح الذي أريد أو لا توضح، أن ترد الرد الذي أريد أو لا ترد... أن تنخرط في "الوحدة" على طريقتي وعلى مقاسي وإلا فأنت عدو للوحدة، أن تتحالف بفهمي وبطريقتي وإلا فإنك عدمي ضد التحالفات... هذه إبداعات " الماويين المغاربة " وطريقتهم في التفكير والتعامل.
بعد أن اندلع الهجوم المسعور في الآونة الأخيرة على القاعديين وموقع ظهر المهراز تقدم الرفاق بتوضيح في الموضوع بإسمهم، ومن موقع المسؤولية، إلا أنه لم يعجب المردود عليهم وخلط أوراقهم وأفسد عليهم أجواء المتعة وهم يتفننون في توجيه سمومهم إلى القاعديين، ليستمرو في الافتراء والكذب والهجوم المجاني.
كنموذج لذلك ما جاء على لسان أحدهم في مقالة بعنوان "حقائق وخلاصات - قراءة في بيان تيار 96 حول ما حدث في فاس - " والخطير في الأمر أنها موقعة باسم الشهيد عبد الرزاق الكاديري.

كعادته، وعلى نهج أسلافه وشيوخه، ابتدأ هذا " الماوي المغربي " بتسبيحتهم المعهودة التي يفتتحون ويختتمون بها مجمل كتاباتهم، أي بقولة من أقوال الرواد الكبار، كحجاب أو تعويدة يضعونها أمام القارئ، عند المدخل وفي النهاية، متوهمين أنها ستعفيهم من الإتيان بمضمون يناسب هذه التعويدة، ومحاولين أيضا إضفاء القدسية على ما يكتبونه من ترهات.
بعدها مباشرة سيتهم هذا "الماوي " الرفاق بأنهم "حاولوا خلط الأوراق ، وجعل انتقادهم وانتقاد ممارستهم وخطهم السياسي هو انتقاد لمعركة الجماهير" وهو في نفس الآن يقر بقوة الحركة وقوة معاركها بقوله "ليس هناك من عاقل أو شريف يمكن أن يشكك أو ينتقص من هبة الجماهير الطلابية بفاس وصمودها وتضحياتها دفاعا عن مصالحها المادية والمعنوية".
سيكون كلام "صديقنا الماوي" المسكين سليما ومعقولا إلا في حالة ما افترضنا بأن طلبة ظهر المهراز هم من كوكب آخر أو كائنات فريدة تحمل مورثات الصمود والتمرد والثورة وتفجير المعارك الكبيرة، في غياب ذات مناضلة تقودهم وتفعل إلى جانبهم وتأطرهم، ونخشى أن يقول لنا بأن الجماهير الطلابية بظهر المهراز تحركها قوى ما فوق الطبيعة. وهذا ليس غريب عليهم فصديقه الآخر "ابراهيم عادل" في مقالة بعنوان " حتى يتعرى الفأر أكثر "، نشرها بتاريخ 12 يونيو 2013، قال بعظمة لسانه "ألم نقل أننا مستعدين للعمل حتى مع الشياطين". وبالمناسبة، أقول له: أطلق خيالك الواسع وابحث في مخيلتك التي تحوي آخر الابداعات والانتاجات، وستجد تماسيح وعفاريت تغزو الساحة السياسية ببلادنا هي مهيأة وأنت مهيأ لزواج متعة يسمح لكما بالعمل معا، ما دام الأمر يتعلق باستهداف النهج الديمقراطي القاعدي.
وبالعودة إلى الماركسية أٌذَكِّر صاحب الكلام بإحدى البديهيات فيها : العلاقة بين الذات والموضوع وجدليتهما، مع اعتبار الذات هي المحدد. وبالمنظور الماركسي  فالفضل في المعارك الكبيرة والتضحيات العظيمة بظهر المهراز يعود إلى الذات المناضلة الفاعلة في الحركة، أي النهج الديمقراطي القاعدي، أما الاختباء وراء العموميات ودغدغة العواطف فلن يستر لصاحبه فقره الفكري وعماه السياسي وعجزه النضالي، والجماهير الطلابية لا تتواجد  بظهر المهراز وفقط بل تتواجد بكل الجامعات المغربية، لكن ما السر في تميز ظهر المهراز؟، وهذا ما أنتم تتهربون من تناوله بل وتحاولون اغتياله.
تفنيد الكلام السابق "للماوي المغربي" نجده في كلامه نفسه فهو يعود ليقول: "...لكن هل بالفعل حجم المعتقلين وحجم الزخم الجماهيري في المعارك والمظاهرات ووو... يمكن اعتماده كما يفعل أصحابنا للبرهان على صحة الخط السياسي والفكري"، هذا التصريح هو شهادة على الفقر الفكري والنظري لصاحبه، وعلى انعدام أي فهم سياسي عنده. فالجماهير هي صانعة التاريخ، والتغيير هو من وبـ/ وإلى الجماهير ولا يمكن الحديث عن المعارك النضالية والمظاهرات وووو... في غياب الزخم الجماهيري، ويبقى مربط الفرس في :  أي مضمون نعطيه لهذا الزخم الجماهري؟، أي سقف سياسي نرسم له؟، أية أهداف نخطوا نحو تحقيقها؟، وأية سياسية عملية ننهجها من أجل تحقيق الأهداف المرسومة؟ . ثم إن الكلام الأخير ل "صديقنا " هو اقرار ضمني بحجم تضحيات القاعديين وهو ما يفنذ ادعاءه الأول، لكن حقده وعداءه وعقدته اتجاه القاعديين جعلاه يستهدف هاته التضحيات ويعتبرها ليست معيارا على سدادة الخط السياسي، بل يصل به الحد إلى اغتيال هذه التضحيات بمقارنتها أو بموقعها بشكل أو بآخر، في صف القوى الظلامية من "القاعدة" و"جبهة الانقاد"... وليسجل التاريخ هاته الجرائم التي لن تمر مرور الكرام ودون محاسبة،  ولم يتكلم هذا "الماوي" عن أي شيء يفيدنا بالحكم عن سدادة خط سياسي من انحرافه، هذا مع أنه أطربنا على غرار ما يفعله بنوا عشيرته، إذ لم تخلوا بياناتهم ولا خربشاتهم من أحدى أقوال ماوتسي تونغ: "سلامة الخط الفكري يقرر كل شيء" دون أن يبينوا لنا ما هو هذا الذي هو "كل شيء" الذي يقرره الخط السياسي السليم؟ إنه جمود الجمود العقائدي، إنها ممارسة الفكر في أصفى حالات استمنائه، إنها الحربائية والانتقائية في التعامل مع المواقف والنظرية.
أكتفي بهذا القدر في مناقشة ما جاء على لسان صديقنا "الماوي" لأني أعتبر ذلك كافيا لكشف حقيقته، وحقيقة أسلوبه الموغل في الكذب والتلفيق، وأضع هرطقاته جانبا وأقول:
إن نقد أو محاكمة أي خط سياسي، أو أية ممارسة لم يكن يوما وسيلة للاهانة أو الشتم أو التهجم المجاني وإلصاق الآخر ما لم يقله وما لم يفعله، بل هو أداة مهمة للوصول إلى الحقيقة، التي هي دائما ثورية، وهو أيضا وسيلة لتطوير المستوى النظري والسياسي للناقد والمنقود، فمن يريد أن ينتقد  خطا سياسيا فعليه أن ينقده في الواقع وفي تاريخيته وليس كما هو عليه في مخيلات الآخرين، ومن يريد أن ينقد ممارسة، فعليه أن ينقد أشياء واقعية، وكما هي، لا أن يلصق الاتهامات المجانية قبل أن يشرع في نقده. وعلى الناقد أيضا أن يطرح رأيه في موضوع النقد، وهذا ما لم يفعله "الماوي المغربي" وبالتالي، فكل من انساق وراء هذا الأسلوب في النقد أو في الجدال فإنه يتحول بوعي أو بدونه إلى ممارسة الديماغوجية، وحين ذاك، لا مفر من مسلسل الاتهامات المتبادلة، وهذا ما لا ننحذر منه.
 إن سدادة الخط السياسي لتيار ما، هي اتخاده الشعار الاستراتيجي السليم للحركة التي يقودها، ونهج السياسة الثورية السليمة من أجل تحقيق هذا الشعار. إذا فالمعيار هو السلوك السياسي الثوري أي الممارسة الثورية العملية.
وبتعبير آخر، ثورية أي تيار سياسي ما، من انتهازيته، تتحدد بالسلوك السياسي العملي الذي يمارسه في نشاطه اليومي، وفي الاهداف التي يتخدها أهدافا استراتيجية يعمل على تحقيقها، ولا يتحدد ذلك قطعا بالرداء  الذي ينتحله مهما كان هذا الأخير براقا وجذابا ومهما تباهى في عَنْثَرِيَّاته وافتخاره بآخر الانتاجات والابداعات والاكتشافات.
 فإذا انطلقنا من تحديد موقع أي كان في معادلة الصراع الطبقي، ارتباطا وهذه التحديدات النظرية، سنعفي انفسنا من سيول الكتابات والضجيج، وللدقة أقول: من دافع ولازال عن التصور الثوري تصور الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وعن الشعار الثوري"  الشعب يريد اسقاط النظام"؟ من كان ولازال متشبتا بمنطلق وتصور القاعديين وبالبرنامج المرحلي الاجابة العلمية والعملية على الازمة الذاتية والموضوعية للحركة الطلابية؟ ... من يبادر إلى تخطي معضلات الواقع والتقدم نحو وضع اللبنات الأولية على طريق الثورة؟ ومن يهرب من المسؤولية ولهيب الواقع ويختبئ وراء التنظير العقيم والجمل الثورية؟
بعد هذا، وحتى يتعرى الفأر أكثر، أمر إلى النقاش في مستوى ثان، وأطرح سؤالا أعتبره  جوهريا، لماذا الحديث بإسم الشهيد عبد الرزاق الكاديري؟، ولماذا خوض الحرب باسم الشهيد؟
من كان يعتقد بأن التفسخ والانحطاط سيصل بصاحبه إلى هذا المستوى من السفالة، حتى يحاول صاحب القلم التخفي وراء الشهيد والاستنجاد به لانقاذه من التقيح الذي أصابه؟، كيف لنا أن نعرف بأن من يكتب باسم الشهيد هو فعلا يعبر عن قناعاته ومواقفه وآراءه التي استشهد من أجلها؟
ما هو معلوم، ومن المبادئ الثورية في الوفاء للشهيد، هي عدم اقحامه في حرب قذرة هو بعيد عنها اليوم، فهل يملك صاحب القلم وصية تركها له الشهيد للكلام بلسانه، أم أن ابداعيته "الماوية" في عالم " النت " وصلت به حد الاتصال بالشهيد وقراءة مفكرته للتكلم باسمه. إنه العلم الذي وهبه شيخ الزاوية لمريده ليصبحوا في اتصال دائم ب"الأموات"، فهل المرض وصل بأصحابه حد الجلوس مع "الأموات"؟.
إن الرد على صاحب الكلام يتطلب البدء من تخليص الشهيد من قبضته، لكي نميز بين صاحب الكلام والاسم المستعمل لهذا الغرض -الماوي المغربي الذي أصبح يتلقى الوحي-، إنها الصيغة التي اكتسبها "الماوي" في مساره الطويل حتى أصبح ناضجا يلتقي ب "الأموات "، ويتلقى منهم الكلام الذي لا يحتمل الجدال في صدقيته، وهذه الطريقة في الخطاب تقوم على وضع حجاب قدسي بين القارئ وصاحب الكلام أو المخاطب. بحيث صدقية الخطاب لا تتطلب من القارئ البحث عنها في مضمون الخطاب وقراءته، بل هي موجودة في طابعه/ خاتمه التقدمي، أي أن الخطاب هو كلام الشهيد الذي لا يحتمل جدالا.
أليس المرض المزمن الذي يعاني منه أصحاب هذا التفكير، هو الذي أوصلهم حتى الحد الذي جعلهم  يتخيلون أنفسهم كأنبياء يتلقون الوحي، فالحالة المرضية التي رافقت هؤلاء منذ نشأتهم حتى الآن قد تطورت لتصل حتى الحد الذي يلصقون كلامهم المريض بالشهداء.
فالحالة التي يعيشون فيها والتطور (السلبي) الحاصل عندهم قد جعلهم لا يكتفون بإعادة قراءة الماضي لتكييفه مع ما تتطلبه (الحالة) بل تجاوزت ذلك حتى أنهم أصبحو قادرين على إعادة بناء شخصيات الماضي وفق هذا المنظور المتعفن. فالأسلوب الذي تم اعتماده من طرفهم في شن الهجوم هو أسلوب الاستنجاد بالشهداء و تشويههم. وهنا نطرح سؤالا مهما، من له مصلحة في تشويه شهداء الشعب المغربي بهذه الطريقة؟. إنه أسلوب النظام الرجعي لمواجهة المناضلين حتى وهم شهداء، أسلوب يتعقب الاثر الذي تركه الشهيد ولازال يلعبه في يومنا هذا، وفي هذه النقطة يلتقي صاحب الكلام من النظام في اغتيال تاريخ الشعب المغربي، لتثبيث سيطرته في الحاضر ومواجهة كل مقاومة تنشد التغيير الحقيقي.
أنا لا يهمني من صاحب الكلام، أو أن يبرر لماذا لم يظهر اسمه صراحة فذاك شأن يهمه؟، ما يهمني هو قراءة هذا الأسلوب الجبان في شن هجوم على الأحياء والفاعلين الحقيقيين، عن طريق الاستنجاد بالشهداء والزج بهم في معركة هم لم يعيشوا أطوارها ولا طبيعتها، لا نعرف صراحة ما هو الموقف الذي كان سيتخده الشهيد لو كان ما يزال حيا حتى الآن، ( أقول هذا ولو أني أعرف جيدا بأن صاحب الكلام سيقول بأنه على علم تام ومطلق بأن الشهيد لو كان حيا بيننا لكتب نفس الكلام، وهذا من معجزاتهم وهو انجاز لهم وإعجاز وصلوا إليه ) .
إن الاعجاز الذي وصل إليه أصحاب هذا التفكير المريض يبرر هذه العملية، فهم يتلقون الوحي ويخاطبون "الاموات"، بل هم على علم بالمستقبل، وشيخ الزاوية هو على علم بكل شيء، وهو كليم الحقيقة المطلقة. هم على علم بماضي الأشياء والظواهر وبمستقبلها، تلقوا هذا العلم من جولاتهم العديدة حتى أنهم لم يتركوا بيتا إلا ودخلوه وأخدوا الحكمة منه. عاشوا مع أبناء الكادحين في الجامعات وأصبحوا خبراء في صبر أغوارها، وما أنجزوه داخلها من تخريبات يجيب على كل تساؤل حول المعجزة "الماوية المغربية" في إخراج الحركة الطلابية من أزمتها، فهم وجدوا الوصفة العجيبة التي تعالج أزمة الحركة، فلا تبحثوا أيها الرفاق عن حل للأزمة في الارتباط بالجماهير ومعانقة همومها، وبالنضال على مطالبها الآنية والمستقبلية، أي في دفع الصراع الطبقي إلى الأمام، والتموقع فيه، والفعل فيه، بل الوصية التي يوصيكم بها "الماوي المغربي" هي الارتباط بالقوى والأطراف التي دفعها الصراع خارج الجامعة وإلى الهامش، قدفها الصراع بسبب ضيق أفقها البورجوازي للصراع ولطبيعة الحركة الطلابية، قدفها نتيجة عجزها عن مواكبته والفعل فيه، وصية/ كذبة "الماوي المغربي" هي أن هذه الاطراف خرجت من الجامعة بسبب عنف واقصاء القاعديين.
فبعد جولات طويلة في بيوت الأطراف تم التوصل إلى أن أزمة الحركة الطلابية هي أزمة وجود القاعديين كقوة سياسية قائدة لنضالها ( الحركة الطلابية )، والحل يكمن في تجميع كل من قدف بهم الصراع إلى الهامش لانجاز المهمة النبيلة، أي مواجهة القاعديين بمختلف السبل والاساليب، وللاشارة فكل من أخرجه الصراع الطبقي المتطور داخل موقع معين يظل يحلم طوال عمره بالعودة إلى هذا الموقع، ولكن العودة طبعا بطريقة الجبناء.
المعجزة الأخرى التي اكتشفها "النبي الدجال" هي أن أزمة  القاعديين خلال تاريخهم، هي أنهم لم يقبلوا بتعايش الانتهازي بجانب الثوري في بناء ذاتهم، وها هو  "العقل الماوي"  يمدنا بالوصفة السحرية أيضا، بأن حل أزمة القاعديين هي القبول بأطروحته،أي القبول بتعايش الانتهازي والثوري داخل نفس الذات وفق مبدأ النقد والنقد الذاتي أو صيغة وحدة-نقد-وحدة.
التطور الذي حصل للانتهازية مع "الماويين المغاربة" هي أنها عملت على نقل صيغة وحدة-نقد-وحدة في العلاقة مع الفصائل التي تنتمي إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى وصفة علاجية للقاعديين في تعاملهم من الانتهازية، فتاريخ القاعديين وفق هذه الرؤية هو تاريخ التعايش بين الثوري والانتهازي ـ ما يعبرون عنه بشكل مبتدل، بصراع الخطين ـ  والقبول بهذه النبوءة هو الحل والعلاج للعلاقة ما بين القاعديين وما بين التحريفية والانتهازية التي حاولت اختراقهم عبر تاريخهم الطويل.
كل هذا الانحطاط والتفسخ الذي يتم التعبير عنه بلا خجل ولا استحياء يتم تمريره من وراء ظهر الشهيد، بل إلباسه له. إن الاستغاتة باسم الشهيد لتمرير هذه المعجزات هي طريقة لاستيلاب القارئ لكي لا يتفحص مضمون الخطاب، وهو اسلوب جبان، بل وعنف في حق الشهيد.
إن المقصود بهذا الهجوم هو تمرير هاته الترهات أو محاولة إحيائها بعدما شاخت بل بعدما تعفنت وأصبحت رائحتها تخنق حتى من افتقد حاسة الشم من كثرة سمومها.
"فالماوي المغربي" بعد جولاته داخل كل البيوت، وصل إلى هذا التحليل الملموس للواقع الملموس، يطلب منا أن ننظر من زاويته الخاصة، ووفق معجزاته، إلى افرازات الصراع الطبقي ومستجداته من أجل تدمير القديم، بل اغتياله، ومن أجل تحديد سمات المرحلة ومهامها، من أجل تحديد طبيعة التحالف في اللحظة الراهنة.
ف "عبد الكريم التازي" الميلياردير الذي خرج في تظاهرات 20 فبراير الدارالبيضاء، لغاية في في نفس يعقوب، والذي لم يكن بخيلا مع من أعماه عالم المال والاعمال، ونسي الصراع الطبقي وقوانينه، قد أصبح عند هؤلاء رمزا "للبورجوازية الوطنية" وجب  أخد هذا الافراز بعين الاعتبار، فكيف لا يصبح حسبهم "رمزا وطنيا" وهم يعرفون جيدا هذا الرجل وسخاءه، و"الماوي المغربي" هو انسان وفِيٌّ لكل من قدم له خدمة، وخاصة إن كانت تقع ضمن خانات المال والأعمال، وكل ما يتبع لهما من امتيازات، بل ومن مرضيات، وقد اعترفوا في العديد من المناسبات بهذه الابداعات "النظرية"، بل يعتبرونها اكتشافا باهرا لواقع الصراع الطبقي بالمغرب ويرون أن المطلوب الآن هو اعداد دراسة للتشكيلة الطبقية بالمغرب.
فإذا طبقنا هذا الاكتشاف لفهم تاريخ الصراع الطبقي بالمغرب، سنصل إلى استنتاج مفاده بأن الحزب الثوري، الذي كان ولازال مطمحا حقيقيا ينشد بلوغه كل مناضلي اليسار الجذري، اليسار الماركسي اللينيني، كان موجودا في الماضي ومشكلة المناضلين تكمن في أنهم لم يستطيعوا رؤيته واكتشافه، فهو كان موجودا في شخص قوى عدة خاصة "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، فكيف لا نصل إلى هذا الاستنتاج مع هذا الاكتشاف العظيم حول "عبد الكريم التازي"، لن نستبق الأحداث لكن قد نرسل رسالة تنهئة احتفاءا بالمولود القادم تحت عنوان "الربيع الديمقراطي" ولنا عودة للموضوع.
أما القاعديون،  ثم الماركسيون اللينينيون فهم منصرفون إلى المهام والمتطلبات النضالية للصراع الطبقي من موقع الطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين، ويجهدون أنفسهم للتقدم نحو وضع اللبنات الأولى في جدار الأداة الثورة، وجدالهم الفكري والسياسي وتنظيراتهم هي مرتبطة بالمشكلات الواقعية للصراع الطبقي  وبالاهداف الثورية، وفق جدلية النظرية والممارسة وما تمليه هذه الجدلية،  والتاريخ سيجيب، وهو الحكم، وهو من سينصف.
عنبر. مناضل قاعدي
ظهر المهراز في 29 يونيو 2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق