فاس في: 09 غشت 2014
الاتحاد
الوطني لطلبة المغرب لجنة المعتقل
معاناة الأمل...معاناة عائلة رفيقنا الغالي المعتقل السياسي مصطفى مزياني...
يوم
المعاناة، والأمل في الحياة، وزيارة مستودع الأحياء/الأموات، و ترقب موعد الزيارة،
يطول وقت الانتظار، وكأن الدقائق لا تمر، والدقيقة ثوانيها بطعم الحنظل المر...
أشارت
الساعة إلى الثانية والنصف بعد الزوال، عيون الأم جفت دموعها وأصفر وجهها، والأب
لا يقوى على تصبيرها، والعائلة كلها احتراق لرؤية ابنها تشتاق...، وصلت العائلة
إلى نافدة الغرفة الخامسة من الطابق الرابع "مصلحة الإنعاش"، لم يفتح الستار
بعد؟ أصاب العائلة صمت بطعم الزلزال، تحدو الانهيار واستمرت المعاناة واحتجوا على
هذه المعاملات...، أزيل "ستار الأمل" فأبصرنا الرفيق وهو بين أربع جدران
تحوم حوله أجهزة طبية، يقارع الموت وهو في يومه69 من الإضراب المفتوح عن الطعام،
أنظار العائلة تتجه نحو قفصه الصدري وكل آمالها في استمرار دقات قلبه، ابتسمت الأم
باكية ونظراتها البريئة تقول "مصطفى لن يموت"، تتلهف رغبة في لمس
جسده/جثته الذي حرمت من تحسسه، كل العائلة أصابعهم على زجاج النافدة تقول "لا
تمت نحن معك".
لم
تدم مدة رؤيته العشر دقائق، أهي زيارة أم عذاب ممنهج؟ توجهت العائلة ورفاقه إلى
"مصلحة الإنعاش" متشبيتين بمطلب الحصول على تقرير طبي للحالة الصحية
للرفيق، لم يجدوا في استقبالهم إلا رجال القمع الذين يطوقون "جناح الإنعاش"،
تساءل الأب قائلا :أتحرسون أنفاسه أم تسجنون جثته أم تزيدون من عذاب أمه؟.
عوض
تقديم التقرير قدموا لهم صدمة عبارة عن وصفة طبية تحمل قائمة من الأدوية، آمرينهم
بشرائها، وهم يعلمون أن اليوم هو يوم الأحد وصيدلية الحراسة تبعد كيلومترات، كي يزيدونهم
معاناة ، رفض الأب تسلم الوصفة قائلا :"ولدي لي وصلوا لهاد الحالة ايتحمل
لمسؤولية فصحتو "،فاحتجت معه كل العائلة، فحاولوا امتصاص غضبهم بقولهم أن
"إدارة السجن المحلي عين قادوس" هي التي تتحمل مصاريف الأدوية.
وتستمر
المعاناة، معانات ملؤها هم وغم، معاناة الأمل في ترقب لحظات الغد، العائلة لا تقدر
على مفارقة المكان، أمنيتهم لو أنهم يدفعون بعجلة الزمان كي يستقبلون شمس غد
ومعاناة من جديد في أمل أن تتحسن حالته وأن يطول عمره
المديد
لتغادر بعدها المستشفى والتعب يثقل كاهلها.
مزياني يا رفيق
سنواصل الطريق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق