في:
10دجنبر 2013
الاتحاد
الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
كلمة
بمناسبة "اليوم العالمي لحقوق الانسان"
- المجد
والخلود لشهداء حركات التحرر والانعتاق على المستوى العالمي، وفي مقدمتهم شهداء
الشعب المغربي
- تحية
النضال والصمود لكافة المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم الذين يخوضون معركة الأمعاء
الفارغة بمختلف سجون النظام الرجعي، وإلى عائلاتهم المناضلة والمكافحة.
في
هذا اليوم تحل الذكرى 65 لـ"اليوم العالمي لحقوق الانسان"، يوم تخرج فيه
الملايين من مضطهدي ومقهوري شعوب العالم، منددة باستفحال الأوضاع الاقتصادية،
الاجتماعية، السياسية والثقافية، وتصدح حناجرها في الساحات والشوارع بشعارات ثورية
مفعمة بلظى معاناتها وآلامها واغتصاب انسانيتها من طرف عصابة مصاصي الدماء،
المشكلة من حفنة الرأسماليين البرجوازيين، التي تسيطر على الأرض والهواء والماء،
ولا يفوتها اعلان انتشائها باحتكار كل الخيرات والثروات في مثل هاته المناسبات من
خلال صالوناتها البورجوازية ومعارضها ، وجنبات مسرحها الرديء، مواصلة تسييج عرشها
الكرتوني بأسوار وركام من شعارات الوهم والتضليل والقداسة المصطنعة والمزيفة حول
"حقيقة النظام الرأسمالي ومنجزاته"، لتأبيد سيطرتها الطبقية، وتعميق
الاستغلال والاضطهاد الطبقيين، وزخرفة مظاهر العبودية المأجورة، خدمة لمصلحة
الرأسمال العليا، على أنقاض تدمير مكتسبات البشرية وانجازاتها التاريخية، وتهديد
حاضرها ومستقبلها، من خلال سياسة الاجهاز على مكتسبات الطبقة العاملة وعموم الفئات
المسحوقة، والتقشف المعلن والقمع المسلط على المعارضين والمنتفضين بمجموعة من
البلدان الامبريالية نفسها من جهة، ومن جهة أخرى لمواصلة حروب النهب والسلب
والتدخلات المباشرة تارة إذا لزم الأمر، وتارة أخرى تحريك جيوبها النائمة الخفية
وأدواتها الطيعة من قوى ظلامية وعملاء محليين وانتهازيين لإشعال فتيل الحروب بالنيابة
عن الامبرياليات في اطار تقاسم مناطق النفوذ والسيطرة على الأسواق والثروات،
حصيلتها تدمير التراث والعمران ومكتسبات الشعوب التي لا تستطيع حصر ضحاياها (سوريا
نموذجا)، كل هذا الارهاب والدمار والاجرام الدموي يجري تحت راية نشر الديمقراطية
والسلام الامبرياليين، وتحت غطاء المؤسسات الدولية وعلى رأسها "الأمم
المتحدة" كأداة شرعنة الاستعمار الجديد للشعوب ونهبها. كما أن الأوضاع
العالمية المأزومة حاليا، تدفع بالأنظمة الرجعية التبعية للامبريالية إلى تطبيق
السياسات الاقتصادية الطبقية المملاة من طرف المؤسسات المالية الامبريالية من أجل
ضخ المال واعطاء نفس جديد للرأسمال المالي المحتضر أمام استمرار تعمق أزمته
البنيوية.
وببلادنا،
نخلد هذه الذكرى ولهيب الأوضاع المتسم بالأزمة العامة والقمع الدموي يحرق كل
الرافضين والخارجين عن دائرة "الاجماع المزعوم"، و"السلم
المنشود"، من طرف النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي وأدواته المتعفنة.
الرفاق
الرفيقات، الجماهير المناضلة.
إن
همجية أساليب القمع الممنهج والممارس في حق الجماهير الشعبية والحركات الثورية
والمناضلة ومحاولة حصارها، وإخماد أصوات المناضلين الجذريين من خلال حملات الارهاب
والاغتيالات والاختطافات وتلفيق الملفات والمؤامرات التي لا تخطر إلا على بال
فيالق النظام الاستخباراتية لتمهيد كل السبل للزج بالمناضلين داخل زنازين القهر
والحرمان، لينضافوا إلى اللوائح المفتوحة للمعتقلين السياسيين بمختلف سجون النظام
الرجعي. ويبدوا جليا أن أساليب الاجرام الممارس من طرف النظام لا تعود إلى ما يسمى
سنوات الجمر والرصاص وفقط بل تعود إلى عهد الاستعمار المباشر.
وهذه
سمات الوضع الحالي ، والتي تعكس عمق الأزمة التي يتخبط فيها النظام وسعيه إلى
الالتزام بإملاءات وتوصيات المؤسسات الامبريالية العالمية وفي مقدمتها صندوق النقد
الدولي، هذه الأخيرة أصبحت تشدد الخناق أكثر لضمان الترجمة الحرفية لمشاريعها
ونجاحها، وهذا ما يجد انعكاسه الواضح والمباشر في الخطابات الرسمية وغير الرسمية،
وفي كل السياسات التقشفية المعلنة (مشروع قانون المالية 2014 نموذجا)، وبمختلف
الميادين والقطاعات واستكمال مسلسل الخوصصة بها، أو محاولة خوصصتها كما هو شأن
قطاع التعليم، إضافة إلى الارتفاع الصاروخي المتواصل لأسعار المواد الاستهلاكية
الأساسية، والذي لن يتوقف في ظل تطبيق نظام المقايسة لأسعار الموارد البترولية
والالغاء التدريجي لصندوق المقاصة، الطرد الجماعي وتسريح العمال، تجميد الأجور،
الاجهاز على الوظيفة العمومية تدريجيا وبشكل غير مسبوق،... مقابل تزايد نهب ثروات
البلاد وتفويتها للبرجوازية الكمبرادورية والملاكين العقاريين واثقال كاهل
الجماهير الشعبية بالضرائب المباشرة والغير مباشرة، برفعها وتوسيع رقعتها.
ومن
جانبها تواصل الجماهير الشعبية مسيرتها التحررية متجاوزة كل محاولات الكبح واللجم
الممارس من طرف القوى الاصلاحية والبيروقراطيات النقابية التي تواصل تواطؤها المكشوف
وتقديم خدماتها الرخيصة للنظام بعدما خربت العمل السياسي والنضالي ودنسته
بأساليبها الانتهازية المرضية، لتبقى المعارك البطولية بمجموعة من القطاعات سواء
للحركة العمالية، الطلابية، ومعارك الأساتذة والمعطلين، والانتفاضات المتفرقة بعدة
مدن ومناطق، كأحد أشكال المقاومة الشعبية، التي تفند كل الشعارات الجوفاء حول
"الديمقراطية وحقوق الانسان"، وتغذي المسار الثوري الذي يقود إلى المجتمع
البديل المنشود الذي تسود فيه السلطة الوطنية الديمقراطية الشعبية للعمال
والفلاحين الفقراء وكل كادحي هذا الوطن الجريح.
الرفاق
الرفيقات، الجماهير المناضلة.
إننا
نخلد هاته الذكرى ونحن على بعد يوم واحد من ذكرى استشهاد مناضلة الحركة الماركسية
اللينينية المغربية، الشهيدة سعيدة المنبهي، التي أعلنت ميلادها الجديد يوم 11
دجنبر 1977، وهي في اليوم 34 من معركة الاضراب اللامحدود عن الطعام ، و يوم كذلك.
من تخليد ذكرى نجية أدايا شهيدة الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب
التي سقطت على أيدي الأجهزة القمعية يوم 11 دجنير 2000، وعلى بعد 3 أيام من ذكرى
انتفاضة 14 دجنبر 1990 المجيدة، التي قدم فيها الشعب المغربي آلاف الشهداء من خيرة
أبناءه، دفاعا عن قضيته العادلة والمشروعة قضية التحرر والانعتاق من نير الاستغلال
والاضطهاد الطبقيين. وعلى نفس النهج لازال الشعب المغربي بكل فئاته يقدم أسمى
التضحيات في مواجهة مخططات النظام التصفوية وسياساته الإجرامية.
وبدورها
فجرت الحركة الطلابية معارك بطولية محصنة ما تبقى من مكتسباتها التاريخية في
مجانية التعليم، خصوصا والهجوم الكاسح الذي يشنه النظام على قطاع التعليم، تنفيذا
لضغوطات دواليب الامبريالية "صندوق النقد الدولي"، "البنك
العالمي"... والتي ترمي إلى خوصصة هذا القطاع، وهذا ما عبر عنه "خطاب 20
غشت"، معلنا تجييش ترسانته القمعية لقبر صوت كل معارضة حقيقية تقف في وجه
مخططاته، من تدخلات قمعية مباشرة (تطوان، القنيطرة، أكادير، فاس...) وتطويق
للجامعات (تازة، مكناس، مراكش،...) وصولا إلى الاعتقالات والاختطافات بالجملة في
حق مناضلي الحركة الطلابية، وتشديد الخناق والحظر على إطارها الاتحاد الوطني لطلبة
المغرب، وخطها الكفاحي النهج الديمقراطي القاعدي، نظرا لارتباطه بقضايا وهموم
أبناء الشعب وحقهم في تعليم شعبي ديمقراطي علمي وموحد، لكن رغم القمع رغم
المؤامرات والدسائس تبقى الحركة الطلابية صخرة صامدة تتحطم عليها كل أوهام النظام،
متقدمة بخطى ثابتة نحو تحقيق النصر، عبر إسهامها المتواصل في مسيرة تحرر الشعب المغربي.
وفي
الأخير نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:
-
تهنئتنا
لعائلات المعتقلين السياسيين الثمانية بفاس والثلاثة بالدار البيضاء الذين تم فرض
اطلاق سراحهم، وعبرهم نهنئ كافة الشعب المغربي.
-
إدانتنا
للتدخلات القمعية التي تتعرض لها كل الحركات المناضلة، وخاصة الحركة الطلابية.
-
إدانتنا
للجريمة النكراء التي ارتكبها النظام في حق الأساتذة الموجزين بالرباط.
-
إدانتنا
للمخططات الإجرامية التي تستهدف القوت اليومي للجماهير الشعبية.
-
إدانتنا
للمحاكمات الصورية التي يتعرض لها المعتقلين السياسيين.
-
مطالبتنا
بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
-
تضامننا
المبدئي واللامشروط مع كافة نضالات الشعب المغربي.
عاشت نضالات الجماهير الشعبية
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
عاش النهج الديمقراطي القاعدي
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق