20شتنبر2014
الاتحاد الوطني لطلبة
المغرب جامعة ظهر المهراز
النظام والقوى
الظلامية يحضران لشوط آخر من المؤامرة
حينما يقول التاريخ كلمته، وقد قالها
في محطات تاريخية مشهودة، يوضع الكل في موقعه الحقيقي، يعري ويفضح أعداء الشعب،
يعري أصدقاء الشعب المزيفين أيضا ويجبرهم على النكوص والتزام موقعهم –مزبلة التاريخ-،
وبالمقابل ينصف أصحاب المواقف الفولاذية، الجذرية التي لا تقبل المساومة والخنوع،
التي لا تقبل سوى السير إلى جانب الجماهير صانعة التاريخ نفسه ويؤكد لها (الجماهير) على صحة طريقها نحو الخلاص، ويربطها
أكثر بقضاياها وطموحاتها.
فلن يختلف اثنان على أن نجاح معارك
الشعب المغربي والحركة الطلابية كجزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية وتحقيق
مطالبها وتحسين مكتسباتها لن يخدم إلا الجماهير الطلابية ومستقبل أبناء الشعب، في
مقابل ذلك سيشكل هزائم وضربات للنظام وكل الملتفين حوله ولخدامه الأوفياء، والقوى
الظلامية التي تتربع على رأس حكومته، ويشكل كذلك تهديدا لمصالحهم، التي هم مستعدين
لسفك الدماء من أجلها والتاريخ الأسود للنظام القائم كما القوى الظلامية مليء
بالجرائم الوحشية ضد الإنسانية.
حينما عجز النظام القائم عن إيقاف
التطور النوعي لمعركة الجماهير الطلابية بظهر المهراز خلال الموسم الفارط- التي هي
معركة الشعب المغربي في حقل التعليم- بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي ( حيث اعتمد
النظام الاعتقالات، محاولات الاغتيال، التدخلات القمعية المباشرة-5مارس، 28/29
مارس،...)، وضع الترتيبات الضرورية والدقيقة لمؤامرة دنيئة تكلفت عصابات
"العدالة والتنمية" بتنفيدها يوم 24أبريل2014 واستكمال مراحلها الأخيرة
بنفسه، حيث ظن أنه أعدم الموقع وخط الثورة بالمغرب الذي ينتمي إليه النهج
الديمقراطي القاعدي، إلا أنه ما لم يكن في حسابه هو أنه غير قادر على إيقاف زحف
الجماهير، التي كسرت كل الأوهام وفضحت المؤامرة بمعية مناضليها ومناضيلاتها ومناضلي
الشعب المغربي الغيورين، فاستمرت وبشكل أقوى معركتها رغم الاعتقالات التي طالت
خيرة مناضليها( تنظيم مسيرات يومية داخل وخارج الجامعة، تنظيم القافلة التضامنية الثانية، الاستمرار في
الاعتصام بالساحة الجامعية عبر "مخيم المهمشين" رغم الشروط القاسية،
مواجهة قوى القمع لتحصين الحرم الجامعي، يوم 22ماي2014، ويوم06يوليوز2014، والأعظم
من ذلك هو أرقى ما قدمه الرفيق مصطفى مزياني حيث جعل من حياته قربانا لرفاقه في
النهج الديمقراطي القاعدي وللجماهير الطلابية والشعب المغربي عامة، والكلمات
الأخيرة التي صرح بها خلال القافلة التضامنية الثانية لم تترك المجال لأحد من أجل
الهجوم على المناضلين وقضيتهم قضية الشعب المغربي في التحرر والانعتاق من نير
الاضطهاد والاستغلال الطبقيين. والكلمة الحق هو أن الشهيد مزياني كان على وعي
بالطريق الذي رسمه لنفسه حين دخل في الإضراب المفتوح عن الطعام، وكان وفيا لهذه
الطريق حين استشهد وأعلن ميلاده الجديد يوم 13غشت2014 بعد 72 يوم من البطولة
والتضحية.
وكان لعائلته ورفاقه والشعب المغربي
الشرف بالدفاع عنه والسير في طريقه، وكان لرفاقه في الدرب، المعتقلين السياسيين ،
الشرف بالسير على خطاه حين دخلوا في الإضراب المفتوح عن الطعام منذ 10غشت داخل
زنازن القهر والحرمان بسجن عين قادوس والتحق بالمعركة باقي المعتقلين السياسيين
(مكناس، مراكش،...).
كما سجلت لجنة عائلات المعتقلين
السياسيين وعائلة الشهيد آيات من البطولة وأصبحت قوة نضالية لا تهزم عبر خوضها لأشكال
نضالية متميزة (اعتصامات أمام سجن عين قادوس، أمام محكمة الاستئناف، داخل مستشفى (CHU)، الحضور
بمحطات نضالية خارج مدينة فاس( الرباط، طنجة، مولاي بوشتى، أوطاط الحاج، تاهلة،
المنزل، الدار البيضاء...). وكذا الأشكال التي خاضها المناضلون داخل وخارج المغرب.
وحينما تكسرت أوهام النظام على صخرة
النضال والتضحيات الجسام، وحيث أنه لازال جاثما على صدور أبناء الشعب المغربي،
ومصالحه تتهدد يوما بعد يوم، وليس من مصلحته استمرار المعركة. فقد جند ترسانته
القمعية مجددا وذلك بهجومه القمعي على عائلات المعتقلين السياسيين واعتقال الرفيق
زكرياء العزوزي الذي التحق برفاقه داخل سجن عين قادوس، إلى جانب أفراد من
العائلات، محاولا جس النبض وإعطاء رسائل واضحة خصوصا وأنه مقبل على المخطط
الاستراتيجي، بعدما نفد جرمته بتهديم الحي الجامعي الأول خلال عطلة الصيف، إلا أنه
اصطدم بصلابة المناضلين والطلبة والعائلات، وصمود بطولي للمعتقلين السياسيين
المضربين عن الطعام الذين وصلت حالتهم الصحية إلى مستويات خطيرة ( نقل الرفيقين
عبد النبي شعول وياسين المسيح إلى المركب الاستشفائي بعد تدهور حالتهم الصحية).
وأمام هذا الوضع ومن أجل تكسير شوكة
الحركة الطلابية والتطورات النوعية التي تعرفها معركة المجانية أو الاستشهاد، وعلى
شاكلة الموسم الفارط، تفاجأ الطلبة والطالبات خصوصا الجدد منهم بمليشيات
"العدالة والتنمية" مدججة بشتى أنواع الأسلحة وتضم عناصر غريبة، مرابطة
بالساحة الجامعية والكليات الثلاث منذ بداية الموسم (لعل الصور المنشورة بصفحات
الفايسبوك لخير دليل على ذلك)، تقوم بترهيب الطلبة والطالبات، بل وتتربص
بالمناضلين بمداخل والاعتداء عليهم داخل وخارج الجامعة ( كلية الحقوق يوم السبت
13شتنبر2014، كلية الآداب الاستفزازت والتهديدات بشكل يومي، الاعتداء على مناضلين
وطلبة بحي ليراك أمام مرأى ومسمع الجميع، تهيد المناضل جابر الرويجل بالتصفية
الجسدية والاغتصاب، الاعتداء على مناضلتين بشارع الكرامة حي منفلوري فاس...).
وأمام انكشاف طبيعتهم وجرائمهم (بدلائل وحجج مثبوتة) ستعمل هذه العناصر وبتعليمات
من " الجهات العليا" على نشر "بيان"/محضر ممسوخ يصرف نفس مضمون
خطاب النظام وحكومته الملتحية، الهجوم على المناضلين بالأسماء، وهم مناضلين
معروفين لدى الطلبة وأبناء الشعب ولدى الجميع مرو سابقا من تجربة الاعتقال
السياسي.
فمن لم يتضح له مضمون كل هاته التحركات
المشبوهة فليطلع على تصريح الوزير الفاشي"لحسن الدودي" لوكالة المغرب
العربي للأنباء يوم الثلاثاء 16شتنبر، والذي فعلا ينفد إملاءات صندوق النقد الدولي
بتفاني ويعبر عن ولائه لسيده عبر تأكيد على فرض رسوم التسجيل، الطرد الجماعي
للطلبة، الإجهاز على الأسس المادية للطلبة (المطعم، الحي، النقل، المنح،...)
التأكيد على المذكرة الثنائية بين "وزارة الداخلية" و "وزارة
التعليم"، التهجم وإعادة اغتيال الشهيد مصطفى مزياني...).
ومن أراد أن يعرف حقيقة الواقع أكثر
فلينزل إلى الميدان ليرى كيف يعيش الطلبة بعدما تم تشريدهم بتهديم الحي الجامعي،
وكم من أفواج الطلبة تم طردهم بالكليات الثلاث، كم سيشرد من الطلبة حينما ستقدم
شركة "سيتي باص" على الزيادة في تذكرة النقل...
إن كل معركة تعرف تطورات إلى الأمام،
وحين يعجز النظام على إقبارها، تستفيق خفافيش الظلام وتجيش غرباء عن الجامعة وتقف
عائق أمام تطور المعركة وتمارس الترهيب والتقتيل في حق الجماهير ومناضليها. وها هي
الآن قوى الغدر والظلام، بتعليمات من النظام، تحضر لتنفيذ شوط آخر من المؤامرة،
وتعطي الضوء الأخضر لآلة النظام القمعية التدخل بمبررات هي صنيعتها العنف، تمارسه
بيادق "العدالة والتنمية" ويكمل النظام جريمته النكراء في حق الجماهير
الطلابية .
فمن من مصلحته إجهاض المعركة؟ طبعا
النظام وأذياله، أما الجماهير الطلابية فأكيد أن مصلحتها
تطور المعركة ونجاحها لتحقيق مطالبها وتحسين مكتسباتها. فتحية لكافة الطلبة
والطالبات الذين يخوضون أشكالا نضالية منذ بداية الموسم (إعادة التسجيل، تسجيل
الباكالوريا " القديمة"، التحويل الداخلي والخارجي، والوقوف على
الخروقات التي تقوم بها إدارات الكليات...)، وتحية كذلك إلى رفيق ومناضل الصلب عادل
أوتنيل الذي دخل منذ بداية الأسبوع في اعتصام مفتوح أمام عمادة كلية الآداب دفاعا
عن حقه في مناقشة الدكتوراه.
فدعوة إلى كافة الجماهير الطلابية
الالتحاق بالجامعة من أجل بلورة أشكال نضالية أخرى كفيلة بتطوير المعركة النضالية،
ودعوة كافة المواقع الجامعية لاستنهاض الفعل النضالي وتطويره. فطريق النضال طويل
وصعب، إما إلى نهايته أو إلى نهايتنا المنطقية استشهادنا.
على درب رفيقنا
وشهيدنا مصطفى مزياني سائرون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق