في 12 ـ 02 ـ 2014
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب جامعة
ــ ظهر المهراز، فاس
... وتستمر مهازل النظام، وهذه المرة
باسم النقابة الوطنية للتعليم العالي
بعد أسابيع طويلة من الاعتصام المفتوح والمبيت الليلي،
وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه تقديم إجابة على مطالب الجماهير الطلابية، أطل علينا بيان مشؤوم " للنقابة الوطنية للتعليم
العالي-المكتب المحلي- كلية الحقوق، فاس" بتاريخ 30 يناير صادر عن اجتماع بنفس التاريخ،
والأكيد أن ملفات أخرى وبنفس الطريقة تطبخ في الخفاء بالكليات الثلاث وتنتظر
اللحظة المناسبة للإعلان عنها.
قبل توضيح مضمون
البيان للرأي العام لا بد من إعطاء لمحة مقتضبة عن واقع الطلبة والطالبات بظهر
المهراز والذي لا يختلف عن واقع الشعب المغربي بشكل عام، والذي لم يتضمن البيان
أدنى إشارة إليه.
إن كل متتبع وكل من يملك ولو ذرة من التفكير لا يمكن له
أن يخفي أو ينكر المجزرة الشنعاء التي ارتكبها النظام في حق الطلبة والطالبات هذه
السنة بالموقع والمتمثلة في ترحيل/إغلاق الحي الجامعي الأول ذكور وملحقته الديرو (للطالبات)،
ناهيك عن باقي الإجهازات على المكتسبات الضرورية لتواجد الطالب ( رفض تسجيل حاملي
البكالوريا، الطرد، محاولة الإجهاز على المطعم الجامعي،...).
وعوض تقديم البديل، جهز النظام ترسانة قمعية رابطت بالحي
الجامعي منذ بداية الموسم تلته هجومات من طرف كلابه الوفية( القوى الظلامية،
البلطجية،..) صاحب ذلك هجوم إيديولوجي مسموم من طرف الإعلام بكل أشكاله وحتى من
يسمون عن أنفسهم مناضلين زورا وبهتانا.
إلا أن صمود الجماهير الطلابية بمناضليها ومناضلاتها
وخوضها لأشكال نضالية راقية( تظاهرات، مقاطعات للدراسة، إضرابات طعامية، اعتصامات
ومبيتات ليلية بالساحة الجامعية والكليات آخرها لا زال مجسدا لحدود الأن بالكليات
الثلاث...) فضحت كل المؤامرات وواجهت كل الهجومات المكشوفة منها وغير المكشوفة- بكل
الوسائل المتاحة لها وفي شروط قاسية لا يعرفها إلا من يكتوي بنيران الواقع ويقاوم
يوميا من أجل تغييره.
لقد مرت أزيد من 5 أشهر ولا زال الطلاب مشردين بدون مأوى
رغم أدائهم لواجب السكن السنة الفارطة (
والمحدد في 340 او 140 درهم لكل طالب). لقد تمت عملية احتيال كبرى في حق الطلاب.
السؤال الذي يطرح لماذا لم تخرج " النقابة الوطنية
للتعليم العالي " بمثل هذا البيان طيلة الفترة السابقة تدين فيه الهجوم
الكاسح للنظام على مكتسبات الجماهير الشعبية وعلى حقها المقدس في التعليم؟
فلماذا لم يدينوا الفضيحة التي تفجرت بكلية الحقوق حين
أقدمت إدارة الكلية على تسجيل بكالوريا 2007 مع العلم أن حاملي بكالوريا 2011 وما
قبلها تم إقصاؤهم، ونفس الشيء حصل بكلية الآداب؟.
يبدأ البيان بمقدمة:" اجتمع المكتب المحلي للنقابة
الوطنية للتعليم العالي يوم 30 يناير 2014 لدراسة مجموعة من القضايا النقابية
وطنيا ومحليا". نجد أن الاجتماع يخص دراسة القضايا النقابية وطنيا ومحليا إلا
أن مضمون البيان لا علاقة له بالتقديم ولم يذكر ولو نقطة تهم المستوى الوطني ولا
المحلي أيضا، فهل كان ذلك سهوا من أصحاب البيان أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ إنه
أمر متعمد يأتي في سياق مؤامرة كبرى تحاك ضد الحركة الطلابية والنهج الديمقراطي
القاعدي ونضالاته المشروعة، وأمام صعوبة طمس حقائق الواقع ينهج أسلوب الركوب على
الهوامش واستغلال أشياء تافهة وغريبة لتوفير الهشيم، قصد إشعال الفتيل لارتكاب
مجزرة دموية جديدة في حق الجماهير الطلابية، خصوصا وأن البيان يعبر عن وجهات نظر
لاتجاهات سياسية ( بشكل خاص، القوى الظلامية في شخص العدالة والتنمية/ النذالة
والتعمية )، كانت ولازالت تطبل وتعمل جاهدة على تمرير مخططات النظام الطبقية والتصفوية،
أما " النقابة الوطنية للتعليم العالي" فليست سوى بوابة لاستهداف الحركة
الطلابية، وللأسف الشديد كانت هذه الأخيرة
( النقابة ) في مرحلة تاريخية سابقة سندا حقيقيا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب
ونضالاته المشروعة، ولا زال الأساتذة
الشرفاء الذين ينتمي البعض منهم لها، يلعبون نفس الدور ويدافعون عن مطالب ونضالات
الطلبة، ونناشدهم بالمناسبة على التصدي لمثل هذه الأساليب الخسيسة والدنيئة، سواء
الحالية منها أو المستقبلية فالأمر يتعلق بمؤامرة كبرى تنفذ في حق الاتحاد الوطني
لطلبة المغرب، منها ما يتم تمريره الآن والقادم أخطر وهو
آت لا محالة، ولن نتفاجأ إن صدر
نفس الشيء بكلية العلوم والآداب.
وما يؤكد المفارقة العجيبة بالبيان هي الفقرة الثانية من
التقديم:" وقد وقف مطولا على الأحداث التي تعرفها الكلية خاصة احتلال المرافق الإدارية وعرقلة
حرية العمل بالمؤسسة".
لقد وقف الاجتماع مطولا على الأحداث التي تعرفها الكلية،
أي أن الاجتماع خصص فقط للهجوم على الكلية، أو بالأحرى احتلال المرافق الإدارية،
دون الوقوف على الأسباب التي أدت إلى سكن الطلبة بالكلية. وهي على الخصوص حرمان الآلاف من حقهم في السكن، فكان بالأحرى التنديد باغتيال
النظام للتاريخ النضالي للحي الجامعي الذي تخرج منه مناضلين وأطر عليا ومنهم
الأساتذة الجامعيون . والتنديد باحتلال
فيالق القمع بكل تلاوينها للحرم الجامعي وكلية الحقوق على الخصوص خلال الموسم
الفارط ( 15 أبريل وما بعده) ومع بداية الموسم الحالي؟
أما الاحترام
المتبادل فهذا ما يجسده المناضلون والمناضلات والجماهير الطلابية ميدانيا وما يلحون عليه
دائما وأمام الجميع.
ويؤكد البيان أخيرا على ضرورة مساهمة الجميع في ضمان
الجو المناسب للتدريس والبحث العلمي بالشكل الذي يخدم المصلحة الفضلى لطالبات
وطلبة الكلية. وليس هذا سوى خداعا ودغدغة لعواطف
الرأي العام، وإلا فماذا تعني ضرورة مساهمة الجميع في ضمان الجو المناسب ؟ هل
القبول بأمر الواقع أم رفضه عبر خلق أشكال نضالية، وفي هذا الصدد نجد أصحاب البيان
يستنكرون الإجابة الأخيرة وبالتالي فهم يدافعون عن الإبقاء على الوضع كما هو (وضع الأزمة
داخل الكلية).
وحتى نتكلم بلغة الواقع فهذا البيان يذكرنا ببيانات
السنة الفارطة حول" العنف بالجامعة" إلا أنه بعد هجوم النظام يوم 15 أبريل
وبعده بأبشع أنواع العنف ( حالة الرفيق بوبكر الهضاري لخير مثال) لم تحرك ساكنا،
على اعتبار أنها ( البيانات) كانت تفرش الأرضية لذلك الهجوم، كما يقال:" يجب
محو أثار الجريمة قبل ارتكابها".
حتى يفهم الجميع ما يقع فإن المبيتات الليلية بالكليات
الثلاث جاءت كشكل نضالي للضغط على الإدارات
من أجل تحقيق مطالب الطلاب العادلة والمشروعة واسترجاع مكتسباتها التي ضحى
من أجلها الشعب المغربي بالغالي والنفيس، وكذلك كبديل يضمن حق الطالب في السكن، في
ظل غياب الحي الجامعي، رغم أن الموسم قد
جاوز نصفه الأول.
ويبقى السؤال الوجيه هنا لماذا الخروج ببيان من هذا
النوع في هاته اللحظة بالذات؟، ولن يكون ذلك سوى تفريشا للأرضية المناسبة، وإسهاما
آخرا في ارتكاب مجزرة دموية في حق الجماهير ومناضليها ومناضلاتها، ويبقى الجواب للتاريخ وللمستقبل القريب.
و في الأخير لا يسعنا إلا أن نحيي الأساتذة الشرفاء
الذين كانوا ولا زالوا يدافعون عن مصالح أبناء الشعب ونناشدهم لاستنكار وإدانة، الهجوم
المسموم على مصالح ونضالات الجماهير الطلابية وفضح كل من يمتطي النقابة لحسابات
سياسية وتمرير مواقفه الخسيسة لمساندة النظام في تمرير مخططاته الطبقية، والأستاذ
بدوره ضحية من ضحاياها، كما نحيي عاليا الطلبة والطالبات على صمودهم البطولي داخل
الاعتصامات و المبيتات الليلية وعلى تشبتهم بمعركتهم النضالية.
لا سلام لا استسلام ... معركة إلى
الأمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق