في 03 دجنبر 2013
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كلية الآداب ـ ظهر المهراز
!!! فضيحة من العيار الثقيل
يتبجحون بالشفافية والمصداقية ،وتحت لواء'' القوانين '' يرتكبون المجازر
لازالت جراح الجماهير الطلابية بظهر المهراز لم تندمل
بعد، جراء هول وشدة الجريمة التي نفدت في حقها خلال الموسم المنصرم، منذ 15
أبريل2013 و ما بعدها، ولازال وقع الجريمة قائم، والهجوم الصهيوني مستمر، بأشكال
أكثر خطورة وأكثر فتكا ، ومعه تتعمق الجراح أكثر. ففي ذات السياق جاء إغلاق الحي
الجامعي الأول و ملحقته ''الديرو'' ، و الإجهاز على العديد من المكتسبات، ليصبح
الطلبة و الطالبات يعيشون تجربة قاسية، ملؤها القهر والمرارة، وعنوانها الصمود و
التحدي، هي تجربة مصغرة لما يعيشه الشعب الفلسطيني المقاوم.
جاء الهجوم المشؤوم ل15 أبريل 2013 ،في سياق
تطورات المعركة النضالية البطولية للجماهير الطلابية، على أرضية ملف مطلبي شامل، تضمن
مطالب عادلة و مشروعة ، و شكل مطلب تسجيل حاملي شواهد الباكالوريا دون قيد أو
شرط مرتكز المعركة ليس كمطلب في حد ذاته،
وإنما لقيمته كمكتسب تاريخي للحركة الطلابية، ضحت لأجل تحصينه أجيال و أجيال خلال
مسار تاريخي حافل بالتضحيات البطولية المشهودة، ولأن الإجهاز على هذا المكتسب هو استهداف لقيمة
و مصداقية شهادة الباكالوريا وإعلان لموتها وتشريد الآلاف من ابناء الشعب حاليا
ومستقبلا لذا، كانت الضرورة تقتضي الوقوف بحزم وتقديم الغالي و النفيس وعدم
التفريط في هذا المكتسب دون كلفة. ولتنفيذ
الجريمة بدقة و إحكام، جهز النظام مختلف أجهزته الدعائية و الإيديولوجية، ثم
القمعية بمختلف ألوانها، السرية و العلنية منها، مجهزة بعتاد مهم، من سيارات كبيرة
و صغيرة، مدنية وعسكرية، و شاحنات، و قنابل الغاز المسيل للدموع، و الرصاص المطاطي
و الهراوات ، و الكلاب المدربة ... أسطول قمعي رهيب ، لو نزل بباب سبتة أو مليلية،
كما نزل بأبواب ساحة 20 يناير، لاهتزت له إسبانيا كلها، إن لم نقل أوربا والعالم،
وتحركت القوى الظلامية وكل المتكالبين على
الحركة الطلابية، وكشرت إدارة الكلية عن أنيابها، فتحول عميد الكلية و زبانيته
المستفيدين من الوضعية إلى '' إدريس البصري'' و كلابه في زمن ما أسموه ب"سنوات
الجمر و الرصاص" ، كما تجندت النقابات الصفراء و الأقلام السامة ببياناتها و مقالاتها المخجلة،
لتصدر فتاوي الإدانة والتجريم في حق نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
خلاصة القول، تظافرت الجهود لتنفيذ الجريمة دون تكلفة ، عسكرية أو سياسية ،
و الإعلان "موت ظهر مهراز" ومن ثمة المرور إلى اقتسام الغنيمة و تسلق
المراتب في سلم المناصب ، و تسلم الأوسمة ، و تدشين مرحلة جديدة من الهجوم مما قد
نسميه بالزحف الأخير على القلعة الحمراء ظهر المهراز، لكن صمود الحركة الطلابية وتقديمها
لخيرة أبناءها لجحيم المجازر و المعتقلات، و عشرات الجرحى و المعطوبين و أصحاب
العاهات المستديمة (الرفيق بوبكر الهضاري نموذجا)، و إبداعها لأساليب راقية نوعية
في المقاومة و المواجهة ، وقتاليتها حتى آخر نفس، بعيدا عن أي تخاذل أو استسلام،
أو أي مسلك قد يضع الحركة بتاريخها و تضحياتها في مهب الريح، كسر رهان الأعداء ورد
الجميع على أعقابه، وفرت جحافل القمع هاربة في آخر أيام الهجوم، معلنة انتصار إرادة وقوة الجماهير
الطلابية، واستعادت ساحة 20 يناير أنفاسها، واستجمعت الحركة قواها، واستنهضت
وتقدمت بنفس جديد، ومعنويات عالية، وطموحات أكبر، وهو ما حاول الأعداء والخصوم
إعدامه، كل واحد بأسلوبه وبحسب موقعه، ثم أقدم النظام على إغلاق الحي الجامعي وما
صاحبه من هجوم إيديولوجي غير مسبوق، لكن هيهات ثم هيهات، فظهر المهراز في عيوننا
وفي دماءنا، وإما عظماء فوق الأرض أو عظاما تحتها.
كانت ذريعة الهجوم، وعدم الاستجابة لمطلب تسجيل
شهادة الباكالوريا هو" تطبيق القانون" والإمتثال للأوامر العليا،
والنظام المعلوماتي الجديد المعروف ب"نظام أبوجي "، لكن، وخلال الأيام
الأخيرة، ستتكلم لغة الحقيقة، وستكشف الجماهير الطلابية حالات من الباكالوريا "القديمة"،
تم تسجيلها، إن بكلية الآداب أو بكلية الحقوق، فهل هذه الحالات كانت أعلى من
الأوامر العليا، و"فوق القانون"، ولديها أسلحة خاصة، هي أسلحة فتاكة
بهذا الوطن الجريح ـ إنها الزبونية والمحسوبية طبعا ـ استطاعت أن تفتك بنظام
" أبوجي "، وتجد مكانا لها داخله، أم أن الأمر يتعلق بتكريس السياسة
التعليمية الطبقية وتصفية الحق المقدس لأبناء الشعب في التعليم، وهذه هي الحقيقة، إن
الجريمة ثابتة، ولا يمكنهم تغطية أشعة الشمس بالغربال، مهما حاولوا محو آثارها،
علما أنهم يحترفون ذلك، ماذا سيقولون الآن؟ ماذا سيقول عميد الكلية الذي لطالما
ردد بعظمة لسانه، " إن ثبت تسجيل حالة واحدة للباكالوريا القديمة فسيقدم استقالته"؟
فهل ستتملكه ذرة من الشرف لكي لا ينقض كلامه، ويقدم استقالته؟ ثم ماذا سيقول
لضحاياه؟ ماذا سيقول العديد من الأساتذة و"المسؤولين" الذين لطالما
رددوا إن ثبت تسجيل الباكالوريا القديمة، فهم سيتجاوزون الطلبة ولن يكتفوا بمقاطعة
الدراسة، بل سيحرقون الكلية؟ فهل سيحرقون الكلية، ام سيحرقون الطلبة بعدم إنصافهم،
وتكريس سياسة الإقصاء والتصفية؟ من يتحمل المسؤولية في أولئك الذين عانوا ولا
زالوا من القمع والتقتيل، والاعتقال والتعذيب؟؟؟. طبعا لن ننتظر منهم شيئا، غير
الإقصاء والتصفية، والقمع والتشريد، فالجلاد جلاد مهما تجلبب بجلباب البراءة،
والأفعى لا يمكن أن تفرز إلا السم، والعجوز لا يمكن أن تعود شابة مهما طليناها
بالمساحيق، فذلك هو حالهم. إن المنتظر هو رد الشرفاء والغيورين على العلم والمعرفة
من الأساتذة والمعنيين بالأمر، هو رد الجماهير الطلابية ومناضليها ومناضلاتها. إن
الرد الحقيقي، والإنصاف الحقيقي، هو مواصلة المعركة وتطويرها وعدم التراجع أو
التنازل قيد أنملة عن المطالب والحقوق والمكتسبات، حتى وإن أعادوا جريمة 15 أبريل
مائة مرة، إن المطلوب هو الإسهام الوازن والجدي في مواصلة المسار وتعميقه وتطويره،
حتى يسقط القيد، وتكسر الأغلال، حتى هزيمتهم، حتى فناء الماضي بظلامه، وانتصار
البديل الحقيقي بوهجه ونوره، ونغني نشيد النصر، فإلى الأمام ياشباب الحرية.
لن يمر الجلاد، لن يمر التكالب، لن يمر التخاذل
لن يمروا، وإن مروا فعلى جثثنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق