العنوان الوحيد: لنقاوم رغم القمع و الإرهاب، و رغم الجوع و الحصار.. رغم كياناتنا الصغيرة .
المجد و الخلود للشهداء، الصمود و الشموخ لمن اختار صف شعب العمال و الفلاحين الفقراء و المهمشين، و سلك طريق الحرية و الانعتاق.. الخسة و الحقارة لمن تخاذل و استكان، و تواطئ و تآمر، الخزي لمن وضع يده في يد أعداء شعبنا و اختار طريق العبودية.
تحية رفاقية خالصة إلى الرفيقات و الرفاق الذين يعيشون حياة التجربة القاعدية، و تحية إلى الطاقات المناضلة و القواعد الأوطمية المتعاطفة، إلى كل صناع المستقبل المشرق القادم. .
تحية لكم أيها الأبطال.. إنكم أبناء أبرار لشعب مقاوم، لقد خرجتم من صلب وطن مزقه نظام التبعية و العمالة.. إنكم أمل شعب مقموع فقير، أثخنه الاضطهاد و القمع و الترويض الطويل، و غسل الأدمغة و شراء الذمة و الضمير.. شعب عظيم، نهبت خيراته و ثرواته، و سلبت إرادته، و ديست كرامته و وجدانه، من طرف نظام القتلة و اللصوص و المقابر الجماعية، بشكل يدفعنا لنقول، و بلغة الحقيقة و التاريخ، إن الحديث عن الحياة الإنسانية في ظل وجود هذا النظام، ليس سوى سراب خادع. و كل ما تطبل و تزمر له بوتيكات القوى السياسية بمختلف مشاربها، و دكاكين ما يسمى ب"المجتمع المدني" / طوابير المخابرات و المخبرين و المرتزقة، و المتاجرين في الدم و الشرف و الكرامة، المجتمعة على الولاء للديكتاتور، ليس سوى مساحيق تجميلية أريد بها إلباس قناع عصري لعجوز هرمت و هي تشارف نهايتها الحتمية.
ماذا بقي غير المقاومة بالأجساد النحيلة، و التضحية بالغالي و النفيس، و شعبنا رازح تحت نظام قمعي فاشي، يغتال المناضلين المخلصين، و يصفي الأصوات الحرة، و يخنق الكلمات في الحناجر و يسلب ابتسامات الأطفال و فرحهم، و يغتال أحلام الأمهات و فلذات أكبادهن...
لقد تعبنا من كثرة وضع الأصبع على الجرح النازف، دون تقديم جواب و دواء فعال متكامل، لقد تعبنا من الدمل الطفيلي، الذي أنهك الذوات المناضلة، هذا الورم الخبيث الذي زرعته و تزرعه وفق مخططات محبوكة، مختبرات النظام و أسياده، لتتم تصفية المبدئيين و المخلصين، و عزلهم و إبعادهم و تجريمهم، كي ينفرد بهم العدو، و يحل محلهم حملة المباخر و قارعي الطبول و ناشري السموم، مقدمين أنفسهم في صورة المدافعين عن شعب و عن تجربة هي بريئة منهم و هم أعداؤها و مناهضوها. .
ليس العيب أن نكون من بين المستهدفين لهذه المخططات و أن نكون من ضحاياها، فذلك وارد في عالم الصراع، لكن العيب، هو أن لا نستفيق، أن لا نواجه حقيقتنا، و نواقصنا و عجزنا و تخلفنا، أن لا تتحرك الضمائر، أن لا نحتكم للمبدأ، أن لا نتكلم الحقيقة بلسان الحقيقة، و نستخدم سلاح الشتائم، لنجندل الآخر، و لنخلق الانتصارات المزعومة. .
إن اقتلاع الداء من جذوره لا يمكن أن يأتي من طرف من يحرصون على البقاء في أبراجهم المهترئة، و بالجمود الميداني و الدينامية الشفوية و اللغوية، بل من طرف القابضين على الجمر، الراسخين في المبادئ و المواقف، بالمقاومة و الصمود، بالنزول إلى الشوارع و الساحات، إلى الجماهير، لتنظيم صفوفها و تأطيرها، كي تأخذ قضيتها بأيديها، فهي صانعة التاريخ. .
قاوموا و كافحوا، تنظموا و تقدموا، حصنوا ذواتكم، النظام العميل و المدافعين عن مشروع الاستعمار الجديد عدوكم، و الشعب حصنكم و أملكم، اجعلوا من المعتقلين السياسيين شموعا تنير لياليكم المظلمة، اجعلوا من تضحياتكم و تضحيات شعبكم مشاتل تنبت زهور الربيع، حولوا دماء الشهداء إلى بنادق...
أحر التحايا إلى المناضلين المبدئيين سواء في السجون الصغيرة، أو في السجن الكبير، و نرسل لهم خالص تحياتنا و حبنا و مودتنا، ليس المهم رسم الأهداف الثورية و التغني بها و شعاراتها، بل المهم أن نقدم في عملنا اليومي أشياء تقرب و تراكم نحو تحقيق الأهداف المرسومة، المهم أن نضحي لأجلها، و نؤدي أية ضريبة كانت كلما كان ذلك ضروريا. .
و خير ختام هو الكلام المشهود، الذي اختتم به الروائي الكبير" نيكولاي شروفسكي" رائعته الشهيرة " كيف نسقي الفولاذ دما": "... كانت كل حياتي، كل قواي موهوبة لأروع شيء في هذا العالم : النضال في سبيل تحرير الإنسانية ". .
و سيظل طيف رفيقنا المزياني معنا دوما، يهدينا السبيل كلما اشتدت الظروف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق