في 27 ماي 2014
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لجنة المعتقل
تقرير حول المحاكمة الصورية ليوم 26 ماي 2014
في مسلسل هجوماته الشرسة،التي يشنها النظام من أجل الزحف
على ماتبقى من مجانية التعليم، عبر تمرير مخططاته الطبقية و التصفوية، التي كان
مصيرها الفشل، بفضل مواجهة و مقاومة الحركة الطلابية.
وفي مشهد آخر من مشاهد المسرحية ،ذات الخيوط المكشوفة و
المعالم الواضحة، التي فبرك النظام سيناريوهاتها، و قدمت فيها القوى الظلامية أحد
عناصرها ، في إطار الإعداد لتنفيذ الجريمة الحقيقية ، لإقبار الحركة الطلابية و
صوتها المكافح النهج الديمقراطي القاعدي، عبر تجريم مناضليه و الزج بهم في غياهيب
السجون.
تأتي أولى المحاكمات الصورية،في حق الرفاق الإحدى عشر
القابعين بزنازن القهر و الحرمان، إلى جانب الآخرين المتابعين في حالة سراح المؤقت
، بهذا الصدد، دعت لجنة المعتقل، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني
لطلبة المغرب، لتنظيم وقفة احتجاجية إلى جانب عائلات المعتقلين السياسيين، أمام
(محكمة الاستناف) للمطالبة بإطلاق السراح الفوري لكافة المعتقلين السياسيين، خاصة
المتابعين بدماء أيديهم نقية منها كل النقاء.
في صبيحة 26 ماي 2014 ، موعد تقديم الرفاق على أولى
أشواط التحقيق التفصيلي ، استنفرت جحافل القمع بمختلف تلاوينها و أشكالها، إذ عرفت
( محكمة الاستناف) تطويقا قمعيا رهيبا، جميع الطرق المؤدية إليها ـ ناهيك عن عناصر
القمع السرية و العلنية ، التي تطوف ذهابا و إيابا أمام المحكمة و كذلك التي تملئ المقاهي المحيطة بها
متحينة الفرصة للانقضاض على أحد الطلبة أو المناضلين .
حوالي الثامنة و النصف ،افتتحت قوى القمع محاولاتها لمنع
لجنة المعتقل من الحضور إلى جانب المعتقلين السياسيين،بطرد عائلاتهم و إجبارهم
بالقوة على مغادرة المحكمة أو حتى الوقوف أمام بابها، مستعملة كل أنواع السب و الشتم، و عبارات التخويف و الترهيب، كما قامت بعملية تمشيطية لمحيط المحكمة .اللهم إلا رجال القمع، و بعض عناصر القوى
الظلامية، التي لعبت أدوارا بوليسية بامتياز(تعقب
المناضلين،محاولة ترهيبهم و استفزازهم،الوشاية...) لينكشف و للمرة الألف، تواطؤها إلى جانب النظام لضرب كل الأصوات الحرة و المناضلة.
حوالي الساعة التاسعة ، تم إحضار الرفاق داخل سيارة
القمع المخصصة لنقل المعتقلين ،و أثناء إدخالهم خلسة من الباب الخلفي ، تعالت
أصواتهم مرددة شعار (نموت اشتياقا،نموت احتراقا،...) وهم في اليوم الأول من
الإضراب عن الطعام و الماء الذي يخوضونه إلى جانب باقي المعتقلين السياسيين، رافعين شارات النصر عاليا لعائلاتهم و رفاقهم المتواجدين بجنبات المحكمة، رغم الأغلال و الاصفاد التي تكبل أيديهم.
مباشرة بعد ذلك ازدادت أعداد هائلة من سيارات
القمع(صطافيط) و زادت حركيتها، و لكن إيمانا منها بعدالة و مشروعية قضيتها و
مطالبها ،و مبدئية و شرف مناضليها، أبت الجماهير الطلابية بمعية مناضليها و
مناضلاتها ،إلا أن تجسد الشكل النضالي ،متحدية كل الترسانة القمعية الحاضرة، و حوالي الساعة التاسعة و الربع صدحت حناجرهم بشعارات منددة بالمحاكمات
الصورية التي يتعرض لها الرفاق ، مطالبة بإطلاق سراحهم ، و رافضة كل الرفض
لتجريمهم ،الشئ الذي أثار أعصاب رجال القمع ،الذين بدؤوا بإصدار الأوامر بعشوائية
و هستيريا واضحة، لنسف الشكل النضالي و تكسير جماجم كل
الحاضرين فيه، ثم انطلقت حشود غفيرة من قوى القمع صوب الطلبة و المناضلين الحاضرين في الوقفة، لكن كما هو الحال دائما ،نحتت
الجماهير تمثالا آخر من تماثيل البطولة والصمود، إذ استمروا في تجسيد الوقفة ،و رافعين شارات
النصر في وجه عناصر القمع التي لا تبعد إلا ببضع خطوات عنهم ،مما سيزيد إشعال فتيل
غضبهم ،إلى أن هجموا عليهم و استمروا في مطاردتهم ،و بالرغم من هذا ظل الطلبة و
المناضلين يرفعون شعارات منددة بالتدخل القمعي في حقهم ،في الأزقة المجاورة ،إلى
أن التحقوا بالكليات، لتعلن حالة استنفار تلتها تظاهرة تنديدية جابت أرجاء الساحة
الجامعية.
بالموازاة مع ما كان ينفذه النظام انسجاما و طبيعته الدموية
،في حق لجنة المعتقل و عائلات المعتقلين ،ظل الرفاق في انتظار تقديمهم على
أنظار(قاضي التحقيق)،لمدة تزيد عن خمس ساعات ،ليصلهم خبر تأجيل المحاكمة إلى غاية2014/6/10
دون أن يغادروا قبو المحكمة ،و قد نال منهم التعب و العياء ، جراء الإضراب عن
الطعام و الماء ،وخاصة بعد فصول التعذيب التي تعرضوا لها بولاية القمع ،ليتم
اقتيادهم مرة أخرى بعيدا خلف القضبان ،وهم يرفعون شعارات أوطم و بعض الأغاني
الملتزمة ،معبرين بذلك عن استمرارهم على خط الجماهير وتشبتهم بقضايا الشعب و عموم
الكادحين.
للإشارة ، فحتى هيئة دفاع الرفاق المعتقلين ، لم تسلم من استقزازات بعض عناصر القوى الظلامية داخل المحكمة.
قد تستطيعون قطف كل الزهور... لكنكم لن تستطيعوا وقف زحف الربيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق