المعتقل السياسي: عبد النبي شعول ( عبد الله) -"الكشة" السعيدية المقدسة – "حقائق صادمة، لتلاميذ صامدين"

فاس في 24/06/2013                

السجن المحلي عين قادوس

-"الكشة" السعيدية المقدسة –

"حقائق صادمة، لتلاميذ صامدين"

صباح مساء، يتوافد على سجن عين قادوس العشرات من المعتقلين بمختلف الأعمار والأجناس والأشكال والألوان، كل واحد منهم لديه ما يبرر به اعتقاله من أسباب وخلفيات اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية...، وفي بعض الأحيان سلوكات ذاتية سلبية أو ممارسات شخصية متهورة وخاطئة...لكنها تبقى استثناء لا غير.

لطالما أثار هذا المشهد/ الظاهرة ولا زال يثير لدي تساؤلات كثيرة تدفعني نحو المزيد من البحث والخوص في عمق الظاهرة وسبر أغوارها، لكن ليس بقوة التساؤلات التي هزتني من الأعماق عندما شهدت موظفي السجن مساء الجمعة الفارط، يصطحبون أربعة أطفال صغار في عمر الزهور وعلامات الخوف والاندهاش والاستغراب والبراءة الطفولية بادية على ملامح وجوههم النَّدِيَّة، يصطحبونهم باتجاه وضعهم داخل زنازن/أماكن غريبة لم يحلموا يوما من الأيام أنهم سيدخلونها وهم في هذا العمر الصغير، لم يكونوا يعتقدون يوما من الايام أن ينادى عليهم بأرقام وليس بأسمائهم وسيسجلون صمن خانة "الحَبَّاسَة" التي تعتبر خانة تصنيفية قدحية في نظر أعراف وتقاليد مجتمعنا المريض.

لم أشعر بنفسي وأنا أقترب منهم وأسألهم: من أنتم؟ ومن أين جئتم؟ وهل أنتم تلاميذ؟ فأجابوني بلغة طفل صغير فقد أباه وامه:" احنا أخويا تلاميذ كنقروا في الكاطريام، هازونا من الامتحان الموحد وجابونا للحبس"، عبارات تحمل دلالات عميقة، وتكشف واقع تعليمنا المزري، وتوجه سهام النقد والادانة لكل من يعمل على قتل طموح أبناء شعبنا، كما تعصر قلب كل من يحمل داخله ولو ذرة إنسانية واحدة اتجاه هذه التجربة القاسية جدا، ولن يفهم حجم معاناة هؤلاء التلاميذ الصغار داخل السجن، إلا من خَبِر دهاليز وأقبية وعنابر السجون من موقع المناضل لا من موقع الجلاد ومعاونيه.

إذن، من هؤلاء الأطفال الأربعة الذين دفعتهم شروط موضوعية وذاتية أن يتحولوا في غفلة من تلاميذ مؤسسة "تعليمية" إلى مشاريع" مجرمين" داخل مؤسسة سجنية قهرية بامتياز؟...إليكم أسماء هؤلاء التلاميذ الأربعة:

1-  التلميذ المعتقل زهير الجامعي، رقم اعتقاله: 84170، من مواليد 1996 ، من أب عامل بسيط، أسرته فقيرة، يتابع دراسته بالسنة الثالثة اعدادي.

2-  التلميذ المعتقل حمزة الوردي، رقم اعتقاله: 84171، من مواليد 1995، من أب عسكري متقاعد، يتابع دراسته بالسنة الثالثة اعدادي.

3-  التلميذ المعتقل حمزة بوزنون، رقم اعتقاله: 84172، من مواليد 1993، من أب عسكري متقاعد، يتابع دراسته بالسنة الثالثة اعدادي.

4-  التلميذ المعتقل أنس المنصوري، رقم اعتقاله: 84173، من مواليد 1994، من أب معطل عن العمل، يتابع دراسته في التكوين المهني ومسجل بإعدادية حرة.

هؤلاء التلاميذ الاربعة ينحدرون من مدينة تاونات، يسكنون في أحياء وقرى مهمشة، ينتمون لأسر شعبية بسيطة الحال والأحوال، يتابعون دراستهم بإعدادية النهضة ( باستثناء المعتقل رقم 4) التي يشرف على إدارتها السيد رشيد البوزيدي زنطار، في غمرة اجتيازهم الامتحان الموحد لأخر السنة، سيتم القبض عليهم واعتقالهم بسبب اتهامهم بسرقة بعض "الكاشات" من داخلية ثانوية الوحدة التي يشرف على إدارتها السيد محمد السعيدي، هذا الأخير سيسلمهم للأجهزة القمعية بالمدينة، مساء الأربعاء، 19 يونيو 2013، فظلوا يومين داخل "لاكاب" كوميسارية القمع، ورغم تدخل عائلاتهم لدى المسؤول القمعي الأول بالمدينة لتمكينهم من استكمال امتحاناتهم التي جرت أيام الأربعاء 19 يونيو، الخميس 20 يونيو، الجمعة 21 يونيو 2013، وبعد ذلك إعادتهم لإتمام التحري والاستنطاق والبحث معهم، إلا أن طلب الأمهات والآباء جوبه بالرفض دون أدنى شفقة أو رحمة، وهكذا ستسجل أول جريمة في حقهم، ألا وهي حرمانهم من استكمال امتحاناتهم وبالتالي إقصائهم بشكل مسبق ونهائي من جني ثمار تضحياتهم لمدة سنة كاملة التحصيل العلمي والمعرفي وتفويت الفرصة عليهم للمرور للطور الثانوي علما أن لديهم معدلات لابأس بها في امتحانات المراقبة المستمرة.

يومان والأطفال الأربعة داخل كوميسارية القمع بتاونات وأمهاتهم يذرفون الدموع ويتجرعون المرارة ويتوسلون مدير ثانوية الوحدة "السيد" محمد السعيدي الذي اتهمهم بسرقة " كشاته"/ أو" كشات" داخليته الذي سلمهم للسلطات القمعية لعل وعسى يتدخل ويساهم في حل الإِشْكَال، لكنه رفض وبالتالي ترك مستقبل هؤلاء التلاميذ عرضة للقمع والمجهول؟، ومن غرائب ما حدث وفق ما حكت لي إحدى أمهات التلاميذ أثناء لقائي معهم في زيارة السجن، أن لحظة زيارتهن لأبنائهن عندما كانوا يتواجدون في كوميسارية القمع بتاونات وجدن أياديهم غير مصفدة "بالمينوط"، فلما سألن أبنائهن، أجابوهن، بأن عناصر القمع حاول ما في جهدهم تثبيت الأصفاد على أياديهم لكن دون جدوى، أن حجم القيد أكبر من حجم اليد بكثير، وكان ينسل بسهولة من اليد رغم تضييقه إلى تدريجته الدنيا. من طبيعة الحال، إن أصحاب القيود وأصحاب المعرفة والعلم لا يلتقيان، فأيادي هؤلاء التلاميذ خلقت لحمل القلم والورقة البيضاء وليس للقيد والزنازن السوداء، وللأسف الشديد قد ساهم "السيد" المدير في إبعادهم عن عالم العلم والمعرفة والرمي بهم في غياهيب القهر والحرمان، وهو الذي يعي جيدا واقع السجن والمعاناة الفظيعة التي يخلقها للمعتقل، نظرا أنه كان سجينا أيام زمان وتعرض لكثير من الآلام والجراح وخبر القهر والتعذيب الجسدي والنفسي، ومعاناة وعذابات الأمهات والعائلات وإحساسهن وأبنائهن داخل عالم ملؤه "الإجرام" وكافة "أشكال الانحراف السلوكي الثقافي والاجتماعي".

فبمجرد ولوجهم سجن عين قادوس، ستعمد إدارة السجن على تفريقهم، دون مراعاة ظروفهم وتكليف نفسها عناء البحث عن صيغة ملائمة للتعامل مع هكذا حالات اعتقال، فوضعت كل من زهير الجامعي وحمزة الوردي بحي الأحداث "البيبي" فيما رفيقيهما أنس المنصوري وحمزة بوزنون، إلى الحي الجنحي "Quartier arabe" المعروف بواقعه المأساوي، بحيث وجدا أنفسهما وسط زنزانة مع معتقلين أكبر منهم سنا بكثير ويفوقونهم تجربة ويتمايزون عنهم تربية وسلوكا وأخلاقا وكل شيء ، لا جامع بينهما إلا قرار غير سليم ولا إنساني ارتأت نهجه الإدارة بناءًا على عبارة واردة في ملفهم على شكل تهمة " تكوين عصابة إجرامية في السرقة" وفقط، أما التعامل على أساس أنهم تلاميذ وجب مراعة متطلباتهم فهذا أمر مستبعد من ممارسة وقرارات الادارة القمعية.

أي قانون هذا، لم يراعي ظروف ونتائج اعتقال تلاميذ صغار وإرسالهم إلى سجن عين قادوس بشكل مباشر بدعوى أنهم سرقوا "كشة" المدير، دون التفكير في صيغ وإجراءات وبدائل أخرى قد تنجيهم ولوج مدرسة تحترف الإجرام كمادة دراسية تلقن لزوارها وتتقن تخريجهم مدمنين على المخدرات بكل أصنافها ومصابين بأمراض مزمنة قد تغير مسار حياتهم، ناهيك عن إفساد تربيتهم وأخلاقهم نظرا لسيادة الثقافة المريضة والسوقية والعنيفة ضد الذات والاسرة والاخرين؟

أي ضمير إنساني ومهني يتسم به هذا "القاضي" الذي أصدر قرار الاعتقال الجائر في حق هؤلاء التلاميذ ولم يراعي مطلقا وضعية أسرهم الفقيرة والبسيطة وحكم عليها بتجرع مرارة فقدان وغياب أبنائها، والانكباب على حمل "القفة" من قرى تاونات إلى سجن عين قادوس؟ ، هل الاعتقال الاحتياطي هو القاعدة أم الاستثناء؟

فلنفترض الأن أن تهمة السرقة ثابتة، فإن كانوا هؤلاء "اللصوص" الأربعة هم أبناء البرلماني بردَّان أو عائلة البرلماني عبو، أو عائلة البرلماني البوزيدي، أو عائلة البرلماني البقالي  أو عائلة البرلماني العبودي، أو عائلة البرلماني الحناوي أو عائلة بارون المخدرات فلان وعلان وفرتلان...، هل يستطيع محمد السعيدي إلصاقهم تهمة السرقة وإرسالهم إلى سجن عين قادوس بهذه الطريقة القذرة؟ عفوا ، قد نسيت أن هؤلاء لا يسرقون "الكشة" بل يسرقون الملايين والمناصب النافذة والسيارات الفاخرة والفيلات الراقية من جيوب وعرق الناس، ولا يدرسون بثانوية الوحدة أو اعدادية النهضة، بقدر ما يدرسون في أجود المدارس والمعاهد بالمغرب وخارجه، ولن يدخلوا أي سجن سواء سرقوا "الكشة" أو الملايين... بقدر ما سيدخلون البرلمان خلفا لآبائهم البرلمانيين. تذكرت هنا، أنني بعد فرض إطلاق سراحي من تجربة الاعتقال السياسي السابقة قبل أشهر قليلة، توجهت رفقة طلبة وطالبات مدينة تاونات الذين كانوا يناضلون من أجل الاستفادة من المنحة الجامعية المحرومين منها، ولحظة وصولنا بالتظاهرة إلى باب ثانوية الوحدة، خاطبت التلاميذ الدين كانوا متجمعين هناك، حيث قلت: أننا نحن طلبة وطالبات تاونات جئنا هنا لنطالب "مسؤولي الاقليم" بإعطائنا منحتنا الجامعية ... ومن أجل هذه المطالب نتعرض للقمع والاعتقال... وأنتم اليوم تلاميذ وغدا ستصبحون طلبة وبدوركم ستتعرضون للقمع والضرب والاعتقال عند مطالبتهم بمنحتكم الجامعية وحقوقكم الأخرى... وربما هنا أغفلت أن أقول أنكم قبل أن تنتقلوا إلى الطور الثانوي والجامعي ثم تناضلون وتعتقلون، فإنكم ستعتقلون وأنتم تلاميذ في الاعدادية بتهم سرقة "كشة " المدير... وسيزج بكم في سجن عين قادوس إلى جانب تلاميذ الثانوية وطلبة الجامعة.

ربما من يريد ويدافع عن تجريم واعتقال التلاميذ والاطفال الصغار، سَيُعَقِّب علي بالقول، إنني تملكتني العاطفة الانسانية في الكتابة على قضية التلاميذ الأربعة، فسأجيبه، بنعم، بالفعل تعتريني العاطفة الانسانية في الكلام أو الكتابة عن كل إنسان مظلوم ومقموع ومقهور، فأنا أعترف بهذه التهمة الشريفة، لكن تتملكني أيضا الموضوعية في  تناول الأحداث والوقائع،  وتحكمني الزاوية الاجتماعية الطبقية في النظر إلى أي موضوع كان، ومن موقع المناضل والمدافع عن حق الانسان المظلوم في الوجود والحياة الانسانية بكل مقوماتها ومستلزماتها. ويكفي المرء أن يكون صادقا في قلمه وموضوعيا في الكتابة ومحكوما بزاوية نظر محددة ومسؤولا وقادرا على تحمل  نتائج ما ينطق به أو يكتب عنه...، آنذاك يستحق  من كل الشرفاء التقدير والاحترام على جرأته المسؤولة والمطلوبة كثيرا في زمن الفوبيا التي أصبحت تغزو الكثيرين.

هؤلاء التلاميذ لا زالوا إلى حدود الآن قيد الاتهام وفقط، وهنا أقول، كيف استطاع أربعة تلاميذ إلى الدخول إلى مؤسسة تعليمية محاطة بالأسوار العالية وأبوابها موصدة وتحت حراسة يومية لموظفيها وحراسها؟ فمن فتح لهم باب المؤسسة وباب الداخلية الموجودة داخل المؤسسة ويتهموا بسرقة "الكشة"؟ هذه نقطة تثير فضولي واستغرابي معا، وأعتقد لدرجة كبيرة أن حقيقة هذه السرقة تبقى مركبة العناصر والمكونات، فما موقع حراس باب الثانوية وموظفيها ومديرها في هذه العملية؟ وتوريط أربعة تلاميذ وإلصاقهم تهمة من العيار الكبير، وإرسالهم على عجل في عز الامتحانات إلى سجن عين قادوس، إنني أشم رائحة تورط المدير وموظفيه في عملية نهب وسرقة ممتلكات الداخلية وتغطية هذه الجريمة بأربعة" أكباش فداء" وتمويه وطمس الحقيقة، والمستقبل بمستجداته، وتطورات الملف ستؤكد أو تنفي هذا الافتراض الأولي، وذلك نظرا لشح المعطيات وصعوبة الوصول إليها ونحن خلف قضبان سجن عين قادوس القذر.

وبعد تواتر الأحداث ومرور أربعة أيام على اعتقال هؤلاء التلاميذ، سيقوم أباءهم وأمهاتهم بزيارتهم مساء هذا اليوم داخل قاعة زيارة السجن، وبحكم تزامن زيارتنا كمعتقلين سياسيين لعائلاتنا، شهدت أنا ورفاقي والحاضرين في القاعة مشهدا دراميا مؤلما جدا، عناق حار ودموع تنهمر من عيون الأمهات تقابلها دموع وندم خوف رهيب باد على وجوه أطفالهم الصغار، لقاء بعد فراق فقط لمدة 4 أيام، تصوروا معي أشهر طويلة !!!  حاولنا أنا ورفاقي قدر الامكان التخفيف من معاناتهم وطمأنة عائلاتهم ومد يد المساعدة والعون وفق المستطاع لهم والوقوف بشتى الأساليب النضالية المسؤولة بجانب هاته الأسر المكلومة وتحصين أبنائها وتوفير  لهم قسطا ولو بسيطا من الامان والجو المناسب لمتابعة دراستهم وتوعيتهم وتقديم نصائح لهم والسهر على كل صغيرة وكبيرة قد يمارسونها خطأ أو تمارس في حقهم من قبل إدارة السجن ومعاونيها.

فبعد انتهاء زيارتهم، قمنا بتجميعهم بعد مطالبتنا للإدارة بذلك، بحيث تم تجميعهم في غرفة/زنزانة واحدة بحي الأحداث وتوفير لهم بعض من شروط الدراسة والعناية الطبية وخصوصا أحد التلاميذ مصاب  باضطرابات عصبية وارتفاع درجة الحرارة في جسمه، وتوفير بعض الأغطية ومساعدات بسيطة أخرى...، لكن كل هذا غير كاف وغير جوهري في القضية، إن المكان الطبيعي لهؤلاء التلاميذ الصغار هو التواجد في أحضان أمهاتهم، يحتاجون إلى رعاية عائلية وليس سجنية، يجب أن يكونوا الآن في مدارسهم يجتازون امتحاناتهم الأخيرة، إن كان تم اتخاذ إجراءات جزئية من طرف "المحكمة" لحظة إحالتهم الجمعة الفارط على أنظارها، وخاصة عندما أكدت عائلاتهم أنها مستعدة لتقديم التعويض المادي لتلك " الكاشات" البالية التي يتابع بها أبنائها، لكن تدخل مدير المؤسسة محمد السعيدي ورفض التعويض المادي وقال بالحرف الواحد:" أنا بغيتهم يمشيوا للحبس باش يترباوا"، ماذا تقول يارجل، يا أستاذ، يا مربي الأجيال، يا مسير مدرسة للتربية والتكوين !! عن أي تربية تتكلم ، أنهم يتلقونها داخل السجن كمدرسة قمعية وقهرية بامتياز، كمدرسة لتعلم طرق وأساليب السرقة وفنون "الإجرام" ، وكمدرسة لتكوين مجرمين محترفين؟ ألم يقم نظام بنعلي ونظام مبارك... في عز ثورة الجماهير المقهورة بفتح أبواب السجون لسكانها وتنظيم حركتهم في الشارع على شكل ميليشيات ومرتزقة وعصابات بلطجية لردع الثورة والثوار وزرع الرعب والارهاب مدججين بالسيوف والخناجر والرصاص... أكيد هناك استثناءات، هناك معتقلون واعون بخلفيات اعتقالهم، ويرجعونها إلى أسبابها الحقيقية الكامنة في الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المتخلف والقمعي لطموحات الجماهير المقهورة وبذلك ينخرطون بعد خروجهم من السجن في حركة الجماهير لا في حركة أعدائها. لكن معطيات حقيقة السجون الرجعية الان تقول أن الثقافة السائدة داخلها هي ثقافة غير ثقافة الشعب الحقيقية بقدر ما تعكس وتخدم مصالح ومشاريع وسياسيات الرجعية نفسها، نظرا لثقافة التجهيل والميوعة والتفسخ الطاغية جدا والتي يرزح تحت وطأتها غالبية السجناء، ماعدا طبعا ، المعتقلين السياسيين والمتعاطفين معهم والمستوعبين لقضاياهم من باقي السجناء وهم يشكلون للأسف قلة قليلة. وهكذا ما دام السجن قائم سيظل منبع للنضال والتمرد من قبل الثوار والمتعاطفين معهم من جهة، وسيظل منبع لإنتاج وإعادة إنتاج المتفسخين أخلاقيا ناهيك عن البلطجية.

إذن، فلن نترك هؤلاء التلاميذ يتحولوا مشاريع للبلطجية و"المجرمين" كما خطط لهم النظام، سندافع عنهم من باب المسؤولية النضالية والانسانية لإنقاذ هؤلاء الشباب الصغار من براثين مستنقع النظام، ومن أجل أن نساهم في إيقاف الانهمار المتواصل لدموع أمهاتهم الحنونة والطيبة جدا وذلك بوضع حد لمعاناتهم القاسية وفي أقرب الآجال.

هذه المهام النبيلة والنضالية في جوهرها ضد القمع والاعتقال، تتطلب تظافر جهود كل الغيورين على مصلحة هؤلاء التلاميذ ومصلحة أبناء وبنات الشعب المغربي وحقهم المقدس في التعليم دون قمع واعتقال أو استهداف معين، تتطلب كذلك تشهيرا سياسيا وإعلاميا مكثفا من قبل كل مرتادي صفحات النت وكل الجرائد الالكترونية والورقية المسؤولة والجادة في تناولها للقضايا المهمة وليس العبثية، تتطلب تحرك نضالي عاجل لأمهات وعائلات هؤلاء التلاميذ  وكل المساندين لهم من أجل الضغط أكثر لفرض إطلاق سراحهم الفوري دون قيد أو شرط...

وسنوافيكم بتطورات ومستجدات الملف في حينها.

يتبع...

المعتقل السياسي: عبد النبي شعول ( عبد الله)

رقم الاعتقال: 83333