31 /01 /2014
المعتقل السياسي عبد
الرحيم التاويل
رقم الإعتقال:4397
حي التوبة الزنزانة 08
رقم الإعتقال:4397
حي التوبة الزنزانة 08
الجزء الثاني
كان الاستقبال كما ينبغي و ينسجم و طبيعة النظام
السفاح، حيث قام عنصرين من الشرطة بالاعتداء عليّ شر اعتداء باللكم المبرح بمختلف
مناطق جسدي خاصة البطن و الرأس و المناطق الحساسة... و بدورهم قام حراس السجن
بتجريدنا من ملابسنا كلية تقريبا بغرض التفتيش على حد زعمهم، ليتم في الأخير
توزيعنا على زنازين مختلفة و تنعدم فيها أبسط الشروط الإنسانية، على سبيل المثال
نقلوني للزنزانة 08 التي تكتظ بعشرين شخصا متراصين أغلبهم مرضى نفسانيين (11
مريض)، الغرفة باردة جدا و عفنة الشّيء الذي يجعل الأجساد مرتعا لمختلف أنواع
الحشرات و الطفيليات (قمل، جرب،...) كل هذا مجرد جزء بسيط من الواقع الذي يدمي
القلب، فالسجن(نموذج سجن "العواد") هو مكان غني بمظاهر الصراع الطبقي
فالسجين الذي يستطيع أن ينفق المال يحقق جزءًا من إنسانيته عن طريق رشوة بعض الموظفين
الذين يعرضون خدماتهم مقابل علب سجائر
أو مقابل مئات من الدراهم هذه الخدمات كثيراً ما تكون الاستفادة من هاتف، حشيش،
قرقوبي، أغذية غير مسموحة، أدوات ممنوعة (قانونياً) و غير ذلك من الامتيازات أمّا
السجناء الفقراء و الذين غالبا ما يدخلون في خانة "بنّيكس" أي أبناء
المجهول الذين لا يزورهم أحد من أقاربهم و بالتالي لا تتوفر لديهم أبسط حاجياتهم
اللّهم ما يجود به بعض "المحسنين"/"الشبكات و من أكثر الأشياء التي أثارتني أن بعض الحرّاس يفرضون على كل
من يزوره قريب له أداء إتاوة معينة حتى و لو كانت بسيطة و إلا فإن أمتنع يكون عرضة
لغضبهم الذي يترجم بصيغ كثيرة من قبيل "التصوبينة" أي تلفيق مخالفة
معينة له و بالتالي جواز عقاب له قد يصل إلى "التمينيطة" أو
"الفلقة بالإضافة إلى هذا، السجن يتواجد به متجر لبيع مجمل المواد الغذائية و
غيرها هذا المتجر من المفروض أنه يوفر حاجيات السجين لكن لا يحق لأهله أن يجلبوا
ما يباع من موادّ به من الخارج، بمعنى أن المعتقل مفروض عليه أن يشتري حوائجه من
السجن و الثمن لأغلب الأشياء بالمتجر تفوق ثمنها الحقيقي على الأقل بدرهمين أو
ثلات هذا يجعل المؤسسة مورداً خصباً للربح "للمندوبية السامية للسجون" و
كذلك بقرة حلوب لكل الساهرين عليها، مثال آخر يدعم هذه الفكرة هو أن مطبخ السجن
يتوفر على كم و نوع لا بأس به من إعداد واجبات للنزلاء، لكن الواقع يكذب دائماً
الظّاهر لكون النّهب الذي تتعرض له تلك المواد من لدن الموكول إليهم مهام الإطعام وتنظيم
هذه العملية و عدم احترام أبسط المعايير الصحية سواءً على مستوى الطهو أو توزيع
الأطعمة
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق